الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل فِي صَلَاة التَّوْبَة
قَالَ الْحَافِظ ابْن كثير فِي تَفْسِير آيَة: {وَالَّذين إِذا فعلوا فَاحِشَة أَو ظلمُوا أنفسهم ذكرُوا الله فاستغفروا لذنوبهم} الْآيَة. ويتأكد الْوضُوء، وَصَلَاة رَكْعَتَيْنِ عِنْد التَّوْبَة، لما رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد عَن عَليّ، رضي الله عنه قَالَ: كنت إِذا سَمِعت من رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] حَدِيثا نَفَعَنِي الله بِمَا شَاءَ مِنْهُ، وَإِذا حَدثنِي عَنهُ غَيره اسْتَحْلَفته، فَإِذا حلف صدقته، وَإِن أَبَا بكر، رضي الله عنه حَدثنِي، وَصدق أَبُو بكر أَنه سمع رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم]، قَالَ:" مَا من رجل يُذنب ذَنبا، فيتوضأ وَيحسن الْوضُوء، قَالَ مسعر: فَيصَلي، وَقَالَ سُفْيَان: ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فيستغفر الله عز وجل إِلَّا غفر لَهُ ". قَالَ: وَهَكَذَا رَوَاهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ، والْحميدِي، وَابْن أبي شيبَة، وَأهل السّنَن، وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْبَزَّار وَالدَّارَقُطْنِيّ من طرق عَن عُثْمَان بن الْمُغيرَة بِهِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: هُوَ حَدِيث حسن أه وَذكره الإِمَام الشَّوْكَانِيّ بِهَذَا السَّنَد فِي شرح الْحصن الْحصين بِلَفْظ: " مَا من رجل يُذنب ذَنبا. ثمَّ يقوم فيتطهر، ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ يسْتَغْفر الله إِلَّا غفر الله لَهُ "، ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة:{وَالَّذين إِذا فعلوا فَاحِشَة أَو ظلمُوا أنفسهم ذكرُوا الله فاستغفروا لذنوبهم} إِلَخ الْآيَة أه. قلت: وَذكره أَيْضا كَذَلِك فِي كتاب ابْن السّني، وَفِي التَّرْغِيب، والترهيب.
فصل فِي دُعَاء وَصَلَاة الْآبِق والضياع
أخرج الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عمر عَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] فِي الضَّالة أَن يَقُول: اللَّهُمَّ راد الضَّالة، وهادي الضَّلَالَة، أَنْت تهدي من الضَّلَالَة، ارْدُدْ عَليّ ضالتي بقدرتك، وسلطانك، فَإِنَّهَا من عطائك وفضلك "، ذكره
الشَّوْكَانِيّ فِي شرح الْحصن الْحصين، وَقَالَ: فِي مجمع الزَّوَائِد فِيهِ عبد الرَّحْمَن ابْن يَعْقُوب بن عياد الْمَكِّيّ، وَلم أعرفهُ، وَأخرج ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه، وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عمر، أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ:" إِذا ضَاعَ لَهُ شَيْء أَو أبق، يتَوَضَّأ وَيُصلي رَكْعَتَيْنِ، ويتشهد وَيَقُول: بِسم الله يَا هادي الضلال، وراد الضَّلَالَة، ارْدُدْ عَليّ ضالتي بعزتك وسلطانك؛ فَإِنَّهَا من عطائك وفضلك ". قَالَ الشَّوْكَانِيّ: قَالَ الْحَاكِم رُوَاته موثقون مدنيون لَا يعرف وَاحِد مِنْهُم بِجرح أه.
إِذا فهمت هَذَا، فَأعْلم أَن من الْجَهْل، والضلال، وَالْعَيْب الْكَبِير فِيكُم أَيهَا الْمُسلمُونَ أَنكُمْ تهرعون عِنْد ضيَاع بعض حَوَائِجكُمْ إِلَى بعض الكهنة والسحرة ليعملوا لكم (المندل) لتعرفوا السَّارِق، وَهَذَا هُوَ الضلال الْبعيد، وَالْبَلَاء الشَّديد، وَيحكم كأنكم لَسْتُم مُسلمين، ألم تسمعوا نَبِيكُم يَقُول:" من أَتَى عرافاً أَو كَاهِنًا، فَصدقهُ بِمَا يَقُول، فقد كفر بِمَا أنزل على مُحَمَّد " رَوَاهُ أَحْمد وَالْحَاكِم، وَحسنه فِي الْجَامِع، وَقَالَ:" من أَتَى عرافا فَسَأَلَهُ عَن شَيْء، لم تقبل لَهُ صَلَاة أَرْبَعِينَ لَيْلَة، رَوَاهُ أَحْمد وَمُسلم، وَصَححهُ فِي الْجَامِع، وَكَذَا من الْبدع الذميمة كتبهمْ أَسمَاء المتهمين بِالسَّرقَةِ فِي أوراق صَغِيرَة، ووضعها فِي جَوَانِب الْمُصحف، وربطه بخيط فِي مِسْمَار، ثمَّ يمسك رجل حرف المسمار المربوط فِيهِ الْمُصحف، فَيقْرَأ سُورَة يس، حَتَّى إِذا دارت يَده بالمصحف من طول حمله وَمن تَعبه، قرأوا اسْم من دَار الْمُصحف نَاحيَة اسْمه، فيتهمونه بِالسَّرقَةِ، وَإِن كَانَ بَرِيئًا، فَاتَّقُوا الله أَيهَا الْمُسلمُونَ، وَإِيَّاكُم وَهَذِه الْبدع، والخرافات، والجهالات؛ إيَّاكُمْ وَهَذَا الشَّرّ المستطير، الَّذِي يُوقع بَيْنكُم الْعَدَاوَة والبغضاء، وَعَلَيْكُم بِمَا ذَكرْنَاهُ لكم، فَهُوَ السّنة " وَإِيَّاكُم ومحدثات الْأُمُور، فَإِن كل محدثة بِدعَة، وكل بِدعَة ضَلَالَة ".
كَذَا من الْبدع، إِنَّهُم يَكْتُبُونَ فِي ورقة لرؤية السَّارِق، أَو الضَّالة (وَاسْمهَا