المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

القوم؟ ألا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله صلى الله - الصحيح من أحاديث السيرة النبوية

[محمد الصوياني]

فهرس الكتاب

- ‌إهداء وشكر إلى أساتذتي الكرام

- ‌المقدمة

- ‌المولد

- ‌الرضاع

- ‌التسمية

- ‌شق الصدر

- ‌عناية عبد المطلب

- ‌عناية أبى طالب

- ‌رعي الغنم

- ‌مشاركة قومه

- ‌عمل النبي صلى الله عليه وسلم في التجارة

- ‌الزواج بخديجة

- ‌الزواج بعائشة وسودة

- ‌بناء الكعبة

- ‌مفارقة معتقدات قومه

- ‌مقدمات النبوة

- ‌الغرباء

- ‌زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌نزول الوحي

- ‌فترة الوحي

- ‌حراسة السماء

- ‌أول من أسلم

- ‌السابقون

- ‌ضماد الأزدي

- ‌إياس بن معاذ

- ‌الإعلان

- ‌الاعتراف بصدق النبي وإعجاز القرآن

- ‌طلب المعجزات

- ‌انشقاق القمر

- ‌تحويل جبل الصفا إلى ذهب

- ‌التعذيب

- ‌إسلام أبى ذر

- ‌إسلام عمر

- ‌الهجرة إلى الحبشة

- ‌دعوة القبائل

- ‌لقاء الأوس والخزرج

- ‌بيعة العقبة الأولى

- ‌العقبة الثانية

- ‌المفاوضات

- ‌محاولات القتل

- ‌الحصار

- ‌وفاة خديجة وفضلها

- ‌وفاة أبي طالب

- ‌الإسراء والمعراج

- ‌العودة من الإسراء والمعراج وتكذيب قريش

- ‌لقاء الجن

- ‌الهجرة إلى المدينة

- ‌هجرة عمر بن الخطاب وعياش

- ‌هجرة أم سلمة وزوجها

- ‌هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بعد الغار

- ‌أبو معبد

- ‌أم معبد

- ‌هذه القصة

- ‌طريق الهجرة

- ‌مكانة مكة لدى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تغيير اسم يثرب

- ‌الوصول للمدينة وبناء المسجد

- ‌بناء المنبر

- ‌النزول على أبي أيوب

- ‌استقبال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌سلمان الفارسي في المدينة

- ‌وصول عائشة وزواجها

- ‌الوثنيون وتحولهم إلى منافقين

- ‌أول جمعة في المدينة

- ‌أول مولود في الإسلام

- ‌الحب والموآخاة بين المهاجرين والأنصار

- ‌صيام عاشوراء

- ‌بدء الأذان

- ‌قريش تهدد الأنصار

- ‌الإذن بالقتال

- ‌حراسة النبي صلى الله عليه وسلم وحمل السلاح

- ‌تهديد طواغيت قريش

- ‌بدء التحرك العسكري

- ‌غزوة العشيرة:

- ‌سرية نخلة:

- ‌تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة وموقف اليهود

- ‌الصُفة وأهلها

- ‌رؤيا عاتكة

- ‌غزوة بدر

- ‌الملائكة في بدر

- ‌أسرى بدر

- ‌شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌قتل أبي جهل

- ‌شهداء بدر

- ‌فضل من شارك في معركة بدر من الصحابة

- ‌قتلى المشركين

- ‌الغنائم

- ‌بقاء عثمان وأسامة في المدينة

- ‌كتابة وثيقة المدينة بعد اغتيال كعب بن الأشرف

- ‌خيانة بني النضير وقريظة

- ‌غزوة بني النضير

- ‌قريش تهدد اليهود

- ‌زواج فاطمة

- ‌غزوة أُحُد

- ‌قبل المعركة

- ‌المعركة

- ‌استشهاد والد حذيفة وثابت بن وقش

- ‌استشهاد عمرو بن أقيش

- ‌استشهاد عامر بن أمية رضي الله عنه

- ‌استشهاد سعد بن الربيع

- ‌المنافقون

- ‌شدة الخوف في أحد

- ‌قائد الرماة

- ‌استشهاد مصعب بن عمير

- ‌غسيل الملائكة

- ‌إصابة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌خسف على أرض أحد

- ‌أول من عرف النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فرار سعد بن عثمان وعقبه بن عثمان وعثمان

- ‌شهيد يمشي على الأرض

- ‌فارس مع المسلمين لكنه في النار

- ‌الدعاء بعد المعركة

- ‌بعد المعركة

- ‌هروب المشركين

- ‌الشهداء

- ‌الشهداء بعد سنين

- ‌فرسان أحد

- ‌مولد الحسن

- ‌مجرمون من عكل وعرينة

- ‌القضاء على خالد بن نبيح

- ‌القضاء على عامر بن الطفيل

- ‌سرية الرجيع

- ‌الغدر بالقراء رضي الله عنهم

- ‌مهمات لمرثد بن أبى مرثد

- ‌قدوم ملاعب الأسنة

- ‌الزواج بأم سلمة

- ‌غزوة ذات الرقاع الأولى

- ‌غزوة جليبيب

- ‌غزوة بدر الأخرى

- ‌الزواج من زينب بنت جحش ونزول الحجاب

- ‌غزوة بني المصطلق والزواج بجويرية

- ‌حادث الإفك بعد غزوة بني المصطلق

- ‌غزوة سيف البحر (الخبط)

- ‌إجلاء يهود بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة

- ‌غزوتى: الخندق (الأحزاب) وبني قريظة

- ‌قتل سلام بن أبي الحقيق

- ‌إسلام المغيرة بن شعبة

- ‌إسلام عمرو بن العاص وعودة مهاجري الحبشة

- ‌الزواج بأم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها

- ‌عمرة وصلح الحديبية

- ‌غزوة ذى قرد

- ‌غزوة خيبر

- ‌غزوة فزارة

- ‌سرية الأربعين ومعجزة الماء

- ‌سرية لأحد الأنصار

- ‌سرية علقمة بن مجزز

- ‌سرية الحرقات

- ‌سرية الإثنى عشر شهيدا

- ‌سرية ذات الرقاع الثانية

- ‌غزوة نجد

- ‌عمرة القضاء

- ‌إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص

- ‌وفاة النجاشي

- ‌صنع الخاتم

- ‌مكاتبة الملوك

- ‌غزوة مؤتة

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌أسر ثمامة الحنفي وحصار مكة

- ‌فتح مكة

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس

- ‌حصار الطائف

- ‌غزوة بني جذيمة

- ‌غزوة تبوك ومراسلة الملوك

- ‌موت زينب

- ‌عام الوفود

- ‌وفد ثقيف:

- ‌وفد عبد قيس:

- ‌وفد تميم واليمن:

- ‌حرق كعبة اليمن وتعيين أمير عليها

- ‌وفد اليمامة:

- ‌وفد نجران:

- ‌قدوم عدي بن حاتم:

- ‌وفد مزينة:

- ‌حجة أبي بكر الصديق

- ‌إرسال خالد بن الوليد ثم علي إلى اليمن

- ‌قصة ابن صياد

- ‌موت عبد الله بن أبي بن سلول

- ‌موت إبراهيم

- ‌حجة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فضل الحج:

- ‌مواقيت الحج:

- ‌الاشتراط

- ‌أنواع النسك: الإفراد

- ‌القران عمرة في حجة

- ‌تجهيز جيش أسامة

- ‌مرض النبي صلى الله عليه وسلم

الفصل: القوم؟ ألا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله صلى الله

القوم؟ ألا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فدخلا في المسلمين ولا يعلمون بهما، فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون، وأما أبو حذيفة فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه، فقال حذيفة: أبي، أبي. فقالوا: والله ما عرفناه وصدقوا، فقال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه فتصدق به حذيفة على المسلمين، فزاده ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الحاكم (3 - 222)، هذا السند: صحيح فعاصم تابعي ثقة عالم بالمغازي ومحمود صحابي].

‌المعركة

1 -

قال الحاكم (3 - 241): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق عن سعد: كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل يوم أُحُد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: أنا أسد الله.

[درجته: سنده صحيح ، رواه: أيضا ابن أبي شيبة (7 - 366)، والحاكم (3 - 212) عن عمير مرسلا، هذا السند: صحيح: وقد روي مرسلا لكن وصله الحاكم بسند صحيح عن محمد بن بالويه هو أبو علي كما جاء في ترجمته في تاريخ بغداد (1/ 282) والصواب أبو بكر: وقد أورد الحافظ البغدادي عن الحاكم تاريخ وفاته وقال فيه البرقاني: ثقة، وشيخه ثقة من رجال التقريب (2/ 169) وشيخه معاوية بن عمرو بن المهلب ثقة من شيوخ البخاري -التهذيب (10/ 215) والتقريب (2/ 260) وأبو إسحاق هو إبراهيم بن محمَّد الفزاري ثقة حافظ من رجال الشيخين -التقريب (1/ 41) وعمير بن إسحاق تابعي قال الحافظ: مقبول، والصواب أنه: ثقة لأن قول ابن معين: ليس شيء يعني أنه قليل الحديث، ثم إن ابن معين قال عنه: ثقة. انظر: (قواعد في علوم الجرح للتهانوي- 263) وقال النسائي: ليس به بأس- ولم يورده العقيلي إلا أنه لم يرو عنه إلا واحد].

2 -

قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال قال الزبير: والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوازم،

ص: 248

ما دون إحداهن قليل ولا كثير، إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه يريدون النهب، وخلوا ظهورنا للخيل، فأتينا من أدبارنا وصرخ صارخ: ألا إن محمدا قد قتل. فانكفأنا، وأنكفأ علينا القوم بعد أن هزمنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم.

[درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الطبري في التفسير (4 - 126)، والضياء (3 - 76)، هذا السندة صحيح يحيى ثقة -التقريب (2 - 351)،ووالده تابعي ثقة التقريب (1 - 392)].

3 -

قال البخاري (4 - 1486): حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال: لقينا المشركين يومئذ وأجلس النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله وقال: "لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا". فلما لقيناهم هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل رفعن عن سوقهن، قد بدت خلاخلهن فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله بن جبير: عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحوا. فأبوا، فلما أبوا صرفت وجوهم فأصيب سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمَّد؟ فقال: "لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: "لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان اعل هبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أجيبوه"، قالوا ما نقول؟ قال:"قولوا: الله أعلى وأجل". قال أبو سفيان لنا العزى. ولا عزى لكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أجيبوه". قالوا: ما نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم".قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني.

4 -

قال البخاري (3 - 1055) حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب. وقال غيره:

ص: 249

تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم.

ورواه مسلم (3 - 1443).

5 -

قال البخاري (3 - 1390): حدثني إسماعيل بن خليل أخبرنا سلمة بن رجاء عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة ، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم على أخراهم فاجتلدت أخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه فنادى: أي عباد الله أبي أبي. فقالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم. قال أبي: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله عز وجل.

6 -

قال الإِمام أحمد (1 - 287):حدثنا سليمان بن داود أنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس أنه قال: ما نصر الله تبارك وتعالى في موطن كما نصر يوم أحد، قال: فأنكرنا ذلك فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالى إن الله عز وجل يقول في يوم أحد: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ الله وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} يقول بن عباس: والحس القتل حتى إذا فشلتم إلى قوله: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ، وإنما عني بهذا الرماة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع ثم قال:"احموا ظهورنا فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا" فلما غنم النبي صلى الله عليه وسلم وأباحوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعًا فدخلوا في العسكر ينهبون، وقد التقت صفوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم كذا (وشبك بين أصابع يديه) والتبسوا ،فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضرب بعضهم بعضا، والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة ، وجال المسلمون جولة نحو الجبل ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغار، إنما كانوا تحت المهراس، وصاح الشيطان: قتل

ص: 250

محمَّد. فلم يشك فيه أنه حق، فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل حتى طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين السعدين نعرفه بتكفئه إذا مشى، قال: ففرحنا كأنه لم يصبنا ما أصابنا. قال: فرقا نحونا وهو يقول: اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسوله قال ويقول مرة أخرى: اللَّهم إنه ليس لهم أن يعلونا حتى انتهى إلينا فمكث ساعة، فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل: أعل هبل مرتين. يعني آلهته، أين بن أبي كبشة؟ أين بن أبي قحافة؟ أين بن الخطاب؟ فقال عمرة يا رسول الله ألا أجيبه، قال:"بلى" قال فلما قال أعل هبل قال عمر: الله أعلى وأجل. قال فقال أبو سفيان: يا بن الخطاب إنه قد أنعمت عينها فعاد عنها أو فعال عنها، فقال: أين بن أبي كبشة أين بن أبي قحافة، أين بن الخطاب. فقال عمر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أبو بكر، وها أنا ذا عمر. قال فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر الأيام دول وإن الحرب سجال، قال فقال عمر: لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. قال إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذا وخسرنا، ثم قال أبو سفيان: أما أنكم سوف تجدون في قتلاكم مثلة ولم يكن ذاك عن رأى سراتنا قال ثم أدركته حمية الجاهلية قال فقال: أما أنه قد كان ذاك لم نكرهه.

[درجته: ظاهره الضعف لكنه قوي، رواه: الطبراني (10 - 301)، والحاكم (2 - 324)، هذا السند: ظاهر هذا السند الضعف رغم أن رجاله ثقات فعبيد الله وأبو الزناد تابعيان ثقتان التقريب: (1 - 535 و 413)، وسليمان بن داود بن داود بن علي ثقة فقيه جليل -التقريب (1 - 323) وشيخه عبد الرحمن صدوق وهو سبب الضعف الظاهر فقد قال الحافظ في التقريب (1 - 480): صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد .. وسليمان بن داود بغدادي وعلى هذا فالسند ضعيف لكن عند الرجوع إلى كتاب العلل للإمام الترمذيُّ نجد قوله (2 - 606): ما روى سليمان الهاشمي عنه فهي حسان، نظرت فيها فإذا هي مقاربة وجعل علي يستحسنها].

7 -

قال الطبراني في الكبير [17 - 61]: حدثنا أحمد بن زهير التستري ثنا محمَّد بن سهل بن عسكر ثنا عبد الرزاق أنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجونى لا أعلمه إلا عن أنس عن أنس بن مالك قال: كان وهب بن عمير شهد أحدا كافرا وأصابته جراحة فكان في القتلى، فمر به

ص: 251

رجل من الأنصار فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ثم تركه، فلما دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة فبرأ فاجتمع هو وصفوان بن أمية في الحجر، فقال وهب: لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا. فقال له صفوان: فكيف تصنع؟ فقال: أنا رجل جواد لا ألحق، آتيه فاغتره ثم أضربه بالسيف فألحق بالخيل ولا يلحقني أحد، فقال له صفوان: فعيالك مع عيالي، ودينك علي. فخرج يشحذ سيفه وسمه ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدم المدينة رآه عمر بن الخطاب فهاله ذلك وشق عليه فقال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إني رأيت وهبا فرابني قدومه وهو رجل غادر، فأطيفوا نبيكم. فأطاف المسلمون بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاء وهب فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنعم صباحا يا محمَّد. قال: قد ابدلنا الله خيرا منها. قال: عهدي بك تحدث بها وأنت معجب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أقدمك؟ قال: جئت أفدي أساراكم. قال: ما بال السيف؟ قال: أما أنا قد حملناه يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح. قال: فما شيء قلت لصفوان في الحجر (لولا عيالي ودين علي لكنت أنا الذي أقتل محمدًا بنفسي) فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبره فقال وهب، هاه كيف قلت؟ فأعاد عليه، قال وهب: قد كنت تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك، فأراك تخبر خبر أهل السماء (أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله) قال: يا رسول الله أعطني عمامتك فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمامته، ثم خرج إلى مكة فقال عمر: لقد قدم وأنه لأبغض إلي من الخنزير، ثم رجع وهو أحب إلي من بعض ولدي.

[درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي أبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب الأزدي وهو تابعي ثقة من رجال الشيخين: تقريب التهذيب (1 - 518)، وتلميذه الضبعي صمدوق من رجال مسلم: التقريب (1 - 131)، وعبد الرزاق هو الإِمام المعروف صاحب المصنف وتلميذه ابن عسكر ثقة: التقريب (2 - 167) والتستري قال عنه فى (طبقات الحفاظ (1 - 321): أحد الأعلام مكثر جود وصنف وقوى وضعف وبرع في هذا الشأن، حدث عنه ابن حبان والطبرانيُّ، قال أبو عبد الله بن منده ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة وسمعته يقول ما رأيت في الدنيا أحفط من أبي جعفر التستري وقال أبو جعفر ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي زرعة وقال أبو زرعة ما رأيت في

ص: 252

الدنيا أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. قال ابن المقري حدثنا تاج المحدثين فذكره مات سنة عشر وثلاثمائة) وهو لم ينفرد تابعه ابن منده وهو من شيوخ الطبراني كما في الإصابة وفي رواية ابن مندة متابعة لابن عسكر رحمهم الله جميعًا].

9 -

قال ابن إسحاق السيرة النبوية (4 - 17): حدثني عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة ابن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار أخو بني نوفل بن عبد مناف في زمان معاوية بن أبي سفيان، فأدربنا مع الناس فلما قفلنا مررنا بحمص، وكان وحشي مولى جبير بن مطعم قد سكنها وأقام بها، فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف قتله؟ قال قلت له: إن شئت. فخرجنا نسأل عنه بحمص فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه: إنكما. ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلبت عليه الخمر. فإن تجداه صاحيًا تجدا رجلًا عربيا وتجدا عنده بعض ما تريدان، وتصيبا عنده ما شئتما من حديث تسألانه عنه، وإن تجداه وبه بعض ما يكون به فانصرفا عنه ودعاه. قال: فخرجنا نمشي حتى جئناه فإذا هو بفناء داره على طنفسة له، فإذا شيخ كبير مثل البغاث (قال ابن هشام: البغاث ضرب من الطير يميل إلى السواد) فإذا هو صاح لا بأس به، قال فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي، فقال: ابن لعدي بن الخيار أنت؟ قال: نعم. قال: أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى، فإنى ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك بعرضيك فلمعت لى قدماك حين رفعتك إليها، فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فعرفتها. قال: فجلسنا إليه فقلنا له: جئنا لتحدثنا عن قتلك حمزة كيف قتلته؟ فقال: أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألني عن ذلك، كنت غلاما لجبير بن مطعن وكان عمه طعيمة ابن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش الى أحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس وكنت عبدًا حبشيا أقذف بالحربه قذف الحبشه قلما اخطئ بها شيئا، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره، حتى رأيته فى عرض الناس

ص: 253

مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هذا ما يقوم له شي، فوالله إني لأتهيأ له أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني، إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال له: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور. قال: فضربه ضربة كأن ما أخطأ رأسه، قال وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه، وذهب لينوء نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة، وإنما قتلته لأعتق، فلما قدمت مكة أعتقت، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هربت إلى الطائف فمكثت بها، فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا تعيت علي المذاهب فقلت: ألحق بالشام أو باليمن أو ببعض البلاد، فوالله إني لفي ذلك من همي إذ قال لي رجل: ويحك إنه والله ما يقتل أحدا من الناس دخل في دينه وتشهد شهادته. فلما قال لي ذلك خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه أتشهد بشهادة الحق، فلما رآني قال:"أوحشي" قلت: نعم يا رسول الله، قال:"اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة" قال: فحدثته كما حدثتكما فلما فرغت من حديثي، قال:"ويحك غيب عني وجهك فلا أرينك" قال: فكنت أتنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان لئلا يراني حتى قبضه الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما في يده السيف وما أعرفه، فتهيأت له وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى كلانا يريده، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت فيه، وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف فربك أعلم أينا قتله، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قتلت شر الناس.

[درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح، شيخ ابن إسحاق تابعي ثقة من رجال الشيخين: التقريب (1 - 440)، وسليمان هو أحد أحد الفقهاء السبعة تابعي ثقة: التقريب (1 - 331)، وجعفر تابعي ثقه: التقريب (1 - 131)].

ص: 254

10 -

قال ابن إسحاق سيرة ابن إسحاق (3 - 311): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله يقول: أوجب طلحة. حين صنع ما صنع برسول الله، وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله حتى انتهى بعضهم إلى المنقى، دون الأعوص وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان رجلان من الأنصار ثم من بني زريق حتى بلغوا الجلعب جبلا بناحية المدينة فأقاموا به ثلاثًا ثم رجعوا إلى رسول الله عليه السلام.

[درجته: سنده صحيح، هذا السند: صحيح مر معنا تخريجه في الحديث رقم (21)].

11 -

قال البخاري (3 - 1063): حدثنا أحمد بن محمَّد أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة يتترس مع النبي صلى الله عليه وسلم بترس واحد، وكان أبو طلحة حسن الرمي فكان إذا رمى تشرف النبي صلى الله عليه وسلم فينظر إلى موضع نبله.

12 -

قال البخاري (3 - 1063): حدثنا سعيد بن عفير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل قال: لما كسرت بيضة النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه وأدمي وجهه وكسرت رباعيته وكان علي يختلف بالماء في المجن، وكانت فاطمة تغسله فلما رأت الدم يزيد على الماء كثرةً عمدت إلى حصير فأحرقتها وألصقتها على جرحه فرقأ الدم.

13 -

قال أبو يعلى (13 - 455): حدثنا يحيي بن أيوب حدثنا سعيد بن عبد الرحمن القاضى عن أبي حازم: عن سهل بن سعد إنه قال: يا رسول الله يوم أحد ما رأينا مثل ما أتى فلان آتاه رجل لقد فر الناس وما فر، وما ترك للمشركين شاذة ولا فاذة إلا تبعها يضربها بسيفه قال: ومن هو؟ قال: فنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم نسبه فلم يعرفه. ثم وصف له بصفته فلم يعرفه، حتى طلع الرجل بعينه فقال: ذا يا رسول الله الذي أخبرناك عنه. فقال: هذا؟ فقالوا: نعم. قال: إنه من أهل النار. قال: فاشتد ذلك على المسلمين قالوا: وأينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار؟ فقال رجل من

ص: 255

القوم: يا قوم أنظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه، ولأكونن صاحبه من بينكم، ثم راح على جده في العدو فجعل الرجل يشد معه إذا شد، ويرجع معه إذا رجع فينظر ما يصير إليه أمره، حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت فوضع قائمة سيفه بالأرض، ثم وضع ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره، وخرج الرجل يعدو ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وذاك ماذا؟ قال: يا رسول الله الرجل الذي ذكر لك. فقلت: إنه من أهل النار فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا: فأينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار؟ فقلت: يا قوم انظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه، ولأكونن صاحبه من بينكم فجعلت أشد معه إذا شد وأرجع معه إذا رجع، وأنظر إلى ما يصير أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت، فوضع قائمة سيفه بالأرض ووضع ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره فهو ذاك يا رسول الله يتضرب بين أضغاثه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة -فيما يبدو للناس- وإنه لمن أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار -فيما يبدو للناس- وإنه من أهل الجنة"

[درجته: حديث صحيح، رواه البخاري (3 - 1061)، ومسلمٌ (1 - 106) دون ذكر (أحد) وسند أبي يعلى حسن: شيخه يحيى بن أيوب المقابري البغدادي العابد ثقة من رجال مسلم تقريب التهذيب 588، سعيد بن عبد الرحمن الجمحي القاضي وهو من رجال مسلم صدوق له أوهام (1 - 301)، ولعل من أوهامه في هذا الحديث تسميه غزوة أحد فقد. روى الشيخان عن غيره عن أبي حازم عن سهل دون ذكر اسم الغزوة].

14 -

قال البخاري (4 - 1489): حدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا مروان بن معاوية حدثنا هاشم بن هاشم السعدي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول سعد بن أبي وقاص يقول: نثل لي النبي صلى الله عليه وسلم كنانته يوم أحد فقال: أرم فداك أبي وأمي.

ص: 256

15 -

قال البخارى (4 - 1662): حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب حدثنا حسين بن محمَّد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس أن أبا طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه.

16 -

قال البخارى (4 - 1488): حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد رجع ناس ممّن خرج معه، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة تقول: نقاتلهم، وفرقة تقول: لا نقاتلهم فنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} . وقال: "أنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الفضة".

17 -

قال البخارى (4 - 1676): حدثني محمَّد بن بشار حدثنا غندر وعبد الرحمن قالا حدثنا شعبة عن عدي عن عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} . رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد وكان الناس فيهم فرقتين فريق يقول اقتلهم وفريق يقول لا فنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} وقال: إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة.

18 -

قال البخاري (3 - 1386): حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب به عليه بحجفة له وكان أبو طلحة رجلًا راميًا شديد القد يكسر يؤمئذٍ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول: "انثرها لأبي طلحة" فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة: يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيآن فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثًا.

رواه مسلم (3 - 1443).

ص: 257

19 -

قال البخاري (1 - 420): حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت محمَّد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما قتل أبي جعلت كشف الثوب عن وجهه أبكي وينهوني عنه والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهاني فجعلت عمتي فاطمة تبكي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اتبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه". تابعه ابن جريج أخبرني ابن المنكدر سمع جابرا رضي الله عنه.

ورواه مسلم (4 - 1417).

20 -

قال البخاري (1 - 428): حدثنا أحمد بن محمَّد المكي حدثنا إبراهيم بن سعد عن سعد عن أبيه قال: أتي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يوما بطعام فقال قتل مصعب بن عمير وكان خيرًا مني، فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، وقتل حمزة أو رجل آخر خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ثم جعل يبكي.

21 -

قال البخاري (4 - 1490): حدثنا موسى بن إسماعيل عن معتمر عن أبيه قال: زعم أبو عثمان أنه لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام التي يقاتل فيهن غير طلحة وسعد. عن حديثهما.

ورواه مسلم (4 - 1879).

22 -

قال البخاري (3 - 1363): حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت.

23 -

قال ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده الزبير رضي الله عنه قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب لينهض إلى الصخرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظاهر بين درعين فلم يستطع أن ينهض إليها، فجلس طلحة بن عبيد الله تحته، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استوى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أوجب طلحة".

[درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الحاكم (3 - 28)، هذا السند: صحيح يحيى تابعي صغير ثقة (2 - 350) ووالده تابعي ثقة كان قاضي مكة زمن والده (1 - 392)].

ص: 258

24 -

قال الشافعي (1 - 317): أخبرنا سفيان عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن أحد الصحابة رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين.

[درجته: سنده صحيح، سفيان بن عيينة إمام معروف وشيخه تابعي ثقة من رجال الشيخين (2 - 367)، والسائب صحابي صغير (2 - 367) لكن أبا داود رواه (3 - 31) فقال: حدثنا مسدد ثنا سفيان قال حسبت أني سمعت يزيد بن خصيفة يذكر عن السائب بن يزيد عن رجل قد سماه وجهالة الصحابي لا تضر .. ولذلك قال ابن ماجه (2 - 938): حدثنا هشام بن سوار ثنا سفيان بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد إن شاء الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم .. أما في مسند الشاشي (1 - 82) فقال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب نا إبراهيم بن بشار الرمادى نا سفيان بن عيينة.

حدثنا عبد الكريم بن الهيثم نا إبراهيم بن بشار الرمادي نا سفيان بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن رجل من بني تيم عن طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

وهذا يعني أن هناك أكثر من صحابي

وفي علل الدارقطني (4 - 218): (سئل عن حديث السائب بن يزيد عن رجل عن طلحة بن عبيد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد فقال يرويه بن عيينة عن يزيد بن خصيفة واختلف عنه فرواه بشر بن السري عن بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن من حدثه عن طلحة وخالفه أصحاب بن عيينة فرووه عنه يزيد بن خصيفة عن السائب أن النبي صلى الله عليه وسلم وسلم لم يذكروا فوق السائب أحدا وقول بشر بن السري ليس بالمحفوظ).

ويشهد له ما سبق وللحديث شاهد آخر عندة البزار (3 - 311): حدثنا محمَّد بن عيسى التميمي قال نا إسحاق بن محمَّد الفروي قال نا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمَّد بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد].

25 -

قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (4 - 39): حدثني أبي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة: أن عمرو بن الجموح كان رجلًا أعرج شديد العرج وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا له إن الله عز وجل قد عذرك فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن

ص: 259

هذا الوجه والخروج معك فيه هو الله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك وقال لبنيه ما عليكم أن لا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة" فخرج معه فقتل يوم أحد.

[درجته: انظر ما قبله، هذا السند: صحيح إن كان هؤلاء الأشياخ صحابة فوالد ابن إسحاق تابعي ثقة يروي عن بعض الصحابة وإلا فالسند مرسل لكن يشهد له ما قبله].

26 -

قال البخاري (3 - 1032): حدثنا محمَّد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد الأعلى عن حميد قال سألت أنسًا. حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال حدثني حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمي أنس ابن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال اللَّهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين. ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} . إلى آخر الآية.

ورواه مسلم (3 - 1512).

27 -

قال البخارى (4 - 1494): حدثني أبو جعفر محمَّد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله من الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك في وحشي نسأله عن قتله حمزة؟ قلت: نعم. وكان وحشي يسكن حمص فسألنا عنه فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت. قال: فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا فسلمنا فرد السلام، قال عبيد الله: معتجر

ص: 260

بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه. فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال: فنظر إليه ثم قال: لا والله إلا أني أعلم أن (عدي بن الخيار) تزوج امرأة يقال لها (أم قتال بنت أبي العيص) فولدت له غلاما بمكة فكنت أسترضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني نظوت إلى قدميك، قال: فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين وعينين جبل بحيال أحد بينه وبينه واد خرجت مع الناس إلى القتال، فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال: يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور أتحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثم أشد عليه فكان كأمس الذاهب قال: وكمنت لحمزة تحت صخرة فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإِسلام، ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولًا فقيل لي إنه لا يهيج الرسل، قال فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني قال:"آنت وحشي". قلت: نعم، قال:"أنت قتلت حمزة؟ ". قلت قد كان من الأمر ما بلغك قال: "فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ ". قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة قال: فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم فى ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال: فرميته بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته، قال: قال: عبد الله بن الفضل فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله ابن عمر يقول فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.

ص: 261

28 -

قال الحاكم (3 - 214): حدثني أبو بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه ثنا محمَّد بن شاذان الجوهري حدثنا معاوية بن عمرو عن بن إسحاق الفزاري عن بن عون عن عمير بن إسحاق عن سعد بن أبي وقاص قال: كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: أنا أسد الله.

[درجته: سنده صحيح ولكن .. ، عمير تابعي قال الحافظ رحمه الله: مقبول والصواب أنه ثقة لأن ابن معين قال عنه: ثقة .. أما قوله ليس شيء فهو مصطلح خاص به يعني عنده أنه قليل الحديث كما جاء في كتاب: قواعد في علوم الجرح للتهانوي- 263 .. وعبد الله بن عون الهلالي ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب في العلم والعمل والسن (1 - 439)، والفزاري ثقة حافظ له تصانيف من رجال الشيخين (1 - 41)، ومعاوية ثقة من شيوخ البخاري (2 - 260)، والتهذيب (10 - 215)، وابن شاذان ثقة (2 - 169)، وابن بالويه ثقة كما قال البرقاني في تاريخ بغداد (1 - 282): محمَّد بن أحمد بن بالويه أبو علي النيسابوري المعدل سمع عبد الله بن محمَّد بن شيرويه ومحمَّد بن إسحاق بن خزيمة ومحمَّد بن إسحاق السراج ومحمَّد بن صالح الصيمري وعلي بن سعيد العسكري حدثنا عنه أبو بكر البرقاني وسألته عنه فقال ثقة.

لكن يعكر على هذا السند مخالفة الثقات للحافظ الفزاري فقد جاء في الطبقات الكبرى (1 - 282) أبو أسامة حماد بن أسامة وإسحاق بن يوسف الأزرق عن ابن عون عن عمير مرسلًا وحماد ثقة ثبت لكنه تغير وربما دلس والأزرق ثقة فالسندان متكافئان وذلك يقويه من ناحية زيادة الثقة].

29 -

قال ابن أبي شيبة (7 - 372): حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال حدثنا الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل أعزل: أنا رأيت مقتله قال: فانطلق فأرناه. فخرج حتى وقف على حمزة فرآه قد بقر بطنه وقد مثل به، فقال: يا رسول الله مثل به والله. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى فقال: "أنا شهيد على هؤلاء، القوم لفوهم في دمائهم فإنه ليس جريح يجرح إلا جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، قدموا أكثر القوم قرآنا فاجعلوه في اللحد".

ص: 262

[درجته: سنده حسن، رواه: وابن سعد (3 - 13)، والبيهقيُّ (4 - 11)، هذا السند: حسن رجاله ثقات إلا أن في عبد الرحمن بن عبد العزيز كلامًا لا ينزل به عن رتبة الحسن، فهو ثقة كما قال يعقوب بن شيبه. وهو كثير الحديث عالم بالسيرة كما قال ابن سعد ووثقه ابن حبان كما أنه من رجال مسلم، أما جرحه فغير مفسر. قال الأزدي: ليس بالقوي عندهم .. وقال ابن أبي حاتم شيخ مضطرب الحديث (التهذيب 6/ 220) وقال الحافظ ملخصًا أقوال العلماء في التقريب (1/ 489) صدوق يخطئ، وليس هناك من لا يخطئ.

30 -

قال أحمد بن حنبل (3 - 128): حدثنا صفوان بن عيسى وزيد بن الحباب قالا أنا أسامة بن زيد عن الزهري عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على حمزة فوقف عليه فرآه قد مثل به فقال لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية. وقال زيد بن الحباب: تأكله العاهة حتى يحشر من بطونها. ثم دعا بنمرة فكفنه فيها، قال: وكانت إذا مدت على رأسه بدت قدماه، وإذا مدت على قدميه بدا رأسه، قال: وكثر القتلى وقلت الثياب وكان يكفن أو يكفن الرجلين (شك صفوان) والثلاثة في الثوب الواحد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن أكثرهم قرآنا فيقدمه إلى القبلة، فدفنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليهم، وقال زيد بن الحباب (فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في ثوب واحد).

[درجته: سنده حسن، رواه: أحمد (3 - 128) ابن أبى شيبة (7 - 318) والطحاوري في شرح معاني الآثار (1 - 502) وأبو داود (3 - 195) وغيرهم، هذا السند: حسن من أجل أسامة بن زيد الليثي من رجال مسلم (1 - 53) وهو حسن الحديث إذا لم يخالف وهو هنا قد خالف من هو أوثق منه فقد جاء عند الحاكم (1 - 519): ولم يصل على أحد من الشهداء غيره. وكلمة غيره شاذة غير صحيحة، فالصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على أحد من شهداء أحد كما روى جابر وغيره في الصحيح، وما روي في ذلك ضعيف مضطرب فقد روى البيهقي في السنن الكبرى (4 - 12): من طريق شعبة عن حصين بن عبد الرحمن قال سمعت أبا مالك الغفاري يقول كان قتلى أحد يؤتى بتسعة وعاشرهم حمزة فيصلي عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يحملون ثم يؤتى بتسعة فيصلي عليهم وحمزة مكانه حتى صلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهذا السند مرسل وروى أيضًا رحمه الله من طريق أحمد بن

ص: 263

منيع ثنا أبو يوسف ثنا حصين عن أبي مالك الغفاري أنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد عشرة عشرة في كل عشرة منهم حمزة حتى صلى عليه سبعين صلاة ..

ثم قال رحمه الله: هذا أصح ما في هذا الباب وهو مرسل أخرجه أبو داود في المراسيل بمعناه قال حدثنا هناد عن أبي الأحوص عن عطاء عن الشعبي قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد على حمزة سبعين صلاة، بدأ بحمزة فصلى عليه ثم جعل يدعو بالشهداء فيصلي عليهم وحمزة مكانه وهذا أيضًا منقطع .. ثم روى البيهقي (4 - 12) من طريق أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن بن عباس قال لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع فلقيت عليا والزبير فقال علي للزبير اذكر لأمك فقال الزبير لا بل أنت أذكر لعمتك قال فقالت ما فعل حمزة فأرياها أنهما لا يدريان قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أخاف على عقلها فوضع يده على صدرها ودعا لها قال فاسترجعت وبكت قال ثم جاء فقام عليه وقد مثل به فقال لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير قال ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيوضع تسعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ويرفعون ويترك حمزة ثم يجاء بتسعة فيكبر عليهم سبعا حتى فرغ منهم، ثم عقب بقوله: لا أحفظه إلا من حديث أبي بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد وكانا غير حافظين، وهذا السند ضعيف من أجل يزيد (2 - 365) كما روى ابن أبي شيبة (7 - 371) من طريق عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ لرجوت أن أبر أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم فلما رهقوه قال رحم الله رجلًا ردهم عنا فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضًا قال يرحم الله رجلًا ردهم عنا فلم يزل يقول حتى قتل السبعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا فجاء أبو سفيان فقال اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا الله مولانا والكافرون لا مولى لهم فقال أبو سفيان يوم بيوم بدر يوم لنا ويوم علينا ويومًا نُساء ويوما نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سواء أما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون ثم قال أبو سفيان قد كان في القوم مثلة وإن كانت لعن بغير

ص: 264

ملاء مني ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءتي ولا سرني قال فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع ان تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلت منه شيئًا قالوا لا قال: "ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة في النار" فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جيء بآخر فوضع إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة، وهذا السند ضعيف من أجل عطاء بن السائب ولبعض ألفاظه شواهد في الصحيح مرت معنا .. وقد اضطرب عطاء في سنده فمرة يصل السند كما هو هنا ومرة يرسله كما في مصنف عبد الرزاق (5 - 277) الذي رواه عن سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد على حمزة سبعين صلاة كلما صلى فأتى برجل صلى عليه وحمزة موضوع يصلي عليه معه، وورد اسم عطاء في السند موصولا أو منقطعًا كافيا لرده فكيف وقد خالف غيره.

كما ورد أنه صلى الله عليه وسلم صلى على حمزة وحده .. وورد أنه صلى على حمزة وعلى بقية الشهداء كمجموعات معه رضي الله عنهم .. والذي جعلني لا أذكر هذا في المتن هو إشكال في أسانيد ومتون تلك الروايات وهذا الإشكال يتلخص في النقاط التالية:

حديث ابن إسحاق عن ابن الزبير وهو جيد الإسناد وابن إسحاق قوي الحديث إذا لم يخالف من هو أوثق منه، وقد خالف من هو أوثق منه.

حديث أنس بن مالك اضطرب فيه أسامة الليثى -وهو صدوق يهم- فمرة قال: لم يصل عليهم، ومرة قال: لم يصل على أحد من الشهداء غير حمزة .. والصواب القول الأول ثم وجدت ما يؤيد قولي هذا: وهو نقد للإمام البخاري رحمه الله حيث قال إن القول الثاني غير محفوظ غلط فيه أسامة فالحمد لله.

حديث ابن عباس جيد السند لكنه مخالف لحديث أنس ولحديث جابر أيضًا لأنه ذكر أنه صلى على جميع الشهداء.

إن مما يرجح حديث جابر هو حضوره ومشاهدته للأحداث في الوقت الذي كان فيه ابن الزبير يبلغ الثانية من عمره .. بينما كان ابن عباس مع والده في مكة والله أعلم].

ص: 265

31 -

قال أحمد (1 - 165): حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأنا عبد الرحمن يعني بن أبي الزناد عن هشام عن عروة قال: أخبرني أبي -الزبير رضي الله عنه: أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى قال فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم فقال المرأة المرأة قال الزبير رضي الله عنه: فتوسمت أنها أمي صفية، قال: فخرجت أسعى إليها فادركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى. قال: فلدمت في صدري وكانت امرأة جلدة قالت: إليك لا أرض لك. قال فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك. قال: فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل قد فعل به كما فعل بحمزة، قال: فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له.

[درجته: ظاهر سنده الضعف لكنه صحيح، هذا السند: رجاله ثقات وهو متصل لكن ابن أبي الزناد تغير حفظه عندما قدم بغداد وتلميذه هنا ممّن سكن بغداد لكن للناقد الكبير علي بن المديني رأي آخر نقله أيضًا الحافظ ابن حجر فقال في تهذيب التهذيب: (6 - 156): قال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه ما حدّث بالمدينة فهو صحيح وما حدث ببغداد أفسده البغداديون ورأيت عبد الرحمن بن مهدي يخط على أحاديثه وكان يقول في حديثه عن مشيختهم فلان وفلان وفلان قال ولقنه البغداديون عن فقهائهم وقال صالح بن محمَّد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره وتكلم فيه مالك لروايته عن أبيه كتاب السبعة يعني الفقهاء وقال أين كنا عن هذا وقال يعقوب بن شيبة ثقة صدوق وفي حديثه ضعف سمعت علي بن المديني يقول حديثه بالمدينة مقارب وما حدث به بالعراق فهو مضطرب قال علي وقد نظرت فيما روى عنه سليمان بن داود الهاشمي فرأيتها مقاربة.

وذكره الترمذيُّ في علله (2 - 606) فقال: ما روى سليمان الهاشمي عنه فهي حسان نظرت فيها فإذا هي مقاربة وجعل علي يستحسنها سمع ذلك من علي يعقوب بن شيبة].

ص: 266

32 -

قال أحمد بن حنبل (2 - 84): حدثنا صفوان بن عيسى أنا أسامة بن زيد عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من أحد سمع نساء الأنصار يبكين على أزواجهن فقال لكن حمزة لا بواكي له. فبلغ ذلك نساء الأنصار فجئن يبكين على حمزة قال: فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فسمعهن وهن يبكين فقال: "ويحهن لم يزلن يبكين بعد منذ الليلة، مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم".

[درجته: سنده حسن وهو صحيح بما بعده، رواه: ابن أبي شيبة (3 - 63)، والحاكم (3 - 215)، والبيهقيُّ في الكبرى (4 - 70)، وابن ماجه (1 - 507)، والطبرانيُّ في الكبير (3 - 146) .. من طرق عن أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر، هذا السند: حسن .. أسامة بن زيد حسن الحديث إذا لم يخالف قال الحافظ في التقريب (1 - 53): وشيخه نافع أحد كبار التابعين الثقات .. وقد صحح الحديث الإِمام الألباني في صحيح ابن ماجه (1 - 265)].

33 -

قال الحاكم (3 - 216): حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنا عبد الله بن صالح البخاري ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ولد لرجل منا غلام، فقالوا: ما نسميه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سموه بأحب الأسماء إلى حمزة بن عبد المطلب".

[درجته سنده حسن، هذا السند: حسن فأبو علي شيخ الحاكم أحد جهابذة الحديث، واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكره، والتصنيف (التذكرة- 902) وشيخه ثقة ثبت انظر: المنتظم (6/ 145) وسفيان وعمرو بن دينار ثقتان ثبتان معروفان .. التقريب (1/ 312) (2/ 69) وعمرو بن دينار سمع من جابر .. فيتبقى في السند يعقوب بن حميد ولولاه لكان السند صحيحًا لكنه به حسن .. فهو كما لخص الحافظ أقوال العلماء: صدوق ربما وهم فحديثه حسن ومن هو الذي لم يهم].

34 -

قال إسحاق بن راهويه في مسنده (2 - 599): أخبرنا النضر بن شميل نا محمَّد بن عمرو حدثني محمَّد بن إبراهيم عن عائشة قالت: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف على بني عبد الأشهل فإذا نسائهم يبكين على قتلاهم وكان استمر القتل فيهم يومئذ فقال

ص: 267

رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي له قال فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة جعلت عائشة تبكى معهن فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ عند المغرب فصلى المغرب ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشاء الآخرة فصلى العشاء ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نبكي فقال ألا أراهن يبكين حتى الآن مروهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن.

[درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده منقطع، هذا السند: صحيح رجاله ثقات أثبات لولا خشية الانقطاع بين عائشة ومحمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال في جامع التحصيل (261): قال أبو حاتم لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد ولا من عائشة. لكن الحديث حسن بما قبله].

35 -

قال البخاري (3 - 103): حدثنا صدقة بن الفضل قال أخبرنا ابن عيينة قال سمعت محمَّد ابن المنكدر أنه سمع جابرا يقول: جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به ووضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع صوت صائحة فقيل ابنة عمرو أو أخت عمرو فقال: "لم تبكي -أو لا تبكي- ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها".

36 -

قال البخاري (4 - 1497): حدثني عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال: ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدًا أعز يوم القيامة من الأنصار.

قال قتادة وحدثنا أنس بن مالك: أنه قتل منهم يوم أحد سبعون ويوم بئر معونة سبعون ويوم اليمامة سبعون. وقال وكان بئر معونة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوم اليمامة على عهد أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب.

37 -

قال البخاري (1 - 450): حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: (أيهم أكثر أخذًا للقرآن). فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة). وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم.

ص: 268

38 -

قال ابن خزيمة في التوحيد (2 - 890): حدثنا عبده بن عبد الله الخزاعي قال ثنا موسى بن إبراهيم قال ثنا طلحة بن خراش قال: لقيني جابر بن عبد الله فأخبرني: أن رسول الله لقيه فقال: يا جابر مالي أراك منكسرا؟ قلت: يا رسول الله استشهد أبي وترك عليه دينا وعيالًا، فقال: ألا أبشرك بما لقي الله به أباك [إن الله لم يكلم أحدا من خلقه قط إلا من وراء حجاب وإن الله أحيا أباك فكلمه كفاحًا] وقال: يا عبدي تمنى علي ما شئت أعطيك. قال: تردني إلى الدنيا فأقتل فيك. فقال تبارك وتعالى: لا، إني أقسمت بيمين أنهم إليها لا يرجعون، يعني الدنيا.

وعند غيره: وأنزلت هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية.

[درجته: صحيح عدا ما بين المعقوفين، رواه الترمذيُّ (5 - 230)، وابن حبان (15 - 490)، وابن ماجه (1 - 68/ 936)، والطبرانيُّ في الكبير (24 - 348)، وابن أبي عاصم في السنة (1 - 267)، وابن المبارك في الجهاد (2 - 511)، والحاكم (3 - 224)، سنده: موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابر بن عبد الله.

هذا السند: فيه ضعف لأن مداره على موسى بن إبراهيم وقد قال الحافظ صدوق يخطئ (2 - 280) وعند مراجعة ترجمته المفصلة لا تجد توثيقا لفظيا معتبرا له بل سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8 - 133) وحتى ابن حبان الذي ذكره في ثقاته جرحه بقوله: كان ممّن يخطئ (7 - 449) فتكون هذه الزيادة: التي بين المعقوفين من أوهامه رحمه الله .. وأما ما كان خارج المعقوفين فحسن برواية الإِمام أحمد التالية:].

39 -

قال الإمام أحمد (3 - 361): حدثنا علي بن عبد الله المديني حدثنا سفيان بن محمَّد بن علي بن ربيعة السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعلمت أن الله أحيى أباك فقال له: (تمن) فقال له: أرد إلى الدنيا فأقتل فيك مرة أخرى قال إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون".

[درجته: سنده حسن، قال ابن كثير في تفسيره (1 - 427): تفرد به أحمد من هذا الوجه.

ص: 269

وسند أحمد حسن من أجل ابن عقيل فهو حسن الحديث إذا لم يخالف، وقد روى الحديث بالإضافة في الإِمام أحمد الإِمام الحميدي في مسنده 2 - 532 وعلق الإِمام الترمذيُّ على هذا الحديث بقوله: هذا حديثٌ حسنٌ غريب من هذا الوجه وقد روى عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر شيئًا من هذا ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم ورواه علي بن عبد الله بن المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث هكذا عن موسى بن إبراهيم].

40 -

قال الحاكم (2 - 86): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب أنبأ محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو صخر عن يزيد بن قسيط الليثي عن إسحاق وسند أبي نعيم هو: حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طاهر بن عيسى المصري ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ابن وهب عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص حدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد: ألا تأتي ندعو الله فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال يا رب إذا لقينا القوم غدا فلقني رجلًا شديدًا بأسه شديدًا حرده فأقاتله فيك ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه فقام عبد الله بن جحش ثم قال اللَّهم ارزقني غدًا رجلًا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفى وأذني فإذا لقيتك غدا قلت يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك فأقول فيك وفي رسولك فيقول صدقت قال سعد بن أبي وقاص يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أذنه وأنفه لمعلقان في خيط.

[درجته: سنده حسن، رواه البيهقي (6 - 307) وأبو نعيم في حلية الأولياء (1 - 108)، هذا السند: حسن إسحاق تابعي ثقة وثقه الإِمام العجلي توثيقا لفظيا فقال: 60 مدني تابعي ثقة وتلميذه تابعي ثقة أيضًا (2 - 367) وحميد بن زياد بن أبي المخارق قال عنه الحافظ ملخصا أقوال النقاد فيه: صدوق يهم (1 - 202) وابن وهب إمام معروف وابن الحكم المصري فقيه ثقة (1 - 178) وقد توبع عند أبي نعيم تابعه الثقة أصبغ بن الفرج وشيخ الحاكم هو الإِمام الثقة المعروف بالأصم، وللحديث شاهد عند ابن سعد بسند ضعيف مرسلًا عن سعيد بن المسيب، وعن المطلب ابن حنطب مرسلًا أيضًا (3/ 90 - 91].

ص: 270