الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من عَذَاب النَّار مقيلا، (انْظُر الْكفْر الصَّرِيح!) وَمَا جرت بِهِ الْعَادة عِنْد تِلَاوَة مولده الشريف من إيقاد المصابيح والشموع، وَإِقَامَة الزينات، وَرفع أَعْلَام المسرات فِي الطرقات والربوع فَلَا بَأْس بِهِ، إِن كَانَ من سَعَة، وَإِلَّا فَهُوَ مَمْنُوع {أُولَئِكَ عَلَيْهِم صلوَات} الْآيَة وَلَا بَأْس أَيْضا بِضَرْب الدفوف الَّتِي أَتَى الشَّرْع بِإِبَاحَة ضربهَا، والترنم بالأناشيد الَّتِي مدح بهَا، فَإِن لكل أمة عيدًا، وَعِيد أمتنَا لَيْلَة مولد رَسُول رَبهَا، فَاسْتَعدوا لاحتفالكم بمولد نَبِيكُم بِقدر الِاسْتِطَاعَة، وَلَا تقتدوا بِأَهْل الْبدع وَاقْتَدوا بِأَهْل السّنة وَالْجَمَاعَة أه. بِبَعْض اخْتِصَار.
فانظروا رحمكم الله إِلَى قلب الْحَقَائِق الدِّينِيَّة، وَنشر الْكَذِب وَالْبَاطِل والزور على الله وَرَسُوله، وَجعل السّنة بِدعَة والبدعة سنة، وَكَيف عكسوا وانتكسوا بغرورهم وجهلهم، وَكَيف ضلوا وأضلوا الألوف بل الملايين من النَّاس وَمَا زَالُوا لَهُم أتباعاً، لَا يستحيون من قِرَاءَة هَذَا الْإِفْك وَالْإِثْم الْمُبين، وَلَا أَسْتَطِيع أَن أنصح الْمُسلمين بِشَيْء أَكثر من أَن يحرقوا بالنَّار هَذِه الدَّوَاوِين، وَأَن يعتقدوا بطلَان كل مَا فِيهَا - على أَن يستبدلوا هَذَا الْأَدْنَى، بِالَّذِي هُوَ خير - الْقُرْآن الْكَرِيم وَالسّنة المطهرة الصَّحِيحَة. فَلَا يخطبون وَلَا يعظون وَلَا يذكرُونَ وَلَا يعلمُونَ النَّاس إِلَّا بِمَا فيهمَا. مَعَ تطبيقهما على السّنَن الكونية. والعلوم العصرية.
أكاذيب خطب ابْن نباتة فِي وَفَاة الرَّسُول ( [صلى الله عليه وسلم] )
قَالَ: اعلموا أَن نَبِيكُم عليه الصلاة والسلام من الله، لما قرب رحيله وَدنت مِنْهُ الْوَفَاة، نزل عَلَيْهِ ملك الْمَوْت فقرع بَابه وناداه. فَقَالَ: من بِالْبَابِ يَا فَاطِمَة؟ قَالَت: زائر يَا أبتاه. فَقَالَ هَل تعرفينه؟ قَالَت: لَا وَالله، فَقَالَ، هَذَا هازم اللَّذَّات.
فافتحي فَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه! ففتحت الْبَاب فَسمِعت صَوته وَلَا ترَاهُ، يَقُول: السَّلَام عَلَيْكُم يَا أهل بَيت النُّبُوَّة والرسالة والجاه. فَقَالَ: وَعَلَيْك السَّلَام أجئتني زَائِرًا أم قَابِضا بِإِذن الله، فَقَالَ مَا زرت أحدا قبلك يَا حَبِيبِي فِي دَار الْحَيَاة وَلَكِن أمرت أَن أكون بك شفيقا، فَإِن قلت اقبض: قبضت بِإِذن الله وَإِلَّا رجعت فَانْظُر مَاذَا ترَاهُ، فَقَالَ: بِاللَّه لَا تقبضني حَتَّى يَأْتِي أخي جِبْرِيل من عِنْد مَوْلَاهُ، أَيْن تركته؟ قَالَ: تركته فِي السَّمَاء يعزيه فِي روحك مَلَائِكَة الله، فَمَا تمّ كَلَامه إِلَّا وَجِبْرِيل أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد رَبك يقرؤك السَّلَام، وَيَقُول لَك أَنْت رَسُوله ومصطفاه، فَأن شِئْت يؤخرك كَمَا أخر نوحًا نَبِي الله، فَقَالَ: وَمَا بعد هَذَا؟ قَالَ: أَن تلقى الله، فَعِنْدَ ذَلِك قَالَ: اقبض يَا عزارئيل فقد بلغ الْعُمر منتهاه، فعالج روحه الشَّرِيفَة حَتَّى وصلت إِلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: مَعَ الَّذين أنعم الله. وَلما وصلت سرته قَالَ: وَأَن مردنا إِلَى الله، وَلما وصلت إِلَى صَدره قَالَ: إِنَّا لله، وَلما وصلت إِلَى حلقومه صرخَ صرخة قَالَ: واكرباه، فَقَالَت فَاطِمَة: واكرباه على كربك الْيَوْم يَا أبتاه، فعانقها فمالت عمَامَته وَقضى نحبه، هَذَا مَا ورد فِي وَفَاة رَسُول الله أه. بِاخْتِصَار.
لهَذَا أَصْبَحْنَا أَضْعَف أمة على وَجه الأَرْض بجهلنا وضلالنا بِمَا حشيت من الخرافات قُلُوبنَا، وأذل وأحقر وَأسْقط أمة بِفساد أَخْلَاقنَا. وَسُوء معاملاتنا، وانصرافنا عَن كل مَا فِيهِ سعادتنا الدِّينِيَّة، والدنيوية، والأخروية؛ بعد أَن كُنَّا مُلُوك الأَرْض وَأَرْفَع وأنفع النَّاس و {خير أمة أخرجت للنَّاس} بهدايتها إِلَى الطَّرِيق الَّتِي هِيَ أقوم، واهتدائها بِكِتَاب رَبهَا وَهدى نبيها الصَّحِيح، ففاقت النَّاس، وعلت بِالْحَقِّ وَالْعدْل، وَالصَّلَاح والإصلاح علوا كَبِيرا.
أما الْآن وَقد أصبح عُلَمَاؤُنَا يجهلون حقائق دينهم، ووعاظنا يهرفون بِمَا لَا يعْرفُونَ، وخطباؤنا - كَابْن نباتة وأشباهه - دجالون كذابون، وقراؤنا لمعاني