الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبَاب الثَّانِي عشر فِي الْأَذَان وسننه وَمَا ابتدع فِيهِ
روى مُسلم وَأحمد وَأَبُو دَاوُد عَن ابْن عمر رضي الله عنهم: أَنه سمع رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يَقُول: إِذا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذّن فَقولُوا مثل مَا يَقُول، ثمَّ صلوا عليّ فَإِنَّهُ من صلى عَليّ صَلَاة وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ بهَا عشرا، ثمَّ سلوا الله لي الْوَسِيلَة، فَإِنَّهَا منزلَة فِي الْجنَّة لَا تنبغي إِلَّا لعبد من عباد الله، وَأَرْجُو أَن أكون هُوَ، فَمن سَأَلَ الله لي الْوَسِيلَة حلت لَهُ الشَّفَاعَة " وَفِي لفظ:" حلت لَهُ شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة ".
ثمَّ اعْلَم أَن من الْبدع والجهالة زِيَادَة لَفْظَة سيدنَا وحبيبي فِي تشهدي الْأَذَان وَالْإِقَامَة، لِأَن الزِّيَادَة فِي الدّين كالنقص مِنْهُ.
وَترك إِجَابَة السامعين للأذان بِمثل مَا يَقُول الْمُؤَذّن، ثمَّ تَركهم للصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ، وسؤالهم لَهُ الْوَسِيلَة جهل عَظِيم وحرمان، وَزِيَادَة " والدرجة الرفيعة " فِي أَثْنَائِهِ بِدعَة، وَزِيَادَة " إِنَّك لَا تخلف الميعاد " فِي آخِره لَا أعرفهَا ثَابِتَة أم لَا، وَنسبَة هَذَا الدُّعَاء إِلَى أويس الْقَرنِي جهل شنيع، وَالصَّلَاة وَالتَّسْلِيم بعد الْأَذَان بِهَذِهِ الْكَيْفِيَّة الْمَعْرُوفَة بِدعَة ضَلَالَة، وَإِن استحسنها كبار أهل الْأَزْهَر كالدجوي وَغَيره. وَقَول: رَضِي الله عَنْك يَا شيخ الْعَرَب، أَو يَا حُسَيْن أَو يَا شَافِعِيّ: بِدعَة ضَلَالَة وَفِي النَّار، وَقَوْلهمْ عِنْد سَماع تَكْبِير الْأَذَان: الله أعظم والعزة لله، أَو الله أكبر على كل من ظلمنَا، أَو الله أكبر على أَوْلَاد الْحَرَام، بِدعَة وَجَهل (وَالسّنة) أَن نقُول كَمَا يَقُول الْمُؤَذّن، ثمَّ نصلي على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] بالوارد، ثمَّ نَدْعُو لَهُ، كَمَا فِي الحَدِيث، وَبِذَلِك ندرك شَفَاعَته [صلى الله عليه وسلم] إِن شَاءَ الله.
(وَالسّنة أَيْضا) الدُّعَاء بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة، لحَدِيث " لَا يرد الدُّعَاء
بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة، قَالُوا: فَمَاذَا نقُول يَا رَسُول الله؟ قَالَ: سلوا الله الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة " قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن صَحِيح.
هَذِه هِيَ السّنة والبدعة، فاتبعوا السّنة واجتبوا الْبِدْعَة:{وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ، وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا وَاتَّقوا إِن الله شَدِيد الْعقَاب} .
وتقبيل ظفرى الإبهامين وَمسح الْعَينَيْنِ بهما، اعتقاداً بِأَن فَاعله لن يرمد، جهل وبدعة، وَكَلَام بَاطِل، وَعمل يشبه عمل المبرسمين، وَكَذَا قَوْلهم: مرْحَبًا بالقائلين عدلا إِلَخ. بَاطِل وبدعة. وَقَوْلهمْ بعد انْتِهَاء الْأَذَان اللَّهُمَّ صل أفضل صَلَاة على أسعد مخلوقاتك إِلَخ. بِدعَة مُنكرَة وتشويش. وَكَذَا قِرَاءَة الْعشْر بعد الْأَذَان: بِدعَة وتشويش.
(وَيسن أَيْضا) : بَين الْأَذَان ولإقامة صَلَاة النَّفْل، لحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ:" بَين كل أذانين صَلَاة لمن شَاءَ ".
والتمطيط والتغني بِالْأَذَانِ بِدعَة، (وَالْأَذَان) جمَاعَة على وتيرة وَاحِدَة بِدعَة وَقَوْلهمْ قبل الْفجْر على المنابر: يَا رب عفوا بجاه الْمُصْطَفى كرماً: بِدعَة، وتوسل جاهلي، وَكَذَا التَّسْبِيح، أَو الْقِرَاءَة أَو الْأَشْعَار بدع فِي الدّين، مُغيرَة لسنة الْأمين [صلى الله عليه وسلم]، وَهِي الْأَذَان الْمَعْلُوم فِي حَدِيث البُخَارِيّ:" إِن بِلَالًا يُنَادي بلَيْل فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادي ابْن أم مَكْتُوب " إِلَّا أَن الْأَذَان الأول يجرد من " الصَّلَاة خير من النّوم " وَيُؤْتى بهَا فِي أَذَان الصُّبْح. (والتفكيرة) يَوْم الْجُمُعَة بِدعَة. (وَالْأَذَان) دَاخل الْمَسْجِد بَين يَدي الْخَطِيب يَوْم الْجُمُعَة بِدعَة (والترقية) بعد الْأَذَان أَمَام الْمِنْبَر بِدعَة. (وَقِرَاءَة حَدِيث) : " إِذا قلت لصاحبك قبل الْخطْبَة بِدعَة، وعَلى الْخَطِيب أَن يُنَبه اللاغطين بِهِ أثْنَاء الْخطْبَة، أما الْمُؤَذّن فَلَا. (والجهر) بِقِرَاءَة سُورَة الْكَهْف يَوْم الْجُمُعَة بِهَذِهِ الْكَيْفِيَّة الْمَعْلُومَة بِدعَة (وَالسّنة) أَن يَقْرَأها كل مُسلم فِي أَي مَكَان، وَلَيْسَ لَهَا وَقت معِين (وحديثها) ضَعِيف أَو مُنكر، وَقد وَردت أَحَادِيث أقوى من هَذَا فِي قِرَاءَة آل عمرَان