الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اَلِاسْتِمَاعُ لِلْمَعَازِفِ الْمُحَرَّمَةِ مِنَ الْكَبَائِر
(1)
قَالَ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (2)
(الضياء)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَوْتَانِ مَلْعُونَانِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: صَوْتُ مِزْمَارٍ عِنْدَ نِعْمَةٍ (3) وَصَوْتُ مُرِنَّةٍ (4) عِنْدَ مُصِيبَةٍ "(5)
(1) المعازف: آلات الطَّرَب.
(2)
[لقمان: 6]
(3)
قال الألباني في الصحيحة: في الحديث تحريم آلات الطرب ، لأن المزمار هو الآلة التي يُزمر بها ، وهو من الأحاديث الكثيرة التي تَرُدُّ على ابن حزم إباحتَه لِآلات الطرب. أ. هـ
(4)
الرَّنَّة: صَوْتٌ مَعَ الْبُكَاء ، فِيهِ تَرْجِيع كَالْقَلْقَلَةِ وَاللَّقْلَقَة، يُقَال: أَرَنَّتْ فَهِيَ مُرِنَّة. (النووي - ج 1 / ص 213)
(5)
الضياء في " المختارة "(131/ 1) ، (بز) 7513 ، (كنز) 40661 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3801 ، الصَّحِيحَة: 427
(خم د جة)، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْخَزَّ (1) وفي رواية: (يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ (2) وَالْحَرِيرَ) (3)(وَلَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا ، يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ (4) وَالْمُغَنِّيَاتِ) (5)(يَأتِيهِمْ آتٍ (6) لِحَاجَةٍ ، فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا) (7)(فَيَخْسِفُ اللهُ بِهِمْ الْأَرْضَ)(8)(وَيَمْسَخُ مِنْهُمْ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ")(9)
(1) قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْمَشْهُورُ فِي رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ بِالْإِعْجَامِ، وَهُوَ (الخَزّ) ضَرْبٌ مِنْ الْإِبْرَيْسَمِ. نيل الأوطار (ج12ص423)
وَالْإِبْرَيْسَمُ: هُوَ الْحَرِيرِ. المصباح المنير (ج 2 / ص 340)
قَالَ أَبُو دَاوُد (ح4039): وَعِشْرُونَ نَفْسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ أَكْثَرُ لَبِسُوا الْخَزَّ ، مِنْهُمْ أَنَسٌ ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ.
وقَالَ فِي مُنْتَقَى الْأَخْبَار: وَقَدْ صَحَّ لُبْسُهُ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَة رضي الله عنهم. عون المعبود - (ج 9 / ص 64)
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ في النيل (ج3ص41): لَا يَخْفَاكَ أَنَّهُ لَا حُجَّةَ فِي فِعْلِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ ، وَإِنْ كَانُوا عَدَدًا كَثِيرًا، وَالْحُجَّةُ إِنَّمَا هِيَ فِي إِجْمَاعِهِمْ عِنْدَ الْقَائِلِينَ بِحُجِّيَّةِ الْإِجْمَاع، وَقَدْ أَخْبَرَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِهِ أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْخَزّ وَالْحَرِيرَ ، وَذَكَرَ الْوَعِيدَ الشَّدِيدَ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ الْمَسْخِ إِلَى الْقِرَدَة وَالْخَنَازِير. أ. هـ
قال الحافظ فِي الفَتْح (16/ 398): وَقَدْ ثَبَتَ لُبْسُ الْخَزِّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَغَيْرهمْ ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَبِسَهُ عِشْرُونَ نَفْسًا مِنْ الصَّحَابَة وَأَكْثَر ، وَأَوْرَدَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ جَمْعٍ مِنْهُمْ ، وَأَعْلَى مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ: مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق عَبْد الله بْن سَعْد الدَّشْتَكِيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْت رَجُلًا عَلَى بَغْلَة ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةُ خَزٍّ سَوْدَاءَ ، وَهُوَ يَقُول:" كَسَانِيهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ".
وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبة مِنْ طَرِيق عَمَّار بْن أَبِي عَمَّار قَالَ: أَتَتْ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَم مَطَارِفَ خَزٍّ ، فَكَسَاهَا أَصْحَابَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
وَالْأَصَحُّ فِي تَفْسِيرِ الْخَزِّ ، أنها ثِيَابٌ سَدَاهَا مِنْ حَرِيرٍ ، وَلُحْمَتهَا مِنْ غَيْره.
وَقِيلَ: تُنْسَجُ مَخْلُوطَةً مِنْ حَرِيرٍ وَصُوفٍ أَوْ نَحْوه.
وَقِيلَ: أَصْلُهُ اِسْمُ دَابَّةٍ يُقَال لَهَا: الْخَزّ ، سُمِّيَ الثَّوْبُ الْمُتَّخَذُ مِنْ وَبَرهِ خَزًّا لِنُعُومَتِهِ ، ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى مَا يُخْلَطُ بِالْحَرِيرِ ، لِنُعُومَةِ الْحَرِير.
وَعَلَى هَذَا ، فَلَا يَصِحُّ الِاسْتِدْلَالُ بِلُبْسِهِ عَلَى جَوَازِ لُبْسِ مَا يُخَالِطهُ الْحَرِيرُ مَا لَمْ يُتَحَقَّقُ أَنَّ الْخَزَّ الَّذِي لَبِسَهُ السَّلَفُ كَانَ مِنْ الْمَخْلُوطِ بِالْحَرِيرِ.
وَأَجَازَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ لُبْس الْخَزِّ ، مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شُهْرَة.
وَعَنْ مَالِكٍ: الْكَرَاهَة. أ. هـ
(2)
(الْحِرْ): الْمُرَادُ بِهِ الزِّنَى. سبل السلام - (ج 3 / ص 33).
قال الشوكاني: وَيُؤَيِّدُ الرِّوَايَةَ بِالْمُهْمَلَتَيْنِ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: " يُوشِكُ أَنْ تَسْتَحِلَّ أُمَّتِي فُرُوجَ النِّسَاءِ وَالْحَرِيرَ " ،
وَوَقَعَ عِنْدَ الدَّاوُدِيِّ بِالْمُعْجَمَتَيْنِ أَيْ: (الخَزّ) ثُمَّ تَعَقَّبَهُ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ لِأَنَّ كَثِيرًا مِنْ الصَّحَابَةِ لَبِسُوهُ. نيل الأوطار - (ج 12 / ص 423)
(3)
(خ) 5268 ، (د) 4039 ، صَحِيح الْجَامِع: 5466 ، الصَّحِيحَة: 91
(4)
المعازف: آلات الطرب.
(5)
(جة) 4020 ، (حم) 22951
(6)
يَعْنِي: الْفَقِيرَ.
(7)
(خ) 5268
(8)
(جة) 4020
(9)
(د) 4039 ، (خ) 5268
(ت طب)، وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ ، وَمَسْخٌ ، وَقَذْفٌ (1)" ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟) (2) (قَالَ: " إِذَا شَرِبُوا الْخُمُورَ، وَاتَّخَذُوا الْقَيْنَاتِ (3) وَضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ) (4) وفي رواية:" إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْقَيْنَاتُ ، وَاسْتُحِلَّتِ الْخَمْرُ "(5)
(1) القذف: رميٌ بالحجارة من جهة السماء. فيض القدير (4/ 604)
(2)
(ت) 2212 ، (جة) 4059
(3)
القَيْنات: جمع قَيْنَة، وهي: الجارية المُغَنِّيَة.
(4)
ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي "(ق 153/ 1)، صَحِيح الْجَامِع: 5467 ، الصَّحِيحَة: 2203
(5)
(طب) 5810 ، (ت) 2212 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3665
(ك طب)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لَيَبِيتَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَكْلٍ وَلَهْوٍ وَلَعِبٍ ، ثُمَّ لَيُصْبِحُنَّ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ)(1)(بِشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ ، وَقَطِيعَتِهِمُ الرَّحِمَ ")(2)
(1)(طب) 7997 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5354 ، والصَّحِيحَة: 1604
(2)
(ك) 8572 ، وصححه الألباني في كتاب: تحريم آلات الطرب ص67
(د حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى أُمَّتِي الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ (1) وَالْمِزْرَ (2)) (3)(وَالْكُوبَةَ)(4)(وَالْقِنِّينَ (5)) (6)(وَقَالَ: وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ")(7)
(1) المَيْسِر: القِمار.
(2)
(الْمِزْر): نَبِيذٌ يُتَّخَذُ مِنْ الذُّرَة ، أَوْ مِنْ الْحِنْطَة ، أَوْ الشَّعِير. عون المعبود (ج8ص184)
(3)
(حم) 6547 ، انظر الصحيحة: 1708
(4)
(حم) 2476 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
وقَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ: مَا الْكُوبَةُ؟ ، قَالَ: الطَّبْلُ.
وقَالَ صاحب المُغْرِب: (الْكُوبَةُ): الطَّبْلُ الصَّغِيرُ الْمُخَصَّرُ. وَقِيلَ: النَّرْدُ.
(5)
القنِّين: البَرابِط ، ومفرده بُرْبُط ، وهو العود من آلات الموسيقى.
(6)
(حم) 6547 ، انظر الصحيحة: 1708
(7)
(د) 3685 ، (حم) 2625
(د جة حم)، وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ:(كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فَسَمِعَ صَوْتَ زُمَّارَةِ رَاعٍ، فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ)(1)(وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنْ الطَّرِيقِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ؟، فَأَقُولُ: نَعَمْ ، فَيَمْضِي ، حَتَّى قُلْتُ: لَا)(2)(فَرَفَعَ إِصْبَعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ)(3)(وَأَعَادَ رَاحِلَتَهُ إِلَى الطَّرِيقِ)(4)(وَقَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " فَسَمِعَ)(5)(صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ ، فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا ")(6)
(1)(جة) 1901 ، (د) 4924
(2)
(حم) 4965 ، (د) 4924
(3)
(د) 4924
(4)
(حم) 4965 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(5)
(د) 4924
(6)
(حم) 4965 ، (د) 4924 ، (جة) 1901 ، وصححه الألباني في هداية الرواة: 4739 ، وكتاب (تحريم آلات الطرب) ص116، وصحيح موارد الظمآن: 1689
(س)، وَعَنْ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ كِتَابًا ، فِيهِ: وَقَسْمُ أَبِيكَ لَكَ الْخُمُسُ كُلُّهُ ، وَإِنَّمَا سَهْمُ أَبِيكَ كَسَهْمِ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وَفِيهِ حَقُّ اللهِ ، وَحَقُّ الرَّسُولِ ، وَذِي الْقُرْبَى ، وَالْيَتَامَى ، وَالْمَسَاكِينِ ، وَابْنِ السَّبِيلِ ، فَمَا أَكْثَرَ خُصَمَاءَ أَبِيكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَكَيْفَ يَنْجُو مَنْ كَثُرَتْ خُصَمَاؤُهُ؟ ، وَإِظْهَارُكَ الْمَعَازِفَ وَالْمِزْمَارَ بِدْعَةٌ فِي الْإِسْلَامِ ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْكَ مَنْ يَجُزُّ (1) جُمَّتَكَ (2) جُمَّةَ السُّوءِ. (3)
(1) أَيْ: يَقْطَع.
(2)
الْجُمَّة: هِيَ مِنْ شَعْرِ الرَّأسِ مَا سَقَطَ عَلَى الْمَنْكِبَيْنِ ، وَلَا كَرَاهَة فِي اِتِّخَاذِ الْجُمَّة ، فَلَعَلَّهُ كَرِهَ لِأَنَّهُ كَانَ يَتَبَخْتَرُ بِهَا ، فَلِذَلِكَ أَضَافَهَا إِلَى السُّوء ، وَالله تَعَالَى أَعْلَم. شرح سنن النسائي - (ج 5 / ص 446)
(3)
(س) 4135 ، وقال الألباني: صحيح الإسناد مقطوع.