الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبَاب السَّابِع فِي كَيْفيَّة الْغسْل وَمَا ابتدع فِيهِ
جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنه [صلى الله عليه وسلم] : " (كَانَ إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة يبْدَأ فَيغسل يَدَيْهِ ثمَّ يفرغ بِيَمِينِهِ على شِمَاله فَيغسل فرجه ثمَّ يتَوَضَّأ، ثمَّ يَأْخُذ المَاء فَيدْخل أَصَابِعه فِي أصُول الشّعْر، ثمَّ حفن على رَأسه ثَلَاث حفنات ثمَّ أَفَاضَ على سَائِر جسده، ثمَّ غسل رجلَيْهِ " وروى مُسلم عَن أم سَلمَة رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَت لرَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] : " إِنِّي امْرَأَة أَشد شعر رَأْسِي، أفأنقضه لغسل الْجَنَابَة؟ وَفِي رِوَايَة والحيضة؟ قَالَ لَا إِنَّمَا يَكْفِيك أَن تحثي على رَأسك ثَلَاث حثيات " وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة قَالَت: " كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] من إِنَاء وَاحِد تخْتَلف أَيْدِينَا فِيهِ من الْجَنَابَة " زَاد ابْن حبَان " وتلتقي أَيْدِينَا ".
ثمَّ النِّيَّة وَاجِبَة ومحلها الْقلب، فَلَا يشرع قَول: نَوَيْت رفع الحدثين الْأَكْبَر والأصغر، إِذْ هُوَ بِدعَة - واعتقاد تحتم - نِيَّة الاغتراف لَا أصل لَهُ بل هُوَ بِدعَة، - وظنهم - أَن مَاء غسل الْجَنَابَة نجس خطأ وَجَهل، وَالْحق أَنه لَا ينجس إِلَّا إِذا بَال المغتسل فِيهِ - وَمن الْجَهْل - ظنهم أَن الْجنب إِذا عمل فِي زراعته أَو صناعته أَو تِجَارَته، يحصل لَهُ أَو لغيره خطر أَو ضَرَر ولابد، وَلذَا ترى كثيرا مِمَّن يَعْتَقِدُونَ هَذَا يفوهون بِهَذَا الْكَلَام لبَعْضهِم كثيرا، وَهَذَا جهل فَاحش - وَكَذَا اعْتِقَادهم - أَن على الْجنب بِكُل خطْوَة لعنة، وَأَنه إِذا دخل على المرمود عميت عينه، وَلم يرج لَهُ شِفَاء، وَأَن الْجنب يمْنَع من حلق شعره، وتقليم أظافره، وَمن الْحجامَة، وَكله بَاطِل لما رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن أنس قَالَ:" كَانَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] يَدُور على نِسَائِهِ فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة من اللَّيْل أَو النَّهَار، وَهن إِحْدَى عشرَة ".
وَكَذَا من الأباطيل اعْتِقَاد النِّسَاء أَن الْمَرْأَة الْجنب إِن باشرت عجن الْعَجِين فسد بِسَبَب جنابتها، وَأَن الْبركَة تضيع من كل شَيْء تضع يَدهَا فِيهِ.