الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صَالحا من ذكر أَو أُنْثَى وَهُوَ مُؤمن فَأُولَئِك يدْخلُونَ الْجنَّة يرْزقُونَ فِيهَا بِغَيْر حِسَاب، وَيَا قوم مَالِي أدعوكم إِلَى النجَاة وتدعونني إِلَى النَّار، تدعونني لأكفر بِاللَّه وأشرك بِهِ مَا لَيْسَ لي بِهِ علم، وَأَنا أدعوكم إِلَى الْعَزِيز الْغفار، لَا جرم أَنما تدعونني إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَة فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَة، وَأَن مردنا إِلَى الله، وَأَن المسرفين هم أَصْحَاب النَّار، فستذكرون مَا أَقُول لكم، وأفوض أَمْرِي إِلَى الله إِن الله بَصِير بالعباد} .
فَلَا تَكُونُوا عُلَمَاء الْمُسلمين أقل نصحاً ووعظاً وإرشاداً لإخوانكم من مُؤمن آل فِرْعَوْن، إِذْ أَنْتُم خير أمة وَالْأمة الْوسط كَمَا قَالَ ربكُم، عظوا النَّاس معذرة مِنْكُم إِلَى الله ولعلهم يَهْتَدُونَ، فَإِذا نسوا مَا ذكرتموهم بِهِ أنجاكم الله وَأَخذهم بِعَذَاب بئيس، كَمَا قَالَ جلّ شَأْنه حاكيا عَن أهل الْعِصْيَان والطغيان:{وَإِذ قَالَت أمة مِنْهُم لم تعظون قوما الله مهلكهم أَو معذبهم عذَابا شَدِيدا؟ قَالُوا معذرة إِلَى ربكُم ولعلهم يَتَّقُونَ، فَلَمَّا نسوا مَا ذكرُوا بِهِ أنجينا الَّذين ينهون عَن السوء وأخذنا الَّذين ظلمُوا بِعَذَاب بئيس بِمَا كَانُوا يفسقون} .
فصل
فالقرآن من أَوله إِلَى آخِره يحتم على الْعلمَاء وَيُوجب عَلَيْهِم الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر. وَالسّنة أَيْضا كَذَلِك فَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يَقُول: " من رأى مِنْكُم مُنْكرا فليغيره بِيَدِهِ، فَإِن لم يسْتَطع فبلسانه فَإِن لم يسْتَطع فبقلبه؛ وَذَلِكَ أَضْعَف الْإِيمَان " رَوَاهُ
مُسلم، وَعَن ابْن مَسْعُود رضي الله عنهما أَن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] قَالَ:" مَا من نَبِي بَعثه الله فِي أمة قبلي إِلَّا كَانَ لَهُ فِي أمته حواريون وَأَصْحَاب يَأْخُذُونَ بسنته ويقتدون بأَمْره، ثمَّ إِنَّهَا تخلف من بعدهمْ خلوف يَقُولُونَ مَالا يَفْعَلُونَ ويفعلون مَالا يؤمرون فَمن جاهدهم بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤمن، وَمن جاهدهم بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤمن، وَمن جاهدهم بِقَلْبِه فَهُوَ مُؤمن لَيْسَ وَرَاء ذَلِك من الْإِيمَان حَبَّة خَرْدَل " رَوَاهُ مُسلم، وَعَن أبي الْوَلِيد عبَادَة بن الصَّامِت رضي الله عنهما قَالَ: بَايعنَا رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] على السّمع وَالطَّاعَة فِي الْعسر واليسر والمنشط وَالْمَكْرُوه وعَلى أَثَرَة علينا، وعَلى أَن لَا ننازع الْأَمر أَهله، إِلَّا أَن تروا كفرا بواحا عنْدكُمْ من الله تَعَالَى فِيهِ برهَان، وعَلى أَن نقُول الْحق أَيْنَمَا كُنَّا لَا نَخَاف فِي الله لومة لائم " مُتَّفق عَلَيْهِ، وَعَن النُّعْمَان بن بشير رضي الله عنهما عَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " مثل الْقَائِم فِي حُدُود الله وَالْوَاقِع فِيهَا كَمثل قوم استهموا على سفينة فَصَارَ بَعضهم أَعْلَاهَا وَبَعْضهمْ أَسْفَلهَا، وَكَانَ الَّذين فِي أَسْفَلهَا إِذا استقوا من المَاء مروا على من فَوْقهم فَقَالُوا: أَن خرقنا فِي نصيبنا خرقا وَلم تؤذ من فَوْقنَا فَإِن تركوهم وَمَا أَرَادوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِن أخذُوا على أَيْديهم نَجوا ونجوا جَمِيعًا " رَوَاهُ البُخَارِيّ، وَعَن أم الْمُؤمنِينَ أم سَلمَة هِنْد بنت أبي أُميَّة رضي الله عنهما عَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] أَنه قَالَ: " أَنه يسْتَعْمل عَلَيْكُم أُمَرَاء فتعرفون وتنكرون، فَمن كره فقد برِئ، وَمن أنكر فقد سلم، وَلَكِن من رضى وتابع، قَالُوا يَا رَسُول الله أَلا نقاتلهم؟ قَالَ: لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُم الصَّلَاة " رَوَاهُ مُسلم، وَعَن أم الْمُؤمنِينَ زَيْنَب بنت جحش رضي الله عنهما أَن النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] دخل عَلَيْهَا فَزعًا يَقُول: " لَا إِلَه إِلَّا الله: ويل للْعَرَب؛ من شَرّ قد اقْترب، فتح الْيَوْم من ردم يَأْجُوج