الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخبار الكهنة كثيرة نذكر منها إن شاء الله تعالى في السيرة النبويّة جملة تقف عليها فى المبشرات برسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في السفر الرابع عشر من كتاب الأصل.
الزّجر
قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في زجر الطير: إنّ العلماء بهذا الفنّ قالوا:
اذا خرجت من منزلك تطلب حاجة، أو تخطب امرأة، فنعب غراب عن يمينك وعن يسارك أو سنح أو برح فامض فإنّك مدرك حاجتك إن شاء الله تعالى فإن تعب أمامك أو فوقك فارجع ففيها تأخير.
وإن خرجت تريد خصومة فنعب فوق رأسك فامض فإنك مدرك حاجتك إن شاء الله تعالى.
فإن خرجت تطلب دابّة فنعب عن يمينك أو يسارك على حائط مرتفع، فامض لحاجتك، فإن نعب أمامك فارجع.
وإن خرجت تطلب مالا ضلّ عنك أو سرق، فنعب غراب على شجرة يابسة فلا تطلبه فقد استهلك وقد يأتيك بعضه، فإن نعب على جدار جديد أو شجرة خضراء فإنك تصيب مالك إن شاء الله تعالى.
فإن خرجت تريد الضّالّ فنعب من ورائك، فارجع فليس لك في ذلك خيرة، وإن نعب عن يسارك فإنى خائف على نفسك إلا أن يشاء الله.
فإن خرجت تريد الصيد فنعب من فوقك فارجع فإن نعب أمامك فامض فإنّك تدرك خيرا.
وإن خرجت تطلب سلطانا في طلب مال أو حاجة فنعب عن يمينك ثمّ طار ثمّ نعب أدركت منه طلبتك إن شاء الله تعالى.
وإن خرجت تريد شراء شىء فنعب عن يمينك فإنه صالح، وإن نعب عن يسارك فلا خير فيه.
وإن خرجت من منزلك فرأيت غرابا يمسح منقاره على الأرض فإنك تصيب أو تأتيك هديّة من مكان بعيد.
وإن خرجت تطلب حاجة فنعب عن يمينك ثم قطع الطريق الى يسارك فنعب فإنك تدرك حاجتك عجلا إن شاء الله تعالى! فإن نعب فوق رأسك فارجع فإنى أخاف عليك بعض أعدائك.
وإن خرجت تريد سلطانا فنعب غراب وهو مستقبل الشرق فامكث يومك ذلك فإنى أخاف عليك.
فإن خرجت فرأيت غرابا ينفض ريشه؛ فإنه يأتيك خير عاجل.
وإن خرجت تريد أرضا بعيدة فرأيت غرابا ينتفض فامض لحاجتك؛ فإنك تدرك أملك إن شاء الله تعالى.
وإن خرجت تريد السلطان فوقع غراب على شىء فنعب ثلاث مرّات فامض لحاجتك؛ فهو خير عاجل وتيسير للحوائج إن شاء الله تعالى.
وإن خرجت فرأيت غرابا ناشرا جناحيه يريد الطيران فامض، فإن نعب فارجع يومك.
وإن خرجت تريد خصومة فنعب من فوقك فامض، وإن نعب فأجابه الآخر فهو جيّد صالح.
وإن خرجت تريد خصومة فنعب من فوقك أو شخّ فامض؛ فإنك تلقى في يومك ذلك ما تريد إن شاء الله تعالى.
وإن خرج جماعة وفيهم رجل شريف فشخّ غراب على رأس الشريف، ثم أتوا ملكا فإنهم يصيبون خيرا إن شاء الله تعالى.
وإن خرج يطلب حاجة الى سلطان فواجهه غراب فليمكث يومه ذلك ولا يمض فى تلك الحاجة، وإن نعب عن يمينه فقطع الطريق ثمّ وقع فهو يدرك حاجته.
وإن خرج يريد السلطان أو بعث اليه وهو لا يدرى فرأى غرابا يطير قليلا؛ ثم يقع فيلقط من الأرض شيئا فليمض فإنّه يصيب سلطانا ويلى قوما، وإن رأى غرابا يبحث فى الأرض فإنّ بعض أهله يموت سريعا، وإن رآه ينقر في الأرض فذلك ملك.
وإن خرج فرأى غرابا يطير ثمّ وقع ثلاث مرات وهو ساكت لا ينعب، فذلك غمّ يصيبه إلا أن يدفع الله عزّوجلّ عنه.
وإن خرج فرآه ينتفض ثم ينعب ثمّ يطير فذلك سلطان يناله ويتزوج؛ والعلم عند الله.
وإن خرج فرأى غرابا يطير ثمّ يقع فذاك خير وسرور يأتيه.
وإن خرج فرأى غرابا يطير نحو عين الشمس فذاك همّ يصيبه شديد.
وإن خرج فلقى بقرا فليرجع فإن لقى من البغال شيئا لم يركب فليرجع والمركوبة صالحة لا بأس بها.
وإن خرج يعود مريضا فنهق حمار عن يمينه أو عن يساره فالمريض صالح، وإن نهق خلفه فقد اشتدّ بالمريض مرضه وأنا خائف عليه.
وإن خرج يريد حاجة فاستقبله غلام يبكى وهو متلطّخ بعذرة وهو ذاهب والغلام راجع فليمض فإنّ حاجته تقضى، وإن استقبله غلام يعدو ويتلهّف فإن حاجته تعسر وتطول.
وإن خرج في حاجته فرأى ورشانا يطير، يرتفع ويهبط فليمض فإن ذلك أنجح لحاجته، وإن رآه يطير مستعليا فليرجع، وإن رأى حمامة مسرولة تطير من فوق رأسه وتدور فإنّ حاجته مقضيّة بعد بطء ومطل، وإن رأى حمامة هابطة واقعة تقع وتطير فإنّ ذلك خير صالح وسرور إن شاء الله تعالى.
وإن خرج من منزله فاستقبلته جنازة وجماعة فليرجع يومه ذلك ولا يعود لحاجته فإنّها غير مقضية، فإن كانت الجنازة قد جاوزته مدبرة فليذهب لحاجته؛ فإن ذلك صالح. وإن رأى نسوة الى المقابر وهنّ مقبلات نحوه فليقعد حتى يمضين عنه فإنّه أنجح لحاجته وإن رآهن مدبرات فليمض في حاجته فإنها مقضيّة.
وإن خرج من داره قرأى في أرضها نملا كثيرا وفي حائطها فليمض لحاجته فذلك خير وسرور يناله. فإن رأى ذبابا كثيرا مجتمعا على حائط وهو يسمع لهنّ دبيبا فذاك مرض يصيبه في بدنه أو يصيب بعض أهله. ومن رأى ذرّا كثيرا وقردانا فذلك فرح ورزق عاجل يناله إن شاء الله تعالى. ومن رأى دجاجتين تقتتلان بنقر بعضهما فذاك يدل على أنّه يقع بينه وبين امرأته كلام وغضب.
وإن خرج من منزله فرأى ورشانين يقتتلان في جوّ السماء رافعين وهابطين فيأتيه ما يسرّ به. وإن رأى كلبة والكلاب تطوف حولها ويتبع بعضها بعضا فإن كان عليه دين قضاه الله عنه وإن كانت له حاجة مهمة قضيت في وجهه ذلك وإن أراد شيئا يسّره الله له وإن أراد سفرا تهيّأ له ورجع سالما.
وإن خرج فرأى على رجل قربة ثمّ انشقت فليرجع الى منزله ويتعوّذ بالله من شرّ ذلك اليوم فإنّه مكروه جدّا.
وإن خرج فرأى رجلا وهو يريد أن يملأ قربة فليمض في حاجته فإنه فرح وسرور وخير يناله عاجلا إن شاء الله تعالى.
وإن خرج فرأى حمارا أو بغلا عليه راوية مملوءة فشأنه غير صالح وهو مكروه، وإن كان صاحب الراوية يريد أن يملأها فليمض فحاجته مقضية إن شاء الله تعالى.
وإن خرج من منزله فرأى جملا عليه حطب أو بعض منافع الناس فهو من علامات النجاح في الخصومة والظفر العاجل إن شاء الله تعالى، فإن رآه غير محمول عليه وعليه صاحبه فإنّ ذلك خير يأتيه وينعى اليه بعض أهله من مكان بعيد.
قال: وأرجو أن يدفع الله، فإن رآه مناخا يرغو فإن ذلك خير يأتيه ويخبر عن شىء ممّا يحبّ من تزويج أو غنيمة وهو صالح.
وإن خرج فرأى بعيرا قد شرد ورأى من يطلبه فإن ذلك نجاة من عدوّه وفرح قريب إن شاء الله تعالى.
وإن خرج فرأى بعيرا قد شرد فاجتمع عليه الناس فإن ذلك يدلّ على ظفره بعدوّه وانتقامه منه فليحمد الله على ما رأى ويشكره.
ومن خرج من منزله فرأى قردا يتقلّب والناس حوله فليمض لحاجته فإنّها مقضية.
وإن خرج فرأى القرد يلعب والناس مجتمعون عليه وقد صار لعبه الى أن يتقلّب ظهرا لبطن في الأرض فليرجع من وجهه ذلك فليس بموفّق وهو مكروه.
وإن خرج من منزله فرأى غلمانا يلعبون بالأكرة ويتسابقون فليمض في وجهه ذلك فإنّه يصيب رفعة وشرفا وتمكنا من السلطان ويصيب مالا عظيما.
وإن خرج فرآهم يلعبون بالصوالجة فهو رفعة ويدلّ على مال ردىء حرام يصيبه من سلطان ويركب أمرا عظيما من عمله فليتق الله.
وإن رأى جوارى يلعبن بالطرق كأنهنّ يزففن عروسا فهو خير وسرور ودخول فى أمر شريف وإنّه يربح ربحا عظيما وهو خير الزجر.
وإن خرج فرأى عصفورين يلقطان الحبّ فهو صالح، وإن رآهما يتسافدان فهو خير يناله في يومه، وإن رآهما مدبرين فليمض لحاجته فإنها مقضية إن شاء الله تعالى.
وإن خرج فتعلق بثوبه شىء فليرجع؛ فإنى أكره له أن يذهب في حاجته تلك.
وإن خرج فرأى حدأة تسفد حدأة وهى تصيح فهو نجاح فليمض لحاجته.
وإن خرج فعثر فلا يذهبن في تلك الحاجة وليؤخّرها.
ومن الزجر ما مخرجه مخرج الكهانة.
فمن ذلك ما حكى أنّ أميّة بن أبى الصلت الثقفىّ بينا هو يشرب مع إخوان له فى قصر عيلان بالطائف إذ سقط غراب على شرفة القصر فنعب نعبة فقال أميّة:
بفيك الكثكث أى التراب فقال له أصحابه: ما يقول؟ قال يقول: إنّك اذا شربت الكأس التى بيدك متّ، ثم نعب نعبة أخرى، فقال أميّة كمقالته الأولى فقال أصحابه: ما يقول؟ قال: يزعم أنّه يقع على هذه المزبلة في أسفل القصر فيستثير عظما فيبتلعه فيشجى به فيموت، فوقع الغراب على المزبلة فأثار العظم وابتلعه فشجى فمات، فأنكر أميّة ووضع الكأس من يده وتغيّر لونه فقال أصحابه: ما أكثر ما سمعنا
مثل هذا وكان باطلا وألحّوا عليه حتى شرب الكأس فمال فأغمى عليه ثم أفاق فقال:
لا برىء فأعتذر، ولا قوىّ فأنتصر، ثم خرجت نفسه.
وزعموا أن رجلا من كعب خرج في جماعة ومعه سقاء من لبن فسار صدر يومه فعطش فأناخ ليشرب فاذا غراب ينعب فأثار راحلته، ثم سار فلما أظهر أناخ ليشرب، فنعب الغراب وتمرّغ في التراب فضرب الرجل السقاء بسيفه فاذا فيه أسود ضخم فقتله، ثم سار فاذا غراب واقع على سدرة فصاح به فوقع على سلمة فصاح به فوقع على صخرة فانتهى اليها فأثار كنزا، فلما رجع الى أبيه قال له: إيه ما صنعت؟
قال: سرت صدر يومى، ثم أنخت لأشرب فنعب الغراب، قال أثرها وإلا فلست يا بنى! قال: أثرتها، ثم أنخت لأشرب فنعب الغراب وتمرّغ في التراب قال: اضرب السقاء وإلا لست يا بنى! قال: فعلت، فاذا أسود ضخم قال: ثم مه! قال: ثم رأيت غرابا على سدرة قال: أطره وإلا فلست يا بنى! قال: فعلت فوقع على سلمة قال:
أطره وإلا فلست يا بنى! قال: فعلت فوقع على صخرة قال: أحد يا بنىّ! فأحداه ومن الزجر: ما يروى أن كسرى أبرويز بعث الى النبىّ صلى الله عليه وسلم حين بعث زاجرا ومصوّرا وقال للزاجر: انظر ما ترى في طريقك وعنده، وقال للمصوّر:
إئتنى بصورته، فلما عاد اليه أعطاه المصوّر صورته صلى الله عليه وسلم فوضعها كسرى على وسادته، وقال للزاجر: ما رأيت؟ فقال: لم أر ما أزجره حتى الآن وأرى أمره يعلو عليك لأنك وضعت صورته على وسادتك.
وقيل: إن كثيّرا تعشّق امرأة من خزاعة يقال لها: أمّ الحويرث، فشبّب بها فكرهت أن يفضحها كما فضح عزّة فقالت له: إنّك رجل فقير لا مال لك فابتغ مالا،
ثم تعال فاخطبنى كما يخطب الكرام قال: فاحلفى لى ووثّقى أنّك لا تتروّجين حتى أقدم عليك فحلفت ووثقت له فمدح عبد الرحمن بن الأزدىّ وخرج اليه؛ فلقى ظباء سوانح، ولقى غرابا يفحص التراب بوجهه فتطيّر من ذلك حتى قدم على حىّ من لهب فقال: أيّكم يزجر؟ قالوا: كلّنا! فمن تريد؟ قال: أعلمكم بذلك! قالوا: ذلك الشيخ المنحنى الصلب، فأتاه فقصّ عليه القصّة فكره ذلك له وقال:
قد ماتت أو تزوّجت رجلا من بنى عمّها فقال كثيّر
تيممت لهبا أبتغى العلم عندهم
…
وقد ردّ علم العائفين الى لهب!
فيممت شيخا منهم ذا نحالة
…
بصيرا يزجر الطير منحنى الصّلب!
فقلت له: ماذا ترى في سوانح
…
وصوت غراب يفحص الأرض بالترب؟
فقال: جرى الطير السنيح ببينها
…
ونادى غراب بالفراق وبالسلب
فإن لا تكن ماتت فقد حال دونها
…
سؤال خليل باطن من بنى كعب
قال: ثم مدح الرجل الأزدىّ فأصاب منه خيرا، ثم قدم عليها فوجدها قد تزوّجت رجلا من بنى عمّها فأخذه الهلاس فكشح جنباه بالنار؛ فلمّا اندمل من علّته ووضع يده على ظهره فاذا هو برقمتين فقال: ما هذا؟ قالوا: أخذك الهلاس وزعم الأطباء أنّه لا علاج لك إلا بالكشح بالنار فكشحت بها فأنشأ يقول
عفى الله عن أمّ الحويرث ذنبها
…
علام تعنّينى وتكمى دوائيا؟
ولو آذنونى قبل أن يرقموا بها
…
لقلت لهم: أمّ الحويرث دائيا
وحكى أن صاحب الروم بعث الى النبىّ صلى الله عليه وسلم رسولا وقال له:
انظر أين تراه جالسا، ومن الى جانبه، وانظر ما بين كتفيه حتى الخاتم والشامة؛ فقدم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم على نشز واضعا قدميه في الماء، وعن يمينه علىّ عليه السلام؛ فلما رآه صلى الله عليه وسلم قال:«تحوّل فانظر ما أمرت به» فنظر ثم رجع الى صاحبه فأخبره الخبر فقال: ليعلونّ أمره وليملكنّ ما تحت قدمى وقال:
بالنشز العلوّ وبالماء الحياة.
ومن الزجر: ما روى عن أبى ذؤيب الهذلىّ قال: إنّه بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فأوجس أهل الحىّ خيفة عليه فبتّ بليلة ثابتة النجوم طويلة الأناة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها حتى اذا قرب السّحر غفوت فهتف لى هاتف يقول
خطب أجلّ أناخ بالإسلام
…
بين النخيل ومعقد الآطام
قبض النبىّ محمد فعيوننا
…
تذرى الدموع عليه بالتّسجام
قال أبو ذؤيب: فوثبت من نومى فزعا فنظرت الى السماء فلم أر إلّا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب، وعلمت أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم قد مات أو هو ميّت من علّته، فركبت ناقتى وسرت حتى أصبحت فطلبت شيئا أزجره، فعنّ لى شيهم قد أرم على صلّ وهو يتلوّى عليه والشيهم يقضمه حتى أكله فزجرت ذلك شيئا مهمّا فقلت: تلوّى الصّلّ: انفتال الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أوّلت أكل الشيهم إياه: غلبة القائم على الأمر فحثثت ناقتى حتى اذا كنت بالعلية زجرت الطير فأخبرنى بوفاته. ونعب غراب سانحا بمثل ذلك فتعوّذت من شرّ ما عنّ لى في طريقى، ثم قدمت المدينة ولأهلها ضجيج كضجيج الحجيج أهلّوا جميعا بالإحرام فقلت: مه! قالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت المسجد فأصبته خاليا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبت بابه مرتجد وقد