الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شَهَادَةُ الْبَدَوِيِّ عَلَى الْقَرَوِيّ
(د)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ بَدَوِيٍّ عَلَى صَاحِبِ قَرْيَةٍ (1) "(2)
(1) الْبَدَوِيّ هُوَ الَّذِي يَسْكُن الْبَادِيَة فِي الْمَضَارِب وَالْخِيَام، وَلَا يُقِيم فِي مَوْضِع خَاصّ، بَلْ يَرْتَحِل مِنْ مَكَان إِلَى مَكَان وَصَاحِب الْقَرْيَة هُوَ الَّذِي يَسْكُن الْقُرَى ، وَهِيَ الْمِصْر الْجَامِع.
قَالَ فِي النِّهَايَة: إِنَّمَا كُرِهَ شَهَادَة الْبَدَوِيّ لِمَا فِيهِ مِنْ الْجَفَاء فِي الدِّين وَالْجَهَالَة بِأَحْكَامِ الشَّرْع ، وَلِأَنَّهُمْ فِي الْغَالِب لَا يَضْبِطُونَ الشَّهَادَة عَلَى وَجْههَا.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُشْبِه أَنْ يَكُون إِنَّمَا كَرِهَ شَهَادَة أَهْل الْبَدْو لِمَا فِيهِمْ مِنْ عَدَم الْعِلْم بِإِتْيَانِ الشَّهَادَة عَلَى وَجْههَا، وَلَا يُقِيمُونَهَا عَلَى حَقّهَا لِقُصُورِ عِلْمهمْ عَمَّا يُغَيِّرهَا عَنْ وَجْههَا، وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد ، وَذَهَبَ إِلَى الْعَمَل بِالْحَدِيثِ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَاب أَحْمَد، وَبِهِ قَالَ مَالِك وَأَبُو عُبَيْد، وَذَهَبَ الْأَكْثَر إِلَى الْقَبُول ،
قَالَ اِبْن رَسْلَان: وَحَمَلُوا هَذَا الْحَدِيث عَلَى مَنْ لَمْ تُعْرَف عَدَالَته مِنْ أَهْل الْبَدْو ، وَالْغَالِب أَنَّهُمْ لَا تُعْرَف عَدَالَتهمْ. عون المعبود - (ج 8 / ص 100)
(2)
(د) 3602 ، (جة) 2367، (ك) 7048 ، (هق) 20971 ، وصححه الألباني في الإرواء: 2674
(حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَهْدَتْ أُمُّ سُنْبُلَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَبَنًا ، فَلَمْ تَجِدْهُ، فَقُلْتُ لَهَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ نَهَى أَنْ يُؤْكَلَ طَعَامُ الْأَعْرَابِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا مَعَكِ يَا أُمَّ سُنْبُلَةَ؟ "، قَالَتْ: لَبَنًا أَهْدَيْتُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:" اسْكُبِي أُمَّ سُنْبُلَةَ " ، فَسَكَبَتْ، فَقَالَ:" نَاوِلِي أَبَا بَكْرٍ " ، فَفَعَلَتْ، فَقَالَ:" اسْكُبِي أُمَّ سُنْبُلَةَ " ، فَسَكَبَتْ، فَنَاوَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم " فَشَرِبَ "، قَالَتْ عَائِشَةُ - وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ مِنْ لَبَنٍ أَسْلَمَ وَأَبْرَدَهَا عَلَى الْكَبِدِ -: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ كُنْتُ حُدِّثْتُ أَنَّكَ قَدْ نَهَيْتَ عَنْ طَعَامِ الْأَعْرَابِ؟، فَقَالَ:" يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِالْأَعْرَابِ، هُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ (1) وَإِذَا دُعُوا أَجَابُوا، فَلَيْسُوا الْأَعْرَابِ "(2)
(1) أهل الحاضرة: ساكني المدن والقرى والريف.
(2)
(حم) 25054، (ك) 7168 ، (يع) 4773 ، (طح) 6184 ، انظر الصَّحِيحَة: 2985 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.