الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل فِي أدعية وأذكار الطَّعَام البدعية والشرعية
قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم واشكروا الله إِن كُنْتُم إِيَّاه تَعْبدُونَ} وَقَالَ عمر بن أبي سَلمَة رضي الله عنه: قَالَ لي رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] : " يَا بني سم الله تَعَالَى، وكل بيمينك، وكل مِمَّا يليك " مُتَّفق عَلَيْهِ. وَقَالَت عَائِشَة رضي الله عنها: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] : إِذا أكل أحدكُم فليذكر - أَي اسْم الله تَعَالَى - فَإِن نسي أَن يذكر اسْم الله تَعَالَى فِي أَوله فَلْيقل: بِسم الله أَوله وَآخره " قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن صَحِيح.
قَالَ أُميَّة بن مخشي رضي الله عنه: كَانَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] جَالِسا وَرجل يَأْكُل فَلم يسم حَتَّى لم يبْق من طَعَامه إِلَّا لقيمة فَلَمَّا رَفعهَا إِلَى فِيهِ قَالَ: بِسم الله أَوله وَآخره، فَضَحِك النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ثمَّ قَالَ:" مَا زَالَ الشَّيْطَان يَأْكُل مَعَه فَلَمَّا ذكر اسْم الله استقاء مَا فِي بَطْنه " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. وَعَن معَاذ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] : " من أكل أَو شرب فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي أَطْعمنِي هَذَا الطَّعَام، ورزقنيه من غير حول مني وَلَا قُوَّة، غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه " قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.
وَعَن أبي سعيد رضي الله عنه أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كَانَ إِذا فرغ من طَعَامه قَالَ: " الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وأسقانا وَجَعَلنَا من الْمُسلمين " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ. وَذكر النَّسَائِيّ عَن رجل خدم النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] أَنه كَانَ يسمع النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] إِذا قرب إِلَيْهِ طَعَامه يَقُول: " بِسم الله، وَإِذا فرغ من طَعَامه قَالَ: اللَّهُمَّ أطعمت وسقيت، وأغنيت وأقنيت، وَأهْديت واجتبيت، فلك الْحَمد على مَا أَعْطَيْت، وَفِي البُخَارِيّ عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله
عَنهُ أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] كَانَ إِذا رفع مائدته قَالَ: " الْحَمد لله كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ غير مكفي وَلَا مُودع وَلَا مستغني عَنهُ رَبنَا " أهـ من الوابل الصيب.
وَمن هُنَا تعلم أَن قِرَاءَة {لِإِيلَافِ قُرَيْش} على الطَّعَام كَمَا يَفْعَله بعض المتصوفة لحُصُول الْبركَة فِي الطَّعَام بِدعَة، وقراءتهم على الفجل لضياع رَائِحَته صِيغَة: اللَّهُمَّ صل على سيدنَا مُحَمَّد طيب الأنفاس تشريع مُبْتَدع، وَإِثْبَات هَذَا الْبَاطِل فِي المؤلفات شَرّ وضرر. وَهَذَا تَجدهُ فِي شرح الصاوي على منظومة الدردير فمزقه.
وَحَدِيث " غسل الْيَدَيْنِ قبل الطَّعَام بركَة، وَبعده يَنْفِي اللمم " ذكره الْعِرَاقِيّ بِأَلْفَاظ قَالَ: وَكلهَا ضَعِيفَة وَلَا مَانع من الْغسْل شرعا كلما احْتَاجَ الْإِنْسَان إِلَيْهِ.
وَحَدِيث " من أكل فِي قَصْعَة ثمَّ لحسها استغفرت لَهُ الْقَصعَة " غَرِيب كَمَا فِي أَسْنَى المطالب وَضَعفه.
وَحَدِيث " ابدءوا بِسَيِّد الطَّعَام اللَّحْم " بحثت عَنهُ كثيرا فَلم أَجِدهُ وَإِنَّمَا فِي الْجَامِع " سيد طَعَام الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّحْم " وَضَعفه.
وَحَدِيث " من أكل مَعَ مغْفُور لَهُ غفر لَهُ " قَالَ فِي أَسْنَى المطالب: قَالَ ابْن حجر وَغَيره: كذب مَوْضُوع لَا أصل لَهُ.
وَقَالَ فِي الْمدْخل: وَلَا يُسَمِّي عِنْد كل لقْمَة إِذْ أَن ذَلِك بِدعَة فَنحْن متبعون لَا مشرعون، وَكَذَلِكَ لَا يَقُول: باسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم لِأَنَّهُ لم يرد، وَإِنَّمَا ورد بِسم الله، وَيَنْبَغِي أَن لَا يفعل مَا قَالَه بَعضهم: إِنَّه يَقُول فِي أول لقْمَة بِسم الله وَفِي الثَّانِيَة بِسم الله الرَّحْمَن، وَفِي الثَّالِثَة بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ثمَّ فِي كل لقْمَة أهـ وَالله أعلم بِمَا قَالَ.
وَقَوْلهمْ: بِسم الله الشافي، أَو يَا بركَة أَسمَاء الله بِدعَة، وتقبيل بَاطِن وَظَاهر الأكف بعد الطَّعَام، وَقَوْلهمْ: اللَّهُمَّ زد وَبَارك شَيْء لله الْفَاتِحَة بِدعَة وَجَهل فاضح، وَكَذَا يَا رب لَك ألف حمد وشكر، واللهم زدها نعْمَة واحفظها