المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌إهداء وشكر إلى أساتذتي الكرام

- ‌المقدمة

- ‌المولد

- ‌الرضاع

- ‌التسمية

- ‌شق الصدر

- ‌عناية عبد المطلب

- ‌عناية أبى طالب

- ‌رعي الغنم

- ‌مشاركة قومه

- ‌عمل النبي صلى الله عليه وسلم في التجارة

- ‌الزواج بخديجة

- ‌الزواج بعائشة وسودة

- ‌بناء الكعبة

- ‌مفارقة معتقدات قومه

- ‌مقدمات النبوة

- ‌الغرباء

- ‌زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌نزول الوحي

- ‌فترة الوحي

- ‌حراسة السماء

- ‌أول من أسلم

- ‌السابقون

- ‌ضماد الأزدي

- ‌إياس بن معاذ

- ‌الإعلان

- ‌الاعتراف بصدق النبي وإعجاز القرآن

- ‌طلب المعجزات

- ‌انشقاق القمر

- ‌تحويل جبل الصفا إلى ذهب

- ‌التعذيب

- ‌إسلام أبى ذر

- ‌إسلام عمر

- ‌الهجرة إلى الحبشة

- ‌دعوة القبائل

- ‌لقاء الأوس والخزرج

- ‌بيعة العقبة الأولى

- ‌العقبة الثانية

- ‌المفاوضات

- ‌محاولات القتل

- ‌الحصار

- ‌وفاة خديجة وفضلها

- ‌وفاة أبي طالب

- ‌الإسراء والمعراج

- ‌العودة من الإسراء والمعراج وتكذيب قريش

- ‌لقاء الجن

- ‌الهجرة إلى المدينة

- ‌هجرة عمر بن الخطاب وعياش

- ‌هجرة أم سلمة وزوجها

- ‌هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بعد الغار

- ‌أبو معبد

- ‌أم معبد

- ‌هذه القصة

- ‌طريق الهجرة

- ‌مكانة مكة لدى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تغيير اسم يثرب

- ‌الوصول للمدينة وبناء المسجد

- ‌بناء المنبر

- ‌النزول على أبي أيوب

- ‌استقبال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌سلمان الفارسي في المدينة

- ‌وصول عائشة وزواجها

- ‌الوثنيون وتحولهم إلى منافقين

- ‌أول جمعة في المدينة

- ‌أول مولود في الإسلام

- ‌الحب والموآخاة بين المهاجرين والأنصار

- ‌صيام عاشوراء

- ‌بدء الأذان

- ‌قريش تهدد الأنصار

- ‌الإذن بالقتال

- ‌حراسة النبي صلى الله عليه وسلم وحمل السلاح

- ‌تهديد طواغيت قريش

- ‌بدء التحرك العسكري

- ‌غزوة العشيرة:

- ‌سرية نخلة:

- ‌تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة وموقف اليهود

- ‌الصُفة وأهلها

- ‌رؤيا عاتكة

- ‌غزوة بدر

- ‌الملائكة في بدر

- ‌أسرى بدر

- ‌شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌قتل أبي جهل

- ‌شهداء بدر

- ‌فضل من شارك في معركة بدر من الصحابة

- ‌قتلى المشركين

- ‌الغنائم

- ‌بقاء عثمان وأسامة في المدينة

- ‌كتابة وثيقة المدينة بعد اغتيال كعب بن الأشرف

- ‌خيانة بني النضير وقريظة

- ‌غزوة بني النضير

- ‌قريش تهدد اليهود

- ‌زواج فاطمة

- ‌غزوة أُحُد

- ‌قبل المعركة

- ‌المعركة

- ‌استشهاد والد حذيفة وثابت بن وقش

- ‌استشهاد عمرو بن أقيش

- ‌استشهاد عامر بن أمية رضي الله عنه

- ‌استشهاد سعد بن الربيع

- ‌المنافقون

- ‌شدة الخوف في أحد

- ‌قائد الرماة

- ‌استشهاد مصعب بن عمير

- ‌غسيل الملائكة

- ‌إصابة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌خسف على أرض أحد

- ‌أول من عرف النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فرار سعد بن عثمان وعقبه بن عثمان وعثمان

- ‌شهيد يمشي على الأرض

- ‌فارس مع المسلمين لكنه في النار

- ‌الدعاء بعد المعركة

- ‌بعد المعركة

- ‌هروب المشركين

- ‌الشهداء

- ‌الشهداء بعد سنين

- ‌فرسان أحد

- ‌مولد الحسن

- ‌مجرمون من عكل وعرينة

- ‌القضاء على خالد بن نبيح

- ‌القضاء على عامر بن الطفيل

- ‌سرية الرجيع

- ‌الغدر بالقراء رضي الله عنهم

- ‌مهمات لمرثد بن أبى مرثد

- ‌قدوم ملاعب الأسنة

- ‌الزواج بأم سلمة

- ‌غزوة ذات الرقاع الأولى

- ‌غزوة جليبيب

- ‌غزوة بدر الأخرى

- ‌الزواج من زينب بنت جحش ونزول الحجاب

- ‌غزوة بني المصطلق والزواج بجويرية

- ‌حادث الإفك بعد غزوة بني المصطلق

- ‌غزوة سيف البحر (الخبط)

- ‌إجلاء يهود بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة

- ‌غزوتى: الخندق (الأحزاب) وبني قريظة

- ‌قتل سلام بن أبي الحقيق

- ‌إسلام المغيرة بن شعبة

- ‌إسلام عمرو بن العاص وعودة مهاجري الحبشة

- ‌الزواج بأم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها

- ‌عمرة وصلح الحديبية

- ‌غزوة ذى قرد

- ‌غزوة خيبر

- ‌غزوة فزارة

- ‌سرية الأربعين ومعجزة الماء

- ‌سرية لأحد الأنصار

- ‌سرية علقمة بن مجزز

- ‌سرية الحرقات

- ‌سرية الإثنى عشر شهيدا

- ‌سرية ذات الرقاع الثانية

- ‌غزوة نجد

- ‌عمرة القضاء

- ‌إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص

- ‌وفاة النجاشي

- ‌صنع الخاتم

- ‌مكاتبة الملوك

- ‌غزوة مؤتة

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌أسر ثمامة الحنفي وحصار مكة

- ‌فتح مكة

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس

- ‌حصار الطائف

- ‌غزوة بني جذيمة

- ‌غزوة تبوك ومراسلة الملوك

- ‌موت زينب

- ‌عام الوفود

- ‌وفد ثقيف:

- ‌وفد عبد قيس:

- ‌وفد تميم واليمن:

- ‌حرق كعبة اليمن وتعيين أمير عليها

- ‌وفد اليمامة:

- ‌وفد نجران:

- ‌قدوم عدي بن حاتم:

- ‌وفد مزينة:

- ‌حجة أبي بكر الصديق

- ‌إرسال خالد بن الوليد ثم علي إلى اليمن

- ‌قصة ابن صياد

- ‌موت عبد الله بن أبي بن سلول

- ‌موت إبراهيم

- ‌حجة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فضل الحج:

- ‌مواقيت الحج:

- ‌الاشتراط

- ‌أنواع النسك: الإفراد

- ‌القران عمرة في حجة

- ‌تجهيز جيش أسامة

- ‌مرض النبي صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌أول من أسلم

أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه يقول: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا أنت، فوثب القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح، أمر نجيح، رجل مصيح يقول لا إله إلا الله. فقمت فما نشبنا أن قيل: هذا نبي.

5 -

قال أحمد (3 - 356): حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ثنا أبو المليح ثنا عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: إن أول خبر قدم علينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن امرأة كان لها تابع قال: فأتاها في صورة طير فوقع على جذع لهم، قال فقالت: ألا تنزل فنخبرك وتخبرنا؟ قال: إنه قد خرج رجل بمكة حرم علينا الزنا ومنع من القرار.

[درجته: سنده حسن وفيه أوهام، رواه: ابن سعد (1 - 167) و (1 - 189) والخطيب (10 - 451) و (11 - 13) من طريق عبيد الله بن عمرو وأبو المليح ثنا عبد الله بن محمَّد بن عقيل، هذا السند: حسن من أجل عبد الله بن محمَّد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي أبو محمَّد المدني أمه زينب بنت علي صدوق في حديثه لين ويقال تغير بأخره تقريب التهذيب (321) لذلك فهو حسن الحديث إذا لم يخالف وعنده بعض الأوهام ومن أوهامه ذكر تحريم الزنا لأن تحريمه أنزل بعد الهجرة].

‌أول من أسلم

أول من أسلم خديجة رضي الله عنها لا شك، فهي أول شخص التقاه النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث معه واستجاب له، لا سيما بعد لقاء ورقة بن نوفل الذي أكد نبوة النبي صلى الله عليه وسلم .. لكن لبعض الصحابة وجهات نظر تأتي في هذه الأحاديث كل حسب علمه، لكن من المعروف أن زيد بن حارثة كان ابنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي سماه ورباه وزوجه:

1 -

فقال الترمذيُّ (5 - 676): حدثنا الجراح بن مخلد البصري وغير واحد قالوا حدثنا محمَّد بن عمر بن الرومي حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل عن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني قال أخبرني جبلة بن حارثة أخو زيد قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ابعث معي أخي زيدًا، قال:"هو ذا" قال: فإن انطلق معك لم أمنعه. قال زيد: يا رسول

ص: 39

الله والله لا أختار عليك أحدًا، قال: فرأيت رأي أخي أفضل في رأيي.

[درجته: سنده صحيح، رواه: والحاكم (3/ 237) والطبرانيُّ (2/ 286)، هذا السند: سنده صحيح رووه من طريق علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني حدثني جبلة، وأبو عمرو ثقة مخضرم واسمه سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني الكوفي ثقة مخضرم وهو من رجال الستة - تقريب التهذيب (230) وإسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي ثقة ثبت، تقريب التهذيب (107) وعلي بن مسهر القرشي الكوفي قاضي الموصل ثقة له غرائب بعد أن أضر من رجال الشيخين تقريب التهذيب (405)].

2 -

قال مسلم (4 - 1884): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه كان يقول: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمَّد حتى نزل في القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} .

3 -

قال أحمد بن حنبل (4 - 368): حدثنا يزيد بن هارون أنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا حمزة يحدث عن زيد بن أرقم قال: أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي رضي الله تعالى عنه قال عمرو فذكرت ذلك لإبراهيم فأنكر ذلك وقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه.

[درجته: سنده قوي، رواه: البيهقي (6 - 206) والنسائيُّ في الخصائص من طريق شعبة وفي الكبرى (5 - 43) وطب (2 - 290) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة أخبرني قال سمعت أبا حمزة رجلًا من الأنصار قال سمعت زيد بن أرقم، هذا السند: قوي عمرو بن مرة الجمعي ثقة عابد (2 - 78) وأبو حمزة هو طلحة بن يزيد الأيلي وثقه النسائي وهو من رجال البخاري انظر التهذيب (5 - 29)].

4 -

قال أحمد (1 - 373): حدثنا سليمان بن داود ثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن بن عباس قال: أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة علي وقال مرة أسلم.

[درجته: سنده حسن، رواه: الطيالسي (1 - 360) من طريق أبي عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن بن عباس قال: أول من صلى، هذا السند: حسن من أجل أبي بلج واسمه يحيي بن سليم الواسطىِ الكوفي وهو حسن الحديث إذا لم يخالف قال في تقريب التهذيب 625: صدوق ربما أخطأ والتهذيب (12 - 47) والبقية ثقات].

ص: 40

5 -

قال الحاكم (3 - 121): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه: انطلق أبو ذر ونعيم بن عم أبي ذر وأنا معهم نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو بالجبل مكتتم، فقال أبو ذر: يا محمد آتيناك نسمع ما تقول وإلى ما تدعو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أقول لا إله إلا الله وأني رسول الله" فآمن به أبو ذر وصاحبه وآمنت به، وكان علي في حاجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله فيها وأوحي إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين وصلى علي يوم الثلاثاء.

[درجته: سنده قوي وفي متنه ضعف ونكارة هذا السند: قوي، عبد الله بن بريدة تابعي ثقة (1 - 403) وتلميذه ثقة أيضًا (2 - 381) ويونس بن بكير بن واصل الشيباني أبو بكر الجمال الكوفي صدوق يخطئ تقريب التهذيب (613)، ومن أخطائه ما جاء في هذا المتن، وتلميذه أحمد بن عبد الجبار بن محمَّد العطاردي أبو عمر الكوفي ضعيف وسماعه للسيرة صحيح، تقريب التهذيب (81). وشيخ الحاكم إمام معروف، لكن في المتن نكارة منها أن علي صلى يوم الثلاثاء، ومن المعلوم من النصوص الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في اليوم التالي، بل لم يكن يعرف أنه نبي، وقد فتر الوحي عنه، وفي قصة أبي ذر الصحيحة خلاف ما ها هنا كما سيمر].

6 -

قال خثيمة في كتابه (129): حدثنا أبو قلابة قال أخبرنا بدل بن المحبر قال حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال أبو بكر الصديق: أنا أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم.

[درجته: سنده قوي، هذا السند: قوي، بدل بن المحبر ثقة ثبت إلا في روايته عن زائدة وهذه ليست منها (1 - 94) وشيخه أمير المؤمنين في الحديث وسعيد بن إياس الجريري تابعي صغير وثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (233)، وشيخه أبو نضرة اسمه: المنذر بن مالك أبو نضرة العبدي .. قال في جامع التحصيل (1 - 287) روى عن علي وأبي ذر رضي الله عنهما وغيرهما من قدماء الصحابة وذلك مرسل قاله في التهذيب وقد سمع من بن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وطبقتهم رضي الله عنهم وهو ثقة (2 - 275) أما أبو قلابة واسمه: عبد الملك بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي الضرير وهو قد اختلط بعد مغادرته الشام وقدومه العراق، جاء في تهذيب التهذيب (6 - 371).

ص: 41

قال ابن خزيمة ثنا أبو قلابة القاضي أبو بكر بالبصرة قبل أن يختلط ويخرج إلى بغداد، وقال مسلمة بن قاسم سمعت بن الأعرابي يقول كان أبو قلابة يملي حديث شعبة على الأبواب من حفظه ثم يأتي قوم يملي عليهم حديث شعبة على الشيوخ وما رأيت أحفظ منه وكان من الثقات وكان قد حدث بسامرًا وبغداد فما ترك من حديثه شيئًا، وأنكر عليه بعض أصحاب الحديث حديثه عن أبي زيد الهروي عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى حتى تورمت قدماه، وقال: بن الأعرابي: قدم علينا عبد العزيز بن معاوية أبو خالد الأموي من الشام فحدثنا به عن أبي زيد كما حدث أبو قلابة قال مسلمة وكان راوية للحديث متقنًا ثقة يحفظ حديث شعبة كما يحفظ السورة. وحديثه هنا رواه عنه شامي هو خيثمة بن سليمان رحمهم الله جميعًا].

7 -

قال البيهقي (6 - 369): أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان عن مالك بن مغول عن رجل قال سئل ابن عباس من أول من آمن فقال: أبو بكر رضي الله عنه أما سمعت قول حسان:

إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة

فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أوفاها وأعدلها

بعد النبي وأولاها بما حملا

والتالي الثاني المحمود مشهده

وأول الناس منهم صدق الرسلا

عاش حميدًا لأمر الله متبعًا

بهدى صاحبه الماضي وما انتقلا

[درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الحاكم (3 - 64) وابن أبي شيبة (7 - 14) و (7 - 363) والبيهقيُّ (6 - 369) وابن أبي عاصم (1 - 112) من طريق آخر: عن مجالد عن الشعبي قال قال ابن عباس أول من صلي أبو بكر ثم تمثل بقول حسان، هذا السند: أما الأول فضعيف لجهالة شيخ مالك بن مغول، لكنه يتقوى بالسند الآخر رغم ضعف يسير في مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو الكوفي، قال في التقريب: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. وهو من رجال مسلم تقريب التهذيب (520)].

8 -

قال البخاري (3 - 1339): حدثني هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما

ص: 42

ْصاحبكم فقد غامر". فسلم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك، فقال: "ليغفر الله لك يا أبا بكر" ثلاثًا. ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم مرتين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي". مرتين فما أوذي بعدها.

9 -

قال الترمذيُّ (5 - 611): حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال أبو بكر: ألست أول من أسلم؟ ألست صاحب كذا.

[درجته: سنده صحيح لكنه معلول، رواه: ابن حبان (15 - 279) والضحاك (1 - 76) والضياء في المختارة (1 - 102/ 103) والبزار (1 - 94)، هذا السند: صحيح لكنه معلول أعله الترمذيُّ وابن أبي حاتم والدارقطنيُّ وقد فصل الدارقطني في العلل (1 - 234):

يرويه الجريري عن أبي نضرة واختلف عنه فرواه عقبة بن خالد ويعقوب الخضرمي عن شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد حدثنا بذلك أبو محمَّد بن صاعد ويزداد بن عبد الرحمن وغيرهما عن أبي سعيد الأشج عن عقبة بن خالد وحدثنا أبو سهل بن زياد قال ثنا عبد الرحمن بن خراش قال حدثنا الحسين الجرجرائي ثنا يعقوب الخضرمي جميعًا عن شعبة متصلًا وغيرهما يرويه عن شعبة مرسلًا وكذلك رواه بن علية وابن المبارك وعدة عن سعيد مرسلًا وهو الصحيح].

10 -

قال مسلم (1 - 569): حدثني أحمد بن جعفر المعقري حدثنا النضر بن محمَّد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة (قال عكرمة ولقي شداد أبا أمامة وواثلة وصحب أنسًا إلى الشام وأثنى عليه فضلًا وخيرًا) عن أبي أمامة قال قال عمرو بن عبسة السلمي: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارًا فقعدت على راحلتي

ص: 43

فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيًا جرءاء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له: ما أنت؟ قال: "أنا نبي" فقلت: وما نبي؟ قال: "أرسلني الله" فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال: "أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء" قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: "حر وعبد"(قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممّن آمن به) فقلت: إني متبعك قال: "إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني" قال: فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكنت في أهلي، فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم على نفر من أهل يثرب من أهل المدينة فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال: "نعم أنت الذي لقيتني بمكة؟ " قال: فقلت: بلى فقلت: يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة؟ قال:"صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار" قال: فقلت: يا نبي الله فالوضوء؟ حدثني عنه قال: "ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل

ص: 44

وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه" فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسول الله لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثًا (حتى عد سبع مرات) ما حدثت به أبدًا ولكنى سمعته أكثر من ذلك.

11 -

قال البخاري (3 - 1364): حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا هاشم بن هاشم عن عامر ابن سعد عن أبيه قال: لقد رأيتني وأنا ثلث الإِسلام.

12 -

قال البخاري (3 - 1364): حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن زائدة حدثنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإِسلام. تابعه أبو أسامة حدثنا هاشم.

13 -

قال البخاري (3 - 1338): حدثني أحمد بن أبي الطيب حدثنا إسماعيل بن مجالد حدثنا بيان بن بشر عن وبرة بن عبد الرحمن عن همام قال سمعت عمارًا يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر.

14 -

قال ابن حبان (16 - 83): أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الله بن الرومي حدثنا النضر بن محمَّد حدثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال: كنت ربع الإِسلام، أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع، أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"من أنت؟ " فقلت، إني جندب رجل من بني غفار.

[درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف، رواه: الحاكم (3 - 385) والطبرانيُّ في الكبير (2 - 147) والحارث - زوائد الهيثمي (2 - 925) والضحاك في الآحاد والمثاني (2 - 230)، هذا السند:

ص: 45

مالك بن مرثد تابعي ثقة (2 - 226) لكن والده مجهول الحال (2 - 236) وأبو زميل اسمه سماك بن الوليد ليس به بأس وهو من رجال مسلم (1 - 332) وعكرمة بن عمار حديثه حسن إذا لم يخالف (2 - 30) لكن للحديث شاهد هو ما بعده].

15 -

قال الحاكم (3 - 384): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى اللخمي ثنا بشر ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة بن عبد الله عن نصر بن علقمة عن أخيه عن ابن عائذ عن جبير بن نفير قال: كان أبو ذر يقول لقد رأيتني ربع الإِسلام، لم يسلم قبلي إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال رضي الله عنهما.

[درجته: حسن وفي سنده ضعف رواه: الطبراني في الكبير (29 - 353) عن عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله عن نصر بن علقمة عن أخيه عن بن عائذ عن جبير بن نفير قال، هذا السند: فيه ضعف من أجل صدقة (2 - 1 - 366) أما شيخه فليس صوابًا ما قاله الحافظ رحمه الله أنه: "مقبول: أي عند المتابعة لأن الرجل قد وثق .. فقد قال في تهذيب الكمال (29 - 353): قال عثمان بن سعيد الدارمي عن دحيم ثقة وأخوه محفوظ بن علقمة ثقة وللجمع بين الحديثين انظر ما بعده:].

16 -

قال الطبراني في مسند الشاميين (3 - 389): حدثنا أحمد بن مسعود المقدسي ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا صدقة بن عبد الله عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ عن جبير بن نفير قال: كان أبو ذر وعمرو بن عبسة كلاهما يقول لقد رأيتني ربع الإِسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال كلاهما لا يدري متى أسلم الآخر.

[درجته: حسن بما قبله، رواه: الطبري في التاريخ (1 - 540) حدثني بن عبد الرحيم البرقي قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة

، هذا السند: هو ما قبله والسبب في قول الصحابيين الجليلين رضي الله عنهما هو ما قاله الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 714) أخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا موسى بن زكريا التستري ثنا خليفة بن خياط قال عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب بن امرئ القيس أمه رملة بنت الوقيعة من بني حزام وهو أخو أبي ذر الغفاري رضي الله عنها لأمه من ساكني الشام يكنى أبا يحيي].

ص: 46

17 -

قال أحمد (1 - 404): حدثنا يحيي بن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد.

[درجته: حسن، رواه: ابن حبان (15 - 558) وابن أبي شيبة (7 - 252) وابن ماجه (1 - 53) والحاكم (3 - 320) وأحمدُ (1 - 404) عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود

، هذا السند: حسن من أجل عاصم بن بهدلة وهو بن أبي النجود الكوفي أبو بكر المقرئ صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، تقريب التهذيب (1 - 285)، وأعله الدارقطني في العلل (5 - 63) حيث جاء ما نصه وسئل عن حديث زر عن عبد الله قال كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وبلال وصهيب والمقداد الحديث فقال يرويه يحيي بن أبي بكير عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله تفرد به يحيي بن أبي بكير وقال إنه وهم وإنما رواه زائدة عن منصور عن مجاهد قوله، وهو ما ألمح له الإِمام ابن معين في تاريخ ابن معين (3 - 320). حيث يقول: حدث يحيي بن أبي بكير عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة قال يحيي هذا عن منصور عن مجاهد هكذا حدث به الناس وقال في (ص:490): الحديث الذي يرويه بن أبي بكير عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله في قصة عمار إنما يرويه سفيان عن منصور عن مجاهد فقط قال أبو الفضل قصة عمار أول من أظهر إسلامه سبعة قال أبو الفضل هذا باطل إنما هو من رأى مجاهد.

وهذا النقد مقبول لو كان يحيي بن بكير قد انفرد بهذا النص -وهو ثقة- ولم يتابع عليه، لكنه قد توبع عند الحاكم والبيهقيُّ في الكبرى (8 - 209): ثنا الحسن بن علي الجعفي ثنا زائدة .. به، فبهذا تصبح رواية مجاهد معضدة لهذه الرواية].

ص: 47