الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم وشكوه إليه فقال: يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارًا فيرى عدوهم قلتهم، وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره فقال: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: "لم؟ " قال: لأحب من تحب. قال: "عائشة". قال: من الرجال؟ قال: "أبوها".
[درجته: سنده صحيح، رواه البخاري (3 - 1339)، ومسلمٌ (4 - 1856) مختصرًا، وقيس مخضرم ثقة وتلميذه ثقة وكذلك يحيى ومن طريق يحيى رواه ابن خزيمة وغيره].
أسر ثمامة الحنفي وحصار مكة
1 -
قال البخاري (4 - 1589): حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له:(ثمامة بن أثال) فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ما عندك يا ثمامة؟ " فقال: عندي خير يا محمَّد، إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت؟ فترك حتى كان الغد ثم قال له:"ما عندك يا ثمامة؟ " قال: ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر. فتركه حتى كان بعد الغد فقال: "ما عندك يا ثمامة؟ " فقال عندي ما قلت لك فقال: "أطلقوا ثمامة" فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمَّد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ، والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا، ولكن أسلمت مع محمَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبَّة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه مسلم (3 - 1386): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث
…
2 -
قال البيهقي في الكبرى (9 - 66): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق ثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الله حين عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما عرض له أن يمكنه الله منه، وكان عرض له وهو مشرك فأراد قتله، فأقبل ثمامة معتمرا وهو على شركه حتى دخل المدينة فتحير فيها حتى أخذ، وأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد فخرج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"مالك يا ثمامة هل أمكن الله منك؟ " قال: وقد كان ذلك يا محمَّد إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالًا تعطه. فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه حتى إذا كان الغد مر به فقال:"ما لك يا ثمام؟ " فقال: خيرًا يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالًا تعطه. ثم انصرف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو هريرة رضي الله عنه: فجعلنا المساكين نقول بيننا: ما نصنع بدم ثمامة؟ والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة. فلما كان الغد مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مالك يا ثمام؟ " فقال: خيرًا يا محمَّد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالًا تعطه. فقال رسول الله:"اطلقوه فقد عفوت عنك يا ثمام" فخرج ثمامة حتى أتى حائطا من حيطان المدينة فاغتسل فيه وتطهر وطهر ثيابه، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقال: يا محمَّد والله لقد كنت وما وجه أبغض إلي من وجهك ولا دين أبغض إلي من دينك ولا بلد أبغض إلي من بلدك، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلي من وجهك ولا دين أحب إلي من دينك ولا بلد أحب إلي من بلدك، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، يا رسول الله إني كنت قد خرجت معتمرًا وأنا على دين قومي فبشرني صلى الله عليك في عمرتي، فبشره وعلمه فخرج معتمرا، فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بأمر محمَّد من الإِسلام قالوا: صبأ ثمامة. فأغضبوه فقال: إني والله ما صبوت ولكني أسلمت وصدقت محمدًا وآمنت به، وأيم الذي نفس ثمامة بيده لا يأتيكم حبَّة من
اليمامة (وكانت ريف مكة) ما بقيت حتى يأذن فيها محمَّد صلى الله عليه وسلم، وانصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يخلي إليهم حمل الطعام، ففعل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
[درجته: حديث صحيح وسنده جيد، رواه: أيضًا في الدلائل (4 - 79)، هذا السند: قوي أبو عبد الله هو الإمام الحاكم، وشيخه: الأصم الإِمام المفيد الثقة محدث المشرق أبو العباس محمَّد بن يعقوب النيسابوري.، كان محدث عصره بلا مدافعة سمعته تذكرة الحفاظ (3 - 860)، وسماع شيخه للسيرة من شيخه يونس بن بكير صحيح، قال حمزة السهمي سألت الدارقطني عنه فقال لا بأس به أثنى عليه أبو كريب وسئل عن مغازي يونس فقال مروا إلى غلام بالكناس سمع معنا مع أبيه وقال الخطيب وقد روى العطاردي عن أبيه عن يونس أوراقًا فاتته من المغازي وهذا يدل على تثبته تهذيب التهذيب (1 - 45)، وابن إسحاق لم يدلس وشيخه سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو سعد المدني ثقة من رجال الشيخين تقريب التهذيب (1 - 236)، والحديث عند البخاري وهو الحديث السابق].
3 -
قال البيهقي في دلائل النبوة (4 - 81): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو قتيبة سلمة بن الفضل الآدمي حدثنا إبراهيم بن هاشم حدثنا محمَّد بن حميد الرازي حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح حدثنا عبد المؤمن بن خالد الحنفي عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس: أن ثمامة بن أثال الحنفي: لما أتي به النبي صلى الله عليه وسلم وهو أسير خلى سبيله فأسلم فلحق بمكة ثم رجع، فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز، فجاء أبو سفيان ابن حرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال: "بلى" قال: فقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} .
[درجته: حسن وسنده ضعيف، رواه الطبري في التفسير (18 - 45) حدثنا بن حميد قال ثنا يحيى بن واضح، هذا السند: ضعيف من أجل ابن حميد لكنه حسن بما قبله].