الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومما قيل في الهجاء من النظم
فمن ذلك قول جرير وهو أهجى بيت قالته العرب
فغضّ الطّرف إنك من نمير
…
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
ولو وضعت فقاح بنى نمير
…
على خبث الحديد إذا لذابا
وقال عبد الملك بن مروان يوما لجلسائه: هل تعلمون أهل بيت قيل فيهم شعر ودّوا أنهم افتدوا منه بأموالهم، وشعر لم يسرّهم به حمر النّعم فقال أسماء بن خارجة: نحن يا أمير المؤمنين! قال: وما قيل فيكم: قال: قول الحارث بن ظالم
وما قومى بثعلبة بن سعد
…
ولا بفزارة الشّعر الرّقابا
فو الله يا أمير المؤمنين! إنى لألبس العمامة الصفيقة فيخيّل إلىّ أن شعر قفاى قد بدا منها، وقول قيس بن الخطيم
هممنا بالإقامة يوم سرنا
…
مسير حذيفة الخير بن بدر
فما يسرّنا أنّ لنا بها أو به حمر النّعم، فقال هانىء بن قبيصة النّميرىّ: أولئك نحن يا أمير المؤمنين! قال: ما قيل فيكم؟ قال قول جرير
فغضّ الطّرف إنك من نمير
والله لوددنا أننا افتديناه بأملاكنا، وقول زياد الأعجم
لعمرك ما رماح بنى نمير
…
بطائشة الصّدور ولا قصار
فو الله ما يسرّنا به حمر النّعم قال العسكرىّ وذكر أن جريرا لما قال
والتّغلبىّ إذا تنحنح للقرى
…
حكّ استه وتمثّل الأمثالا.
قال: قلت فيهم بيتا لو طعن أحدهم في استه لم يحكّها! وقالوا: مرت امرأة ببنى نمير فتغامزوا إليها فقالت: يا بنى نمير! لم تعملوا بقول الله ولا بقول الشاعر، يقول الله تعالى:(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ)
ويقول الشاعر
فغضّ الظّرف إنّك من نمير
فحجلوا؛ وكان النّميرىّ إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: من نمير، فصار يقول:
من بنى عامر بن صعصعة.
قال العسكرىّ: ولو قيل إنّ أهجى بيت قالته العرب قول الفرزدق لم يبعد وهو
ولو ترمى بلؤم بنى كليب
…
نجوم الليل ما وضحت لسارى
ولو يرمى بلؤمهم نهار
…
لدنّس لؤمهم وضح النّهار
وما يغدو عزيز بنى كليب
…
ليطلب حاجة إلا يحار
ومثله قول الآخر
ولو أنّ عبد القيس ترمى بلؤمها
…
على الليل لم تبد النجوم لمن يسرى
وقالوا: أهجى بيت قالته العرب قول الأعشى
تبيتون في المشتا ملاء بطونكم
…
وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
وهذا البيت من أبيات ولها سبب نذكره الآن في هذا الموضع وإن كان خارجا عن مكانه وذلك: أن عامر بن الطّفيل بن مالك وعلقمة بن علائة تنازعا الزعامة فقال عامر: أنا أفضل منك! وهى لعمّى ولم يمت، وعمّه عامر بن مالك بن جعفر ابن كلاب وكان قد أهتر وسقط، وقال علقمة: أنا أفضل منك! أنا عفيف، وأنت
عاهر، وأنا وفىّ وأنت غادر، وأنا ولود وأنت عاقر، وأنا أدنى الى ربيعة، فتداعيا الى هرم بن قطنة؛ ليحكم بينهما فرحلا اليه ومع كل واحد منهما ثلاثمائة من الإبل، مائة يطعمها من تبعه، ومائة يعطيها للحاكم، ومائة تعقر إذا حكم؛ فأبى هرم بن قطنة أن يحكم بينهما مخافة الشّرّ وأبيا أن يرتحلا؛ فخلا هرم بعلقمة وقال له: أترجو أن ينفّرك رجل من العرب على عامر فارس مضر؛ أندى الناس كفّا، وأشجعهم لقاء، لسنان رمح عامر أذكر في العرب من الأحوص، وعمّه ملاعب الأسنة، وأمّه كبشة بنت عروة الرّحال، وجدّته أم البنين بنت عمرو بن عامر فارس الضّحياء، وأمك من النّخع، وكانت أمّه مهيرة، وأمّ علاثة أخيذة من النّخع، ثم خلا بعامر فقال له:
أعلى علقمة تفخر؟ أنت تناوئه؛ أعلى بن عوف بن الأحوص؛ أعفّ بنى عامر وأيمنهم نقيبة، وأحلمهم وأسودهم وأنت أعور عاقر مشئوم! أما كان لك رأى يزعك عن هذا! أكنت تظنّ أن أحدا من العرب ينفّرك عليه؟ فلما اجتمعا وحضر الناس للقضاء قال: أنتما كركبتى الجمل فتراجعا راضيين.
قال العسكرىّ: والصحيح أنه توارى عنهما ولم يقل شيئا فيهما ولو قال: أنتما كركبتى الجمل لقال كل واحد منهما: أنا اليمنى، فكان الشرّ حاضرا؛ قال وسأله عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعد ذلك بحين: لمن كنت حاكما لو حكمت؟ فقال: أعفنى يا أمير المؤمنين! فلو قلتها لعادت جذعة. فقال عمر: صدقت! مثلك فليحكم.
قال فارتحلوا عن هرم لما أعياهم نحو عكاظ فلقيهم الأعشى منحدرا من اليمن، وكان لمّا أرادها قال لعلقمة: اعقد لى حبلا فقال: أعقد لك من بنى عامر! قال:
لا يغنى عنّى قال: فمن قيس! قال: لا، قال: فما أنا بزائدك، فأتى عامر بن الطفيل فأجاره من أهل السماء والأرض فقيل له: كيف تجيره من أهل السماء؟ قال: إن مات
وديته، فقال الأعشى لعامر: أظهر أنكما حكّتمانى ففعل؛ فقام الأعشى فرفع عقيرته (أى صوته) فى الناس فقال
حكّمتموه فقضى بينكم
…
أبلج مثل القمر الزاهر
لا يأخذ الرّشوة في حكمه
…
ولا يبالى خسر الخاسر
علقم لا لست الى عامر الناقض
…
الأوتار والواتر
واللابس الخيل بخيل اذا
…
ثار عجاج الكبّة الثائر
إن تسد الحوص فلم تعدهم
…
وعامر ساد بنى عامر
ساد وألفى رهطه سادة
…
وكابرا سادوك عن كابر
قال وشدّ القوم في أعراض الإبل المائة فعقروها وقالوا: نفّر عامر، وذهبت بها الغوغاء، وجهد علقمة أن يردّها فلم يقدر على ذلك، فجعل يتهدّد الأعشى فقال
أتانى وعيد الحوص من آل عامر
…
فيا عبسه عمرو لو نهيت الأحاوصا
فما ذنبنا إن جاش بحر ابن عمّكم
…
وبحرك ساج لا يوارى الدّعا مصا
كلا أبويكم كان فرعا دعامة
…
ولكنّهم زادوا وأصبحت ناقضا
تبيتون في المشتا ملاء بطونكم
…
وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
يراقبن من جوع خلال مخافة
…
نجوم العشاء العاتمات الغوامصا
رمى بك في أخراهم تركك النّدى
…
وفضّل أقواما عليك مراهصا
فعضّ حديد الأرض إن كنت ساخطا
…
بفيك وأحجار الكلاب الرّواهصا
قال فبكى علقمه لما بلغه هذا الشعر وكان بكاؤه زيادة عليه في العار، والعرب تعيّر بالبكاء؛ قال مهلهل
يبكى علينا ولا نبكى على أحد
…
ونحن أغلظ أكبادا من الإبل
وقال جرير
بكى دوبل لا يرقىء الله دمعه
…
ألا إنما يبكى من الذّل دوبل
قال عبد الملك بن مروان لأمية: مالك وللشاعر إذ يقول
إذا هتف العصفور طار فؤاده
…
وليث حديد الناب عند الشدائد
فقال: أصابه حدّ من حدود الله فأقمته عليه قال: فهلّا درأته عنه بالشّبهات؟
قال: كان أهون علىّ من أن أعطّل جدّا من حدود الله فقال: يا بنى أمية! أحسابكم أحسابكم، أنسابكم أنسابكم، لا تعرضوا للفصحاء فإن للشعر مواسم لا يزيدها الليل والنهار إلا جدّة، والله ما يسرّنى أنى هجيت ببيت الأعشى حيث يقول: تبيتون في المشتا الخ ولى الدنيا بحذافيرها ولو أن رجلا خرج من عرض الدنيا كان قد أخذ عوضا لقول ابن حرثان
على مكثريهم حقّ من يعتريهم
…
وعند المقلّين السماحة والبذل
وهذا البيت لزهير.
وقالوا أهجى بيت قالته العرب قول الحضيئة؟؟ في الزّبرقان بن بدر
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
…
وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى
ولهذا الشعر حكاية نذكرها في أخبار الحطيئة في البخلاء. وقيل: أتفق جماعة من الشعراء على أن أهجى بيت قالته العرب، قول الفرزدق في جرير
أنتم قرارة كلّ معدن سوءة
…
ولكلّ سائلة تسيل قرار
أخذه أبو تمام فقال
وكانت زفرة ثم اطمأنت
…
كذاك لكل سائلة قرار
وقالوا أهجى بيت قالته العرب قول الأخطل لجرير
ما زال فينا رباط الخيل معلمة
…
وفي كليب رباط اللّؤم والعار
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم
…
قالوا لأمهم: بولى على النّار
قالت بنو تميم: ما هجينا بشىء، هو أشدّ علينا من هذا البيت، وهو يتضمن وجوها شتّى من الذّم: جعلهم بخلاء بالقرى، وجعل أمّهم خادمهم، يأمرونها بكشف فرجها، وجعلهم يبخلون بالماء أن يطفئوا به النار، وجعل نارهم من قلّتها تطفى ببولة، وأغرى بينهم وبين المجوس، لتعظيم المجوس للنار، وإهانتهم لها إلى غير ذلك.
وقالوا أهجى بيت قالته العرب قول الطرمّاح
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا
…
ولو سلكت طرق المكارم ضلّت
وقيل أهجى بيت قالته العرب قول الأعرابىّ
اللؤم أكرم من وبر ووالده
…
واللؤم أكرم من وبر وما ولدا
قوم إذا ما جنى جانيهم أمنوا
…
من لؤم أحسابهم أن يقتلوا قودا
وقال مسلم بن الوليد يهجو دعبل الخزاعىّ
أما الهجاء فدقّ عرضك دونه
…
والمدح عنك كما علمت جليل
فاذهب فأنت طليق عرضك إنّه
…
عرض عززت به وأنت ذليل
وكان سبب ذلك أنه كان بخراسان عند الفضل بن سهل، فبلغ دعبل ما هو فيه من الحظوة عنده، فصار إلى مرو، وكتب الى الفضل بن سهل
لا تعبأن بابن الوليد فإنه
…
يرميك بعد ثلاثة بملال
إن الملول إذا تقادم عهده
…
كانت مودّته كفىء ضلال
فدفع الفضل الرّقعة إلى مسلم، فلما قرأها قال: هل عرفت لقب دعبل وهو غلام أمرد يفسق به؟ فقال: لا، قال: كان يلقّب بميّاس، وكتب إليه
مياس قل لى: أين أنت من الورى؟
…
لا أنت معلوم ولا مجهول
أما الهجاء الخ، ومنه أخذ إبراهيم بن العباس فقال
فكن كيف شئت وقل ما تشاء
…
وأبرق يمينا وأرعد شمالا
نجابك لؤمك منجا الذّباب
…
حمته مقاذيره أن ينالا
وأنشد لجاحظ ووثقت أنّك لا تسبّ
…
حماك لؤمك أن تنالا
وقال الآخر
بذلّة والديك كسيت عزّا
…
وباللؤم اجترأت على الجواب
وقال آخر
دناءة عرضك حصن منيع
…
يقيك إذا ساء منك الصنيع
فقل لعدوّك ما تشتهى
…
فأنت المنيع الرفيع الوضيع
وقال أبو نواس
ما كان لو لم أهجه غالب
…
قام له هجوى مقام الشرف
يقول: قد أسرف في هجونا
…
وإنما ساد بذاك السّرف
عائب؟؟، لا تسع لتبنى العلا،
…
بلغت مجدا بهجائى، فقف
قد كنت مجهولا ولكننى
…
نوّهت بالمجهول حتى عرف
وقال أبو هلال العسكرىّ
أهنت هجائى يابن عروة، فانتحى
…
علىّ ملام الناس في البعد والقرب
وقالوا: أتهجو مثله في سقوطه؟
…
فقلت لهم: جرّبت سيفى في كلب
وقال ابن لنكك
وعصبة لمّا توسّطهم
…
صارت علىّ الأرض كالخاتم
كأنّهم من سوء أفهامهم
…
لم يخرجوا بعد إلى العالم
يضحك إبليس سرورا بهم
…
لأنهم عار على آدم
وقالوا أهجى بيت قاله محدّث قول الآخر
قبحت مناظرهم، فحين خبرتهم،
…
حسنت مناظرهم لقبح المخبر
وقال العسكرىّ: ولست أعرف في الهجاء أبلغ من قول الأوّل
إن يفجروا أو يغدروا،
…
أو يبخلوا لم يحفلوا
وغدوا عليك مرجّلين
…
كأنّهم لم يفعلوا!
ومن البليغ قول حسان
أبناء حار، فلن تلقى لهم شبها
…
إلا التيوس على أكتافها الشّعر
إن نافروا نفروا، أو كاثروا كثروا،
…
أو قامرو الربح عن أحسابهم قمروا
كأنّ ريحهم في الناس إن خرجوا
…
ريح الكلاب إذا ما مسّها المطر
وقال أيضا
أبوك أبو سوء وخالك مثله
…
ولست بخير من أبيك وخالكا
وإن أحقّ الناس أن لا تلومه
…
على اللؤم من ألفى أباه كذلكا
وقال الآخر
سل الله ذا المنّ من فضله
…
ولا تسألنّ أبا واثله
فما سأل الله عبد له
…
فخاب ولو كان من باهله
وقال آخر
ولو قيل للكلب: يا باهلىّ
…
لأعول من قبح هذا النسب!
وقال زياد: ما هجيت ببيت قطّ أشدّ علىّ من قول الشاعر
فكّر، ففى ذاك إن فكّرت معتبر
…
هل نلت مكرمة إلا بتأمير
عاشت سميّة ما عاشت وما علمت
…
أن ابنها من قريش في الجماهير
وقال إبراهيم بن العباس
ولما رأيتك لا فاسق
…
تهاب ولا أنت بالزاهد
وليس عدوّك بالمتّقّى
…
وليس صديقك بالحامد
أتيت بك السوق سوق الهوان
…
فناديت: هل فيك من زائد؟
على رجل غادر بالصديق
…
كفور لنعمائه جاحد
فما جاءنى رجل واحد
…
يزيد على درهم واحد
سوى رجل حان منه الشقىء
…
وحلّت به دعوة الوالد
فبعتك منه بلا شاهد
…
مخافة ردّك بالشاهد
وأبت الى منزلى سالم
…
وحلّ البلاء على الناقد
وقال العسكرىّ
إن كان شكلك غير متّفق
…
فكذا خلالك غير مؤتلفه
صوّرت من نطف قد اختلفت
…
فأتت خلالك وهى مختلفه
من عصبة شتى اذا اجتمعوا
…
شبّهت داركم بهم عرفه
فورثت من ذا قبح منظره
…
وورثت ذاك خناه أو صلفه
وقال الحسن بن مطران شاعر اليتيمة
كم غصت في مدحك فكرا على
…
درّ نفيس غير مثقوب
ولم يغض رأيك يوما على
…
برّى، ولا رأى لمكذوب
إن كان موعودك في الجود لى
…
أكذب من موعود عرقوب
فإنّ أخبارك في مدحتى
…
أكذب من ذئب ابن يعقوب
وقال أحمد بن محمد بن حامد شاعر الخريدة
بليت بقوم ما لهم في العلايد
…
ولا قدم تسعى لبذل الصنائع
اذا نظرت عينى اليهم تنجّست
…
برؤيتهم طهّرتها بالمدامع
وقال المتنبّى
إن أوحشتك المعالى
…
فإنها دار غربه
أو آنستك المخازى
…
فإنها يك؟؟ أشبه
وقال أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحجّاج
ولقد عهدتك تشتهى
…
قربى، وتستدعى حضورى
وأرى الجفا بعد الوفا
…
مثل النفسا؟؟ بعد البخور
يا خرية العدس الصحيح
…
النّبى، والخبز الفطير
فى جوف منحلّ الطبيعة
…
والقوى شيخ كبير
يجرى فيخرج سرمه
…
شبرين من وجع الزحير
يا؟؟ نتموة أبعد العشا
…
بالبيض واللبن الكثير
وفطائر عجنت بلا الملح
…
الجريش ولا الخمير
يا نتن رائحة الطبيخ
…
إذا تغيّر في القدور
يا عشّ بيض القمل فرّخ
…
فى السوالف والشعور
يا بول صبيان الفطا
…
م ويا خراهم في الحجور
يا بعض تدخين الحشا
…
فى الصوم من تخم السّحور
يا حرّ قولنج البطو
…
ن وبردّ أعصاب الظهور
يا ذلّة المظلوم أصبح
…
وهو معدوم النصير
يا سوء عاقبة التفقّد
…
عند تشبيه الأمور
يا كلّ شىء متعب
…
متعقّد صعب عسير
يا حيرة الشيخ الأصمّ
…
، وحسرة الحدث الضرير
يا قعدة في دجلة
…
والريح تلعب بالجسور
يا قرحة السلّ التى
…
هدّت شراسيف الصدور
يا أربعاء لا تدو
…
ربه مخافات الشهور
يا هدّة الحيطان تنقض
…
بالمعاول والمرور
يا قرحة في ناظر
…
غلظوا عليها بالذّرور
فتسلّخت مع ما يليها
…
في الجفون من البثور
يا خيبة الأمل الذى
…
أمسى يعلّل بالغرور
يا غلمة المتخدّرا
…
ت وراء أبواب القصور
يا وحشة الموتى إذا
…
صاروا إلى ظلم القبور
يا ضجرة المحموم بالغدوات
…
من ماء الشعير
يا شؤم إقبال الشتا
…
ءأضرّ بالشيخ الفقير
يا دولة الحسن التى
…
خسفت بأيّام السّرور
يا ضجّة الضّجر المصدّع
…
بالتنازع والشّرور
يا عثرة القلم المرشش
…
بين أثناء السطور
يا ليلة العريان غبّ
…
عشيّة اليوم المطير
يا نومعة في شمس آ
…
ب على التراب بلا حصير
يا فجأة المكروه في البيوم
…
العبوس القمطرير
يا نهمة الكلب الرضيع
…
ونكهة الليث الهصور
يا عيش عان موثق
…
فى القيد مغلول أسير
يا حدّة الرّمد الذى
…
لا يستفيق من القطور
يا غيشة الكنّاس من
…
شمّ الذرائر والعبير
يا حيرة العطشان وقت
…
الظّهر في وسط الهبير
من لى بأن تلقاك خيل
…
بنى كلاب بلا خفير
وأرى بعينى لحمك المطبوخ
…
فى حرّ الهجير
فى الأرض ما بين السباع
…
وفي السما بين النّسور
وقال المتنبّى
يمشى بأربعة على أعقابه
…
تحت العلوج ومن وراء يلجم
وجفونه ما تستقرّ كأنها
…
مطروفة أو فتّ فيها حصرم
وتراه أصغر ما تراه ناطقا
…
ويكون أكذب ما يكون ويقسم