الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومذهب الشيعة هو السائد في مملكة إيران بأرض فارس إلى وقتنا هذا، وفيهم علماء وفقهاء كثيرون، ولبعدهم عن أوطاننا وانقطاع الصلات العلمية وغيرها بيننا وبينهم لم نتعرض لتراجمهم، وليست مملكة إسلامية في المعمورة على هذا المذهب سواهم فيما أظن.
أما الإسماعيلية، فهم بنواحي الشام، ويعتبرهم العالم الإسلامي كفارا مارقين من الجامعة الإسلامية، ويسمون الملاحدة والباطنية من بقايا القرامطة، وأصحاب حسن بن صباح تغلبوا في أواسط القرن الخامس على حصون بقرب قزوين، وقوم منهم بسورية وجبال طرسوس وبقيت سلطتهم إلى أواسط القرن السابع ولا زالت منهم بقية إلى الآن.
تراجم المجتهدين في القرن الثالث والرابع
مدخل
…
تراجم المجتهدين في القرن الثالث والرابع غير ما تقدم:
312-
الأول أبو نعيم الفضل بن دكين1: الحافظ العلم مولى آل طلحة بن عبيد الله الكوفي الملائي الأحول قال أحمد: ثقة يقظان، وقال الفسوي: أجمع أصحابنا أنه كان غاية في الإتقان توفي سنة "219" تسع عشرة ومائتين.
313-
أبو أيوب سليمان بن داود بن علي2: ابن عبد الله بن عباس الهاشمي البغدادي الفقيه توفي سنة "219" تسع عشرة ومائتين.
1 أبو نعيم الفضل بن دكين: ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 346"، وتهذيب التهذيب "8/ 270، 276".
2 أبو أيوب سليمان بن داود بن علي بن عبد الله بن عياش الهاشمي البغدادي الفقيه: الهاشمي العباسي توفي "219": التاريخ الكبير "4/ 10"، تاريخ بغداد "9/ 31"، الوافي بالوافيات "15/ 389"، العبر "1/ 376، 377"، دائرة الأعلمي "19/ 237".
314-
أبو عثمان عفان بن مسلم 1 بن عبد الله الأنصاري: مولاهم البصري الصفار أحد الأئمة الأعلام. توفي سنة "220" عشرين ومائتين.
315-
أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب2: القعنبي الحارثي المدني نزيل البصرة أحد الأعلام في العلم والعمل راوي "الموطأ" وقال الذهبي: من أئمة الهدى حتى تغالى فيه بعض الحفاظ، وفضله على مالك الإمام، توفي سنة إحدى وعشرين ومائة.
316-
أبو أيوب سليمان بن حرب الأزدي3 الواشحي بمعجمة فمهملة البصري قاضي مكة أحد الأعلام الحافظ، قال أبو حاتم: حضرت مجلسه ببغداد، فحزروا من فيه بأربعين ألف رجل توفي سنة "224" أربع وعشرين ومائتين.
1 أبو عثمان عفان بن مسلم بن عبد الله الأنصاري مولاهم البصري الصغار: الباهلي البصري الأنصاري الصغار مات بعد سنة "219 أو 220":
تاريخ بغداد "12/ 269"، تاريخ الثقات "336"، الثقات "8/ 522"، تذكرة "1/ 379"، تقريب التهذيب "2/ 25"، تهذيب التهذيب "7/ 230"، تهذيب الكمال "2/ 941"، الخلاصة "2/ 234"، الكاشف "2/ 270"، شذرات "2/ 47"، سير النبلاء "10/ 242"، الأعلام "4/ 238"، دائرة الأعلمي "22/ 52"، لسان الميزان "7/ 306".
2 أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي المدني: التميمي وقيل: التيمي القعنبي الحارثي المدني البصري مات سنة "221":
تقريب التهذيب "1/ 451"، تهذيب التهذيب "6/ 31، 33"، تهذيب الكمال "2/ 742"، الخلاصة "2/ 100"، الجرح والتعديل "5/ 839"، الكاشف "2/ 131"، الديباج المذهب "1/ 411، 413"، الأنساب "1/ 468"، ثقات "8/ 353"، العبر للذهبي "1/ 382، 383"، تاريخ الثقات "9/ 21".
3 أبو أيوب سليمان بن حرب الأزدي الواشحي البصري الأسدي قاضي مكة:
تقريب التهذيب "1/ 322"، تهذيب التهذيب "4/ 178"، تهذيب الكمال "1/ 533"، الكاشف "1/ 391"، الخلاصة "4/ 410"، جامع المسانيد "2/ 474"، الأنساب "13/ 261"، تراجم الأحبار "2/ 36"، البداية والنهاية "10/ 291"، سير النبلاء "10/ 330".
317-
أبو عبيد القاسم بن سلام 1:
الأزدي مولاهم البغدادي صاحب التصانيف وأحد أعلام الأئمة حديثا وفقها ولغة قال إسحاق بن راهويه: أبو عبيد أفقه ومن الشافعي وأحمد أعلم، وقال الدارقطني: جبل إمام، وفي "أعلام الموقعين" أنه جبل نفخ فيه الروح علما وجلالة، ونبلا وأدبا وقال الذهبي في كتاب "العلو": إنه من أئمة الاجتهاد توفي سنة "224" أربع وعشرين ومائتين ولي قضاء طرسوس 18 سنة وهو أول من صنف في الغريب، وكتبه تنيف عن عشرين.
318-
أبو زكريا يحيى بن يحيى بن بكير بن عبد الرحمن التميمي 2:
الحنظلي النيسابوري أخذ عن مالك وأقرانه "الموطأ" وغيرها، وعن خارجة بن مصعب والكبار، وعنه يرويها البخاري ومسلم، وهو غير يحيى بن يحيى الأندلسي السابق، له رحلة طويلة أثنى عليه العلماء كثيرا.
قال الذهبي: عالم المشرق، وإليه المنتهى في الإتقان والورع والجلالة بنيسابور قل أن ترى العيون مثله، وأهدى لمالك هدية عظيمة باع ورثته بقيتها بثمانين ألفا، كان من العلماء الأجواد الثقاة.
توفي سنة "226" ست وعشرين ومائتين.
1 ابن سلام بتشديد اللام، ترجمته في تذكرة الحفاظ "417"، ووفيات الأعيان "4/ 60"، وتهذيب التهذيب "7/ 315".
2 أبو زكريا يحيى بن يحيى بن بكير بن عبد الرحمن التميمي الحنظلي النيسابوري: التميمي المنقري النيسابوري الحنظلي. سير النبلاء "10/ 512"، والحاشية تهذيب التهذيب "11/ 296"، الأنساب "12/ 460"، تهذيب الكمال "3/ 1524"، الجرح والتعديل "9/ 823"، الكاشف "3/ 271"، الخلاصة "3/ 163"، نسيم الرياض "2/ 12"، التاريخ الصغير "2/ 354".
319-
أبو الوليد هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم الطيالسي 1:
البصري الإمام الحافظ الحجة قال أحمد: متقن وهو اليوم شيخ ما أقدم عليه أحدا من المحدثين، وقال أبو حاتم: كان إماما فقيها عاملا ثقة حافظا ما رأيت في يده كتابا قط توفي سنة "227" سبع وعشرين ومائتين.
320 -
أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني 2 كان حافظا جوالا صنف السنن جمع فيها ما لم يجمعه غيره، قال حرب الكرماني: أملى علينا عشرة آلاف حديث من حفظه توفي سنة "227" سبع وعشرين ومائتين.
321-
أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الزهري 3:
كاتب الواقدي هو من موالي الحسين بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
1 أبو الوليد هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم الطيالسي: الباهلي البصري الكوفي الطيالسي ولد سنة "133" توفي "227":
تقريب "2/ 319"، تهذيب التهذيب "11/ 45، 47"، الكاشف "3/ 223"، الخلاصة "3/ 15"، تهذيب الكمال "3/ 441"، الثقات "7/ 571"، الميزان "4/ 301"، تراجم الأحبار "1534"، الأنساب "3/ 449"، "9/ 114"، التاريخ الصغير "2/ 355".
2 أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخرساني: الخراساني الجورقاني المروزي الطالواني الجوزجاني: مات سنة "227" أو "229":
تقريب التهذيب "1/ 306"، تهذيب التهذيب "4/ 89"، الكاشف "1/ 373"، الميزان "2/ 159"، العبر "1/ 399"، لسان الميزان "7/ 232"، سير النبلاء "10/ 86"، الأعلمي "19/ 182".
3 أبو عبد الله محمد بن سعيد بن منيع الزهري "كاتب الواقدي": أبو عبد الله الأشجعي البصري الزهري كاتب الواقدي البغدادي الشهرة غلام الواقدي. مات "سنة 230":
تقريب التهذيب "2/ 163"، تهذيب التهذيب "9/ 182"، الكاشف "3/ 46"، تهذيب الكمال "3/ 1201"، الخلاصة "2/ 406"، تاريخ بغداد "5/ 321"، الجرح والتعديل "7/ 1433"، لسان الميزان "7/ 359"، سير النبلاء "10/ 664"، الأعلمي "26/ 275".
أحد الأئمة الأعلام النبلاء الأجلاء، صحب الواقدي زمنا، وكتب له، وعرف به، روى عن ابن عيينة وطبقته، وروى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وغيره، وصنف كتابا في طبقات الصحابة والتابعين والخلفاء إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن في نحو 15 مجلدا، وقد وقفت على ثلاثة أجزاء منها تجزئة ثمانية وهي الجزء الثالث والخامس والثامن طبعت في مدينة ليدن طبعها مدير المدرسة الشرقية في برلين سنة 1321 إلى 1322 هجرية، فلا أدري هل كملت كلها أم لا وهي مطبعة غاية الإتقان، وله طبقات صغرى، وكان ثقة مأمونا عمدة عند من أتى بعده بخلاف شيخه الواقدي، فقد تكلموا فيه حتى رموه بالكذب، وكان غزير العلم، كثير الكتب في الفقه والحديث وغيرهما، أثنى عليه الخطيب البغدادي وغيره.. توفي سنة "230" ثلاثين ومائتين.
322-
يحيى بن معين بن عون المري البغدادي الحافظ 1:
المشهور كان إماما عالما حافظا متقنا قال الذهبي: هو سيد الحفاظ النجاد، حامل راية الحديث لا يحتاج إلى تعريف، كان أبوه على خراج الري، فترك له ألف ألف وخمسين ألف درهم، فأنفقها على الحديث، ونقل عنه قال: كتبت بيدي ستمائة ألف حديث، قال راوي هذا الخبر أحمد بن عقبة: وإني أظن أن المحدثين كتبوا له ستمائة ألف حديث.
كان رفيق ابن حنبل وأليقه في الحديث، وأخذ عنه أمثال البخاري ومسلم وأبي داود وروى عنه ابن حنبل وأبو خيثمة من أقرانه، وقال فيه أحمد: كل حديث لا يعرفه، فليس بحديث قال ابن المديني: انتهى العلم بالبصرة إلى
1 يحيى بن معين بن عون المري البغدادي الحافظ: أبو زكريا العطاني البغدادي المري. ولد سنة "158" توفي سنة "233" أو سنة "203" عن "77" سنة:
وفيات الأعيان "6/ 139"، معجم المؤلفين "13/ 232"، والحاشية تذكرة الحفاظ "2/ 16"، تاريخ الثقات "475"، تقريب التهذيب "2/ 358"، تهذيب التهذيب "11/ 280"، تهذيب الكمال "3/ 1519".
يحيى بن أبي كثير وقتادة، وعلم الكوفة إلى إسحاق والأعمش، وعلم الحجاز إلى ابن شهاب، وعمرو بن دينار، وصار علم هؤلاء الستة بالبصرة إلى سعيد بن أبي عروبة وشعبة ومعمر وحماد بن سلمة وأبي عوانة، وبالكوفة إلى سفيان الثوري وابن عيينة، وبالحجاز إلى مالك، وبالشام إلى الأوزاعي، وانتهى علم هؤلاء إلى محمد بن إسحاق وهشيم، ويحيى بن سعيد، وابن أبي زائدة ووكيع، وابن المبارك وهو أوسع هؤلاء علما، وابن مهدي ويحيى بن آدم، وصار علم هؤلاء جميعا إلى يحيى بن معين، وقال ابن الرومي: ما رأيت أحدا يقول الحق في المشايخ غير يحيى بن معين، أما غيره، فكان يتحامل بالقول، وكان يحيى كثيرا ما ينشد:
المال يذهب حله وحرامه
…
طرا ويبقى في غد آثامه
ليس التقي بمتق لإلاهه
…
حتى يطيب شرابه وطعامه
ويطيب ما يحوي ويكسب كفه
…
ويكون في حسن الحديث كلامه
نطق النبيء لنا به عن ربه
…
فعلى النبي صلاته وسلامه
توفي يحيى سنة "233" ثلاث وثلاثين ومائتين بالمدينة المنورة.
323-
أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح التميمي السعدي 1:
مولاهم البصري الحافظ إمام المحدثين قال البخاري: ما استصغرت نفسي إلا بين ابن المديني، وأكثر عنه في صحيحه، وكان ابن عيينة يسميه حية الوادي،
1 أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح التميمي السعدي مولاهم البصري الحافظ: أبو الحسن البصري السعدي ابن المديني. مات سنة 234 أو 208:
تقريب التهذيب "2/ 39"، تهذيب التهذيب "7/ 349"، الكاشف "2/ 288"، تهذيب الكمال "2/ 978"، الخلاصة "2/ 251"، التحفة اللطيفة "3/ 23"، الميزان "3/ 138"، تاريخ بغداد "11/ 458"، تذكرة "2/ 428"، شذرات "2/ 81"، العبر "1/ 418"، تراجم الأحبار "3/ 79-192".
وقال القطان: كنا نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا، وقد أجاب إلى القول بخلق القرآن ولذلك تكلم فيه أحمد والعقيلي، وأنت تعلم أن من وضعه أحمد سقط، إلا أنه رجع، على أنها قولة سياسية أكثر منها دينية، ولعله لذا لم يذكره مسلم في صحيحه. توفي سنة "234" أربع وثلاثين ومائتين.
324-
أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير 1: مصغر الهمداني الكوفي الحافظ أحد الأعلام توفي سنة "234"، أربع وثلا ثين ومائتين.
325-
أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي القضاعي 2: النفيلي الحراني عالم الجزيرة، الحافظ أحمد الأئمة، قال الذهبي: من أركان الدين يُنظر بابن حنبل، قال أبو داود، ما رأيت أحفظ منه، توفي سنة "234"، أربع وثلاثين ومائتين عن سن عالية.
326-
أبو بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة 3: العبسي بموحدة مولاهم الكوفي الحافظ أحد الأعلام صاحب
1 أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير مصغر الهمداني الكوفي الحافظ: أبو عبد الرحمن الهمداني الكوفي المخارفي الإمام مات سنة 234:
المعرفة والتاريخ انظر الفهارس صفحة "756"، تهذيب التهذيب "2/ 180"، "9/ 282"، الكاشف "3/ 65"، التاريخ الكبير "1/ 144"، تراجم الأحبار "4/ 25"، نسيم الرياض "1/ 260"، سير النبلاء "11/ 455"، الأنساب "5/ 10".
2 أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي القضاعي النفيلي الحراني عالم الجزيرة:
تهذيب التهذيب "6/ 16، 18"، أخرج حديثه البخاري وأصحاب السنن، دائرة الأعلمي "21/ 239".
3 أبو بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة العبسي مولاهم الكوفي: الكوفي العبسي أبو بكر مات سنة 235:
المعرفة والتاريخ الفهارس صفحة "651"، تاريخ أسماء الثقات "689"، تقريب التهذيب "4/ 445"، رجال صحيح مسلم "1/ 385"، رقم "852"، تهذيب التهذيب "1/ 421"، العبر "1/ 421"، دائرة الأعلمي "21/ 226"، الميزان "2/ 490"، تراجم الأحبار "2/ 295"، البداية والنهاية "10/ 315".
"المصنف" مات سنة "235" خمس وثلاثين ومائتين.
327 -
أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الأسدي 1:
الحزامي المدني أحد كبار العلماء المحدثين مات سنة "236" ست وثلاثين ومائتين.
328-
أبو عمرو خليفة بن خياط بن خليفة العصفري 2:
البصري المعروف بشباب، صاحب "الطبقات" الحافظ العارف بالتاريخ وأيام الناس، غير الفضل والعلم، شيخ البخاري وطبقته. قال ابن عساكر: توفي سنة "240" أربعين ومائتين، وقال غيره: سنة ثلاثين.
329-
أبو محمد يحيى بن أكثم 3 بن محمد التيمي:
المروزي ثم البغدادي من ولد أكثم بن صيفي حكيم العرب، كان فقيها
1 أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الأسدي الحزامي المدني: تهذيب التهذيب "1/ 166، 167".
2 أبو عمرو خليفة بن خياط بن خليفة العصفري البصري: أبو هبيرة، العصفري الليثي الحافظ البصري، مات سنة 160:
تقريب التهذيب "1/ 227"، تهذيب التهذيب "3/ 161"، لسان الميزان "2/ 49"، الثقات "6/ 59"، التمهيد "8/ 365"، الجرح والتعديل "3/ 1727، 1726"، العبر "1/ 15".
3 أبو محمد يحيى بن أكثم بن محمد التيمي المروزي البغدادي: القاضي الخراساني، مات سنة 242، 243 عن 83 سنة:
ضعفاء ابن الجوزي "3/ 191"، تقريب التهذيب "2/ 342"، الكاشف "3/ 250"، تهذيب التهذيب "11/ 179"، تهذيب الكمال "3/ 1487"، الجرح والتعديل "9/ 549"، جامع الرواة "2/ 326".
عالما بصيرا بالأحكام محدثا سياسيا سنيا، روى عنه الترمذي وغيره عظمه أحمد وغيره، وتكلم فيه ابن معين وغيره حيث سمع من ابن المبارك وهو صغير، وقال إسماعيل القاضي: كان يحيى أبرأ إلى الله من أن يكون فيه شيء مما يرمى به، ولكنه فيه دعابة.
وقال ابن حبان: لا يشتغل بما يروى عنه أكثرها لا يصح. قال طلحة بن محمد: إنه أحد أعلام الدنيا، واسع العلم والأدب والفقه، حسن العارضة، قائم بكل معضلة.
ونقل الخطيب في تاريخه عن الإمام أحمد أنه ذكر له ما يرمونه به فقال: سبحانه الله من يقول هذا، وأنكر إنكارا شديدا.
ولي القضاء بالبصرة سنة "202" اثنين ومائتين.
قال محمد بن منصور: كنا مع المأمون في طريق الشام، فنادى بتحليل المتعة، فقال يحيى: لي ولأبي العيناء: بكرا إليه غدا، فإن رأيتما للقول وجها، فقولا، وإلا فاسكتا إلى أن دخل، قال: فدخلنا عليه وهو يستاك ويقول وهو مغتاظ: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عهد أبي بكر وأنا أنهى عنهما ومن أنت يا جاهل حتى تنهى عما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ أبو العيناء إلى ابن منصور يقول رجل يقول في عمر بن الخطاب ما يقول كيف نكلمه، فجاء يحيى وجلس، فقال المأمون: ما لي أراك متغيرا؟ فقال: لما حدث في الإسلام، قال: وما حدث؟ قال النداء بتحليل الزنى، قال: الزنى؟! قال: نعم، المتعة الزنى، قال: ومن أين قلت هذا؟ قال: من كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} 1 يا أمير المؤمنين زوجة المتعة ملك يمين؟ قال: لا، قال: فهي الزوجة التي عند الله ترث وتورث وتلحق الولد ولها شرائطها؟ قال: لا، قال: فقد صار متجاوز هذين من العادين، وهذا الزهري يا أمير المؤمنين روى عن عبد
1 سورة المؤمنون الآية: 1-7.
الله والحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما عن علي كرم الله وجهه "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها بعد أن كان أمر بها، فالتفت إلينا المأمون، وقال: أمحفوظ هذا من حديث الزهري؟ فقلنا: نعم رواه جماعة منهم مالك بن أنس، فقال: أستغفر الله، نادوا بتحريم المتعة، فنادوا بها.
قال أبو إسحاق وإسماعيل بن حماد القاضي: كان يحيى بن أكثم يوم في الإسلام لمن يكن لأحد مثله، وذكر هذا اليوم.
وكانت كتب يحيى في الفقه أجل كتب، فتركها الناس لطولها وله كتب في الأصول، وله كتاب أورده على العراقيين سماه "التنبيه"، وبينه وبين داود الظاهري مناظرات كثيرة، وكان يحيى من أدهى الناس، وأخبرهم بالأمور، ولا يعلم أحد غلب على سلطانه في زمانه إلا يحيى بن أكثم وأحمد بن أبي داود حتى لم يتقدمها أحد عنده، وكان المأمون ممن برع في العلوم، فعرف حال يحيى وعلمه وعقله ما أخذ بمجامع قلبه حتى قلده قضاة القضاء، وتدبير أهل مملكته، فكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى.
قيل: إن المأمون استوزره، وقيل: إنما كان مستشارا، وقد قاد له الجيوش، وغزا معه الروم، فهو فقيه وقائد ووزير وقاض.
سئل بعض البلغاء عنه وعن ابن أبي داود؟ فقال: إن يحيى يهزل مع خصمه وعدوه، وابن أبي داود يجد مع ابنته وجاريته، ولم يقل يحيى بخلق القرآن، ولا بشيء من هوس المعتزلة.
ولما ولي قضاء البصرة كان ابن عشرين سنة، فجاء بعضهم إليه وقال: كم سن القاضي؟ فأجاب بديهة: ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد مكة أصغر مني، وأنا أكبر من معاذ لما وجهه إلى اليمن، ومن كعب بن سوار لما وجهه عمر قاضيا على البصرة، فكان جوابا وحجة، وولي قضاء مصر لما قدمها مع المأمون ثلاثة أيام وقد سخطه آخر عمره، وأوصى أخاه أن لا يركن إليه ولا يستوزره، وكان وجهه من مصر مغضوبا عليه كما في "مروج الذهب"، ولكن تولى قضاء
القضاة أيام المتوكل بعد محمد بن أحمد بن أبي داود، ثم عزل، وتوفي سنة "242" اثنين وأربعين ومائتين، بالربذة وقيل: ثلاث وأربعين.
انظر ابن خلكان وقد تنازع فيه الشافعية والحنفية، فكل يدعي أنه من مقلديهم.
وكل يدعي وصلا بليلى
…
وليلى لا تقر لهم بذاك
330-
أحمد بن منيع البغوي 1: أبو جعفر الأصم صاحب "المسند" وروى عنه أئمة الصحيح كلهم.
توفي سنة "244" أربع وأربعين ومائتين عن سن تناهز 84.
331-
أبو عبد الله أحمد بن نصر بن أبي زياد القرشي 2: النيسابوري المقرئ الزاهد الفقيه الحافظ أحد الأئمة الكبار، فقيه أهل الحديث في عصره، صاحب سنة.
توفي سنة "245" خمس وأربعين ومائتين عن 84 سنة. وهو غير 332- أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي3: الذي قتله الواثق بيده لامتناعه من القول بخلق القرآن سنة "231" إحدى وثلاثين ومائتين.
333-
أبو بكر محمد بن بشار العبدي الملقب بندار 4: أحد أوعية السنة مجمع على فضله.
1 أحمد بن منيع البغوي: ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ 481"، تهذيب التهذيب "1/ 84".
2 أبو عبد الله أحمد بن نصر بن أبي زياد القرشي: ترجمته في تهذيب التهذيب "1/ 85، 86".
3 أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي: ترجمته في تهذيب التهذيب "1/ 87"، وطبقات الحنابلة صفحة "45"، وتاريخ بغداد "5/ 173".
4 أبو بكر محمد بن بشار العبدي الملقب بندار: البصري، الشهرة: بندار: ولد سنة 167 مات سنة 252:
تقريب التهذيب "2/ 147"، تهذيب التهذيب "9/ 70"، تهذيب الكمال "3/ 1177"، الخلاصة "2/ 384"، الكاشف "3/ 23"، الجرح والتعديل "7/ 1187"، الميزان=
توفي سنة "252"، اثنين وخمسين ومائتين.
334-
أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدرامي 1:
السمرقدني الحافظ أحد الأعلام صاحب "المسند" الذي هو أحق أن يعد من الكتب الستة والتفسير والجامع، روى عنه مسلم في الصحيح، والبخاري خارجه، وأبو داود والترمذي وغيرهم.
قال أحمد: إمام زمانه، قال ابن حبان: كان ممن حفظ وجمع وتفقه، وصنف وحدث وأظهر السنة في بلده، ودعا إليها، وذب عن محارمها، وقمع مخالفيها.
مات سنة "255" خمس وخمسين ومائتين والدارمي نسبة إلى دارم بطن من بني تميم كما قال التفتازاني على الأربعين النووية.
335-
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري 2:
الجعفي مولاهم ولاء إسلام، أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين الحافظ
1 أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي السمرقدني: التميمي، ولد سنة 181، مات سنة 255:
معجم المؤلفين "6/ 71"، تقريب التهذيب "1/ 492"، تهذيب التهذيب "5/ 294"، تهذيب الكمال "2/ 703"، الكاشف "2/ 103"، الخلاصة "2/ 74"، مرآة الجنان "2/ 161"، العبر للذهبي "2/ 8"، تاريخ بغداد "10/ 92، 33، الإعلام "4/ 95، 96"، التاريخ "8/ 364"، الأعلمي "21/ 206".
2 أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري مولاهم ولاء إسلام: أبو عبد الله الجعفي، البخاري، ولد سنة 194، مات سنة "265:
تقريب التهذيب "2/ 144"، تهذيب التهذيب "9/ 47"، تهذيب الكمال "3/ 1169"،=
الحجة الذي كان يتوقد ذكاء، الورع التقي الكبير الشأن عديم النظير، المجمع على فضله وثقته وحفظه من الرأي العام الإسلامي من زمنه إلى الآن.
له رحلتان من خراسان إلى العراق والجزيرة والحجاز والشام وإلى مصر، كتب عن أكثر من ألف شيخ من نخبة علماء وقته. لقي مكي بن إبراهيم بخراسان، وأبا عاصم النبيل بالبصرة، وعبد الله بن موسى بالكوفة والمقرئ بمكة، والفريابي بالشام، وأحمد بن صالح بمصر.
وألف الجامع الصحيح الذي لا يحتاج في التنويه به إلى الزيادة على أكثر من ذكر اسمه الذي هو أعظم مواد الفقه، الحاوي لنفائس دقائقه، وبديع فلسفته، وبارع استنباطه، وأغزر موارده تفريقا وتأصيلا، انتخبه من زهاء ستمائة ألف حديث، فكان نحو ألفين وخمسمائة فقط، كلها مسندة متصلة دون ما فيه من التعاليق، وأقوال السلف وغيرها، وقد رواه عنه في حياته نحو تسعين ألفا من علماء الأقطار المتنائية.
أما ثناء العلماء عليه، وذكر مناقبه، فشيء كثير، وقد خصت بتآليف كيف لا وهو مفخرة من مفاخر الإسلام، وجامعه حجة الله في الأنام، اتفقت الأمة أنه أصح كتب الدين الإسلامي من بعد المصحف الكريم لا يقدم عليه أي كتاب غيره للثقة العامة الحاصلة بصاحبه.
قال فيه شيخه أحمد بن حنبل: هو فقيه هذه الأمة، توفي سنة "256" ست وخمسين ومائتين عن اثنين وستين سنة، وله تآليف عظام في التاريخ وغيره لا زالت حجة ومفخرة على مر الأيام منذ اثني عشر قرنا لم يتبدل فكر الأمة فيها.
336-
أبو عبد الله الزبير بن بكار الأسدي 1: قاضي مكة
1 أبو عبد الله الزبير بن بكار الأسدي: ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 467"، ووفيات الأعيان "2/ 311، 312"، وفي مقدمة الأستاذ محمود شاكر لجمهرة نسب قريش ترجمة واسعة له.
وعالم أنساب قريش، وعمدة الناس في ذلك على كتبه، كان ذا فضل وعلم، روى عن ابن عيينة وغيره، ووثقه الدارقطني، والخطيب: وأخرج له ابن ماجه، وابن أبي الدنيا.
توفي بمكة وهو قاضيها سنة "256" ست وخمسين ومائتين، عن أربع وثمانين سنة.
337-
أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي 1:
النيسابوري الحافظ: أحد الأعلام الكبار إمام أهل خراسان بعد إسحاق بلا مدافعة، وكان رئيسا مطاعا، كبير الشأن، وهو الذي كان سببا في إخراج البخاري من بلده ووفاته مغتربا، ومع ذلك روى له في صحيحه، متفق عليه، له رحلة واسعة جمع أحاديث الزهري في مجلدين، توفي سنة 258 ثمان وخمسين ومائتين.
338-
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري 2:
النيسابوري الحافظ الحجة أحد أئمة الإسلام، ومفخرة الأعلام، ويكفي
1 أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي النيسابوري: أبو علي، الزهري، مات سنة 258 أو سنة 252 أو سنة 259:
معجم المؤلفين "12/ 105"، الأنساب "6/ 351"، حاشية الأنساب "8/ 194"، الوافي بالوفيات "5/ 186"، تقريب التهذيب "2/ 271، 218، 222"، تهذيب التهذيب "9/ 511"، تهذيب الكمال "3/ 1286"، الكاشف "3/ 107"، الخلاصة "2/ 467، 468"، نسيم الرياض "2/ 84"، تراجم الأحبار "4/ 79".
2 أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري: النيسابوري، ولد سنة 204، مات سنة 261:
تقريب التهذيب "2/ 245"، تهذيب التهذيب "10/ 162"، تهذيب الكمال "3/ 1342"، الكاشف "3/ 140"، الخلاصة "3/ 24"، العبر "1/ 547"، الجرح والتعديل "8/ 797"، الأنساب "10/ 426"، نسيم الرياض "1/ 345"، التقييد "2/ 250"، البداية والنهاية "11/ 33"، والأعلمي "72/ 264".
في ترجمته أن نقول: هو مسلم مؤلف الصحيح الذي هو توءم صحيح البخاري، وله كتاب "الطبقات" وغيرهها، أجمعت الأمة على قبول صحيحه كصحيح البخاري، والتدين بما فيهما، والتبرك بكتابيهما، وأنهما في الدرجة الثانية صحة وتشريعا بعد كتاب الله سبحانه، وتلقتهما بالقبول وكمال الثقة، واعتبارهما ركنين مكينين للشريعة المطهرة لا يتم تشريع لفقيه دونهما للثقة العامة الحاصلة لمؤلفيهما، لزيادة التحري والإتقان.
رحل مسلم إلى أقطار الأرض، وأخذ عن أعلام كيحيى بن يحيى النيسابوري والبخاري وعبد الله القعنبي، وأحمد، وابن راهويه، وقدم بغداد غيره مرة، فسمع منه أعلامها. قال محمد الماسرجسي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: صنفت الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم، وكان مسلم حر الضمير واللسان. ولما وقع من محمد بن يحيى الذهلي ما وقع في جانب البخاري حيث قال: إن لفظي بالقرآن حادث، وأمر الذهلي كل من يحضر مجلسه ألا يذهب إلى البخاري، قام مسلم من مجلس الذهلي، ووجه إليه بكل ما روى عنه، ولم يتخلف عن البخاري.
توفى سنة 261 إحدى وستين ومائتين عن سبع وخمسين سنة، وقال ابن خلكان: عن خمس وخمسين.
339-
أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم المخزومي مولاهم الرازي 1
إمام أهل الحديث في زمانه الحافظ المشهور في أقطار الأرض أحد الأئمة
1 أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم المخزومي مولاهم الرازي: أبو زرعة مولى عباس بن مطرف الأزدي، المخزومي، ولد سنة 200، مات سنة 264:
تاريخ بغداد "10/ 326"، تقريب التهذيب "1/ 536"، تهذيب التهذيب "7/ 30"،=
الأعلام. قال أحمد: ما عبر جسر بغداد أحفظ من أبي زرعة، وكان من الأبدال الذين تحفظ بهم الأرض، وقال: يحفظ هذا الشاب سبعمائة ألف حديث. نقله الذهبي في كتاب "العلو" وقال بعده: قلت: كان رأسا في العلم والعمل ومناقبه جمة. وقال إسحاق: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة، فليس له أصل، وقال صالح بن محمد عنه: إنه قال: أحفظ عشرة آلف حديث في القرآن، وقال: ما سمع أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي، توفي سنة 264 أربع وستين ومائتين.
340-
أبو عبد الله محمد بن ماجه بن يزيد الربعي القزويني 1: إمام من أئمة المسلمين، متقن مقبول باتفاق، ألف السنن المعدودة من الكتب الستة عند كثير من المتأخرين. وله تفسير، رحل رحلة واسعة، توفي سنة 273 ثلاث وسبعين ومائتين.
341-
أبو داود سليمان بن الأشعث 2 بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني:
نزل بغداد، ثم البصرة آخرا، الإمام الحافظ الحجة المجتمع على فضله وعلمه، الرحال، أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا، ونسكا وورعا وإتقانا،
1 أبو عبد الله محمد بن ماجه بن يزيد الربعي القزويني: أبو عبد الله، حافظ قزوين:
المعين رقم "1177"، من أخطأ علي الشافعي ص"99".
2 أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني" السحزي، ولد سنة 202، مات سنة 275:
تقريب التهذيب "1/ 321"، تهذيب التهذيب "4/ 169"، تهذيب الكمال "1/ 530"، الكاشف "4/ 169"، الخلاصة "1/ 408"، نسيم الرياض "1/ 40"، والأنساب "7/ 84"، طبقات الحفاظ "26"، الجرح والتعديل "4/ 456"، التقييد "2/ 4"، التمهيد "1/ 216"، العبر "1/ 500".
كتابه السنن من كتب الحديث المقبولة عند الأمة، وهي في الرتبة الأولى بعد الصحيحين، ومن مواد الفقه العظيمة حيث خصصها بأحاديث الأحكام، لا يستغني عنها فقيه، بها نيف وأربعة آلاف حديث، عرضها على الإمام أحمد، فاستحسنها واستجادها. وكان يقول: كتبت خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته السنن توفي سنة 275 خمس وسبعين ومائتين عن تسع وثمانين سنة، ودفن بالبصرة.
342-
أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي 1:
الحافظ الإمام المولود سنة 201 الزاهد المجاهد، حضر سبعين غزوة، وكان يختم القرآن في كل ليلة بثلاث عشرة ركعة، له مسند وتفسير وغيرهما. قال ابن حزم: ما ألف مثل تفسير بقي بن مخلد أصلا، توفي سنة 276 ست وسبعين ومائتين صح من "المنح".
343-
أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي 2:
مولاهم الرازي الحافظ الكبير: قال الخطيب: كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات، ومن كبار أئمة الأثر، أدرك أبا نعيم والأنصاري وطبقتهما، وحدث عنه
1 أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي: أبو عبد الرحمن، القرطبي الأندلسي، ولد سنة 201، ومات سنة 273:
معجم طبقات الحفاظ "67"، نسيم الرياض "1/ 372"، بغية الملتمس "245"، البداية النهاية "11/ 56، 86"، الصلة "1/ 116"، الوافي بالوفيات "10/182"، الأعلام "2/ 23"، العبر "2/ 56"، المعرفة والتاريخ "3/ 273"، التمهيد "1/ 97، 4/ 254".
2 أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي: الحفظي، الغطفاني، الأزدي، ولد سنة 195، ومات سنة 277:
الفلاكة "82"، المعين "1120"، السابق واللاحق "323"، الجرح والتعديل "7/ 1133"، تقريب التهذيب "2/ 143"، تهذيب التهذيب "9/ 31"، تهذيب الكمال "3/ 1264"، الكاشف "3/ 18"، الخلاصة "2/ 378"، الثقات "9/ 137".
أبو داود والكبار، توفي سنة 277 سبع وسبعين ومائتين، وقال في "المدارك": ذكره الباجري في أئمة المالكية.
344-
أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي 1:
الحافظ الضرير المولود أكمه سنة 209 تسع ومائتين. كان أحد الأئمة الأعلام، صاحب الجامع المعدود من الكتب الستة المتعمدة، والتي هي من مواد الفقه العظمى المقبولة لدى الأمة، جمع فيه فنونا من علوم الحديث التي تفيد الفقيه، فانفرد بها، فإنه يذكر الحديث وغالبه في أحكام الفقه، فيذكر أسانيده، ويعدد الصحابة الذين رووه، ويصحح ما صح، ويضعف ما ضعف، ويتكلم على الرجال والعلل، ويبين من أخذ بالحديث من الفقهاء ومن لم يأخذ به، فجامعه أجمع السنن لهذه الفوائد العظيمة وغيرها، وأنفعها للمحدث والفقيه، وله التفسير والشمائل وغيرها توفي سنة 279 تسع وسبعين ومائتين.
345-
أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا 2:
القرشي الأموي مولاهم البغدادي حافظ الدنيا المشهور ذو التصانيف. قال أبو حاتم: صدوق، توفي سنة "281" إحدى وثمانين ومائتين.
قال في "المنح البادية": له ألف تأليف، وله الثلاثيات، وكان إذا جالس أحدا إن شاء أضحكه، وإن شاء أبكاه في آن واحد لتوسعة في العلم والأخبار.
1 أبو عيسى محمد بن سورة السلمي الترمذي: أبو عيسى، الضرير البوغي الترمذي الضرير السلمي أو الضحاك أو السكي: عاش بصيرا ورحل وكتب وإنما أضر كما قال الخطيب آخر عمره وتوفي سنة 275:
الأنساب "2/ 361"، الثقات "9/ 153"، الميزان "3/ 678"، سير النبلاء "13/ 270"، الأعلمي "14/ 46"، الخلاصة "2/ 447"، تهذيب الكمال "3/ 1255"، جمع الزوائد "7/ 350"، لسان الميزان "7/ 371.
2 أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي الأموي: تاريخ بغداد "10/ 89"، وطبقات الحنابلة "1/ 192"، وتهذيب التهذيب "6/ 12"، وتذكرة الحفاظ "2/ 677".
346-
أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي 1:
الخراساني القاضي الرحالة أحد الأئمة الحفاظ، وأئمة الإسلام المشهور اسمه وكتابه، صاحب السنن الكبرى والصغرى المسماة بالمجتبى2 المعدودة من الكتب الستة المعتمدة في السنة.
سمع من قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وخلق كثير من الأعلام، وروى عنه الدولابي وابن السني، وأبو القاسم الطبراني وخلق.
أثنى عليه الطحاوي، والدارقطني، وأبو علي النيسابوري بالإمامة والإتقان، وقال الذهبي: إنه أحفظ من الإمام مسلم، وقد نسب للتشيع، وامتحنوه، فمات مقتولا لتفضيله عليا على معاوية رضي الله عنهما.
ولد سنة "215" وتوفي سنة "304"، أربع وثلاثمائة وهو شافعي المذهب على ما قيل.
النسائي هو آخر أصحاب الكتب الستة موتا، وقد استوفيناهم، ويكفيهم فضلا بقاء شهرتهم منذ اثني عشر قرنا في أقطار الإسلام الشاسعة لا يزيدون إلا اشتهارا ورفعة، ولا يزالون كذلك إن شاء الله.
347-
أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري الكجي 3: الحافظ الكبير، مسند العصر، لقي أبا عاصم الأنصاري، وعمر
1 أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي الخراساني القاضي: تذكرة الحفاظ "2/ 698"، ووفيات الأعيان "1/ 77، 78"، وطبقات الشافعية "2/ 83"، والشذرات "2/ 239".
2 قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: ورقة 172: وجه أول تعليقا على قول ابن الأثير: وسأل أمير أبا عبد الرحمن عن سننه أصحيح كله؟ قال: لا، قال: فاكتب لنا منه الصحيح، فجرد المجتبى: قلت: هذا لم يصح، بل المجتبى اختيار ابن السني تلميذ النسائي، وقال أيضا في ورقة 173 وجه أول: الذي وقع لنا من سننه هو الكتاب المجتبى منه انتخاب أبي بكر بن السني.
3 أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري الكجي: تذكرة الحفاظ "2/ 62، 621"، وشذرات الذهب "2/210".
دهرا، وألف السنن المعروفة توفي سنة "292" اثنين وتسعين ومائتين.
348-
أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة 1 بن المغيرة النيسابوري:
الملقب بإمام الأئمة، وحافظ نيسابور وفقيهها. قال أبو علي النيسابوري: ما رأيت مثله، كان يحفظ الفقهيات من حديثه، كما يحفظ القارئ السورة. وقال الذهبي: كان رأسا في السنة، رأسا في الفقه، من دعاة السنة، وغلاة المثبتة، له جلالة عظيمة بخراسان، أخذ الفقه عن المزني قال في "أعلام الموقعين": لم يكن مقلدا، بل إماما مستقلا، له أصحاب ينتحلون مذهبه، كما ذكره البيهقي في "مدخله"، وكان مذهبه مؤسسا على الأثر.
ولد سنة "323" سمع في صغره من ابن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وحدث عن خلق كمحمود بن غيلان، وعلي بن حجر، وأحمد بن منيع، وروى عنه البخاري ومسلم خارج الصحيح وغيرهما، له رحلة عظيمة، وعلم واسع، وفضل كبير، وألف جامعا صحيحا مشهورا وغيره، تزيد تواليفه على مائة وأربعين تأليفا.
توفي سنة "311" إحدى عشرة وثلاثمائة عن "88" ثمان وثمانين سنة.
349-
أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي 2: النيسابوري السراج من حفاظ الحديث، وصنف المسند على الأبواب، عمر دهرا
1 أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة النيسابوري: أبو بكر، السلمي الخزيمي، النيسابوري، الشافعي إمام الأئمة، ولد سنة 223، 424، 222، مات سنة 311، 511:
الإكمال "3/ 243"، والأنساب "5/ 124"، المعين "1219"، ثقات "9/ 156"، سير النبلاء "14/ 365"، التقيد "1/ 16"، معجم المؤلفين "9/ 39، 40"، الوافي بالوفيات "2/ 196"، المنتظم "6/ 184"، الجرح والتعديل "7/ 1103".
2 أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي النيسابوري السراج: اسمه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو العباس، السراج، الثقفي النيسابوري الحراساني، ولد سنة 216 أو 218، مات سنة 313:
السابق اللاحق "325"، تاريخ بغداد "1/ 248"، الوافي بالوفيات "2/ 187"، الأنساب "7/ 112"، المعرفة والتاريخ "3/ 338"، العبر "2/ 157"، طبقات السبكي "2/ 129"، سير النبلاء "14/ 188"، الأعلمي "26/ 166".
طويلا.
توفي سنة "313" ثلاث عشرة وثلاثمائة.
350-
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري 1
نزيل مكة أحد أعلام الأمة وأحبارها، كان إماما مجتهدا حافظا ورعا، له التصانيف السائرة، ككتاب السنن، وكتاب الإجماع، وكتاب الإشراف في الاختلاف.
قال الذهبي: كان على نهاية من معرفة الحديث والأخلاق، وكان مجتهدا لا يقلد أحدا.
وقال السبكي: المحمدون أربعة: محمد بن نصر، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن المنذر، ومحمد بن خزيمة؛ بلغوا مراتب الاجتهاد، ولا يخرجهم ذلك عن كونهم من أصحاب الشافعي المخرجين على أصوله المتمذهبين بمذهبه، لو فاق اجتهادهم اجتهاده، بل ادعى من بعدهم من أصحابنا الخلص كالشيخ أبي علي أنه وافق رأيهم رأي الإمام الأعظم، فتبعوه، ونسبوا إليه؛ لأنهم مقلدون فما ظنك بالأربعة فإنهم لم يخرجوا في أغلب المسائل.
توفي ابن المنذر بعد سنة "316" ست عشرة وثلاثمائة.
1 أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري: أبو بكر، النيسابوري الكسائي، مات 309 أو 310:
نسيم الرياض "3/ 450"، العبر "3/ 30".
351-
أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد 1: حافظ بغداد. من أئمة هذا الشأن، لحق أصحاب مالك، وحماد بن زيد، وصنف، وجمع. توفي سنة "318" ثمان عشرة وثلاثمائة، وله تسعون سنة.
352-
أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي 2:
الوراق الرازي ممن يشار إليهم في الحديث والتاريخ. وله التصانيف المفيدة التي اعتمدها كل من بعده، أخذ عنه الطبراني وابن حبان وغيرهما.
توفي سنة "320" عشرين وثلاثمائة بالعرج.
والدولاب بضم الدال وفتحها: نسبة إلى قرية بالري، والعرج بفتح العين: عقبة بين مكة والمدينة.
353-
أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الإسترابادي: أحد أئمة المسلمين فقها وحديثا، له رحلة واسعة، وصار يرحل إليه في الفقه والحديث، وهو غير أبي نعيم الأصبهاني
1 أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد حافظ بغداد: أبو محمد، مولى أبي جعفر المنصور، الأشمي، البغدادي، ولد سنة 228، توفي سنة 318:
فهرست النديم "288"، جامع المسانيد "2/ 585"، العبر "2/ 173"، سير النبلاء "14/ 501"، الحاشية، طبقات الحفاظ "325"، السابق واللاحق "373"، التمهيد "3/ 230"، تاريخ بغداد "14/ 231".
2 أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الرازي: أبو بشر، الدولابي، الحافظ والرازي، الوراق، الناسخ، من أهل الرأي والأنصاري بمصر، ولد سنة 224، مات سنة 310 أو سنة 320:
الميزان "3/ 459"، لسان الميزان "5/ 41"، المغني "5/ 525"، التاج المكلل "124"، معجم المؤلفين "8/ 255"، والحاشية، وفيات الأعيان "4/ 352، 642"، المعين "1230"، ميزان الاعتدال "3/ 17"، تذكرة الحفاظ "2/ 32"، سؤالات حمزة "83"، العبر "2/ 145"، سير النبلاء "14/ 903"، والحاشية، الأعلام "5/ 308"، والحاشية، نسيم الرياض "3/ 43"، طبقات علماء إفريقية وتونس ص97، دائرة معارف الأعلمي "26/ 147"، ديوان الضعفاء "3566"، الأنساب "5/ 413"، والوافي بالوفيات "2/ 36".
الآتي في تراجم الشافعية.
توفي سنة "323" ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
354-
أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين 1: وبه شهر البغدادي، صاحب التواليف العظيمة، قال السيوطي: منتهى التصانيف في الكثرة ابن شاهين، صنف ثلاثمائة وثلاثين مصنفا، منها التفسير في ألف جزء، والمسند خمسة عشر مائة، والتاريخ مائة وخمسون.
توفي سنة "335" خمس وثلاثين وثلاثمائة.
355-
أبو بكر بن أحمد بن إسحاق الصبغي 2: النيسابوري عديم النظير في الفقه، بصير بالحديث، كبير الشأن.
توفي سنة "342" اثنين وأربعين وثلاثمائة.
356-
أبو حاتم محمد بن حبان البستي 3: التميمي السمرقندي الإمام الحافظ الجليل، صاحب التصانيف الشهيرة في الحديث
1 أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الإسترابادي: الحوال والفقيه، ولد سنة 242، ومات سنة 323، أو 320:
الأنساب "1/ 199"، الأعلام "4/ 162"، سير النبلاء "14/ 541"، البداية والنهاية "11/ 183"، تاريخ بغداد "10/ 428"، تذكرة "3/ 816"، شذرات "2/ 299"، مرآة الجنان "2/ 287"، طبقات الشافعية "3/ 335"، العبر "2/ 198"، النجوم "3/ 251".
2 أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين: البغدادي الواعظ، ولد سنة 297:
تاريخ بغداد "11/ 265، 268"، المنتظم "7/ 182، 183"، تذكرة الحفاظ "3/ 987، 990"، العبر "3/ 29، 30"، دول الإسلام "1/ 234"، مرآة الجنان "2/ 426"، البداية والنهاية "11/ 316، 317"، نهاية النهاية "1/ 588"، لسان الميزان "4/ 283، 285"، النجوم "4/ 172".
3 أبو حاتم محمد بن حبان البستي التميمي السمرقندي: أبو حاتم، التميمي، الحنظلي البستي، الدارمي الحباني ولي قضاء سمرقند. مات سنة 353 أو 354:
الميزان "3/ 506"، الأنساب "2/ 225"، "4/ 39ط، لسان الميزان "5/ 112"، المعين "1268"، المغني رقم "5378"، الأكمال "2/ 316"، "1/ 432"، التقييد "1/ 51"، در السحابة ص61، حاشية التجبير "1/ 147ط، المشتبه ص"112".
والجرح والتعديل، رحل من الشام إلى الإسكندرية، فكتب عن ألفي شيخ، بل أكثر، فصارت إليه الرحلة من أقطار الأرض.
كان ثقة نبيلا، وربما غلط الغلط الفاحش. ولي قضاء سمرقند، وكان من فقهاء الدين، وحفاظ الأثر، عالما بالنجوم والطب واللغة ومن عقلاء الناس، صنف الصحيح والضعفاء، والثقات، وفقه الناس بسمرقند.
توفي سنة "354" أربع وخمسين وثلاثمائة.
357-
أبو بكر محمد بن الحسين الآجري 1: المحدث الأثري ذو التصانيف الحسان، ككتاب الشريعة في السنة، وجاور مدة بمكة.
توفي سنة "360" ستين وثلاثمائة.
358-
أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني 2:
الإمام الشهير الحافظ، رحل في طلب الحديث من الشام إلى العراق والحجاز واليمن ومصر وبلاد الجزيرة الفراتية، وأقام في الرحلة ثلاثا وثلاثين سنة، وسمع الكثير من الحديث وعدد شيوخه ألف شيخ.
وله المصنفات الممتعة النافعة الغريبة منها المعاجم الثلاثة الكبير، والأوسط، والصغير، وهي أشهر كتبه، روى عنه الحافظ أبو نعيم وخلق كثير
1 أبو بكر بن الحسن الآجري الأثري: ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ 936"، وسير أعلام النبلاء "10/ 178"، وتاريخ بغداد "2/ 243"، ووفيات الأعيان "4/ 292"، والبداية "11/ 270"، طبقات الحنابلة "332"، طبقات الشافعية "2/ 150"، الشذرات "3/ 35".
2 أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني: أبو القاسم الأصبهاني الطبراني الشامي الشيباني اللخمي، ولد سنة "260" ومات سنة "360":
دايون الضعفاء "1725"، المغني "2557"، الميزان "2/ 195"، الأنساب "9/ 35"، نسيم الرياض "1/ 440"، لسان الميزان "3/ 73"، سير النبلاء "16/ 119"، معجم المؤلفين "4/ 253".
مولده بطبرية الشام سنة ستين ومائتين، وسكن أصبهان إلى أن توفي بها سنة "360" ستين وثلاثمائة.
قال في "المنح البادية": كان ثقة صدوقا واسع الحفظ، بصيرا بالعلل، إليه المنتهى في كثرة الحديث.
تكلم ابن مردويه في أخيه، فأوهم أنه فيه، وليس فيه، بل هو ثبت، صنف المسند الكبير، ولم يذكر فيه مسند أبي هريرة، فإنه أفرده بمصنف، ويشتمل المعجم الكبير على ستين ألف حديث تجزئة اثني عشر مجلدا، وفيه قال ابن دحية: هو أكبر مسانيد الدنيا. ا. هـ. بخ.
وقال الذهبي في كتاب "العلو": إنه محدث الدنيا، وانتهى إليه علو الإسناد في الدنيا، عاش مائة سنة وأياما، وصنف كتبا كثيرة تدل على حفظه وبراعته وسعة روايته. ا. هـ. منه.
359-
أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان:
بفتح المهملة وتشديد المثناة تحت يلقب بأبي الشيخ1، له تواليف كثيرة، توفي سنة "367" سبع وستين وثلاثمائة عن ثلاث وسبعين سنة، كذا في "المنح البادية" وفي كتاب "العلو": إنه توفي سنة تسع وتسعين وهو في عشر المائة، وقال فيه: إنه محدث أصبهان، وكان إماما في الحديث، رفيع الإسناد، له كتاب السنة، وفضائل الأعمال، والسنة الكبير، وغير ذلك ككتاب "العظمة".
1 أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان "ملقب بأبي الشيخ": الأصبهاني الحياني، ولد سنة "274"، مات سنة "369":
معجم المؤلفين "6/ 114"، والحاشية الأنساب "4/ 322، 323"، سير النبلاء "16/ 276"، العبر "2/ 351/ 352"، السابق واللاحق "77"، أصبهان "2/ 90"، التنكيل "129/ 308"، والوافي بالوفيات "17/ 485"، تذكرة الحفاظ "3/ 945، 947"، الأعلام "4/ 120"، الأكمال "5/ 95".
360-
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي 1:
إمام أهل جرجان، قال الذهبي: كان من مشايخ الإسلام رأسا في الحديث والفقه، قال أبو إسحاق في "طبقات الشافعية": جمع بين الفقه والحديث، ورئاسة الدين والدنيا، وله تصانيف كثيرة، منها "المستخرج على الصحيح" و"المعجم"، وله مسند كبير في نحو مائة مجلد، قال الشيرازي: وهو يدل على غزارة علمه، فإنه على شرط البخاري، وله تصانيف على البخاري ومسلم.
توفي سنة "371" إحدى وسبعين وثلاثمائة عن أربع وستين سنة.
361-
الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده 2: العبدي الأصفهاني محدث الشرق له كتاب "معرفة الصحابة" وغيره من التصانيف الجيدة.
توفي سنة "395" خمس وتسعين وثلاثمائة عن بضع وثمانين سنة.
فهؤلاء بعض من حضرتني تراجمهم من المجتهدين وهم قل من جل، والإتيان على جميعهم أو جلهم يحتاج لأسفار، كما أننا لم يمكننا أن نوفيهم حقهم في التحلية والأوصاف، بل أسماؤهم كافية عن ذلك لشهرتهم، فهم
1 أبو بكر محمد بن إبراهيم بن إسماعيل: ترجمته في سير أعلام النبلاء "10/ 219"، والبداية "11/ 298"، وتذكرة الحفاظ "3/ 947"، وطبقات الشافعية "2/ 71"، والشذرات "3/ 75".
2 أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصفهاني: أبو عبد الله العبدي الأصبهاني الجوال، ولد سنة "311 أو 316" ومات سنة "395":
حاشية التحبير "1/ 86"، لسان الميزان "5/ 70"، سير النبلاء "17/ 28"، أصبهان "2/ 306"، الوافي بالوفيات "2/ 190"، الأعلام "6/ 29"، معجم المؤلفين "9/ 42، 43"، العبر "3/ 59"، وفيات الأعيان "6/ 168"، الأعلمي "26/ 169"، الميزان "3/ 479".
نخبة الأمة وقادتها.
وقد يقول قائل: إن بعضهم لم يشتهر كل الاشتهار بالفقه والفتوى، ومنهم من نسب إلى تقليد الشافعي أو غيره، لكن لما كانت لهم خدمة جليلة في الفقه بسبب خدمة الحديث الذي هو مادته أو التفسير كذلك، لذلك تعين إيرادهم، ونسبتهم للتقليد غير مضرة إما لعدم ثبوتها، أو لكونهم بلغوا ربتة الاجتهاد، فتقليدهم في بعض المسائل بمعنى موافقه الاجتهاد لا يعد تقليدا، والمقلدون الذين نسبوهم للتقليد يكثرون بهم سوادهم والله أعلم.