الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ما قيل في الافتخار
قالوا: أفخر بيت قالته العرب قول جرير
إذا غضبت عليك بنو تميم
…
حسبت الناس كلّهم غضابا
قال: دخل رجل من بنى سعد على عبد الملك بن مروان فقال له: ممن الرجل؟
قال: من الذين قال لهم الشاعر
اذا غضبت عليك بنو تميم،
البيت.
قال: فمن أيّهم أنت؟ قال: من الذين يقول فيهم القائل
يزيد بنو سعد على عدد الحصى
…
وأثقل من وزن الجبال حلومها
قال: فمن أيّهم أنت؟ قال: من الذين يقول لهم الشاعر
بنات بنى عوف طهارى نقية
…
وأوجههم عند المشاهد غرّان
قال: فمن أيّهم أنت؟ قال: من الذين يقول لهم الشاعر
فلا وأبيك ما ظلمت قريع
…
بأن يبنوا المكارم حيث شاءوا
قال: فمن أيّهم أنت؟ قال: من الذين يقول لهم الشاعر
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم
…
ومن يسوّى بأنف الناقة الذنبا
قال: اجلس، لا جلست، والله لقد خفت أن تفخر علىّ! وقالوا: أفخر بيت قالته العرب قول الفرزدق
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا
…
وإن نحن أومأنا الى الناس وقّفوا!
وقال عمرو بن كلثوم وهو أبلغ ما قاله جاهلىّ في الافتخار
ونحن الحاكمون إذا أطعنا
…
ونحن العائفون اذا عصينا!
ونحن التاركون لما سخطنا
…
ونحن الآخذون لما رضينا!
وقال إبراهيم بن العبّاس
إما ترينى أمام القوم متّبعا،
…
فقد أرى من وراء الخيل أتّبع
يوما أبيح فلا أرعى على نشب
…
وأستبيح فلا أبقى ولا أدع
لا تسألى القوم عن حىّ صبحتهم
…
ماذا صنعت؟ وماذا أهله صنعوا؟
وقالوا: من أحسن ما مدح به الرجل نفسه قول أعشى ربيعة
وما أنا في نفسى ولا في عشيرتى
…
بمهتضم حقّى ولا قارع سنّى
ولا مسلم مولاى عند جناية
…
ولا خائف مولاى من شرّ ما أجنى
وأن فؤادى بين جنبىّ عالم
…
بما أبصرت عينى وما سمعت أذنى
وفضّلنى في الشّعر واللّبّ أننى
…
أقول على علم وأعلم ما أعنى
فأصبحت إذ فضّلت مروان وابنه
…
على الناس قد فضّلت خير أب وابن
وقال أبو هفان
لعمرى لئن بيّعت في دار غربة
…
بناتى إذ ضاقت علىّ المآكل
فما أنا إلا السيف يأكل جفنه،
…
له حلية من نفسه وهو عاطل
قال أبو هلال العسكرىّ: ولا أعرف في الافتخار أحسن مما أنشده أبو تمام وهو
فقل لزهير إن شتمت سراتنا
…
فلسنا بشتّامين للمتشتّم
ولكننا نأبى الظّلام ونقتضى
…
بكلّ رقيق الشفرتين مصمّم
وتجهل أيدينا ويحلم رأينا
…
ونشتم بالأفعال لا بالتكلّم
ومن الافتخار قول السموءل بن عاديا من كلمته التى أوّلها
اذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
…
فكلّ رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
…
فليس إلى حسن الثناء سبيل
وقائلة ما بال أسرة عاديا
…
تنادى وفيها قلّة وحمول
تعيّرنا أمّا قليل عديدنا
…
فقلت لها إنّ الكرام قليل
وما قلّ من كانت بقاياه مثلنا
…
شباب تسامى للعلا وكهول
وما ضرّنا أنّا قليل وجارنا
…
عزيز وجار الأكثرين ذليل
وأنّا أناس لا نرى القتل سبّة
…
اذا ما رأته عامر وسلول
يقرّب حبّ الموت آجالنا لنا
…
وتكرهه آجالهم فتطول
وما مات منّا سيد حتف أنفه
…
ولا طلّ منّا حيث كان قتيل
تسيل على حدّ الظّباة نفوسنا
…
وليست على غير الظّباة تسيل
صفونا فلم نكدر وأخلص سرّنا
…
إناث أطابت حملنا وفحول
علونا الى خير الظهور وحطّنا
…
لوقت الى خير البطون نزول
فنحن كماء المزن ما في نصابنا
…
كهام ولا فينا يعدّ بخيل
وننكر إن شئنا على الناس قولهم
…
ولا ينكرون القول حين نقول
اذا سيّد منا خلا قام سيّد
…
قؤول لما قال الكرام فعول
وما أخمدت نار لنا دون طارق
…
ولا ذمّنا في النازلين نزيل
وأيامنا مشهورة في عدوّنا
…
لها غرر معلومة وحجول
وأسيافنا في كلّ شرق ومغرب
…
بها من قراع الدارعين فلول
معوّدة أن لا تسلّ نصالها
…
فنغمد حتى يستباح قبيل
سلى إن جهلت الناس عنا وعنهم
…
وليس سواء عالم وجهول
فإن بنى الديّان قطب لقومهم
…
تدور رحاهم حولهم وتجول
وقال أبو هلال العسكرىّ من قصيدة
وما ضاع مثلى حيث حلّت ركابه
…
بلى حيث ضاع المجد مثلى ضائع
ومثلى مخضوع له غير أنه
…
اذا كان مجهول الفضائل خاضع
ومثلى متبوع على كل حالة
…
فإن ينقلب وجه الزمان فتابع
وقال عبد الله بن المعتز
سألتكما بالله هل تعلماننى؟
…
ولا تكتما شيأ فعندكما خبرى
أأرفع نيران القرى لعفاتها
…
وأصبر يوم الروع في ثغرة الثّغر؟
وأسأل نيلا لا يجاد بمثله
…
فيفتحه بشرى ويختمه عذرى؟
ومن الافتخار قول بعض الشعراء، ويروى لحسّان بن ثابت من قصيدة أوّلها
أنسيم ريحك أم خيار العنبر
…
يا هذه، أم ريح مسك أزفر؟
قولى لطيفك أن يصدّ عن الحشى
…
سطوات نيران الأسى، ثمّ اهجرى
وانهى رماتك أن يصبن مقاتلى
…
فينال قومك سطوة من معشرى
إنّا من النّفر الذين جيادهم
…
طلعت على كسرى بريح صرصر
وسلبن تاجى ملك قيصر بالقنا
…
واجترن باب الدّرب لابن الأصفر
كم قد ولدنا من كريم ماجد
…
دامى الأظافر أو ربيع ممطر
خلقت أنامله لقائم مرهف
…
ولبذل مكرمة وذروة منبر
يلقى الرماح بوجهه وبصدره
…
ويقيم هامته مقام المغفر
ويقول للطّرف اصطبر لشبا القا
…
فهدمت ركن المجد إن لم تصبر
واذا تأمّل شخص ضيف مقبل
…
متسربل سر بال ثوب أغبر
أوما الى الكوماء هذا طارق
…
نحرتنى الأعداء إذ لم تنحر