الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَهُوَ من إِتْيَانه بِالصَّلَاةِ الْمَطْلُوبَة فِي شكّ، لأَنهم قَالُوا كَيفَ نصل عَلَيْهِ؟ فَقَالَ:" قُولُوا " فَجعل الصَّلَاة عَلَيْهِ مِنْهُم هِيَ قَول ذَا - ثمَّ قَالَ: وَكَانَ لَا يفتر لِسَانه عَن الْإِتْيَان بِهَذِهِ الصَّلَاة أه.
وَبعد كَلَام قَالَ: وَلَا خلاف أَن من صلى على النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) بكيفية من الكيفيات المروية الصَّحِيحَة الرِّوَايَة عَنهُ ( [صلى الله عليه وسلم] ) فِي ذَلِك فقد أدّى فرض الصَّلَاة عَلَيْهِ ( [صلى الله عليه وسلم] ) وَهَذَا الْإِجْمَاع يشْهد أَنَّهَا على التَّخْيِير وَيجب عِنْد أهل النّظر أَن يتَخَيَّر الْإِنْسَان للصَّلَاة عَلَيْهِ أَصَحهَا سنداً وأتمها معنى، قَالَ: وَقد كنت فِي أَيَّام شبيبتي إِذا صليت على النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) أَقُول: اللَّهُمَّ صل وَبَارك وَسلم على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت وباركت وسلمت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد، فَقيل لي فِي مَنَامِي أَأَنْت أفْصح أَو أعلم بمعاني الْكَلم وجوامع فصل الْخطاب من النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) ؟ لَو لم يكن معنى زَائِد لما فضل ذَلِك النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] )، فاستغفرت الله من ذَلِك وَرجعت إِلَى نَص التَّفْضِيل فِي مَوضِع الْوُجُوب وَفِي نَص الِاسْتِحْبَاب وَقَالَ فَائِدَة: اسْتدلَّ بتعليمه ( [صلى الله عليه وسلم] ) لأَصْحَابه كَيْفيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ بعد سُؤَالهمْ عَنْهَا، أَنَّهَا - أَي رِوَايَة الصَّحِيح وَالسّنَن - أفضل الكيفيات فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ لَا يخْتَار لنَفسِهِ إِلَّا الْأَشْرَف وَالْأَفْضَل وَيَتَرَتَّب على مَا لَو حلف أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة فطريق الْبر أَن تَأتي بذلك أه.
فصل فِي ذكر الْمَوَاضِع الَّتِي تسن وتستحب فِيهَا الصَّلَاة على النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] )
الأول بعد النداء للصَّلَاة كَمَا فِي حَدِيث أَحْمد وَمُسلم وَغَيرهمَا أَنه ( [صلى الله عليه وسلم] ) قَالَ: " إِذا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذّن فَقولُوا مثل مَا يَقُول " ثمَّ صلوا عَليّ " الحَدِيث
ثمَّ اعْلَم أَن الصَّلَاة على النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) بعد النداء لم تكن بِهَذِهِ الْكَيْفِيَّة الْمَعْلُومَة الْآن قطعا، بل كَانَت سرا وباللفظ الْوَارِد الَّذِي علمه لَهُم النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) حينما سَأَلُوهُ بقَوْلهمْ: قد علمنَا السَّلَام عَلَيْك فَكيف نصلي؟ فَقَالَ لَهُم: " قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد " الحَدِيث فَهَذِهِ الْكَيْفِيَّة مبتدعة محدثة لم يَأْمر بهَا رَسُول الله ( [صلى الله عليه وسلم] ) وَلم تفعل فِي حَيَاته وَلَا مرّة وَاحِدَة، وَلم يَفْعَلهَا بِلَال فِي جَمِيع تأذيناته بَين يَدي النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) وَلَا مرّة وَاحِدَة، وَلَا أحد من جَمِيع مؤذني النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) وَلم تفعل فِي عهد الْخُلَفَاء الرَّاشِدين أصلا، وَلَا فِي عصر سَائِر الصَّحَابَة وَلَا التَّابِعين، وَلَا تَابِعِيّ التَّابِعين، وَلَا الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة المعتبرين، وَإِنَّمَا حدثت فِي عصر الْملك صَلَاح الدّين على يَد رجل من الْجَاهِلين المتصوفين، وأنكرها بعض أهل الْعلم العاملين، وَهِي لَا تزَال تنكرهَا قُلُوب العارفين بشرع الْأمين، حَتَّى يَأْذَن الله بإبطالها وإعادتها إِلَى أَصْلهَا على يَد عبد من عباده الصَّالِحين، وَرَغمَ أنوف كبار وصغار المتمشيخين من المبتدعين الأزهريين.
الثَّانِي: بعد الْإِقَامَة وَتَقَدَّمت صفتهَا فِي (ص 50) فَرَاجعه.
الثَّالِث: الصَّلَاة على النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) عِنْد دُخُول الْمَسْجِد وَالْخُرُوج مِنْهُ وَتقدم بَيَانه (ص 37) .
الرَّابِع: الصَّلَاة عَلَيْهِ ( [صلى الله عليه وسلم] ) بعد التَّشَهُّد الْأَخير لما رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن يحيى ابْن السباق عَن رجل من آل الْحَارِث عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) قَالَ: " إِذا تشهد أحدكُم فِي الصَّلَاة فَلْيقل: اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت وباركت وترحمت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد " قَالَه الإِمَام ابْن الْقيم: فِي تَصْحِيح الْحَاكِم لهَذَا نظر ظَاهر فَإِن يحيى بن السباق وَشَيْخه غير معروفين بعدالة وَلَا جرح.
الْخَامِس: الصَّلَاة على النَّبِي ( [صلى الله عليه وسلم] ) فِي صَلَاة الْجِنَازَة كَمَا فِي مُسْند الإِمَام الشَّافِعِي قَالَ: إِن السّنة فِي الصَّلَاة على الْجِنَازَة أَن يكبر الإِمَام، ثمَّ يقْرَأ
بِفَاتِحَة الْكتاب بعد التَّكْبِيرَة الأولى سرا فِي نَفسه ثمَّ يُصَلِّي على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ويخلص الدُّعَاء للجنازة فِي التَّكْبِيرَات لَا يقْرَأ فِي شَيْء مِنْهُنَّ ثمَّ يسلم سرا فِي نَفسه.
السَّادِس: الصَّلَاة عَلَيْهِ [صلى الله عليه وسلم] بَين تَكْبِيرَات الْعِيد قَالُوا يُقَال: سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله، وَلَا إِلَه إِلَّا الله، وَالله أكبر، اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني، قَالَ الْحَافِظ ابْن كثير نقلا عَن القَاضِي إِسْمَاعِيل أَن ابْن مَسْعُود وَأَبا مُوسَى وَحُذَيْفَة خرج عَلَيْهِم الْوَلِيد بن عقبَة يَوْمًا قبل الْعِيد فَقَالَ لَهُم: إِن هَذَا الْعِيد قد دنا فَكيف التَّكْبِير فِيهِ؟ قَالَ عبد الله: تبدأ فتكبر تَكْبِيرَة تفتتح بهَا الصَّلَاة وتحمد وتكبر رَبك وَتصلي على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] ثمَّ تَدْعُو وتكبر وَتفعل مثل ذَلِك الخ. ثمَّ قَالَ إِسْنَاد صَحِيح.
السَّابِع: مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن عمر رضي الله عنه أَنه قَالَ: إِن الدُّعَاء مَوْقُوف بَين السَّمَاء وَالْأَرْض لَا يصعد مِنْهُ شَيْء حَتَّى تصلي على نبيك [صلى الله عليه وسلم] .
الثَّامِن: مَا روى عَن أبي هُرَيْرَة [صلى الله عليه وسلم] : " كل أَمر ذِي بَال لَا يبْدَأ فِيهِ بِحَمْد الله وَالصَّلَاة عَليّ فَهُوَ أقطع أَبتر ممحوق من كل بركَة " ذكره فِي الْجَامِع عَن الرهاوي وَسكت، وَقَالَ شَارِحه: وَقَالَ الرهاوي: غَرِيب تفرد بِذكر الصَّلَاة فِيهِ إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد وَهُوَ ضَعِيف جدا لَا يعْتد بروايته وَلَا بِزِيَادَتِهِ.
التَّاسِع: مَا رَوَاهُ أهل السّنَن وَغَيرهم عَن الْحسن بن عَليّ قَالَ: عَلمنِي رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] كَلِمَات أقولهن فِي الْوتر: " اللَّهُمَّ اهدني فِيمَن هديت " الخ. زَاد النَّسَائِيّ فِي سنَنه " وَصلى الله على مُحَمَّد ".
الْعَاشِر: الْأَمر بالإكثار من الصَّلَاة عَلَيْهِ فِي اللَّيْلَة الغراء وَالْيَوْم الْأَزْهَر لَيْلَة الْجُمُعَة ويومها. وَتقدم.
الْحَادِي عشر: قَالُوا: وَيجب على الْخَطِيب أَن يُصَلِّي على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] يَوْم الْجُمُعَة على الْمِنْبَر فِي الْخطْبَتَيْنِ، وَلَا تصح الخطبتان إِلَّا بذلك، وَهَذَا مَذْهَب الشَّافِعِي وَأحمد وَذكره الْحَافِظ ابْن كثير.
الثَّانِي عشر: الصَّلَاة عَلَيْهِ عِنْد زِيَارَة قَبره لحَدِيث أبي دَاوُد: " مَا مِنْكُم من أحد يسلم عَليّ - أَي عِنْد قَبْرِي - إِلَّا رد الله عَليّ روحي حَتَّى أرد عليه السلام " وَقد بَينا بطلَان سَنَده قَرِيبا وَصَححهُ النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار أما حَدِيث " من صلى عَليّ عِنْد قَبْرِي سمعته، وَمن صلى عَليّ من بعيد بلغته " فَفِي إِسْنَاده نظر، تفرد بِهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ الصَّغِير وَهُوَ مَتْرُوك، وَذكره الْحَافِظ ابْن كثير وَفِي أَسْنَى المطالب أعله ابْن الْقطَّان، وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا أصل لَهُ، وَقَالَ ابْن دحْيَة مَوْضُوع تفرد بِهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ وَكَانَ كذابا، وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمَوْضُوع وَفِي الْمِيزَان مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ ترك واتهم بِالْكَذِبِ وَأورد لَهُ هَذَا الْخَبَر.
الثَّالِث عشر: الصَّلَاة عَلَيْهِ [صلى الله عليه وسلم] بعد التَّلْبِيَة لما رَوَاهُ الشَّافِعِي وَالدَّارَقُطْنِيّ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق قَالَ: كَانَ يُؤمر الرجل إِذا فرغ من تلبيته أَن يصلى على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] على كل حَال، وَذكره ابْن كثير أَيْضا.
الرَّابِع عشر: يُصَلِّي عَلَيْهِ عِنْد طنين الْأذن لما ذكره فِي الْجَامِع الصَّغِير " إِذا طَنَّتْ أذن أحدكُم فَلْيذكرْنِي وَليصل عَليّ وَليقل ذكر الله من ذَكرنِي بِخَير " ثمَّ قَالَ الْحَكِيم يَعْنِي التِّرْمِذِيّ وَابْن السّني ورمز للعقيلي وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عدي عَن أبي رَافع وَعنهُ وَقَالَ شَارِحه: هُوَ حَدِيث حسن أه لَكِن قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر يسْتَحبّ الصَّلَاة عَلَيْهِ عِنْد طنين الْأذن إِن صَحَّ فِي ذَلِك الْخَبَر على أَن الإِمَام ابْن خُزَيْمَة قد رَوَاهُ فِي صَحِيحه وَسَاقه ثمَّ قَالَ: إِسْنَاده غَرِيب وَفِي ثُبُوته نظر، وَقَالَ الْعقيلِيّ لَيْسَ لَهُ أصل.
الْخَامِس عشر: عِنْد كِتَابَة اسْمه أَو ذكره [صلى الله عليه وسلم] لحَدِيث ابْن عَبَّاس: " من صلى عَليّ فِي كتاب لم تزل الصَّلَاة جَارِيَة لَهُ مَا دَامَ اسْمِي فِي ذَلِك الْكتاب وَقد رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن كثير: وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث بِصَحِيح من وُجُوه كَثِيرَة، وَقَالَ الذَّهَبِيّ أَحْسبهُ مَوْضُوعا وَضَعفه الْعِرَاقِيّ.
السَّادِس عشر: تجب الصَّلَاة عَلَيْهِ فِي كل مجْلِس لحَدِيث أبي هُرَيْرَة عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " مَا جلس قوم مَجْلِسا لم يذكرُوا الله تَعَالَى فِيهِ وَلم يصلوا على نَبِيّهم إِلَّا كَانَ ترة فَإِن شَاءَ عذبهم وَإِن شَاءَ غفر لَهُم " ورمز فِي الْجَامِع لِلتِّرْمِذِي وَابْن مَاجَه وَأبي دَاوُد وَحسنه.
السَّابِع عشر: يُصَلِّي عَلَيْهِ عِنْد الشدائد والهموم لما رَوَاهُ أَحْمد وَغَيره عَن أبي ابْن كَعْب قَالَ: قَالَ رجل يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن جعلت صَلَاتي كلهَا عَلَيْك قَالَ: إِذا يَكْفِيك الله تبارك وتعالى مَا أهمك من دنياك وآخرتك " ذكره فِي التَّرْغِيب وَقَالَ إِسْنَاده جيد.
الثَّامِن عشر: الصَّلَاة عَلَيْهِ فِي الصَّباح والمساء لحَدِيث أبي الدَّرْدَاء عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: من صلى عَليّ حِين يصبح عشرا، وَحين يُمْسِي عشرا أَدْرَكته شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة " ذكره فِي الْجَامِع برمز الطَّبَرَانِيّ وَحسنه.
التَّاسِع عشر: الصَّلَاة عَلَيْهِ عِنْد اللِّقَاء لحَدِيث أنس رضي الله عنه أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " مَا من عَبْدَيْنِ متحابين فِي الله يسْتَقْبل أَحدهمَا صَاحبه فيصافحه ويصليان على النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] إِلَّا لم يَتَفَرَّقَا حَتَّى يغْفر لَهما ذنوبهما مَا تقدم مِنْهُمَا وَمَا تَأَخّر " وَرَوَاهُ ابْن السّني.
الْعشْرُونَ: الصَّلَاة عَلَيْهِ [صلى الله عليه وسلم] كلما ذكر لحَدِيث الْحُسَيْن بن عَليّ أَنه [صلى الله عليه وسلم] قَالَ: " الْبَخِيل من ذكرت عِنْده فَلم يصل " رَوَاهُ أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ