الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نزول الوحي
1 -
قال البخاري (1 - 4): حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال:"ما أنا بقارىء". قال: "فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارىء؟ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} ". فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال:"زملوني زملوني". فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: "لقد خشيت على نفسي". فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين علي نوائب الحق.
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرءًا تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي فقالت له خديجة: يا بن عم اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أومخرجي هم؟ ". قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي.
ورواه مسلم (1 - 139): حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن سرح أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته.
2 -
قال البخاري (3 - 1416): حدثنا مطر بن الفضل حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ومات وهو ابن ثلاث وستين.
ورواه مسلم (4 - 1826): حدثنا ابن أبي عمر حدثنا بشر بن السري حدثنا حماد عن أبي جمرة الضبعي عن ابن عباس.
3 -
قال البخاري (3 - 1302): حدثني ابن بكير قال حدثني الليث عن خالد عن سعيد ابن أبي هلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت أنس بن مالك يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط ولا سبي، رجل أنزل عليه وهو ابن أربعين، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه، وبالمدينة عشر سنين وقبض وليس في رأسه ولحيته عشرن شعرة بيضاء. قال ربيعة فرأيت شعرًا من شعره فإذا هو أحمر فسألت فقيل أحمر من الطيب.
ورواه مسلم (4 - 1824): حدثنا يحيى بن يحيي قال قرأت على مالك عن ربيعة.
4 -
قال ابن إسحاق: حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله من النبوة حين جاء جبريل عليه السلام؟ فقال عبيد وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس: كان رسول الله يجاور في حراء من كل سنة شهرًا، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية، والتحنث التبرر، وقال أبو طالب. "وثورًا ومن أرسى ثبيرًا مكانه
…
وراق ليرقى في حراء ونازل" فكان رسول الله يجاور ذلك الشهر من كل سنة
يطعم من جاءه من المساكين، فإذا قضى رسول الله جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعًا أو ما شاء الله من ذلك ثم يرجع إلى بيته، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله عز وجل فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها، وذلك في شهر رمضان، خرج رسول الله إلى حراء كلما كان يخرج لجواره معه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها جاءه جبريل بأمر الله، فقال رسول الله:"فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب فقال: اقرأ، فقلت: ما اقرأ؟ فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ماذا أقرأ؟ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلي بمثل ما صنع بي، قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى قوله: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}، قال: "فقرأته"، قال: "ثم انتهى ثم انصرف عني وهببت من نومي وكأنما كتب في قلبي كتابا" قال: "ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إلي من شاعر أو مجنون، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما، قال قلت: إن الأبعد يعني نفسه لشاعر أو مجنون لا تحدث بها عني قريش أبدًا، لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن، قال: فخرجت أريد ذلك حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتًا من السماء يقول: يا محمَّد أنت رسول الله وأنا جبريل. قال: فرفعت رأسي إلى السماء فإذا جبرئيل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول: يا محمَّد أنت رسول الله وأنا جبرئيل. قال: فوقفت انظر إليه وشغلني ذلك عما أردت، فما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي ولا أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، حتى بلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني، ثم انصرف عني وانصرفت راجعًا إلى أهلي، حتى أتيت فجلست إلى فخذها مضيفا فقالت: يا أبا القاسم أين كنت فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إلى؟ قال: "قلت لها: إن الأبعد لشاعر أو مجنون. فقالت: أعيذك بالله من ذلك يا أبا القاسم ما كان الله ليصنع ذلك بك مع ما أعلم منك من
صدق حديثك، وعظم أمانتك وحسن خلقك وصلة رحمك، وما ذاك يا بن عم لعلك رأيت شيئًا؟ قال:"فقلت لها: نعم ثم حدثتها بالذي رأيت" فقالت: أبشر يا بن عم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد وهو ابن عمها، وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل فأخبرته بما أخبرها به رسول الله أنه رأى وسمع، فقال ورقة: قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر، يعني بالناموس جبرئيل عليه السلام الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له فليثبت. فرجعت خديجة إلى رسول الله فأخبرته بقول ورقة، فسهل ذلك عليه بعض ما هو فيه من الهم، فلما قضى رسول الله جواره وانصرف صنع كما كان يصنع، وبدأ بالكعبة فطاف بها فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالبيت فقال يا بن أخي أخبرني بما رأيت أو سمعت فأخبره رسول الله فقال له ورقة والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء إلى موسى ولتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه ولئن أنا أدركت ذلك لأنصرن الله نصرًا يعلمه ثم أدنى رأسه فقبل يافوخه ثم انصرف رسول الله إلى منزله وقد زاده ذلك من قول ورقة ثباتًا وخفف عنه بعض ما كان فيه من الهم.
[درجته: سنده صحيح، وفي بعض ألفاظه نكاره رواه: من طريقه الطبري في التاريخ (1 - 532)، هذا السند: صحيح وهب بن كيسان تابعي ثقة من رجال الشيخين (2 - 339)، لكن في بعض ألفاظه مخالفة لما هو أصح منه كما مر معنا].
1 -
قال البخاري (4 - 1875): حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب حدثنا يحيي قال: سألت أبا سلمة أي القرآن أنزل أول؟ فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} . فقلت أنبئت أنه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} . فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل أول؟ فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} . فقلت أنبئت أنه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} . فقال: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاورت في حراء