الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخالقون. أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون. أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون}. كاد قلبي أن يطير.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي).
{
…
باب: منهج أهل السنة والجماعة}
أولا: إتباع آثار النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا:
قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ فإِن تَوَلّوْاْ فَإِنّ اللّهَ لَا يُحِبّ الْكَافِرِينَ)[آل عمران 31، 32]
(حديث أبي هريرة في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة و من عصاني فقد أبى.
ثانياً: إتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار:
قال تعالى: (وَالسّابِقُونَ الأوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[سورة: التوبة - الآية: 100]
ثالثاً: إتباع وصية النبي صلى الله عليه وسلم في التمسك بسنته الخلفاء الراشدون المهديين:
(حديث العرباض بن سارية في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و أن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة.
(حديث أبي سعيد في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو انفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه).
(حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه و يمينه شهادته.
رابعاً: أنهم يعظمون الكتاب والسنة:
قال تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً)[سورة: النساء - الآية: 87]
و قال تعالى: (مِنَ اللّهِ قِيلاً)[سورة: النساء - الآية: 122]
(حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض.
(حديث المقدام بن معد يكرب في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوشك الجل متكئأً على أريكته يُحدَّث بحديثٍ من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلالٍ استحللناه وما وجدنا فيه من حرامٍ حرَّمناه، ألا ، وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرَّم الله.
(حديث المقدام بن معد يكرب في صحيح أبي داود) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا وإني أُوتيت القرآن ومثله معه.
(حديث زيدٍ بن ثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نضَّر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه و رب حامل فقه ليس بفقيه.
خامساً: يؤثرون كلام الله تعالى على كلام غيره ولهذا سموا بأهل الكتاب ويقدمون كلام النبي صلى الله عليه وسلم على كلام غيره ولهذا سموا بأهل السنة:
(حديث جابر في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أن النبي قال كان إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته و اشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم و مساكم ثم يقول: أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة.
سادساً: أنهم مجتمعون على الحق لعلمهم أن الجماعة رحمة و الفرقة عذاب:
(حديث النعمان بن بشير في صحيح الجامع) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الجماعة رحمة و الفرقة عذاب.
سابعاً: أنهم يزنون أقوال الناس وأعمالهم بالأصول الثلاثة الكتاب والسنة والإجماع، فالكتاب هو القرآن، والسنة قول النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله أو إقراره
قال تعالى: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)[سورة: النساء - الآية: 59]
(حديث ابن عمر في صحيح الترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يجمع أمتي أو أمة محمد على ضلالة.
ثامناً: أن الناس عندهم في الولاء والبلاء ثلاثة أقسام:
* من كان مؤمناً مستقيماً: يوالونه موالة تامة
* من كان كفاراً أثيماً يعادونه معادةً تامة
* من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً يوالونه بقدر ما عنده من العمل الصالح ويعادونه بقدر ما عنده من السيئات.
تاسعاً: الكف عما شجر من الصحابة ويعتقدون أن كل واحدٍ منهم مجتهدٌ مثاب، وخطؤه يغفره الوهاب:
(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران و إذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد.
عاشراً: يتولون أزواجه ويترضون عنهن ويؤمنون أنهن أزواجه في الآخرة، وأنهن أفضل نساء هذه الأمة؛ لمكانتهن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وأنهن أمهات المؤمنين في الاحترام والتوقير:
قال تعالى: (النّبِيّ أَوْلَىَ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمّهَاتُهُم)[سورة: الأحزاب - الآية: 6]
و قال تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوَاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماً)[سورة: الأحزاب - الآية: 53] ويعتقدون تحريم نكاحهن، وأنهن مبرآت من كل سوء ويتبرؤون ممن آذاهن أو سبهن ويحرمون الطعن فيهن وقذفهن ولذلك يكفر من قذف واحدة منهن؛ ولان ذلك يستلزم نقص النبي صلى الله عليه وسلم وتدنيس. و قال تعالى:(وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوَاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللّهِ عَظِيماً)[سورة: الأحزاب - الآية: 53]
الحادي عشر: احترام وتوقير أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم امتثالاً لوصيته بذلك.
(حديث زيد بن أرقم في صحيح الترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
(حديث ابن عمر في صحيح البخاري) أن أبا بكرٍ رضي الله تعالى عنه قال: ارقبوا محمداً في أهل بيته. [أي احفظوه فيهم]
الثاني عشر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة.
(حديث أبي سعيد في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان.
الثالث عشر: النصح لولاة الأمور وإقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد معهم، أبرارا كانوا أو فجارا والتزام السمع والطاعة لهم ما لم يأمروا بمعصية الله.
(حديث تميم بن أوس الداري في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة. قالوا لمن يا رسول اللّه؟ قال: للّه وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم.
الرابع عشر: النصح لجميع الأمة وبث المحبة والألفة والتعاون بين المسلمين.
مطبقين في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)[وهو ثابت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري] وقوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي)[وهو ثابت في الصحيحين عن النعمان بن بشير].
الخامس عشر: الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كالصدق والبر والإحسان إلى الخلق، والشكر عند النعم، والصبر على البلاء، وحسن الجوار والصحبة، وغير ذلك من الأخلاق المحمودة شرعا وعرفا تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
(حديث النواس ابن سمعان في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس.
(حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين) قال لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً.
(حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق.
(حديث أبي الدر داء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق، فإن الله يُبْغِضُ الفاحشَ البذيء.
(حديث عائشة في صحيح أبي داود) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم.
السادس عشر: النهي عن مساوئ الأخلاق، كالكذب والعقوق والإساءة إلى الخلق، والتسخط من القضاء، والكفر بالنعمة، والإساءة إلى الجيران والأصحاب، وغير ذلك من الأخلاق المذمومة شرعا أو عرفا.