الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد ضعفه الإِمام الألباني في تعليقه على فقه السيرة للشيخ الغزالي رحمهما الله حيث قال: رواه ابن هشام عن ابن إسحاق بدون سند. فقه السيرة (364) هذا ما قاله رحمه الله لكني وجدت له هذا السند في المستدرك والسند -كما مر معنا- من الحاكم إلى ابن إسحاق سند صحيح موثق في السيرة خاصة دون غيرها، قال الخطيب وقد روى العطاردي عن أبيه عن يونس اوراقا فاتته من المغازي وهذا يدل على تثبته انظر: تهذيب التهذيب (1 - 45)، وقال الحافظ في التقريب (81) وسماعه للسيرة صحيح، ومن ابن إسحاق إلى ابن عباس سند قوي].
إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص
1 -
قال الإِمام أحمد بن حنبل (4 - 198): حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي عن حبيب بن أبي أوس قال: حدثني عمرو بن العاص من فيه قال: لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني، فقلت لهم تعلمون والله إني لأرى أمر محمَّد يعلو الأمور علوًا كبيرا منكرًا وأني قد رأيت رأيا فما ترون فيه؟ قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده، فان ظهر محمَّد على قومنا كنا عند النجاشي، فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمَّد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا. منهم إلا خيرًا فقالوا: إن هذا الرأي. قال فقلت لهم: فاجمعوا له ما نهدي له وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدما كثيرا فخرجنا حتى قدمنا عليه، فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه. قال: فدخل عليه ثم خرج من عنده، قال فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية الضمري لو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه، فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمَّد. قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع. فقال: مرحبا بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئًا؟ قال قلت: نعم أيها الملك، قد
أهديت لك أدما كثيرا. قال: ثم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت له: أيها الملك إني قد رأيت رجلًا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا. قال: فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه، ثم قلت: أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه. فقال له: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله. قال قلت: أيها الملك أكذاك هو؟ فقال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده. قال قلت: فبايعني له على الإِسلام. قال: نعم. فبسط يده وبايعته على الإِسلام ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه، وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة، فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام المنسم. وإن الرجل لنبي، أذهب والله أسلم فحتى متى؟ قال قلت: والله ما جئت إلا لأسلم، قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثم دنوت فقلت: يا رسول الله إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر وما تأخر. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمرو بايع فإن الإِسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها" قال فبايعته ثم انصرفت.
[درجته: لا بأس به، رواه: ابن إسحاق ومن طريقه أحمد والحاكم (3 - 514)، والحارث- زوائد الهيثمي (2 - 933): حدثنا داود بن عمرو ثنا أبو راشد عن محمَّد بن إسحاق هذا السند: لا بأس به، ابن إسحاق قد صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس وشيخ ابن إسحاق يزيد بن أبي حبيب المصري أبو رجاء واسم أبيه سويد ثقة فقيه من رجال الشيخين تقريب التهذيب (600)، أما راشد مولى حبيب بن أوس مصري فقد قال يحيى بن معين: ثقة يروى عنه المصريون - الجرح والتعديل (3 - 486)، أما حبيب بن أوس أو بن أبي أوس الثقفي فقد قال الحافظ في الإصابة
(2 - 15): ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر فدل على أن له إدراكًا ولم يبق من ثقيف في حجة الوداع أحد إلا وقد أسلم وشهدها فيكون من الصحابة رضي الله عنهم وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين].
2 -
قال مسلم (1 - 112): حدثنا محمَّد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق بن منصور كلهم عن أبي عاصم واللفظ لابن المثنى حدثنا الضحاك يعني أبا عاصم قال أخبرنا حيوة بن شريح قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن بن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلًا وحول وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ قال فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إني قد كنت على أطباق ثلاث: لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإِسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك فبسط يمينه قال: فقبضت يدي قال: "مالك يا عمرو" قال: قلت: أردت أن أشترط قال: "تشترط بماذا؟ " قلت: أن يغفر لي. قال: "أما علمت أن الإِسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله" وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي.