الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصدي صحة هذا الكلام أو بطلانه عقلا أو شرعا، وقد تبين أنها أوهام أوقعوها في عقول المغفلين، فقد كانت تلك البلاد بلادا قبل تلك المذاهب وبقيت بلادا عامرة لما حل الأتراك بها، وولوا الحنفية ولا وقع شيء مما كانوا يتوعدون أو يتطيرون، وإنما قصدي أن تعلم البلاد التي توجد فيها تلك المذاهب نافذة الأمر وأسباب نفوذها.
الزيدية في اليمن:
هم أتباع زيد بن علي1 زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وإمامهم زيد المذكور، أخذ عن واصل بن عطاء شيخ الاعتزال، فلذلك دخلت لهم بعض عقائدهم. وهم يقولون بإمامة أولاد علي من فاطمة، ويجوزون خروج إمامين في قطرين إذا استجمعا خصال الإمامة من علم وزهد، وشجاعة وسخاء، وبعضهم يزيد صباحة الوجه، ومن مبادئ زيدهم جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل لمصلحة أو تقية كإمامة أبي بكر وعمر مع وجود علي ورضاه، ولما بلغت مقالته الشيعة، رفضوه، فكل طوائف الشيعة روافض إلا الزيدية.
1 ترجمته في تهذيب ابن عساكر "6/ 15"، والكامل "5/ 74"، والطبري في وفيات سنة "121 وسنة 122". وللشيخ الفاضل محمد أبي زهرة رحمه الله كتاب كبير في ترجمته وأخباره، وفقهه وآرائه.
بعض تراجم الزيدية:
قال 301- السيد الشريف: المتوفى سنة 816 ست عشرة وثمانمائة في "شرح المواقف" ما نصه: أكثر الزيدية في زماننا مقلدون يرجعون في أصول الدين إلى الاعتزال وفي الفروع إلى مذهب أبي حنيفة إلا في قليل من المسائل. ا. هـ. ونقله في "الأزهار" وسلمه.
وقال بعضهم: أهل الأصول التي خالفوا فيها السنة أربعة: القول بإمامة زيد، ثم أولاد فاطمة، وبوجوب الخروج على الظلمة، وهذا أخذوه عن الخوارج والقول بالعدل والتوحيد بالمعنى المشهور عند المعتزلة، أما في الفقه، فالتحقيق أنهم لا يتقيدون بمذهب وأئمتهم يدعون الاجتهاد، ولكن لا يخرجون عن المذاهب الأربعة غالبا، فمذهبهم خليط بين اعتزال. وتشيع باعتدال.
قال في "صبح الأعشى": ومن أئمة الزيدية سلطانهم:
302-
يحيى بن سعيد الزاهد بن القاسم الرسي 1:
بويع بالإمامة سنة 288، وتوفي بصعدة سنة 298، وله مصنفات في الحلال والحرام كان مجتهدا في الأحكام الشرعية، وله في الفقه آراء غريبة وتآليف بين الشيعة مشهورة، قال ابن حزم: ولم يبعد في الفقه عن الجماعة كل البعد. ا. هـ.
ومن أئمتهم:
303-
الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي: صنف الكتب على مذهب الزيدية، ويلقب بالإمام الناصر للحق.
ومنهم 304- الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي: وهو الذي ثار في طبرستان وملكها في سنة 250 خمسين ومائتين وتوفي سنة 270 له كتاب جامع في الفقه، وكتاب "البيان".
ومنهم 305- القاسم بن إبراهيم العلوي البرسي: صاحب صعدة، وإليه تنسب الزيدية القاسمية توفي سنة 280 ثمانين ومائتين ومنهم 306- أبو الحسن علي بن محمد بن علي الصليحي2: كان فقيها على مذهبهم مستبصرا في علم التأويل، ملك اليمن سنة 455 خمسة وخمسين وأربعمائة، ولكنه قتل سنة 743 ثلاث وسبعين وأربعمائة، ومنهم
1 يحيى بن الحسين الزاهد بن القاسم الرسي: يحيى بن الحسين بن القاسم بن الحسن بن زيد بن علي. لسان الميزان "6/ 248"، دائرة معارف الأعلمي "30/ 89".
2 أبو الحسن علي بن محمد بن علي الصليحي: مات سنة "84" دمية القصر "1/ 51، 53"، الأنساب "8/ 87"، سير الأعلام "18/ 359"، المنتظم "8/ 165" اللباب "2/ 246"، الكامل "9/ 614" تاريخ ابن خلدون "4/ 214" البداية والنهاية "12/ 96" النجوم الزاهرة "5/ 58" المختصر "1/ 554، 557".
علامتهم المتفنن إمامهم المهدوي:
307-
أحمد بن مرتضى الحسين المهدوي:
الذي بويع بإمامتهم العظمى لما مات صلاح الدين الأيوبي سنة 793 ثلاث وتسعين وسبعمائة، وقد حبس بعد ذلك سبع سنين، فألف في أثنائها متن "الأزهار" وشرحه "الغيب المدرار" في فقه الزيدية، ثم خرج من السجن، وذهب إلى الإمام الهادي، واتفقا، وتم له الأمر بعده، قال المقبلي صاحب "العلم الشامخ" الإمام المهدي هو الذي أخرج مذهب الزيدية إلى حيز الوجود. ومن أئمتهم المقلدين:
308-
أبو الحسن عبد الله بن مفتاح:
الذي شرح كتاب الأزهار بشرح سماه "المنتزع المختار من الغيث المدرار" انتزعه من شرح المصنف اعتنى فيه بتحقيق الراجح في مذهبهم، وبذكر خلاف علماء الأمصار كأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل توفي سنة 877 سبع وسبعين وثمانمائة، ومنهم الإمام:
309-
إسماعيل بن القاسم بن محمد:
ينتهي نسبه إلى إبراهيم بن الحسن المثني، وهو المتوكل على الله الزيدي ولي اليمن بعد وفاة أخيه محمد المؤيد وخلع أخيه أحمد سنة 1055، وسار سيرة حسنة ودانت له أقاليم اليمن. كان عالما متضلعا أخذ عن كثير من علماء الزيدية والشافعية، وألف تواليف رائقة منها شرحه على جامع الأصول وجمع أربعين حديثا تتعلق بمذهب الزيدية، وشرحها شرحا مستوعبا، وله رسالة في التحسين والتقبيح العقليين، وكان باحثا مناظرا يعظم الشرع، ولا يخرج عن حكمه، ولكن ذكر بعضهم أنه استولى سنة 1070 على حضرموت فأمرهم أن يزيدوا في الأذان: حي على خير العمل، وترك الترضي على الشيخين، وكان شاعرا رقيقا توفي سنة 1087 سبع وثمانين وألف عن سبعين سنة. ا. هـ. بخ "خلاصة الأثر".
ومنهم:
310-
الإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني الصنعاني 1:
إمام علماء اليمن في القرن الثالث عشر حديثا وأصولا ومشاركة رواية ودراية، معروف بالتحرير، وجودة التأليف، قاضي القضاة موصوف عندهم بالاجتهاد، المستقل، وقد أنكروه عليه في أول أمره، ونازعوه فيه وحصلت من ذلك فتنة ولكن في آخر الأمر أذعنوا لعلمه وسعة اطلاعه، وله تآليف تدل على باع وحسن اطلاع ككتابه "نيل الأوطار" الذي شرح به أحاديث الأحكام التي جمعها الإمام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله الحراني الشهير بابن تيمية2 وهو مطبوع، وله شرح الأزهار في فقه الزيدية سلك فيه رد الفروع لأصلها مبينا أدلة الأقوال سالكا سبيل التعادل والتراجع على طريقة كتابه "نيل الأوطار" غير مقيد بمذهب وله كتاب "إرشاد الفحول" في علم الأصول مطبوع أيضا من أحسن مختصرات هذا الفن جمع فيه لبه في أسلوب لطيف غير أنه يميل للاعتزال3 إذ مذهب الزيدية مبني على ذلك، وله تآليف غير ذلك. حاصلة نادرة القرن الهجري الماضي ما أظن أنه كان فيه مثله. هذه كلمة حملني عليها الإنصاف توفي سنة 1250 خمسين ومائتين وألف، وللزيدية أئمة آخرون يطول بنا ذكرهم.
1 محمد بن علي بن محمد الشوكاني الصنعاني -إمام علماء اليمن: أبو عبد الله ولد سنة "1173"، مات سنة "1250":
الشوكاني الصنعاني الخولاني: التاج المكلل ص"43، 458"، معجم المؤلفين "11/ 53".
2 المتوفى سنة "653هـ" واسم كتابه "المنتقى من أخبار المصطفى" وهو جد شيخ الإسلام ابن تيمية ترجمته في "ذيل طبقات الحنابلة""2/ 249، 254" لابن رجب الحنبلي.
3 فيه نظر، فإنه رحمه الله كان على مذهب السلف كما يعلم ذلك من كتابه "التحف بمذهب السلف" وقد صرح في ترجمته نفسه في "البدر الطالع""2/ 214، 225"، بأنه ترك التقليد واجتهد رأيه اجتهادا مطلقا غير مقيد.. هذا والحق أنه كان زيديا في أول أمره، ثم ترك المذهب كما يظهر في نيل الأوطار رحمه الله.