الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَشَبُّهُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ ، وَتَشَبُّهُ النِّسَاءِ بِالرِّجَال مِنَ الْكَبَائِر
(س حم هب)، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ [أَبَدًا] (1) ولَا يَنْظُرُ اللهُ عز وجل إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ ، الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ ، وَالدَّيُّوثُ) (2) وفي رواية:(وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ " ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا مُدْمِنُ الْخَمْرِ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الدَّيُّوثُ؟ ، قَالَ: " الَّذِي لَا يُبَالِي مَنْ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ (3) ") (4)
وفي رواية: " الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخُبْثَ "(5)
(1)(هب) 10800 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3062 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2071
(2)
(س) 2562 ، (حم) 6180 ، انظر الصَّحِيحَة: 674 ، 1397
(3)
أَيْ: الذي يرى فيهن ما يسوءُه ، ولا يغارُ عليهن ، ولا يمنعهن ، فَيُقِرُّ في أهله الخُبْث (الزِّنَا). مرقاة المفاتيح (ج 11 / ص 296)
(4)
(هب) 10800
(5)
(حم) 5372 ، صَحِيح الْجَامِع: 3052 ،صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2366
(د)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:" لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ "(1)
(1)(د) 4098 ، (حم) 8292
(خ)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:" لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنْ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ ، وَقَالَ: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ (1) قَالَ: فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فُلَانًا "، وَأَخْرَجَ عُمَرُ رضي الله عنه فُلَانًا. (2)
الشرح (3)
(1) أَيْ: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ مَسَاكِنِكُمْ أَوْ بَلَدِكُمْ. عون المعبود (10/ 460)
(2)
(خ) 5547 ، (ت) 2784
(3)
أَيْ: لَا يَجُوزُ لِلرِّجَالِ التَّشَبُّهُ بِالنِّسَاءِ فِي اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ الَّتِي تَخْتَصُّ بِالنِّسَاءِ ، وَلَا الْعَكْس ، وَكَذَا فِي الْكَلَامِ وَالْمَشْيِ.
فَأَمَّا هَيْئَةُ اللِّبَاسِ ، فَتَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ عَادَةِ كُلِّ بَلَد ، فَرُبَّ قَوْمٍ لَا يَفْتَرِقُ زِيُّ نِسَائِهِمْ مِنْ رِجَالِهِمْ فِي اللُّبْس ، لَكِنْ يَمْتَاُزُ النِّسَاءُ بِالِاحْتِجَابِ وَالِاسْتِتَار.
وَأَمَّا ذَمُّ التَّشَبُّهِ بِالْكَلَامِ وَالْمَشْي ، فَمُخْتَصٌّ بِمَنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَصْلِ خِلْقَتِهِ ، فَإِمَّا يُؤْمَرُ بِتَكَلُّفِ تَرْكِهِ ، وَالْإِدْمَانِ عَلَى ذَلِكَ بِالتَّدْرِيجِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ وَتَمَادَى ، دَخَلَهُ الذَّمّ ، وَلَا سِيَّمَا إِنْ بَدَا مِنْهُ مَا يَدُلُّ عَلَى الرِّضَا بِهِ ، وَأَخْذُ هَذَا وَاضِحٌ مِنْ لَفْظِ الْمُتَشَبِّهِينَ.
وَأَمَّا إِطْلَاقُ مَنْ أَطْلَقَ كَالنَّوَوِيِّ أَنَّ الْمُخَنَّثَ الْخَلْقِيَّ لَا يَتَّجِهُ عَلَيْهِ اللَّوْمُ ، فَمَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى تَرْكِ التَّثَنِّي وَالتَّكَسُّرِ فِي الْمَشْيِ وَالْكَلَامِ بَعْد تَعَاطِيهِ الْمُعَالَجَةَ لِتَرْكِ ذَلِكَ ، وَإِلَّا مَتَى كَانَ تَرْكُ ذَلِكَ مُمْكِنًا وَلَوْ بِالتَّدْرِيجِ ، فَتَرَكَهُ بِغَيْرِ عُذْرٍ ، لَحِقَهُ اللَّوْم. عون المعبود (9/ 129)
(د)، وَعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: إِنَّ امْرَأَةً تَلْبَسُ النَّعْلَ (1) فَقَالَتْ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَةَ مِنْ النِّسَاءِ (2) "(3)
(1) أَيْ: النَّعْلُ الَّتِي تَخْتَصُّ بِالرِّجَالِ ، فَمَا حُكْمهَا؟.عون المعبود (9/ 131)
(2)
أَيْ: لَعَنَ اللَّاتِي يَتَشَبَّهْنَ بِالرِّجَالِ فِي زِيِّهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ وَكَلَامِهِم ، فَأَمَّا فِي الْعِلْمِ وَالرَّأي ، فَمَحْمُود. عون المعبود - (ج 9 / ص 131)
(3)
(د) 4099 ، صَحِيح الْجَامِع: 5096 ، جلباب المرأة المسلمة ص 146
(خد)، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ:" مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ رَجُلٌ مُتَخَلِّقٌ بِخَلُوقٍ (1) فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَأَعْرَضَ عَنِ الرَّجُلِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعْرَضْتَ عَنِّي؟ ، قَالَ: " بَيْنَ عَيْنَيْكَ جَمْرَةٌ (2) " (3)
(1) الْخَلُوقُ: طِيبٌ مَعْرُوفٌ مُرَكَّبٌ يُتَّخَذُ مِنْ الزَّعْفَرَانِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الطِّيبِ ، وَتَغْلِبُ عَلَيْهِ الْحُمْرَةُ وَالصُّفْرَةُ. تحفة الأحوذي (7/ 129)
(2)
وذلك لأنه تشبَّهَ بالنساء بِسَبَبِ تخلُّقِه بالخَلوق ، وَقَدْ وَرَدَ الْأَمْرُ تَارَةً بِإِبَاحَتِهِ، وَتَارَةً بِالنَّهْيِ عَنْهُ ، وَالنَّهْيُ أَكْثَرُ وَأَثْبَتُ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ لِأَنَّهُ مِنْ طِيبِ النِّسَاءِ ، وَكُنَّ أَكْثَرَ اِسْتِعْمَالًا لَهُ مِنْهُمْ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ أَحَادِيثَ النَّهْيِ نَاسِخَةٌ. تحفة الأحوذي (ج7ص129)
(3)
(خد) 1020 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 782