الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال حبيب الطائىّ
لئن جحدتك ما أوليت من كرم
…
إنى لفى اللؤم أمضى منك في الكرم
أنسى ابتسامك- والألوان كاسفة-
…
تبسّم الصبح، فى داج من الظّلم
رددت رونق وجهى في صفيحته
…
ردّ الصّقال صفاء الصارم الخذم
وما أبالى- وخير القول أصدقه-
…
حقنت لى ماء وجهى أم حقنت دمى
ذكر ما قيل في الشجاعة والصبر والإقدام
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الشجاعة غريزة يضعها الله فيمن يشاء من عباده، إن الله يحبّ الشجاع ولو على قتل حيّة» .
وقالوا: حدّ الشجاعة سعة الصدر بالإقدام على الأمور المتلفة.
وسئل بعضهم عن الشجاعة فقال: جبلّة نفس أبيّة، قيل له: فما النجدة؟ قال:
ثقة النفس عند استرسالها الى الموت، حتى تحمد بفعلها دون خوف.
وقيل لبعضهم: ما الشجاعة؟ فقال: صبر ساعة. وقال بعض أهل التجارب:
الرجال ثلاثة: فارس، وشجاع، وبطل، فالفارس: الذى يشدّ اذا شدّوا، والشجاع:
الداعى الى البراز والمجيب داعيه، والبطل: الحامى لظهور القوم اذا ولّوا.
قال يعقوب بن السكّيت في كتاب الألفاظ: العرب تجعل الشجاعة في أربع طبقات، تقول: رجل شجاع، فاذا كان فوق ذلك، قالوا: بطل، فاذا كان فوق ذلك، قالوا: بهمة، فاذا كان فوق ذلك، قالوا: اليس.
وقال بعض الحكماء: جسم الحرب: الشجاعة، وقلبها: التدبير، ولسانها:
المكيدة، وجناحها: الطاعة، وقائدها: الرفق، وسائقها: النصر.
قالوا: لما ظفر المهلّب بن أبى صفرة بالخوارج، وجّه كعب بن معدان الى الحجّاج، فسأله عن بنى المهلّب، فقال: المغيرة فارسهم وسيّدهم، وكفى بيزيد فارسا شجاعا، وجوادهم وشيخهم: قبيصة، ولا يستحيى الشجاع أن يفرّ من مدرك، وعبد الملك: سمّ ناقع، وحبيب: موت زعاف، ومحمد: ليث غاب، وكفاك بالمفضّل نجدة، قال: فكيف خلّفت جماعة الناس؟ قال: خلّفتهم بخير، قد أدركوا ما أملوا، وأمنوا ما خافوا، قال: فكيف كان بنو المهلّب فيهم؟ قال:
كانوا حماة السّرح نهارا، فاذا أليلوا ففرسان البيات، قال: فأيّهم كان أنجد؟ قال:
كانوا كالحلقة المفرغة، لا يدرى أين طرفها، قال: فكيف كنتم أنتم وعدوّكم؟
قال: كنّا اذا أخذنا، عفونا، واذا اجتهدوا، اجتهدنا فيهم، فقال الحجّاج:(إنّ العاقبة للمتّقين) .
وقالوا: أشجع بيت قالته العرب قول العباس بن مرداس السلمىّ
أشدّ على الكتيبة لا أبالى
…
أحتفى كان فيها أم سواها؟
وقد مدح الشعراء الشجاعة وأهلها، وأوسعوا في ذلك، فمن ذلك قول المتنبّى
شجاع كأنّ الحرب عاشقة له
…
اذا زارها فدّته بالخيل والرّجل
وقال أيضا
وكم رجال بلا أرض لكثرتهم
…
تركت جمعهم أرضا بلا رجل
ما زال طرفك يجرى في دمائهم
…
حتى مشى بك مشى الشارب الثمل
وقال العماد الإصفهانىّ
قوم إذا لبسوا الحديد الى الوغى
…
لبس الحداد عدوّهم في المهرب
المصدرون الدّهم عن ورد الوغى
…
شقرا تجلّل بالعجاج الأشهب
وقال أبو الفرج الببغاء
واليوم من غسق العجاجة ليلة
…
والكرّ يخرق سجفها الممدودا
وعلى الصّفاح من الكفاح وصدقه
…
ردع أحال بياضها توريدا
والطعن يغتصب الجياد شياتها
…
والضرب يقدح في التليل وقودا
وعلى النفوس من الحمام طلائع
…
والخوف ينشد صبرها المفقودا
وأجلّ ما عند الفوارس حثّها
…
فى طاعة الهرب الجياد القودا
حتى إذا ما فارق الرأى الهوى
…
وغدا اليقين على الظنون شهيدا
لم يغن غير أبى شجاع والعلا
…
عنه تناجى النصر والتأييدا
وقال أيضا وروى للبحترىّ
من كلّ متّسع الأخلاق مبتسم
…
للخطب إن ضاقت الأخلاق والحيل
يسعى به البرق، إلا أنه فرس
…
فى صورة الموت إلا أنه رجل
يلقى الرماح بصدر منه ليس له
…
ظهر وهادى جواد ما له كفل
وقال البحترىّ
معشر أمسكت حلومهم الأر
…
ض وكادت لو لاهم أن تميدا
فإذا الجدب جاء كانوا غيوثا
…
وإذا النقع ثار ثاروا أسودا
وكأنّ الإله قال لهم في ال
…
حرب كونوا حجارة أو حديدا
وقال مسلم
لو أنّ قوما يخلقون منيّة
…
من بأسهم كانوا بنى جبريلا
قوم إذا حمى الوطيس لديهم
…
جعلوا الجماجم للسيوف مقيلا