الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضل صلاة التطوع كما يلي:
[1]
لصلاة التطوع منافع عميمة وفوائد عظيمة، فقد شرعها الله تعالى لنا رحمةً بنا لجبر ما عسى أن يكون حصل من نقصٍ في صلاة الفريضة، فإن الإنسان لا يكتب له من صلاته إلا ما عقل منها فقد يكتب له نصف الصلاة أو ربع الصلاة أو عشرها فلهذا شرعت هذه الصلاة لسدِّ الثغر وترقيع الخرق:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح و إن فسدت فقد خاب و خسر و إن انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك.
(حديث عمار الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل لينصرف و ما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها.
[2]
أن النوافل سبب نيل حب الله تعالى وسبباً في أن يكون مقبولاً في الأرض:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيءٍ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليِّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله الذي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍّ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.
(حديث قتادة بن النعمان الثابت في صحيح الجامع) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء.
أنواع صلاة التطوع
صلاة التطوع نوعان مقيدة ومطلقة
أولاً صلاة التطوع المقيدة:
هي السنن الرواتب قبل الصلاة وبعدها وتنقسم إلى قسمين مؤكدة وغير مؤكدة
[1]
السنن المؤكدة: اثنتي عشرة ركعة:
(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين و بعدها ركعتين و بعد المغرب ركعتين في بيته و بعد العشاء ركعتين و كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته.
(حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعا قبل الظهر و ركعتين قبل الفجر على كل حال.
(حديث أم حبيبة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة.
(حديث عائشة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر و ركعتين بعده و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء و ركعتين قبل الفجر.
فضل السنن الرواتب:
فضل السنن الرواتب أن من حافظ عليها بنى الله له بيتا في الجنة بنص السنة الثابتة الصحيحة
(حديث عائشة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر و ركعتين بعده و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء و ركعتين قبل الفجر.
ما هي آكد السنن الرواتب:
آكد السنن الرواتب سنة الفجر
(حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيءٍّ من النوافل أشدُّ تعاهداً من ركعتي الفجر.
يُسن تخفيف سنة الفجر:
(حديث عائشة الثابت في الصحيحين) قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُخفف الركعتين التي قبل الفجر حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب.
ماذا يقرأ المصلي سنة الفجر؟
الذي دلت عليه السنة الثابتة الصحيحة وتجتمع فيه الأدلة أن الأفضل أنه يصلي أحياناً بالكافرون والإخلاص وأحياناً يقرأ في الأولى (قُولُوَاْ آمَنّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىَ وَعِيسَىَ وَمَا أُوتِيَ النّبِيّونَ مِن رّبّهِمْ لَا نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[سورة: البقرة - الآية: 136]، وفي الثانية (قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلَا يَتّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ) [سورة: آل عمران - الآية: 64]
لأنه ثبت في السنة الثابتة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بالكافرون والإخلاص، وثبت أيضاً في السنة الثابتة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ب (قُولُوَاْ آمَنّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ) و (قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىَ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)
وهذا اختلاف تنوع الأفضل فيه أن يأتي بالعبادة على الوجه الأول تارة وعلى الوجه الثاني تارة.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد.
(حديث ابن عباس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قُولُوَاْ آمَنّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا) التي في البقرة، وفي الآخرة منهما وفي الآخرة منها التي في آل عمران (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)
من فاته شيء من النوافل لعذر يُسنُّ له قضاء ما فاته:
(حديث أنس الثابت في الصحيحين) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نسيَ صلاة فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة له إلا ذلك.
(حديث أنس الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نسيَ صلاة أو نام عنها، فكفارتها أن يصلها إذا ذكرها.
(حديث أبي زر الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أُمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يصلِّ ركعتي الفجر فليصلها بعد ما تطلع الشمس.
من فاته شيء من النوافل عمداً لا تصح منه:
لأن هذه الرواتب عبادات مؤقتة، والعبادات المؤقتة إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها لا تُقبل منه، لأنه بذلك يكون قد عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله،
(حديث عائشة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.
سنة الظهر فيها اختلاف تنوع:
يجوز أن تصلى أحياناً ركعتين قبله وركعتين بعده، ويجوز أن تصلى أحياناً أربع ركعات قبله وركعتين بعده، ويجوز أن تصلى أحياناً أربع ركعات قبله وأربع ركعات بعده لأن السنة الصحيحة أتت بها جميعاً.
(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل الظهر ركعتين وبعده ركعتين وبعد المغرب ركعتين في بيته وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين.
وأتى في السنة الثابتة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر أربع ركعات وبعده ركعتين.
(حديث عائشة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتاً في الجنة: أربعاً قبل الظهر و ركعتين بعدها، و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء، و ركعتين قبل الفجر.
(حديث أم حبيبة الثابت في صحيح السنة الأربعة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حافظ على أربع ركعاتٍ قبل الظهر وأربعٍ بعدها حَرُم على النار.
يجوز أن يُصلى أربع ركعات قبل الظهر بدون تسليم:
(حديث أبي أيوب الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعٌ قبل الظهر ليس فيهنَّ تسليم تُفتحُ لهنَّ أبواب السماء.