الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زاد موسى بن هارون في حديثه قال: وحدثناه مجاهد بن موسى عن مكرم فقال لنا: لم تعبه ثحلة ولم تزر به صقلة، والصواب ثجلة وصعلة، الثجلة كبر البطن، والصعلة صغر الرأس يريد أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن كبير البطن ولا صغير الرأس وقال لنا مكرم: في أشفاره عطف وفي صوته ضهل، وقال لنا مجاهد عن مكرم: في أشفاره وطف في صوته صحل والصواب وطف وهو الطول، والصواب صحل وهي البحة وقال لنا مكرم: لا يأس من طول والصواب لا يتشنا من طول، وقال لنا مكرم ولا عابس ولا معتد وقال لنا مجاهد عن مكرم الا عابس، ولا مفند يعني لا عابس ولا مكذب.
[درجته: انظر التخريج، وملخصه أن سنده فيه ضعف لكن يقويه رواية البزار السابقة، رواه: الحاكم في المستدرك علي الصحيحين (3 - 10): حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمَّد بن عمرو الأخمسي بالكوفة ثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن بشار الخزاعي ثنا أخي أيوب بن الحكم وسالم بن محمَّد الخزاعي جميعًا: عن حزام بن هشام عن أبيه هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وابن سعد في الطبقات الكبرى (1 - 230): أخبرنا الحارث قال حدثني غير واحد من أصحابنا منهم محمَّد بن المثنى البزاز وغيره قالوا أخبرنا محمَّد بن بشر بن محمَّد الواسطي ويكنى أبا أحمد السكري أخبرنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر بن الصباح عن أبي معبد الخزاعي.
والطبرانيُّ المعجم الكبير أيضًا (7 - 105): حدثنا محمَّد بن علي الصائغ المكي ثنا عبد العزيز بن يحيي المديني ثنا محمَّد بن سليمان بن سليط الأنصاري عن أبيه عن جده ..].
هذه القصة
قصة مشهورة تحتاج أسانيدها إلى دراسة دقيقة، لكن قبل ذلك أود ذكر دفاع الإمام الحاكم محمد رحمه الله عنها بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ويستدل على صحته وصدق رواته بدلائل فمنها: نزول المصطفى صلى الله عليه وسلم بالخيمتين متواترًا في أخبار صحيحة ذوات عدد.
ومنها أن الذين ساقوا الحديث على وجهه أهل الخيمتين من الأعاريب الذين لا يتهمون بوضع الحديث والزيادة والنقصان وقد أخذوه لفظًا بعد لفظ عن أبي معبد وأم معبد.
ومنها أن له أسانيد كالأخذ باليد أخذ الولد عن أبيه والأب عن جده لا إرسال ولا وهن في الرواة ومنها أن الحر بن الصباح النخعي أخذه عن أبي معبد كما أخذه ولده عنه:
فأما الإسناد الذي رويناه بسياقة الحديث عن الكعبيين فإنه إسنادٌ صحيحٌ عال للعرب الأعاربة وقد علونا في حديث الحر بن الصباح: حدثناه أبو العباس محمَّد بن يعقوب عودًا على بدء ثنا الحسين بن مكرم البزار حدثني أبو أحمد بشر بن محمَّد السكري ثنا عبد الملك بن وهب المذحجي ثنا الحر بن الصباح النخعي عن أبي معبد الخزاعي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة مهاجرًا فذكر الحديث بطوله مثل حديث سليمان بن الحكم وأما حديث الخيمتين المعروف برواته فقدى حدثناه أبو زكريا يحيي بن محمَّد العنبري ثنا الحسين بن محمد بن زياد وجعفر بن محمَّد بن سوار وأخبرني عبد الله بن محمَّد الدورقي في آخرين.
قالوا ثنا محمَّد بن إسحاق الإِمام وأخبرني مخلد بن جعفر الباقر حي ثنا محمَّد بن جرير قالوا ثنا مكرم بن محرز ثم سمعت الشيخ الصالح أبا بكر محمَّد بن جعفر بن حمدان البزار القطيعي يقول ثنا مكرم بن محرز عن أبيه فذكروا الحديث بطوله بنحو من حديث أبي معبد. فقلت لشيخنا أبي بكر القطيعي سمعه الشيخ من مكرم قال أي والله حج بي أبي وأنا بن سبع سنين فأدخلني على مكرم بن محرز.
في البداية أود استبعاد الطرق شديدة الضعف لعدم جدوى الاستدلال بها، وهي:
(طريق الحر بن الصباح)، هذه الطريق مركبة بطريقة ذكية جدًا تمر حتى على العلماء، إلا علماء الجرح والتعديل، فقد قال الإِمام الناقد ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5 - 373):
عبد الملك بن وهب المذحجي مذحج اليمن كوفي روى عن الحر بن الصياح روى عنه بشر بن محمَّد السكري سمعت أبى يقول ذلك، وسمعته يقول قال بعض أصحابنا أن عبد الملك بن وهب هذا معمول عن اسمه، وهو سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي نسبة إلى جده وهب، وسماه عبد الملك والناس معبدون عبيد الله.
وقد جاء ذلك مفصلًا في علل الحديث (2 - 392): سليمان بن عمرو هو ابن عبد الله بن وهب النخعي، فترك سليمان وجعل عبد الملك لأن الناس كلهم عبيد الله ونسب إلى جده وهب والمذحج قبيلة من نخع قال أبي: يحتمل أن يكون هكذا لأن الحر بن الصباح ثقة روى عنه شعبة الثورى والحسن بن عبيد الله النخعى وشريك، فلو أن هذا الحديث عن الحر كان أول ما يسأل عنه فأين كان هؤلاء الحفاظ عنه.
وهناك ملاحظة أخرى للبخاري وهي قوله كما نقله الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة (7 - 376) قال: البخاري هذا مرسل، وأبو معبد مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم. إذًا فلا بد من استبعاد هذه الطريق لشدة ضعفها.
كذلك تستبعد رواية الطبراني عن عبد العزيز بن يحيي المديني ثنا محمَّد بن سليمان بن سليط الأنصاري عن أبيه عن جده؛ لأنها أشد ضعفًا من رواية الحر بن الصباح، ففيها راو كذاب هو: عبد العزيز بن يحيى المديني قال العقيلي في الضعفاء الكبير (3 - 19) يحدث عن الثقات بالبواطيل ويدعى من الحديث ما لا يعرف به غيره من المتقدمين. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5 - 400): سئل أبى عنه فقال ضعيف نا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن عبد العزيز بن يحيى المديني فقال ليس يصدق ذكرته لإبراهيم بن المنذر فكذبه وذكرته لأبي مصعب فقلت يحدث عن سليمان بن بلال فقال كذب أنا أكبر منه ما أدركته.
وتبقى طريق حزام عن هشام عن حبيش، والعلة هنا في هشام حيث أنه مجهول، قال ابن أبي حاتم الجرح والتعديل (9 - 53) روى عن عمر وسراقة بن
مالك وعائشة. بالإضافة إلى الاختلاف بين وصله وإرساله. والحديث في النهاية حسن بما قبله عدا الشعر.
2 -
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (1 - 228): أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا عون بن عمرو القيصي أخو رياح القيسي أخبرنا أبو مصعب المكي قال: أدركت زيد بن أرقم وأنس بن مالك والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته، وأمر الله العنكبوت فنسجت على وجهه فسترته، وأمر الله حمامتين وحشيتن فوقعتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل بأسيافهم وعصيهم وهراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم قدر أربعين ذراعًا، نظر أولهم فرأى الحمامتين وحشيتين بفم الغار، فعرفت أن ليس فيه أحد، قال فسمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله فعرف أن الله قد درأ عنه بهما فسمت النبي صلى الله عليه وسلم عليهن وفرض جزاءهن وانحدرن في حرم الله. رجع الحديث إلى الأول قالوا: وكانت لأبي بكر منيحة غنم يرعاها عامر بن فهيرة وكان يأتيهم بها ليلًا فيحتلبون فإذا كان سحر سرح مع الناس، قالت عائشة: وجهزناهما أحب الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب، وقطعت أخرى فصيرته عصامًا لفم القربة، فبذلك سميت (ذات النطاقين) ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، واستأجر أبو بكر رجلًا من بني الديل هاديا خريتا يقال له عبد الله بن أريقط وهو على دين الكفر، ولكنهما أمناه فارتحلا ومعهما عامر بن فهيرة فأخذ بهم بن أريقط يرتجز، فما شعرت قريش أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوا صوتًا من جني من أسفل مكة ولا يرى شخصه.
جزى الله رب الناس خير جزائه
…
رفيقين قالا خيمتى أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به
…
فقد فاز من أمسى رفيق محمَّد
[درجته: سنده ضعيف هذا السند: ضعيف قال في لسان الميزان (7 - 106): أبو مصعب المكى عن زيد بن أرقم والمغيرة وأنس بحديث الغار وعنه عون بن عمرو القيسي قال العقيلي مجهول].