الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بل والشابات، وَكم وَكم قد خربَتْ من بيوتات كَانَت عامرات، فَهِيَ الَّتِي فتكت بِكَثِير من العائلات.
وَإنَّهُ لَا سَبِيل إِلَى الْخَلَاص من هَذِه الدَّوَاهِي كلهَا والطوام، والرزايا الْعِظَام إِلَّا إتفاق الْعلمَاء جَمِيعًا على الدعْوَة إِلَى الله وَإِلَى الْكتاب الْعَزِيز وَالسّنة المطهرة، بِالِاجْتِهَادِ والمثابرة وَالصَّبْر على الدعاية إِلَى الله بالحكمة وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة، والجدال بِالَّتِي هِيَ أحسن مَعَ أهل الزيغ والضلال، والمبتدعة الْجُهَّال، لَكِن لَا يتم هَذَا الْعَمَل إِلَّا بمساعدة الْحُكُومَة لَهُم؛ وَلنْ تساعدهم الْحُكُومَة أبدا إِلَّا بعد اتِّفَاقهم التَّام مَعَ رؤسائها، وَلنْ يتَّفق مَعَهم رؤساؤها إِلَّا بعد تباينهم لَهُم حقائق الدّين ومحاسنه الْعَالِيَة الغالية، وعظمته وأبهته وجماله وجلاله، وكماله، وَرَحمته وعدله وإحسانه، وفضله، وَبعد أَن يدخلُوا نور الْقُرْآن وَالْإِيمَان وَالْعلم الصَّحِيح فِي قُلُوبهم! فَبِهَذَا يتم الْعَمَل، وينشر الدّين، ويتحد الْمُسلمُونَ وينتصرون على عدوهم، وتكونون أَنْتُم عُلَمَاء عاملين مجاهدين فِي سَبِيل الله، هَذَا وَإِلَّا فَمن قومكم من اسْتحبَّ الْكفْر على الْإِيمَان، وَمِنْهُم أُلُوف يسبون الدّين بِغَيْر مبالاة، بل وَمِنْهُم من يسبون الله ويسبون رَسُول الله، ورأينا مِنْهُم من يرى أَن الْعَار الْكَبِير فِي الْأَذَان وَالصَّلَاة وَيقف على بَاب بَيته حَيْثُ يمْنَع ابْنه من الْخُرُوج لأَدَاء الصَّلَاة، فَلهُ الزِّنَا والربا وَالْقَتْل وَالْقَذْف وَالسَّرِقَة وو ووقد سمعناهم جهاراً يَقُولُونَ ليتنا خلقنَا إنكليزاً أَو يهوداً أَو نَصَارَى حَيْثُ إِن الْمُسلمين اجْتمع عَلَيْهِم أَشْقَى الشَّقَاء. فقر الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة فَإنَّا لله.
الْبَاب الرَّابِع وَالْعشْرُونَ فِي وجوب الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] وفضلها وصفتها وحسرة وبخل تاركها
قَالَ تَعَالَى: (إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي، يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا
صلوا عَلَيْهِ وسلموا تَسْلِيمًا} الْآيَة دَلِيل وجوب الصَّلَاة وَالتَّسْلِيم على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ، وَالْأَحَادِيث تدل على ذَلِك أَيْضا، فَمن ذَلِك مَا رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث كَعْب بن عَلْقَمَة وَعبد الله بن عَمْرو أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ:(إِذا سَمِعْتُمْ مُؤذنًا فَقولُوا مثل مَا يَقُول ثمَّ صلوا عَليّ فَإِن من صلى عَليّ صَلَاة وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ بهَا عشرا، ثمَّ سلوا الله لي الْوَسِيلَة فَإِنَّهَا منزلَة فِي الْجنَّة لَا تنبغي إِلَّا لعبد من عباد الله، وَأَرْجُو أَن أكون أَنا هُوَ. فَمن سَأَلَ الله لي الْوَسِيلَة حلت عَلَيْهِ الشَّفَاعَة) . وروى الْأَعْمَش وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " صلوا عَليّ فَإِن صَلَاتكُمْ عَليّ زَكَاة لكم " ذكره فِي الْجَامِع الصَّغِير وَحسنه شَارِحه.
وَفِي الْجَامِع أَيْضا برمز أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَابْن سعد وسمويه وَالْبَغوِيّ والبارودي وَابْن قَانِع وَالطَّبَرَانِيّ عَن زيد بن خَارِجَة أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " صلوا عَليّ واجتهدوا فِي الدُّعَاء، وَقُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد وَبَارك على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد " ورمز لصِحَّته وَكَذَا شَارِحه، وَفِيه أَيْضا برمز أبي يعلى والضياء عَن الْحسن ابْن عَليّ أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ:" صلوا فِي بُيُوتكُمْ وَلَا تتخذوها قبوراً، وَلَا تَتَّخِذُوا بَيْتِي - أَي قَبْرِي - عيداً، وصلوا عَليّ وسلموا فَإِن صَلَاتكُمْ تبلغني حَيْثُمَا كُنْتُم " ورمز لصِحَّته وَحسنه شَارِحه. وَفِي الْجَامِع أَيْضا أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " أَكْثرُوا الصَّلَاة عَليّ فِي اللَّيْلَة الغراء وَالْيَوْم الْأَزْهَر، فَإِن صَلَاتكُمْ تعرض عَليّ " ورمز للبيهقي فِي الشّعب عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أنس وَسَعِيد بن مَنْصُور عَن الْحسن الْبَصْرِيّ وخَالِد بن معدان مُرْسلا وَعلم لحسنه. وَقَالَ شَارِحه وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ، وبتعدد طرقه صَار حسنا. وَفِيه أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ:" أَكْثرُوا من الصَّلَاة عَليّ فِي يَوْم الْجُمُعَة فَإِنَّهُ يَوْم مشهود تشهده الْمَلَائِكَة، وَإِن أحدا لن يُصَلِّي عَليّ إِلَّا عرضت عَليّ صلَاته حَتَّى يفرغ مِنْهَا " وَتَمَامه كَمَا فِي شرح