الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَصَححهُ فِي الْجَامِع.
الْحَادِي وَالْعِشْرين: الصَّلَاة عَلَيْهِ عِنْد الْوضُوء لحَدِيث سهل بن سعد أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " لَا وضوء لمن لم يصل على النَّبِي " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَضَعفه فِي الْجَامِع، قَالَ ابْن الْقيم وَعبد الْمُهَيْمِن يَعْنِي رِوَايَة لَا يحْتَج بِهِ، وَقَالَ مرّة مُتَّفق على تَركه.
فَهَذَا وَاحِد وَعِشْرُونَ موطناً لَا يصلى فِيهَا بِمَا صَحَّ أَو حسن سَنَده على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ويواظب عَلَيْهَا المحبون لَهُ السَّابِقُونَ إِلَى الْخيرَات المسارعون. فَهَل لكم أَيهَا المدعون لمحبة الرَّسُول [صلى الله عليه وسلم] أَن تَكُونُوا بِهَذِهِ النُّصُوص عاملين؟ إِذْ فِيهَا الْأجر الْعَظِيم من رب الْعَالمين كلا بل تتركون هَذَا الْوَارِد كُله طول حَيَاتكُم، وَبعد التأذين فَقَط تَكُونُونَ بهَا صارخين؟ وَإِن هَذَا قطعا لَيْسَ من عَلامَة المحبين لسَيِّد الْمُرْسلين، وَإِن أحدكُم لَا يُؤمن حَتَّى يكون هَوَاهُ تبعا لما جَاءَ بِهِ هَذَا الْمَعْصُوم الْأمين. لَيْسَ ابتداع المبتدعين واختراع المخترعين.
وَقد روى أَحْمد والشيخان وَالنَّسَائِيّ رحمه الله عَن أنس قَالَ: [صلى الله عليه وسلم]" لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى أكون أحب إِلَيْهِ من وَلَده ووالده وَالنَّاس أَجْمَعِينَ " وَثَبت عَن عمر رضي الله عنه أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله لأَنْت أحب إِلَيّ من كل شَيْء إِلَّا من نَفسِي قَالَ: " لَا يَا عمر حَتَّى أكون أحب إِلَيْك من نَفسك؟ قَالَ: فوَاللَّه لأَنْت الْآن أحب إِلَيّ من نَفسِي، قَالَ الْآن يَا عمر " فعلامة محبتكم لرَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] كَثْرَة صَلَاتكُمْ عَلَيْهِ بالمأثور الْمَشْرُوع، لَا الْمُحدث المبتدع المخترع الْمَمْنُوع.
فصل فِي قبح ترك الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم]
قد عدهَا الْحَافِظ ابْن حجر فِي كِتَابه الزواجر من الْكَبَائِر فَقَالَ: الْكَبِيرَة
السِّتُّونَ: ترك الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] عِنْد سَماع ذكره، ثمَّ سرد الْأَحَادِيث وَسَنذكر بَعْضهَا هُنَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى. فَفِي الْجَامِع برمز الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ:" أَيّمَا قوم جَلَسُوا فَأَطَالُوا الْجُلُوس ثمَّ تفَرقُوا قبل أَن يذكرُوا الله تَعَالَى ويصلوا على نبيه، كَانَت عَلَيْهِم ترة من الله إِن شَاءَ عذبهم وَإِن شَاءَ غفر لَهُم " وَأخرجه أَيْضا أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان وَأحمد، وَفِيه " الْبَخِيل من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَليّ " وَتقدم قَرِيبا. قَالَ الشَّوْكَانِيّ: قَالَ الْفَاكِهَانِيّ: وَهَذَا أقبح بخل وشح لم يبْق بعده إِلَّا الشُّح بِكَلِمَة الشَّهَادَة. وَفِي الحَدِيث دَلِيل على وجوب الصَّلَاة على النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) قَالَ: " رغم أنف رجل ذكرت عِنْده فَلم يصل عَليّ وَرَغمَ أنف رجل دخل عَلَيْهِ رَمَضَان ثمَّ انْسَلَخَ قبل أَن يغْفر لَهُ. وَرَغمَ أنف رجل أدْرك عِنْده أَبَوَاهُ الْكبر فَلم يدْخلَاهُ الْجنَّة " وَفِيه عَن جَابر عَنهُ ( [صلى الله عليه وسلم] )" من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَليّ فقد شقي " وَقَالَ رَوَاهُ ابْن السّني وَحسنه. قلت ضعفه النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار، وَفِيه برمز الطَّبَرَانِيّ عَن الْحُسَيْن عَنهُ ( [صلى الله عليه وسلم] ) :" من ذكرت عِنْده فَخَطِئَ بِالصَّلَاةِ على خطئَ طَرِيق الْجنَّة " وَعلم لحسنه. وَفِيه عَن ابْن عَبَّاس: " من نسي - أَي ترك - الصَّلَاة على خطئَ طَرِيق الْجنَّة " أَي فَلم يبْق لَهُ إِلَّا طَرِيق النَّار. ورمز لِابْنِ مَاجَه وَحسنه دون شَارِحه، لَكِن قَالَ الشَّوْكَانِيّ فِي شرح الْحصن: وَفِي إِسْنَاده جبارَة بن الْمُغلس وَهُوَ مُخْتَلف فِي الِاحْتِجَاج بِهِ أه، وَفِي الزواجر عَن أبي عَاصِم عَنهُ ( [صلى الله عليه وسلم] ) " أَلا أخْبركُم بأبخل النَّاس؟ - قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله - قَالَ من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَليّ فَذَلِك أبخل النَّاس، ثمَّ قَالَ: عد هَذَا - يَعْنِي من الْكَبَائِر -