الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هُوَ صَرِيح هَذِه الْأَحَادِيث لِأَنَّهُ ( [صلى الله عليه وسلم] ) ذكر وعيداً شَدِيدا كدخول النَّار وتكرار الدُّعَاء من جِبْرِيل وَالنَّبِيّ ( [صلى الله عليه وسلم] ) بالبعد والسحق، وَمن النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) بالذل والهوان وَالْوَصْف بالبخل، بل بِكَوْنِهِ أبخل النَّاس وَهَذَا كُله وَعِيد شَدِيد جدا، فَاقْتضى أَن ذَلِك كَبِيرَة أه.
فصل فِي بَيَان أَحَادِيث وأخبار ومنامات واهية، وبدع فِي الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم]
حَدِيث " الصَّلَاة على نور على الصِّرَاط، وَمن صلى عَليّ يَوْم الْجُمُعَة ثَمَانِينَ مرّة غفرت لَهُ ذنُوب ثَمَانِينَ عَاما، تفرد بِهِ حجاج بن سِنَان ضَعِيف وَفِيه رُوَاة ضعفاء، قَالَه ابْن حجر.
حَدِيث: " الصَّلَاة على النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) أفضل من عتق الرّقاب " هُوَ من كَلَام الصّديق رضي الله عنه، كَمَا رَوَاهُ ابْن عَسَاكِر، وَقَول ابْن حجر إِنَّه كذب أَي رَفعه.
حَدِيث: " الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] لَا ترد " قَالَ: السخاوي هُوَ من كَلَام أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي، وَرَفعه فِي الْإِحْيَاء وَلم يقف عَلَيْهِ مخرجه.
حَدِيث: " الصَّلَاة عَلَيْهِ ( [صلى الله عليه وسلم] ) لَا يُبْطِلهَا الرِّيَاء " ذكره بعض الْعلمَاء وَهُوَ غير صَحِيح، فَإِن الرِّيَاء يبطل كل عمل، وَكَيف يهدى للنَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) أمرا خبيثاً وَهُوَ ( [صلى الله عليه وسلم] ) طيب طَاهِر أه من أَسْنَى المطالب.
حَدِيث: " لَا تسيدوني فِي الصَّلَاة " لَا أصل لَهُ إِذْ صِحَة اللَّفْظ: لَا تسودوني.
حَدِيث: " لَا تجعلوني كقدح الرَّاكِب " الخ فِيهِ مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي تكلم فِيهِ أَحْمد وَيحيى بن معِين كَذَا فِي تذكرة ابْن طَاهِر الْمَقْدِسِي.
حَدِيث: " لَا تصلوا على الصَّلَاة البتراء، قَالُوا: وَمَا الصَّلَاة البتراء؟ قَالَ: تَقولُونَ: اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد، وتمسكون، بل قُولُوا: اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد قَالَ فِي الْحِرْز المنيع أخرجه ابْن سعد وَهُوَ مِمَّا لم أَقف على إِسْنَاده، فَلَا أصل لَهُ وَقد ذكره الشَّيْخ السُّبْكِيّ فِي ديوَان خطبه فَليعلم.
حَدِيث: " من صلى على روح مُحَمَّد فِي الْأَرْوَاح، وعَلى جَسَد مُحَمَّد فِي الأجساد " وعَلى قَبره فِي الْقُبُور رَآنِي فِي مَنَامه، وَمن رَآنِي فِي مَنَامه، رَآنِي يَوْم الْقِيَامَة - إِلَى قَوْله - وشفعت فِيهِ، وَشرب من حَوْضِي، وَحرم على النَّار " هُوَ فِي الدَّلَائِل للجزولي، وَكم فِيهَا من طامات بِلَفْظ: اللَّهُمَّ صل إِلَخ، وَقَالَ فِي الْحِرْز المنيع: ذكره أَبُو الْقَاسِم السبتي فِي (الدّرّ المنظم فِي المولد الْمُعظم) لكني لم أَقف على أَصله إِلَى الْآن.
حَدِيث حزب يَوْم الْجُمُعَة الَّذِي فِي الدَّلَائِل " من قَرَأَ هَذِه الصَّلَاة مرّة وَاحِدَة كتب الله لَهُ ثَوَاب حجَّة مَقْبُولَة، وثواب من أعتق رَقَبَة من ولد إِسْمَاعِيل فَيَقُول الله يَا ملائكتي هَذَا عبد من عَبِيدِي أَكثر الصَّلَاة على حَبِيبِي مُحَمَّد، فَوَعِزَّتِي وَجَلَالِي ومجدي وارتفاعي، لأعطينه بِكُل حرف صلى قصراً فِي الْجنَّة، وَوَجهه كَالْقَمَرِ، وكفه فِي كف حَبِيبِي مُحَمَّد " هَذَا الحَدِيث عَلامَة الْكَذِب لائحة عَلَيْهِ، وَلَيْسَ فِي الْكتب السِّتَّة قطعا، وَلَا فِي مُسْند الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة، بل قَالَ شرَّاح الدَّلَائِل: الْعُمْدَة فِي ذَلِك على الْمُؤلف، فهم لم يَجدوا لَهُ أصلا، والدلائل يجب حرقها إِلَّا مَا كَانَ فِيهَا من الْقُرْآن وَالسّنة الصَّحِيحَة.
حَدِيث " من صلى عَليّ مائَة صَلَاة حِين يُصَلِّي الصُّبْح قبل أَن يتَكَلَّم، قضى الله لَهُ مائَة حَاجَة، عجل لَهُ مِنْهَا ثَلَاثِينَ حَاجَة، وَأخر لَهُ سبعين، وَفِي الْمغرب مثل ذَلِك، قَالُوا: وَكَيف الصَّلَاة عَلَيْك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي - الْآيَة اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِ حَتَّى تعد مائَة " وَقد بحثنا عَن هَذَا
الحَدِيث نَحن وَبَعض أهل الْعلم فَلم نجد لَهُ أصلا.
حَدِيث " من صلى عليَّ صَلَاة وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ عشرا وَمن صلى عَليّ عشرا صلى الله عَلَيْهِ مائَة، وَمن صلى عَليّ مائَة صلى الله عَلَيْهِ ألفا، وَمن صلي عَليّ ألفا زاحمت كَتِفي كتفه على بَاب الْجنَّة " قَالَ صَاحب الْحِرْز المنيع: لم أَقف على أَصله.
حَدِيث " من صلى عَليّ وَاحِدَة أَمر الله حافظيه أَن لَا يكْتب عَلَيْهِ ذنُوب ثَلَاثَة أَيَّام، وَهَذَا أَيْضا مِمَّا لم يقف على سَنَده صَاحب الْحِرْز المنيع.
حَدِيث " من قَالَ: جزى الله عَنَّا مُحَمَّدًا [صلى الله عليه وسلم] بِمَا هُوَ أَهله أتعب سبعين ملكا ألف صباح " فِي سَنَده هَانِئ بن المتَوَكل وَهُوَ ضَعِيف كَمَا فِي الْحِرْز وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ تدخل عَلَيْهِ الْمَنَاكِير وَكَثُرت، فَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال وَذكر من مَنَاكِيره هَذَا الحَدِيث وَغَيره كَمَا فِي الْمِيزَان.
حَدِيث " صَلَاة رَكْعَتَيْنِ لَيْلَة الْجُمُعَة ثمَّ يَقُول ألف مرّة: صلى الله على مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي فَإِنَّهُ لَا يتم الْقَابِلَة حَتَّى يراني فِي الْمَنَام " الخ.
يَقُول مُحَمَّد بن أَحْمد: الَّذِي يظْهر لي أَنه فِي أدنى دَرَجَات الضعْف، ومعارض بِحَدِيث مُسلم " لَا تختصوا لَيْلَة الْجُمُعَة بِقِيَام من بَين اللَّيَالِي " فَكل خبر أَو أثر أَو قَول شيخ فِيهِ: من صلى على النَّبِي بِكَذَا ألفا أَو أَلفَيْنِ رَآهُ فِي مَنَامه فَلَا تلتفتوا إِلَيْهِ وَلَا تُصَدِّقُوهُ وَلَا تعملوا بِهِ، إِذْ لَا يَخْلُو أمره من شَيْئَيْنِ إِمَّا واه أَو مَوْضُوع، وَإِمَّا مخترع مُبْتَدع مَصْنُوع وَكِلَاهُمَا لَا يعْمل بِهِ ".
حَدِيث " من قَالَ كل يَوْم اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد صَلَاة تكون لَك رِضَاء ولحقه أَدَاء ثَلَاثِينَ مرّة فتح الله مَا بَين قَبره وقبر نبيه [صلى الله عليه وسلم] ، رَأَيْته فِي كتاب الْفَوَائِد فِي الصلات والعوائد للشرجي اليمني وَهُوَ كتاب لَا يعول عَلَيْهِ وَلَا يلْتَفت من أَرَادَ السَّلامَة إِلَيْهِ، فكم فِيهِ من أضاليل وترهات وأباطيل.