الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله" قال فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب .. شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
…
كليث الغابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه قال إبراهيم حدثنا محمَّد بن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله.
غزوة خيبر
1 -
قال مسلم (2 - 778): حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر فلما فتح الله عليه الحصين ذكر له جمال صفية بنت حي بن أخطب وقد قتل زوجها، وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الروحاء حلت فبنى بها، ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آذن من حولك فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب.
2 -
قال البخاري (2 - 926): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب حدثنا يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما قدم المهاجرون إلى المدينة من مكة وليس بأيديهم يعني شيئًا، وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على
أن يعطوهم ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمؤونة، وكانت أمه أم أنس (أم سليم) كانت أم عبد الله بن أبي طلحة فكانت أعطت أم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقا فأعطاهن النبي صلى الله عليه وسلم أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد، قال ابن شهاب: فأخبرني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قتل أهل خيبر فانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم، فرد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمه عذاقها وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مكانهن من حائطه، وقال أحمد بن شبيب أخبرنا أبي عن يونس بهذا وقال مكانهن من خالصه.
ورواه مسلم (3 - 1391)، وزاد بسند مرسل: قال ابن شهاب وكان من شأن أم أيمن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب وكانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما توفي أبوه فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة، ثم توفيت بعدما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر.
3 -
قال البخاري (2 - 973): حدثنا أبو أحمد حدثنا محمَّد بن يحيى أبو غسان الكناني أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر قام عمر خطيبا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أموالهم وقال: "نقركم ما أقركم الله". وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا وقد رأيت إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال يا أمير المؤمنين أتخرجنا وقد أقرنا محمَّد صلى الله عليه وسلم وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا؟ فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة". فقال: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم قال: كذبت يا عدو الله، فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالًا وإبلًا وعروضًا من أقتاب وحبال وغير ذلك.
رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله -أحسبه- عن نافع عن ابن عمر، عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم اختصره، رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله أحسبه عن نافع عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4 -
قال البخاري (3 - 1059): حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب عن عمرو عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي طلحة: "التمس غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر". فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيرا يقول: "اللَّهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال". ثم قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها، وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت، فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"آذن من حولك" فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية. ثم خرجنا إلى المدينة قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب، فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال:"هذا جبل يحبنا ونحبه". ثم نظر إلى المدينة فقال: "اللَّهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إبراهيم مكة اللَّهم بارك لهم في مدهم وصاعهم".
رواه مسلم (2 - 993).
5 -
قال البخاري (3 - 1142): حدثنا محمَّد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال: بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم (إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلًا من قومي) فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده فقال جعفر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا.
فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فأسهم لنا، أو قال فأعطانا منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا إلا لمن شهد معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم.
ورواه مسلم (4 - 1646).
6 -
قال البخاري (3 - 1156): حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتحت خيبر أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود". فجمعوا له فقال: "إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه؟ ". فقالوا: نعم. قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "من أبوكم؟ ". قالوا فلان فقال: "كذبتم بل أبوكم فلان". قالوا: صدقت قال: "فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه؟ ". فقالوا: نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا فقال لهم: "من أهل النار؟ " قالوا: نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اخسؤوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبد". ثم قال: "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ ". فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قال:"هل جعلتم في هذه الشاة سما؟ " قالوا: نعم، قال:"ما حملكم على ذلك؟ "، قالوا: أردنا إن كنت كاذبا نستريح وإن كنت نبيا لم يضرك.
7 -
قال البخاري (4 - 1546): حدثني محمَّد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا يزيد بن عبد الله عن أبي برده عن أبي موسى رضي الله عنه قال: بلغنا مخرج النبي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا في قومي فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر وكان أناس من الناس يقولون لنا يعني لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة. ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممّن قدم معنا على حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن
هاجر فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء من هذه؟ قالت أسماء بنت عميس قال عمر آلحبشية هذه البحرية هذه؟ قالت أسماء نعم قال سبقانكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم فغضبت وقالت كلا والله كنتم مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار -أو في أرض- البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لنبي صلى الله عليه وسلم وأسأله والله ولا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا؟ قال: "فما قلت له". قالت: قلت له: كذا وكذا، قال:"ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم -أهل السفينة- هجرتان" قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو بردة قالت أسماء رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني.
[ورواه مسلم (4 - 1946)، حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمَّد بن العلاء الهمداني قالا حدثنا أبو أسامة].
8 -
قال البخاري (2 - 767): حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعم رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكل تمر خيبر هكذا؟ ". قال: لا والله يا رسول الله، إنا لنأخذ الصالح من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا".
9 -
قال البخاري (3 - 1122): حدثنا علي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم صفية مردفها على راحلته، فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة فصرع النبي صلى الله عليه وسلم والمرأة
وإن أبا طلحة -قال أحسب قال- اقتحم عن بعيره فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله جعلني الله فداءك هل أصابك من شيء؟ قال: "لا ولكن عليك بالمرأة". فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها، فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما فركبا فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة أو قال أشرفوا على المدينة قال النبي صلى الله عليه وسلم:"آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون". فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة.
ورواه مسلم (2 - 980) مختصرًا.
10 -
قال مسلم (1 - 395): حدثني عمرو الناقد حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك البقلة الثوم والناس جياع فأكلنا منها أكلا شديدا ثم رحنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئًا فلا يقربنا في المسجد فقال الناس حرمت حرمت فبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرة أكره ريحها".
11 -
قال مسلم (3 - 1213): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن أبي شجاع سعيد بن يزيد عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن فضالة بن عبيد قال: اشتريت يوم خيبر قلادة بإثني عشر دينارا فيها ذهب وخرز ففصلتها، فوجدت فيها أكثر من اثني عشر دينارا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "لا تباع حتى تفصل"
12 -
قال الدارمي (2 - 296): أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: شهدت فتح خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهزم المشركون، فوقعنا في رحالهم فابتدر الناس ما وجدوا من جزر، قال: فلم يكن ذلك بأسرع من أن فارت القدور فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكفئت قال ثم قسم بيننا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل لكل عشرة شاة، قال: وكان بنو فلان معه تسعة وكنت وحدي فالتفت إليهم فكنا عشرة بيننا شاة. قال عبد الله: بلغني أن صاحبكم يقول عن قيس بن مسلم كأنه يقول أنه لم يحفظه.
[درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق عبيد الله الحاكم (2 - 146)، وأحمدُ بن حنبل (4 - 348)، هذا السند: صحيح عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي أبو عبد الرحمن القرشي مولاهم ثقة لكنه تغير بأخرة فلم يفحش اختلاطه من رجال الشيخين -تقريب التهذيب (298) وهو لم ينفرد فقد توبع وعبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الرقي أبو وهب الأسدي ثقة فقيه ربما وهم- تقريب التهذيب (373) وشيخه هو زيد بن أبي أنيسة الجزري أبو أسامة أصله من الكوفة ثم سكن الرها ثقة له أفراد تقريب التهذيب (222) وقد سمع الحديث من قيس بن مسلم الجدلى الكوفي ثقة رمي بالإرجاء تقريب 458، وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي ثقة من الثانية اختلف في سماعه من عمر- تقريب التهذيب (349).
عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي ثقة من الثانية اختلف في سماعه من عمر، ولم ينفرد عبيد الله، بل توبع عند كل من: الطبراني في المعجم الكبير (7 - 78) تابعه غيلان بن جامع عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
…
وغيلان بن جامع بن أشعث المحاربي أبو عبد الله قاضي الكوفة ثقة من رجال مسلم- تقريب التهذيب (443)، ويزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني عن قيس عند الطبراني في المعجم الأوسط (1 - 161)].
13 -
قال مسلم (3 - 1433) في حديث سلمة بن الأكوع الطويل: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة قال فبينما نحن نسير قال وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا قال فجعل يقول ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك قال فلما سمعت كلامه قلت أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا؟ قال لا إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال: "إن شئت" قال قلت اذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت قال فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره فربطت عليه شرفا أو شرفي ثم إني رفعت حتى ألحقه قال فأصكه بين كتفيه قال قلت قد سبقت والله قال أنا أظن قال فسبقته إلى المدينة قال فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم:
تالله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا
…
فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا؟ " قال: أنا عامر، قال:"غفر لك ربك" قال: وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد قال فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر قال فلما قدمنا خيبر قال خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال وبرز له عمي عامر فقال:
قد علمت خيبر أني عامر
…
شاكي السلاح بطل مغامر
قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه، قال سلمة فخرجت فإذا أنا نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قال ذلك؟ " قال: قلت: ناس من أصحابك قال: "كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين" ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال: "لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله" قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
…
كليث الغابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه، قال إبراهيم حدنا محمَّد بن يحيى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله.
ملاحظة: في هذا الحديث الصحيح لفظ ضعيف، والصحيح كما في الحديث التالي أن عامر شقيق لسلمة وليس بعمه، كما جاء عند مسلم في الحديث السابق، وحديث مسلم هنا مداره على عكرمة بن عمار، وهو وإن كان كما قال الإمام أحمد:(مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير وقال أيضًا: عكرمة مضطرب الحديث عن غير إياس بن سلمة وكان حديثه عن إياس صالحا) انظر تهذيب التهذيب (7 - 233)، إلا أنه خالف من هو أوثق منه في الحديث السابق عند البخاري ومسلمٌ، وقد قال في تهذيب التهذيب (7 - 233): قال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري ثقة روى عنه الثوري وذكره بالفضل وكان كثير الغلط ينفرد عن إياس بأشياء. وقد لخص الحافظ أقوال العلماء فيه في التقريب فقال (396): صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب.
14 -
قال أحمد (2 - 345): حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا وهيب ثنا خثيم يعني بن عراك عن أبيه: أن أبا هريرة قدم المدينة في رهط من قومه والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وقد استخلف سباع بن عرفطة على المدينة قال فانتهيت إليه وهو يقرأ في صلاة الصبح في الركعة الأولى بـ: {كهيعص} وفي الثانية {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ، قال فقلت لنفسي: ويل لفلان إذا اكتال اكتال بالوافي وإذا كال كال بالناقص. قال: فلما صلى زودنا شيئًا حتى أتينا خيبر وقد افتتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، قال: فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين فأشركونا في سهامهم.
[درجته: سنده قوي، رواه من طرق عن خثيم بن عراك: الحاكم (2 - 38)، والبيهقيُّ (6 - 334)، والطبرانيُّ في المعجم الأوسط (3 - 161)، هذا السند: قوي، عراك بن مالك الغفاري الكناني المدني ثقة فاضل -تقريب التهذيب (388) وابنه خثيم بن عراك بن مالك الغفاري المدني لا بأس به- تقريب التهذيب (192)].
15 -
قال البخاري (2 - 894): حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير عن محمَّد بن بشر عن إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه لما أقبل يريد الإسلام ومعه غلامه ضل كل واحد منهما من صاحبه فأقبل بعد ذلك وأبو هريرة جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (يا أبا هريرة هذا غلامك قد أتاك). فقال: أما إني أشهدك أنه حر قال فهو حين يقول:
يا ليلة من طولها وعنائها
…
على أنها من دارة الكفر نجت
16 -
قال البخاري (3 - 1086): حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد فقال أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لأعطين الراية- أو قال: "ليأخذن"- غدا رجلًا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه". فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح الله عليه.
وراوه مسلم (4 - 1872).
17 -
قال ابن حبان (11 - 607): أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي أبو يزيد المعدل بالبصرة قال حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عبيد الله بن عمر فيما يحسب أبو سلمة عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل أهل خيبر حتى ألجأهم إلى قصرهم فغلب على الأرض والزرع والنخل فصالحوه على أن يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء ويخرجون منها. فاشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عصمة. فغيبوا
مسكا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعم حيي:"ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير؟ " فقال: أذهبته النفقات والحروب فقال صلى الله عليه وسلم: "العهد قريب والمال أكثر من ذلك" فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الزبير بن العوام فمسه بعذاب، وقد كان حيي قبل ذلك قد دخل خربة فقال: قد رأيت حييًا يطوف في خربة ها هنا فذهبوا فطافوا فوجدوا المسك في خربه، فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابني أبي حقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوه، وأراد أن يجليهم منها فقالوا: يا محمَّد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، فكانوا لا يتفرغون أن يقوموا فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل وشيء ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام يخرصها عليهم ثم يضمنهم الشطر قال: فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة خرصه وأرادوا أن يرشوه، فقال: يا أعداء الله أتطعموني السحت، والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض قال: ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيني صفية خضرة فقال: "يا صفية ما هذه الخضرة" فقالت: كان رأسي في حجر بن أبي حقيق وأنا نائمة، فرأيت كأن قمرًا وقع في حجري فأخبرته بذلك فلطمني، وقال: تمنين ملك يثرب؟ قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبغض الناس إلي قتل زوجي وأبي وأخي، فما زال يعتذر إلي ويقول:"إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل" حتى ذهب ذلك من نفسي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي كل من امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر كل عام وعشرين وسقا من شعير، فلما كان زمن عمر بن الخطاب غشوا المسلمين وألقوا بن عمر من فوق بيت فقال عمر بن الخطاب: من كان له سهم من خيبر فليحضر حتى نقسمها بينهم فقسمها عمر بينهم فقال رئيسهم لا تخرجنا، دعنا
نكون فيها كما أقرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر. فقال عمر لرئيسهم: أتراه سقط عني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لك كيف بك إذا أفضت بك راحلتك نحو الشام يوما ثم يوما؟ وقسمها عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية.
[درجته: سنده صحيح، رواه: من طريق حماد: الطبراني (24 - 67)، والبيهقيُّ (9 - 137)، والشيباني في الآحاد والمثاني (5/ 441)، هذا السند: صحيح فهو من طريق الإمام الثقة حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وعبيد الله بن عمر بن حفص ثقة ثبت من أوثق الناس رواية عن التابعي الإمام الثقة نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب (1/ 537)].
18 -
قال الإِمام أحمد بن حنبل (1 - 464): حدثنا محمَّد بن جعفر ثنا شعبة عن جامع بن شداد قال سمعت عبد الرحمن بن أبي علقمة قال سمعت عبد الله بن مسعود قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية، فذكروا أنهم نزلوا دهاسا من الأرض يعني الدهاس الرمل فقال: من يكلؤنا؟ فقال بلال: أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذًا تنم" قال: فناموا حتى طلعت الشمس فاستيقظ ناس منهم فلان وفلان فيهم عمر، قال فقلنا: اهضبوا (يعني تكلموا) قال: فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "افعلوا كما كنتم تفعلون" قال: ففعلنا قال وقال: كذلك فافعلوا لمن نام أو نسي، قال: وضلت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبتها فوجدت حبلها قد تعلق بشجرة فجئت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فركب مسرورا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وعرفنا ذاك فيه، قال: فتنحى منتبذا خلفنا قال: فجعل يغطي رأسه بثوبه ويشتد ذلك عليه حتى عرفنا أنه قد أنزل عليه فأتانا فأخبرنا أنه قد أنزل عليه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} .
[درجته: انظر التخريج، هذا السند: صححه الإمام الألباني في الإرواء (293) ورواه أبو داود (447) وابن أبي شيبة (7 - 390)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (5 - 267)، والبزار (زوائد- 1/ 202) والطبرانيُّ في الكبير (10 - 226)، كلهم من طريق الثقة: جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة .. قال: سمعت عبد الله بن مسعود
…
ولي ملاحظة بسيطة على هذا التصحيح للسند .. نظرًا لأن الشيخ رحمه الله اكتفى بقوله في الإرواء (293) إسنادُهُ صحيحٌ دون أن يتحدث عن سنده ومتنه لا سيما وقد أورده شاهدًا لحديث عند البخاري، وجعله موازيًا لحديث عند مسلم يحمل قصة
مماثلة، لكن عند التدقيق في السند والمتن يتبين عذري في إبداء ملاحظة على تصحيح الشيخ رحمه الله، فحديث مسلم يتحدث عن خيبر، وهذا الحديث يتحدث عن الحديبية. أما من ناحية السند ففي هذا السند إشكال حول الراوي عن ابن مسعود رضي الله عنه، فالرجل مشكوك في صحبته، وهو غير الصحابي الذي روى قصة وقد ثقيف، بل صرح الإمام الدراقطني بأنه مجهول. فقال: لا تصح له صحبة ولا نعرفه وقال أبو حاتم: هو تابعي ليست له صحبة، فإذا تجاوزنا وقلنا إنه تابعي كبير روى عنه ثقتان، فهذا لا يسمح لنا بقبول مخالفته للحديث الصحيح عند مسلم وأن ذلك وقع بعد خيبر كما سيأتي .. وهو ما مال إليه ابن عبد البر وابن القيم في الزاد].
19 -
قال ابن حبان [5 - 374]: أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أيام خيبر يحرك شفتيه بشيء بعد صلاة الفجر فقيل له يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشيء ما كنت تفعله فما هذا الذي تقول؟ قال صلى الله عليه وسلم: أقول (اللَّهم بك أحاول وبك أقاتل وبك أصاول).
[درجته: سنده صحيح، على شرط مسلم عبد الرحمن تابعي كبير وثقة من رجال الشيخين. التقريب (1 - 496)، وكذلك ثابت، أما حماد فإمام ثقة لكنه من رجال مسلم فقط. ولعل الأصح لفظ (حنين) بدل (خيبر) كما سيمر معنا عند الحديث عن غزوة حنين].
20 -
قال البخاري (1 - 86): حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار مولى بني حارثة أن سويد بن النعمان أخبره: أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء وهي أدنى خيبر فصلى العصر، ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق فأمو به فثري، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلنا ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ثم صلى ولم يتوضأ.
21 -
قال الإمام أحمد (5 - 353): حدثنا زيد بن الحباب حدثني الحسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة قال: حاضرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة
وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنى دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له. فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدًا فلما ان أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الغداة ثم قام قائما فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليًا وهو أرمد، فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له. قال بريدة وأنا فيمن تطاول لها.
[درجته: سنده قوي، رواه: النسائي في الكبرى (5 - 109)، هذا السند: قوي لأنه من طريق زيد بن الحباب أبو الحسين العكلي، رحل في الحديث فأكثر منه وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري- تقريب التهذيب (222) وقد توبع عند النسائي تابعه أبو بكر المروزي: معاذ بن خالد بن شقيق بن دينار وهو صدوق التقريب (536) وشيخهما الحسين بن واقد المروزي ثقة له أوهام من رجال مسلم تقريب التهذيب (169) وعبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي تابعي ثقة التقريب (297)].
22 -
قال أحمد بن حنبل (3 - 16): حدثنا مصعب بن المقدام وحجين بن المثني قالا ثنا إسرائيل ثنا عبد الله بن عصمة العجلي قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الراية فهزها ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال: أنا قال: أمط. ثم جاء رجل فقال: أمط ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي كرم وجه محمَّد لأعطينها رجلًا لا يفر. هاك يا علي" فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتهما وقديدهما. قال مصعب: بعجوتها وقديدها.
[درجته: سنده قوي، رواه: ابن حنبل في فضائل الصحابة (2 - 617)، وأبو يعلى (2 - 499)، من طريق إسرائيل، هذا السند: قوي وعبد الله بن عصمة أبو علوان تابعي صدوق قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5 - 126) سألت أبا زرعة عن عبد الله بن عصمة أبي علوان فقال كوفي ليس به بأس].
23 -
قال مسلم (2 - 1045): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثا عفان حدثا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس قال: كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر وقدمي تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأتيناهم حين بزغت الشمس وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم، فقالوا: محمَّد والخميس. قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم (فساء صباح المنذرين) قال: وهزمهم الله عز وجل-
ووقعت في سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها. قال: وأحسبه قال وتعتد في بيتها وهي (صفية بنت حيي) قال وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها التمر والأقط والسمن، فحصت الأرض أفاحيص، وجيء بالأنطاع فوضعت فيها، وجيء بالأقط والسمن فشبع الناس. قال وقال الناس: لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد؟ قالوا: إن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي أم ولد، فلما أراد أن يركب حجبها فقعدت على عجز البعير، فعرفوا أنه قد تزوجها، فلما دنوا من المدينة دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعنا، قال: فعثرت الناقة العضباء وندر رسول الله صلى الله عليه وسلم وندرت فقام فسترها، وقد أشرفت النساء فقلن: أبعد الله اليهودية. قال قلت: يا أبا حمزة أوقع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي والله لقد وقع.
24 -
قال مسلم (2 - 1047): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس ح وحدثني به عبد الله بن هاشم بن حيان واللفظ له حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت حدثنا أنس قال: صارت صفية لدحية في مقسمه وجعلوا يمدحونها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ويقولون ما رأينا في السبي مثلها، قال فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما أراد، ثم دفعها إلى أمي فقال أصلحيها، قال: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر حتى إذا جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة، فلما أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به. قال: فجعل الرجل يجيء بفضل التمر وفضل السويق حتى جعلوا من ذلك سوادا حيسا، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء. قال فقال أنس: فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، قال: فانطلقنا حتى إذا رأينا جدر المدينة هششنا إليها فرفعنا مطينا ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيته، قال: وصفية خلفه قد أردفها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فعثرت مطية رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرع وصرعت، قال: فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسترها قال: فأتيناه فقال: لم نضر. قال: فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها.
25 -
قال أحمد بن حنبل (3 - 138): حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر قال سمعت ثابتا يحدث عن أنس قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله إن لي بمكة مالًا وإن لي بها أهلا واني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك، فإني أريد أن اشتري من غنائم محمَّد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم. قال: ففشا ذلك في مكة وانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحًا وسرورا. قال: وبلغ الخبر العباس فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم. (قال معمر فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال فأخذ ابنا له يقال له قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول:
حي قثم حي قثم
…
شبيه ذي الأنف الأشم
بني ذي النعم
…
برغم من رغم)
قال ثابت عن أنس: ثم أرسل غلاما إلى الحجاج بن علاط: ويلك ما جئت به وماذا تقول فما وعد الله خير به جئت به؟ قال الحجاج بن علاط لغلامه: اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره. فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال: أبشر يا أبا الفضل. قال: فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه، ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله عز وجل في أموالهم، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي فاتخذها لنفسمه، وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي ها هنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا ثم اذكر ما بدا لك. قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع فجمعته فدفعته إليه، تم أستمر به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت: لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي
بلغك. قال: أجل لا يخزني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خيبر على رسوله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول لله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به. قالت: أظنك والله صادقا. قال: فإني صادق الأمر على ما أخبرتك. فذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل. قال لهم: لم يصبني إلا خير بحمد الله قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر قد فتحها الله على رسوله وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عليه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ما له، وما كان له من شيء ها هنا ثم يذهب قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون ومن كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر، فسر المسلمون ورد الله يعني ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.
[درجته: سنده صحيح عدا ما بين القوسين، رواه: أيضًا ابن حبان (6 - 194)، هذا السند: صحيح: عبد الرزاق ومعمر من الثقات المعروفين من رجال الشيخين التقريب (1 - 505) (2 - 266) وثابت البناني تابعي ثقة من رجالهما أيضًا. انظر التقريب (1 - 115)، وما بين الأقواس مرسل].
26 -
قال مسلم (2 - 1065): حدثني محمَّد بن المثنى حدثنا محمَّد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت عبد الرحمن بن جبير يحدث عن أبيه عن أبي الدرداء: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى بامرأة مجح على باب فسطاط فقال: "لعله يريد أن يلم بها" فقالوا: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره، كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له؟! ".
27 -
قال البخاري (3 - 1357): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأعطين الراية غدا رجلًا يفتح الله على يديه" قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال. "أين علي بن أبي طالب؟ " فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله. قال: "فأرسلوا إليه فأتوني به" فلما جاء بصق في عينيه
ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال:"انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم".
ورواه مسلم [4 - 1872].
28 -
قال أحمد في حنبل (1 - 330): حدثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة ثنا أبو بلج ثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء. فقال ابن عباس: بل أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى. قال فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لأبعثن رجلًا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله" قال: فاستشرف لها من استشرف قال: "أين علي؟ " قالوا: هو في الرحل يطحن، قال:"وما كان أحدكم ليطحن" قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثًا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليًا خلفه فأخذها منه قال: "لا يذهب بها إلارجل مني وأنا منه" قال: وقال لبني عمه: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة" قال: وعلي معه جالس فأبوا فقال: علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال:"أنت وليي في الدنيا والآخرة" قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة" فأبوا قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال:"أنت وليي في الدنيا والآخرة" قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه قال: وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر وعلي نائم قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله قال: فقال: يا نبي الله قال: فقال له علي: أن نبي الله
- صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم كان صاحبك نراميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك قال: فقال له علي: أخرج معك، قال: فقال له نبي الله: "لا" فبكى علي، فقال له:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي إنّه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي" قال: وقال له رسول الله: "أنت وليي في كل مؤمن بعدي" وقال: "سدوا أبواب المسجد غير باب علي" فقال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره قال: وقال: "من كنت مولاه فإن مولاه علي" قال: وأخبرنا الله عز وجل في القرآن إنّه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد. قال: وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه، قال:"أوكنت فاعلا وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم".
[درجته، لا بأس بسنده وفي متنه نكارة، رواه: الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 143)، والنسائيُّ في السنن الكبرى (5 - 112)، والطبرانيُّ في الكبير (12 - 97) من طريق الوضاح وهو أبو عوانة.
هذا السند: حسن، عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد الله ويقال أبو يحيى مخضرم مشهور ثقة عابد من رجال الشيخين تقريب التهذيب (427)، وتلميذه أبو بلج الفزاري الكبير اسمه يحيى بن سليم أو ابن أبي سليم أو بن أبي الأسود صدوق ربما أخطأ تقريب التهذيب (625). وقد أخطأ في متن الحديث أخطاءً كثيرة منها: أن ابن عباس رضي الله عنهما لم يحضر أي حادثة من تلك الحوادث، فهو لم يولد عندما خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أبناء عمه، وكان رضيعا عند مبيت علي في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وكان طفلا في مكة عندما حدثت بقية الحوادث، ولذلك فالمعول في المتن والألفاظ على رواية الصحابة الذين رأوا تلك الأحداث وسمعوها ورووها، ثم يعول إلى رواية ابن عباس لا سيما وهي عن أبي بلج. وقد لاحظت في بعض روايات ابن عباس رضي الله عنه التي في السيرة مخالفات يسيرة لبعض الصحابة رضي الله عنهم الصحيحة ممّن شهد ونقل كشاهد عيان، والراجح رواياتهم للسبب الذي ذكرته؟].
29 -
قال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (2 - 34): ثنا أحمد بن محمَّد بن الهثم الدوري ثنا محمَّد بن علي بن الحسين بن شقيق ثنا أبو وهب محمَّد بن مزاحم بن سهل بن مزاحم ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن بن بريدة عن أبيه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر فكنت فيمن صعد الثلمة فقاتلت حتى رؤي مكاني وأبليت، وعلي ثوب أحمر فلم أعلم أني ركبت في الإسلام ذنبا أعظم منه للشهرة.
[درجته: سنده قوي. رواه: رواه الروياني (1 - 79) من طريق أخرى عن محمَّد بن مزاحم حدثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان، هذا السند: قوي فمقاتل صدوق من رجال مسلم: التقريب (2 - 272) وتلميذه بكير صدوق وجرحه غير مفسر. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (1 - 434)، حيث (قال البخاري: قال أحمد: ما أرى به بأسا وكذا قال الأصم عن عبد الله بن أحمد عن أبيه وكذا قال أبو حاتم وقال النسائي ليس به بأس وقال أبو بكر بن أحمد بن بالويه عن عبد الله بن أحمد عن أبية ذاهب الحديث وقال سفيان بن عبد الملك عن بن المبارك رمى به وقال أحمد بن أبي الحواري ثنا مروان يعني بن محمَّد الطاطري ثنا بكير بن معروف أبو معاذ وكان ثقة وقال بن عدي وبكير بن معروف ليس بكثير الرواية وأرجو أنه لا بأس به وليس حديثه بالمنكر جدًا وقال الآجري عن أبي داود ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات) وابن مزاحم أبو وهب صدوق من رجال التقريب (2 - 206)].
3 -
قال البخاري 2 - 824: حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى أخبرنا نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول صلى الله عليه وسلم وقال عبد الرزاق أخبرنا بن جريج قال حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، وأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرهم بها أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء.
ورواه مسلم (3 - 1187).
31 -
قال مسلم (2 - 1028): حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن بن شهاب عن الحسن وعبد الله ابني محمَّد بن علي عن أبيهما عن علي: أنه سمع ابن عباس يلين في متعة النساء. فقال: مهلا يا ابن عباس فإن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم نهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية.
32 -
قال ابن أبي شيبة (7 - 396): حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة وأخذوا الحمر الإنسية فذبحوها وملأوا منها القدور، فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم. قال جابر: فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفأنا القدور وقال: سيأتيكم برزق هو أحل من ذا وأطيب. فكفأنا القدور يومئذ وهي تغلي، فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لحوم الحمر الإنسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من. الطير وحرم المجثمة والخلسة والنهبة.
[درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الإمام أحمد (3 - 323)، حدثنا هاشم بن القاسم ثنا عكرمة يعني ابن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله .. وسنده ضعيف نظرًا لاضطراب رواية عكرمة عن يحيى -التقريب (1/ 30) وللحديث طريق آخر وهو الحديث التالي:].
33 -
قال الإمام أحمد في حنبل (4 - 194): حدثنا زكريا بن عدي أنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني أنه حدثهم قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر والناس جياع فأصبنا بها حمرا من حمر الإنس، فذبحناها قال: فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمر عبد الرحمن بن عوف فنادى في الناس: أن لحوم حمر الإنس لا تحل لمن شمهد أني رسول الله. قال. ووجدنا في جنانها بصلا وثوما والناس جياع فجهدوا فراحوا فإذا ريح المسجد بصل وثوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا" وقال: "لا تحل النهبى ولا يحل كل ذي ناب من السباع ولا تحل المجثمة".
[درجته: حسن وسنده ضعيف، رواه: الطبراني في الكبير (22/ 216) ومسند الشاميين (2/ 183) عن بقية عن بحير بن سعد، هذا السند: ضعيف لأنه من طريق بقية بن الوليد قال العلائي في جامع التحصيل (150): مكثر من التدليس. لكن الحديث حسن بما قبله. ولبعض ألفاظه شواهد صحيحة جاءت في أحاديث كثيرة متفرقة].
34 -
قال البخاري (2 - 923): حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها فقيل: ألا نقتلها، قال:"لا" فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
35 -
قال مسلم (4 - 1721): حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس: أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت: أردت لأقتلك قال: "ما كان الله ليسلطك على ذاك" قال: أو قال: عليَّ قال: قالوا ألا نقتلها، قال:"لا" قال فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
36 -
قال البخاري (4 - 1544): حدثني يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمَّد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن رسول الله نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.
ورواه مسلم (2 - 1027).
37 -
قال مسلم (3 - 1213): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن أبي شجاع سعيد بن يزيد عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن فضالة بن عبيد قال: اشتريت يوم خيبر قلادة باثني عشر دينارا فيها ذهب وخرز ففصلتها فوجدت فيها أكثر من اثني عشر دينارا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا تباع حتى تفصل".
38 -
قال مسلم (1 - 107): حدثني زهير بن حرب حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني سماك الحنفي أبو زميل قال حدثني عبد الله بن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب
قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد فلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون" قال: فخرجت فناديت ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون.
39 -
قال البخاري (4 - 1547): حدثنا عبد الله بن محمَّد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن مالك بن أنس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى بن مطيع أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له (مدعم) أهداه له أحد بني الضباب، فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بل والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا" فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بشراك أو بشراكين فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"شراك أو شراكان من نار".
40 -
قال الطبراني في المعجم الكبير (2 - 82)،: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا الحسن بن الربيع الكوفي ثنا بن المبارك عن بن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لسهلة بنت عاصم بن عدي ولابنة لها ولدت.
[درجته: سنده صحيح، رواه أيضًا ابن سعد في الطبقات الكبرى (2 - 114): أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا بن لهيعة، هذا السند: صحيح رغم وجود العالم الجليل الضعيف عبد الله بن لهيعة رحمه الله، فقد حدد النقاد رجالًا احتفظوا بوثائقه الصحيحة قبل اختلاطه منهم هذا الإِمام الفذ عبد الله بن المبارك، أما شيخه الحارث بن يزيد فهو تابعي ثقة ثبت عابد، التقريب (1 - 145)، وشيخ الطبراني وشيخ شيخه ثقتان انظر: التقريب (1 - 166)، والبلغة (228)].
41 -
قال البخاري (3 - 1040): حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال أخبرني عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد ما افتتحوها فقلت: يا رسول الله أسهم لي، فقال بعض بني سعيد بن العاص: لا تسهم له يا رسول الله، فقال أبو هريرة: هذا قاتل بن قوقل، فقال بن سعيد بن العاص: وا عجبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضأن ينعى على قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي، ولم يهني على يديه قال: فلا أدري أسهم له أم لم يسهم له قال: سفيان وحدثنيه السعيدي عن جده عن أبي هريرة قال: أبو عبد الله السعيدي عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص.
42 -
قال البخاري ج (4 - 1548): حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت الزهري وسأله إسماعيل بن أمية قال أخبرني عنبسة بن سعيد: أن أبا هريرة رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله قال له بعض بني سعيد بن العاص: لا تعطه، فقال أبو هريرة: هذا قاتل بن قوقل فقال: واعجباه لوبر تدلى من قدوم الضأن ويذكر عن الزبيدي عن الزهري قال: أخبرني عنبسة بن سعيد أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيد بن العاص قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان على سرية من المدينة قبل نجد قال أبو هريرة: فقدم أبان وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد ما افتتحها وإن حزم خيلهم لليف قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله لا تقسم لهم، قال أبان: وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضأن؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبان اجلس" فلم يقسم لهم.
43 -
قال البخاري (4 - 1545): حدثنا الحسن بن إسحاق حدثنا محمَّد بن سابق حدثنا زائدة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر للفرس سهمين وللراجل سهما قال: فسره نافع فقال: إذا كان مع الرجل فرس فله ثلاثة أسهم فإن لم يكن له فرس فله سهم.
44 -
قال الإمام أحمد بن حنبل (5 - 223): حدثنا ربعي بن إبراهيم أخو إسماعيل بن علية وأثنى عليه خيرا قال: وكان يفضل على إسماعيل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن محمَّد بن زيد بن المهاجر عن عمير مولى أبي اللحم قال: شهدت مع سادتي خيبر فأمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلدت
سيفا فإذا أنا أجره قال: فقيل له: إنه عبد مملوك قال: فأمر لي بشيء من خرثى المتاع قال: وعرضت عليه رقية كنت أرقي بها المجانين في الجاهلية قال: اطرح منها كذا وكذا وارق بما بقي قال محمَّد بن زيد: وأدركته وهو يرقي بها المجانين.
[درجته: سنده صحيح، رواه: أيضًا أحمد (5 - 223) حدثنا بشر بن المفضل عن محمَّد بن زيد والطبرانيُّ في المعجم الكبير (17 - 67) حدثنا فضيل بن محمَّد الملطي ثنا أبو نعيم ثنا هشام بن سعد عن محمَّد، وحدثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثن ابن لهيعة ثنا محمَّد بن زيد، وحدثنا محمود بن محمَّد الواسطي ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمَّد بن زيد، وعبد الرزاق في المصنف (5 - 228) عن إبراهيم قال أخبرني محمَّد بن زيد. هذا السند: صحيح فالحديث مداره على أحد رجال مسلم.
محمَّد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان القرشي التيمي المدني رأى بن عمر وروى عن أبيه وأمه أم حرام وعمير مولى أبي اللحم وعبد الله بن عامر وأبي أمامة بن ثعلبة وسالم بن عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وطلحة بن عبد الله بن عوف ومحمَّد بن المنكدر وابن سبلان وغيرهم روى عنه الزهريّ ومالك وهشام بن سعد وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وعبد العزيز بن محمَّد الدراوردي وأن أبي ذئب وابن لهيعة وحفص بن غياث وبشر بن المفضل وآخرون قال عبد الله بن أحمد عن أبيه شيخ ثقة وقال ابن معين وأبو زرة ثقة وذكره ابن حبان في الثقات قلت وقال أبو داود والعجلي ثقة وقال البرقاني عن الدارقطني يحتج به وقال مرة أخرى يعتبر به- تهذيب التهذيب (9 - 153) وقد لخص الحافظ أقوال العلماء فيه فقال في تقريب التهذيب (1 - 479): ثقة].
45 -
قال البخاري (6 - 2675): حدثنا إسماعيل عن أخيه عن سليمان بن بلال عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث أن أبا سعيد الخدري وأبا هريرة حدثاه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أخا بني عدي الأنصاري واستعمله على خيبر، فقدم بتمر جنيب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكل تمر خيبر هكذا؟ قال: لا والله يا رسول الله، إنا لنشتري الصالح بالصاعين من الجمع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعلوا ولكن مثلا بمثل، أو بيعوا هذا واشتروا بثمنه من هذا وكذلك الميزان.
رواه مسلم (3 - 1215).
46 -
قال أحمد بن حنبل (5 - 250): حدثنا حسن بن موسى وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة قال عفان أنا أبو غالب عن أبي أمامة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من خيبر ومعه غلامان وهب أحدهما لعلي بن أبي طالب وقال: لا تضربه فإني قد نهيت عن ضرب أهل الصلاة وقد رأيته يصلي. قال عفان في حديثة: أنا أبو طالب عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل من خيبر ومعه غلامان فقال علي: يا رسول الله اخدمنا فقال: "خذ أيهما شئت" قال: خر لي، قال:"خذ هذا ولا تضربه فإني قد رأيته يصلي مقبلنا من خيبر وإني قد نهيت" وأعطى أبا ذر غلامًا وقال: "استوص به معروفا" فأعتقه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ما فعل الغلام؟ " قال: يا رسول الله أمرتني أن استوصي به معروفا فأعتقته.
[درجته: سنده حسن. رواه: أيضًا أحمد (5 - 258)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير (8 - 275) من طريق حماد، هذا السند: حسن فأبو غالب صاحب أبي أمامة حسن الحديث إذا لم يخالف انظر تقريب التهذيب (664): حيث قال: أبو غالب صاحب أبي أمامة بصري نزل أصبهان قيل اسمه حزور وقيل سعيد بن الحزور وقيل نافع صدوق يخطئ. وبقية الرواة أئمة ثقات].
47 -
قال البخاري (4 - 1537): حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فسرنا ليلًا فقال رجل من القوم لعامر يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلًا شاعرا حداء. فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللَّهم لولا أنت ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اتقينا
…
وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا
…
إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا السائق؟ " قالوا: عامر بن الأكوع قال: "يرحمه الله" قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به، فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ثم إن الله تعالى فتحها عليهم، فلما
أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون؟ " قالوا: على لحم قال: "على أي لحم؟ " قالوا: لحم حمر الإنسية، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أهريقوها واكسروها" قال رجل: يا رسول الله أونهريقها ونغسلها قال: أوذاك، فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيرا فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر فمات منه قال: فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي قال: "مالك؟ " قلت له: فداك أبي وأمي زعموا أن عامرًا حبط عمله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كذب من قاله، إن له لأجرين" وجمع بين إصبعيه إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله. حدثنا قتيبة حدثنا حاتم قال: نشأ بها.
48 -
قال مسلم (3 - 1429): حدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني عبد الرحمن ونسبه غير بن وهب فقال بن عبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا شديدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتد عليه سيفه فقتله فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وشكوا فيه رجل مات في سلاحه وشكوا في بعض أمره قال: سلمة فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر فقلت: يا رسول الله ائذن لي أن أرجز لك، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب: أعلم ما تقول قال: فقلت:
والله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدقت".
وأنزلن سكينة علينا
…
وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
قال فلما قضيت رجزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال هذا" قلت: قال أخي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يرحمه الله" قال: فقلت: يا رسول الله، إن ناسا ليهابون الصلاة عليه يقولون رجل مات بسلاحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مات جاهدا
مجاهدا" قال بن شهاب: ثم سألت ابنا لسلمة بن الأكوع فحدثني عن أبيه مثل ذلك غير أنه قال: حين قلت إن ناسا يهابون الصلاة عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبوا مات جاهدا مجاهدا فله أجره مرتين" وأشار بإصبعيه.
49 -
قال مسلم (1 - 472): حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان يعني بن المغيرة حدثنا ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء إن شاء الله غدا" فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد. قال أبو قتادة: فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى إبهار الليل وأنا إلى جنبه قال: فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فمال عن راحلته فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته. قال: ثم سار حتى تهور الليل مال عن راحلته قال: فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته. قال: ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل، فأتيته فدعمته فرفع رأسه فقال. "من هذا؟ " قلت: أبو قتادة قال: "متى كان هذا مسيرك مني؟ " قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة قال: "حفظك الله بما حفظت به نبيه" ثم قال: "هل ترانا نخفى على الناس؟ " ثم قال: "هل ترى من أحد؟ " قلت: هذا راكب ثم قلت: هذا راكب آخر حتى اجتمعنا فكنا سبعة ركب قال: فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق فوضع رأسه ثم قال: "احفظوا علينا صلاتنا" فكان أول من استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس في ظهره قال: فقمنا فزعين ثم قال: اركبوا فركبنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل ثم دعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء قال: فتوضأ منها وضوءًا دون وضوء، قال: وبقي فيها شيء من ماء ثم قال لأبي قتادة: "احفظ علينا ميضأتك فسيكون لها نبأ" ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم صلى الغداة فصنع كما كان يصنع كل يوم قال: وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبنا معه قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثم قال: "أما لكم في أسوة" ثم قال: "أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك
فليصلها حين ينتبه لها فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها" ثم قال: "ما ترون الناس صنعوا؟ " قال: ثم قال: أصبح الناس وقد فقدوا نبيهم فقال أبو بكر وعمر: رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم، لم يكن ليخلفكم. وقال الناس" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم، فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا، قال: فانتهينا إلى الناس حين امتد النهار وحمي كل شيء وهم يقولون: يا رسول الله هلكنا عطشنا، فقال:"لا هلك عليكم" ثم قال: "أطلقوا لي غمري" قال: ودعا بالميضأة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأبو قتادة يسقيهم، فلم يعد أن رأى الناس ماء في الميضأة تكابوا عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحسنوا الملأ كلكم سيروى" قال: ففعلوا، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثم صب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "اشرب" فقلت: لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله، قال:"إن ساقي القوم آخرهم شربا" قال: فشربت وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأتى الناس الماء جامين رواء قال: فقال عبد الله بن رباح: إني لأحدث هذا الحديث في مسجد الجامع إذ قال عمران بن حصين: انظر أيها الفتى كيف تحدث فإني أحد الركب تلك الليلة، قال: قلت: فأنت أعلم بالحديث فقال: ممّن أنت؟ قلت: من الأنصار قال: حدث فأنتم أعلم بحديثكم. قال: فحدثت القوم فقال عمران: لقد شهدت تلك الليلة وما شعرت أن أحدًا حفظه كما حفظته.
50 -
قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 233): أخبرني علي بن عبد الرحمن بن عيسى السبيعي ثنا الحسين بن الحاكم الحيري ثنا الحسن بن الحسين العرني ثنا أجلح بن عبد الله عن الشعبي عن جابر رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله من خيبر قدم جعفر رضي الله عنه من الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل جبهته، ثم قال: والله ما أدري بأيهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر.
أرسله إسماعيل بن أبي خالد وزكريا بن أبي زائدة فيما حدثناه علي بن عيسى الحيري ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن ابن أبي خالد وزكريا عن الشعبي قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر فذكر الحديث هذا حديث صحيح إنما
ظهر بمثل هذا الإسناد الصحيح مرسلًا وقد وصله أجلح بن عبد الله.
[درجته: حسن بالشواهد، هذا السند: ضعيف لضعف الحسن العرني، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3 - 6): سألت أبي عنه فقال: لم يكن بصدوق عندهم. ورواه الحاكم (2 - 681): فقال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن عقبة الشيباني حدثنا الهيثم بن خالد حدثنا أبو غسان النهدي حدثنا الأجلح بن عبد الله عن الشعبي عن جابر بن عبد الله ولم أجد توثيقًا لشيخ الحاكم، والثقاث رووه عن الشعبي مرسلًا، فقد رواه الحاكم مرسلًا عن الشعبي ورواه ابن هشام أيضًا في السيرة النبوية (5 - 5)، فقال: وذكر سفيان بن عيينة عن الأجلح عن الشعبي أن جعفر كما رواه ابن أبي شيبة (7 - 351) مرسلًا: حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي.
لكن رواه الطبراني في المعجم الكبير بسند لا بأس به (22 - 100): حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني وأحمدُ بن خالد بن مسرح قالا ثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني ثنا مخلد بن يزيد ثنا مسعر عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه .. وهو سند قابل للتحسين نظرا لضعف في شيخ الطبراني أحمد بن خالد فقد قال الحافظ في لسان الميزان (1 - 165) قال الدارقطنيُّ ليس بشيء.
أما أنس فشيخ قال عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق (9 - 312): أنس بن السلم بن الحسن بن السلم أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي، حدث بدمشق سنة تسع وثمانين ومائتين عن عيسى بن سليمان الشيزري ومخلد بن مالك الحراني وأيوب بن سليمان الرماني المعروف بابن مطاعن إمام سليمة ومغيرة بن عبد الرحمن بن عون الحراني وعبيد بن رزين وإبراهيم بن هشام الغساني وأحمدُ بن حرب الموصلي وأحمدُ بن أبي الحواري الزاهد ودحيم ومعلل بن نفيل وأبي أحمد عبد الملك بن مسرح ومحمَّد بن رجاء الشحشاني وأبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي وإسماعيل بن أبي كريمة وعمر بن هشام الحرانيين وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وهشام بن عمار والمؤمل بن إهابة وأبي بشر بكر بن خلف وأبي الأصبغ عبد العزيز بن يحيى وأبي وهب الوليد بن عبد الملك الحرانيين وعمر بن الضحاك روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب ويحيى بن عبد الله بن الحارث الزجاج وأبو علي بن شعيب ومحمَّد بن منصور بن نصر بن إبراهيم وأبو عبد الله بن مروان وأبو الحسن بن جوصا وإبراهيم بن أحمد بن الحسن وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي ثابت وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو علي بن حبيب الحصائري وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر أحمد بن إسحاق اللخمي بن الأعرابي وأبو عثمان سعيد بن محمَّد بن حرب وأبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الطرسوسي القاضي، وسكت عنه في البلغة