المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تراجم الفقهاء في هذه العصور: - الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي - جـ ٢

[الحجوي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌القسم الثالث: في الطور الثالث للفقه وهو طور الكهولة

- ‌مدخل

- ‌مجمل التاريخ السياسي

- ‌حدوث مادة الكاغد وتأثيره على الفقه:

- ‌الأئمة المجتهدون أصحاب المذاهب المدونة في هذا العصر:

- ‌استطراد بعض المكثرين من التأليف:

- ‌الاختلاف في مظنة الاتفاق:

- ‌حدوث علم التصوف ومجمل تاريخه وأطواره:

- ‌بعض تراجم الصوفية

- ‌مدخل

- ‌الزيدية في اليمن:

- ‌بعض تراجم الزيدية:

- ‌فقه الشافعية

- ‌تراجم المجتهدين في القرن الثالث والرابع

- ‌مدخل

- ‌تراجم الحنفية في القرن الثالث والرابع:

- ‌أشهر أصحاب مالك في المائة الثالثة والرابعة:

- ‌بعض أصحاب الشافعي الذين نشروا مذهبه في القرنين الثالث والرابع:

- ‌أشهر أصحاب الإمام أحمد بن حنبل في القرن الثالث والرابع:

- ‌صنعة التوثيق المسمى قديما عقد الشروط في هذا العصر

- ‌استنتاج من حالة الفقهاء في المدة السالفة:

- ‌علم الخلافيات:

- ‌القسم الرابع: في الطور الرابع للفقه وهو طور الشيخوخة والهرم المقرب من العدم

- ‌مدخل

- ‌مجمل التاريخ السياسي لهذه القرون:

- ‌إحياء الاجتهاد على عهد الدولة الموحدية بالمغرب والأندلس في القرن السادس:

- ‌تراجم الفقهاء في هذه العصور:

- ‌إصلاح القرويين:

- ‌أشهر أصحاب الإمام مالك بعد القرن الرابع إلى الآن:

- ‌أشهر مشاهير الشافعية بعد المائة الرابعة إلى الآن:

- ‌مشاهير الحنابلة بعد القرن الرابع:

- ‌تجديد الفقه:

- ‌ما صار إليه الفقه من القرن الرابع إلى وقتنا إجمالا:

- ‌مناظرة فقيهين في القرن الخامس:

- ‌غوائل الاختصار وتاريخ ابتدائه:

- ‌عدم تنقيح كتب الفقه:

- ‌فقه العمليات وتاريخ نشأته وانتشاره:

- ‌تحرير لمسألة العمل الفاسي:

- ‌التقليد وأحكامه:

- ‌تقليد الإمام الميت:

- ‌التزام مذهب معين وتتبع الرخص:

- ‌المذاهب الأربعة ليست متباعدة:

- ‌هل يجوز الخروج عن المذاهب:

- ‌حكم التصوير ونصب التماثيل بالمدن لعظماء القوم:

- ‌خصال المفتي:

- ‌ما صارت إليه الفتوى في القرون الوسطى:

- ‌حال الإفتاء في زماننا:

- ‌الكتب التي يفتى منها بالمغرب:

- ‌الاجتهاد

- ‌مدخل

- ‌المجتهد، شروطه، أقسامه:

- ‌مواد الاجتهاد، تيسر الاجتهاد، الطباعة، كتبه:

- ‌بحث مهم:

- ‌هل كل مجتهد مصيب:

- ‌اقتداء المذهب بعضهم ببعض

- ‌نقض حكم المجتهد:

- ‌هل انقطع الاجتهاد أم لا، إمكانه، وجوده:

- ‌من أدرك رتبة الاجتهاد:

- ‌ذيل وتعقيبات للمؤلف

- ‌مدخل

- ‌البحث الأول:

- ‌البحث الثاني:

- ‌البحث الثالث:

- ‌البحث الرابع:

- ‌البحث الخامس:

- ‌البحث السادس:

- ‌البحث السابع:

- ‌البحث الثامن:

- ‌البحث التاسع:

- ‌البحث العاشر:

- ‌البحث الحادي عشر:

- ‌البحث الثاني عشر:

- ‌البحث الثالث عشر:

- ‌البحث الرابع عشر:

- ‌البحث الخامس عشر:

- ‌البحث السادس عشر:

- ‌البحث السابع عشر:

- ‌البحث الثامن عشر:

- ‌البحث التاسع عشر:

- ‌البحث العشرون لبعض الأصحاب الرباطيين:

- ‌البحث الحادي والعشرون له أيضا ونصه:

- ‌البحث الثاني: والعشرون له أيضا ونصه

- ‌البحث الثالث والعشرو: له أيضا

- ‌البحث الرابع والعشرون: من بعض الأصحاب الفاسيين

- ‌البحث الخامس والعشرون:

- ‌البحث السادس والعشرون:

- ‌الفهارس:

- ‌فهرس أبواب القسم الثالث من الفكر السامي:

- ‌فهرس أبواب القسم الرابع من كتاب الفكر السامي:

الفصل: ‌تراجم الفقهاء في هذه العصور:

‌تراجم الفقهاء في هذه العصور:

غير خفي أن عصر شيخوخة الفقه من أول المائة الخامسة إلى الآن عصر طويل كان فيه علماء جلة كثيرون لا يأتي العد على جمهورهم، ولا على القليل منهم، وإنما نأتي بمن استحضرناه على سبيل التمثيل:

فمن الحنفية:

498-

أبو الحسن أحمد بن محمد القدوري 1:

صاحب مختصر الحنفية المشهور الذي هو كمختصر ابن الحاجب عند المالكية وهو الذي شرح مختصر الكرخي، وصنف كتاب "التجريد" في الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي مجردا عن الأدلة، وكتاب التقريب الكبير، والصغير، وهو ممن كان يناظر أبا حامد الإسفراييني رأس الشافعية في وقته. توفي سنة 438 ثمان وعشرين وأربعمائة ببغداد.

499-

أبو زيد عبد الله بن عمر الدبوسي 2 السمرقندي:

هو أول من تكلم في الخلاف من الحنفية، له نظم في الفتاوى، وكان يضر به المثل في النظر، واستخراج الحجج، وله مناظرات ببخارى وسمرقند.

1 أبو الحسن أحمد بن محمد القدوري: سير النبلاء "11/ 128"، وتاريخ بغداد "4/ 377"، ووفيات الأعيان "1/ 78، 79"، وشذرات الذهب "3/ 223"، والجواهر المضية "1/ 93/ 94"، الفوائد البهية ص"30، 31".

2 أبو زيد عبد الله بن عمر الدبوسي السمرقندي: سير النبلاء "11/ 115"، وفيات الأعيان "3/ 48"، والفوائد البهية ص"109"، والجواهر المضية "1/ 339".

ص: 206

توفي سنة 430 ثلاثين وأربعمائة ناظر بعض الفقهاء، فكان كلما ألزمه حجة، ضحك، فأنشد أبو زيد:

ما لي إذا ألزمته حجة

قابلني بالضحك والقهقه

إن كان ضحك المرء من فقهه

فالدب في الصحراء ما أفقهه

500-

أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري 1: شيخ الحنفية في زمنه، ومن كبرائهم أيضا. توفي سنة 436 ست وثلاثين وأربعمائة.

501-

شمس الأئمة عبد العزيز بن أحمد الحلواني 2 البخاري: مصنف كتاب "المبسوط" إمام أهل بخارى. توفي سنة 448 ثمان وأربعين وأربعمائة، عده ابن كمال باشا من مجتهدي المسائل.

502-

علي بن محمد البزدوي 3:

فقيه ما وراء النهر، وإمام الدنيا فروعا وأصولا، له كتاب "المبسوط" أحد عشرا مجلدا وهو صاحب كتاب أصول البزدوي المشهور، وتقدمت لنا إشارة إليه، وله كتب غيره. توفي سنة 482 اثنين وثمانين وأربعمائة.

503-

أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني 4: انتهت إليه رياسة الحنفية ببغداد، وولي قضاءها، ولد بالدامغان سنة 400، وتوفي سنة 478 ثمان وسبعين وأربعمائة.

1 أبو عبد الله بن الحسين بن علي الصيمري: الفوائد البهية ص"67"، الجواهر المضية "1/ 214".

2 عبد العزيز بن أحمد الحلواني البخاري: أبو أحمد، البخاري الحلواني:

المشتبه ص"244"، الإكمال "3/ 111".

3 علي بن محمد البزوي: الأنساب "2/ 188"، معجم البلدان "1/ 409"، اللباب "1/ 146"، الجواهر المضيئة "2/ 594"، مفتاح السعادة "2/ 184"، كشف الظنون "1/ 112"، الفوائد البهية "124، 125".

4 أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني: الفوائد البهية ص"182".

ص: 207

504-

شمس الأئمة بكر بن محمد الزرنجري 1: إمام محقق أخذ عن الشمس الحلواني، توفي سنة 512 اثني عشرة وخمسمائة.

505-

أبو محمد عمرو بن عبد العزيز 2 بن عمر بن مازه المعروف بالصدر الشهيد:

إمام الفروع والأصول من كبار الأئمة، له شرح الجامع، والفتاوى كبرى وصغرى، توفي شهيدا بسمرقند سنة ست وثلاثين وخمسمائة 536 عن ثلاث وخمسين.

506-

أبو حفص عمر بن محمد النسفي 3:

مفتي الثقلين أحد الأئمة المشهورين، له نحو مائة مصنف في المصنف والحديث والتاريخ، نظم الجامع الصغير، وهو أول كتاب نظم في الفقه، وله تاريخ سمرقند في عشرين مجلدا، والتيسير في التفسير، توفي سنة 537 سبع وثلاثين وخمسمائة.

507-

أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري 4 جار الله:

إمام عصره بلا مدافعة فقيها لغويا أديبا مناظرا من أكابر الحنفية والمعتزلة،

1 بكر بن محمد الزرنجري: الزرنجري: المشتبه "379".

2 أبو محمد عمرو بن عبد العزيز بن عمر بن مازه: الصدر:

الفوائد البهية ص"149"، والجواهر المضية "1/ 56".

3 أبو حفص عمر بن محمد النسفي: أبو حفص، أبو الحسن، النسفي الحنفي السمرقندي، مات سنة "537":

التحبير "1/ 527"، لسان الميزان "4/ 327"، معجم المؤلفين "7/ 305، 306"، تبصير المنتبه "3/ 1217"، دائرة الأعلمي "23/ 44"، سير النبلاء "2/ 126".

4 أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري: بفتح الزاي وسكون الحاء وفتح الشين المعجمة قرية=

ص: 208

وقد اندثرت آثار المعتزلة إلا تفسيره الكشاف لم يقدروا على إعدامه لشدة الحاجة إليه. وله تصانيف غيرها كلها غرر. توفي سنة 538 ثمان وثلاثين وخمسمائة.

508-

شمس الأئمة محمد بن أحمد السرخسي 1:

تلميذ شمس الأئمة الحلواني، عدوه من المجتهدين في المسائل بالمذهب الحنفي، أملى كتاب المبسوط نحو خمسة عشر مجلدا وهو مسجون في الجب بأوزجند، وأصحابه يكتبون في أعلى الجب من غير مطالعة كتاب، وسبب سجنه كلمة نصح بها الخاقان. ومبسوطة هذا شرح للكافي، وهو مطبوع في مصر، وأملى به أيضا شرح السير الكبير إلى باب الشروط فأفرج عنه، توفي أواخر القرن الخامس، وله تآلف أخرى.

509-

طاهر بن أحمد بن عبد الرشيد البخاري 2:

شيخ الحنفية بما وراء النهر، ومن أعلامهم مجتهديهم، مؤلف "خلاصة الفتاوى" وهو كتاب معتمد عند الحنفية، لخصه من كتابيه الواقعات وخزانة الواقعات. توفي سنة 542 اثنين وأربعين وخمسمائة ذكره ابن كمال باشا من طبقة المجتهدين في المسائل التي لا رواية فيها عن صاحب المذهب، ولا يقدرون على مخالفته في الفروع والأصول ذكره في تعليق "الفوائد البهية".

510-

أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار 3: توفي ببخارى سنة 574 أربع وسبعين وخمسمائة.

1 محمد بن أحمد السرخسي: الفوائد البهية ص"158".

2 طاهر بن أحمد بن عبد الرشيد البخاري: الفوائد البهية ص"84".

3 أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار: الفوائد البهية ص"7".

ص: 209

511-

أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني 1:

-بالمهملة والمعجمة- الملقب بملك العلماء، مؤلف كتاب "البدائع" وهو شرح كتاب "تحفة الفقهاء" لشيخه علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي، توفي سنة 587 سبع وثمانين وخمسمائة.

512-

فخر الدين حسن بن منصور الأوزجندي 2 الفرغاني:

المشهور بقاضي خان إمام كبير من أئمة الحنفية، له الفتاوى المشهورة، والواقعات، والأمالي، والمحاضر، وشرح الزيادات وغيرها. معدود عندهم من مجتهدي المذهب الذين لهم الترجيح في الأقوال، وعده ابن كمال باشا من طبقة الاجتهاد في المسائل، قال قاسم بن قطلوبغا: من يصححه قاضي خان مقدم على تصحيح غيره؛ لأنه فقيه النفس. توفي سنة 592 اثنين وتسعين وخمسمائة.

513-

علي بن أبي عبد الجليل المرغيناني 3 برهان الدين: مؤلف كتاب "الهداية" و"المنتقى" وغيرهما. توفي سنة 593 ثلاث وتسعين وخمسمائة والهداية كتاب من أجل كتب الحنفية وفيه قيل:

إن الهداية كالقرآن قد نسخت

ما صنفوا قبلها في الشرع من كتب

514-

أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد العراقي 4 القزويني ركن الدين الطوسي: إمام فاضل محجاج

1 أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني: الجواهر المضية "2/ 244"، وأعلام النبلاء "4/ 305".

2 فخر الدين حسن بن منصور الأوزجندي الفرغاني: الفوائد البهية ص"64، 65".

3 علي بن أبي عبد الجليل المرغياني: برهان الدين، الفوائد البهية ص"141"، وسير النبلاء "13/ 53"، والجواهر المضية "1/ 383".

4 أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد العراقي القزويني: مرآة الجنان "3/ 498".

ص: 210

ماهر في علم الخلاف له ثلاث تعاليق في الخلاق، وحلوا إليه إلى همذان وانتشر في الآفاق توفي سنة 600 ستمائة.

515-

أبو حامد بن محمد العميدي 1 السمرقندي ركن الدين:

كان إماما في الخلاف خصوصا الجست2، وهو أول من أفرده بالتصنيف ومن تقدمه كان يمزجه بخلاف المتقدمين، وهو أحد الأركان الأربعة الذين أخذوا عن رضي الدين النيسابوري، كل منهم ركن الدين، وله "الإرشاد" الذي اعتنى به من بعده، وكتاب "النفائس" وغيرها، وانتفع به خلق كثير. توفي ببخارى سنة 615 خمس عشرة وستمائة والعميدي بفتح العين وبالدال المهملة.

516-

عبيد الله بن إبراهيم المحبوبي العبادي 3:

-بضم العين- نسبة إلى جده الأعلى عبادة بن الصامت رضي الله عنه شيخ الحنفية بما رواء النهر وأحد من انتهى إليهم معرفة المذهب، عديم النظير في زمنه، له تصانيف ككتاب "الفروق" وشرح الجامع الكبير، وغيرهما يعرف بأبي حنيفة الثاني. توفي ببلده بخارى سنة ثلاثين وستمائة 630.

517-

أبو المجاهد جمال الدين محمود بن أحمد البخاري التاجري 4 المعروف بالحصيري: لم يكن في عصره من

1 أبو حامد محمد بن محمد العميدي السمرقندي "ركن الدين": سير النبلاء "13/ 35"، وابن خلكان "4/ 257"، وشذرات الذهب "5/ 64"، والجواهر المضية "2/ 128"، والفوائد البهية ص"200".

2 لفظة فارسية معناها: البحث، وقد أصبحت تطلق على نوع من فروع الخلاف.

3 عبيد الله بن إبراهيم المحبوبي العبادي "نسبة إلى عبادة بن الصامت": العبر "5/ 120"، شذرات الذهب "5/ 137"، وتاريخ الإسلام "أيا صوفيا/ 3012".

4 أبو المجاهد جمال الدين محمود بن أحمد البخاري التاجري "الحصيري": أبو المجاهد، البخاري التاجر، محمود بن أحمد بن عبد الله السيد بن عنان بن نصر:=

ص: 211

يقاربه من الحنفية ببلده توفي سنة 636 ست وثلاثين وستمائة بدمشق.

518-

الحسن بن محمد بن حيدر الصغاني 1

كان فقيها محدثا لغويا، ذا مشاركة تامة في جميع العلوم، له كتاب "مشارق الأنوار" في الحديث، و"العباب" في اللغة وغيرها، توفي سنة 650 خمسين وستمائة ببغداد، ونقل لمكة والصغاني أو الصاغاني بتخفيف الغين: اسم قرية بمرو.

519-

يوسف بن فرغلي البغدادي 2 سبط الحافظ ابن الجوزي

كان على مذهب جده حنبليا، ثم رحل إلى الموصل ودمشق وتفقه على الحصيري فصار حنفيا، له "مرآة الزمان" تاريخ في أربعين مجلدا، وتفسير في تسعة وعشرين مجلدا وشرح الجامع الكبير وغيره، توفي سنة أربع وخمسين وستمائة 654.

520-

الإمام عبد الله بن أحمد بن محمود أبو البركات حافظ الدين النسفي 3:

عديم النظير في زمنه، رأس في الفقه والأصول، بارع في الحديث، له

1 الحسن بن محمد بن حيدر الصغاني: سير النبلاء "13/ 292"، ومعجم الأدباء "9/ 189"، وشذرات الذهب "5/ 250"، والجواهر المضية "1/ 201"، والبدر الطالع "1/ 210".

2 يوسف بن فرغلي البغدادي سبط الحافظ ابن الجوزي: الفوائد البهية ص"230".

3 عبد الله بن أحمد محمود أبو البركات حافظ الدين النسفي: الجواهر المضية "1/ 270"، والدرر الكامنة "2/ 247"، والفوائد البهية ص"101".

ص: 212

تصانيف معتبرة كمتن الوافي، وشرحه الكافي في الفروع، و"المنار" في الأصول وشرحه، و"المصفى" وشرح المنظومة النسفية، و"المدارك" في التفسير وغيرها. توفي بعد عشر وسبعمائة، عده ابن كمال باشا من المقلدين القادرين على تمييز القوي من الضعيف، وعده غيره من مجتهدي المذهب، وقال: إنه ختامهم، انظر تعليق الفوائد.

521-

عبيد الله بن مسعود بن محمود المحبوبي العبادي 1:

نسبة إلى عبادة بن الصامت صدر الشريعة الإمام المتفق عليه، صاحب شرح الوقاية وغيرها، بارع في الأصول والفروع والخلاف والحديث والتفسير وغيرها. مات سنة 747 سبع وأربعين وسبعمائة، ودفن بمرقد أجداده ببخارى.

522-

علي بن عثمان المارديني علاء الدين الشهير بابن التركماني 2: إمام في الفنون النقلية والعقلية، ذو التصانيف الكثيرة في الفقه والأصول والحديث والتاريخ وغيرها توفي بمصر سنة 750 خمسين وسبعمائة.

523 -

السيد الشريف الجرجاني 3 علي بن محمد:

عالم بلاد المشرق قرن سعد الدين التفتازاني في مجلس تيمور لنك، والمحشي على شروحه، ذو التصانيف المفيدة، كشرح المواقف، وشرح تجريد نصير الدين

1 عبيد الله بن مسعود بن محمود المحبوبي العبادي "نسبة إلى عبادة بن الصامت": الفوائد البهية ص"109".

2 علي بن عثمان المارديني علاء الدين الشهير بابن التركماني: المارديني التركماني، ولد سنة 683، مات سنة 750:

معجم المؤلفين "7/ 145، 246"، والحاشية.

3 السيد الشريف الجرجاني علي بن محمد "عالم بلاد المشرق": أبو الحسن، الجرجاني: سير النبلاء "17/ 421"، والحاشية.

ص: 213

الطوسي زادت مصنفاته على خمسين، توفي بشيراز سنة 816 ست عشرة وثمانمائة عن مائة واثنتي عشرة سنة من "بغية الوعاة".

524-

محمد بن حمزة شمس الدين الفناري 1:

إمام كبير نحرير، مجتهد عصره في المذهب، أحد رؤساء الدين الذين انفرد كل منهم على رأس القرن الثامن بكثرة التصنيف، أو فن من الفنون، والفناري انفرد بالاطلاع على كل العلوم، له "فصول البدائع في أصول الشرائع" وغيرها توفي سنة 834 أربع وثلاثين وثمانمائة.

525-

الشيخ الإمام بدر الدين محمود بن أحمد العيني المصري 2:

قاضي القضاة للحنفية بها، إمام علامة من العلوم العربية والفقه والحديث، له تآليف حسان، كشرح البخاري الكبير مطبوع، وشرح شواهد الرضي كبير وصغير، وكتب في السيرة والتاريخ والفقه وغيرها، عمر مدرسة قرب الأزهر، وحبس بها كتبه، ومآثره جمة، ولد بعين تاب سنة 762، وتوفي بمصر سنة 855 خمس وخمسين وثمانماية.

526-

كمال الدين محمد بن عبد الواحد السكندري السيواسي 3:

الشهير بابن الهمام، إمام نظار، فقيه محدث أصولي، حافظ مفسر متفنن،

1 محمد حمزة شمس الدين الفناري: بغية الوعاة ص"39"، والشقائق النعمانية "1/ 84"، والفوائد البهية ص"166"، ومفتاح السعادة "1/ 452".

2 بدر الدين محمد بن أحمد العيني المصري: أبو محمد أبو الثناء، العيني القاهرة، ولد سنة 762، مات سنة 855:

حاشية الأنساب "9/ 431"، والضوء اللامع، معجم المؤلفين "12/ 150، 151"، والحاشية.

3 كمال الدين محمد بن عبد الواحد السكندري السيواسي: ابن الهمام، السيواسي القاهري الحنفي، ولد سنة 790:

الضوء اللامع "8/ 127"، والبدر الطالع "2/ 201"، وشذرات الذهب "7/ 298"، وحسن المحاضرة "1/ 270"، الفوائد البهية ص"180".

ص: 214

له تصانيف معتبرة كفتح القدير والمسايرة والتحرير وغيرها، توفي سنة 861 إحدى وستين وثمانمائة.

527-

المولى خسرو محمد بن فراموز 1: رومي الأصل قاضي القسطنطينية بحر زاخر في المنقول والمعقول، له الغرر في الأحكام الفقهية، وشرحها الدرر، و"مرقاة الأصول" وغيرها توفي سنة 885 خمس وثمانين وثمانمائة.

528-

أبو العدل زين الدين قاسم بن قطلوبغا المصري 2:

إمام علامة قوي المشاركة في الفنون، واسع الباع في مذهبه، متقدم فيه، نظار مفحم لخصومه، تصانيفه كثيرة كشرحي المجمع، ومختصر المنار، وشرح المصابيح، والفتاوى وغيرها من تواليف مفيدة فقهية وحديثية. توفي سنة تسع وسبعين وثمانمائة.

529-

الإمام شمس الدين أحمد بن سيلمان بن كمال باشا 3:

شيخ الإسلام والمسلمين، ومفتي القسطنطينية، وسبب تولية الإفتاء كما

1 المولي خسرو محمد بن فراموز: قاضي القسطنطينية "رومي الأصل"، الفوائد البهية ص"184".

2 أبو العدل زين الدين قاسم بن قطلوبغا المصري: الضوء اللامع "6/ 184"، والبدر الطالع "2/ 45"، وشذرات الذهب "7/ 326"، والفوائد البهية ص"99".

3 شمس الدين أحمد بن سليمان بن كمال باشا: والفوائد البهية ص"21"، والشقائق النعمانية "1/ 420"، والكواكب السائرة "2/ 107".

ص: 215

في رحلة العياشي أن سلطان العثمانيين سليم الأول استفتى علماء وقته في السلطان الغوري الذي منعه من الميرة بمصر لما كان قاصدا غزو بلاد العجم، متعللا بالغلاء وهو في الحقيقة كان حليفا للعجم، فقال العلماء: لا وجه لغزوه وهو سلطان المسلمين، ولم يمنعك حقا هو لك، فقال ابن كمال باشا: بل تغزوه، وتفتح بلاده وذلك مأخوذ من القرآن، وبما أني أصغر القوم، فلا يمكنني أن أتقدمهم، فأمهلهم ثمانية أيام حتى يطالعوا.

فقالوا: ما لنا غير ما أجبنا به، فليتبين جوابك، فقال: لا أجيبك إلا بعد الأيام الثمانية ربما يفتح الله عليكم بشيء فبعد ثمانية أيام جمعهم، فقالوا: ما لنا غير الجواب الأول، فقام ابن كمال، وقال: إن القرآن يوجد فيه دخولك مصر فاتحا لها، فإن الله يقول:{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} 1، فقوله: ولقد عدده هو مائة وأربعون مساوية للفظ سليم، فتكون إشارة الكلام سليم، وقوله: من بعد الذكر عدد ذكر بدون لام التعريف هو 920 عشرون وتسعمائة والأرض في الآية الكريمة هي مصر عند كثير من المفسرين، والعباد الصالحون هم جنودك إذ لا أصلح منهم في أقطار الأرض لإقامتهم سنة الجهاد، وفتحهم أكثر البلاد النصرانية، وهم على مذهب أهل السنة والجماعة، وغيرهم من عساكر البلاد إما ممن فسدت عقائدهم كأهل العراق وأكثر اليمن والهند، وإما ممن ضعفت عزائمهم عن إقامة شعائر الإسلام كأهل المغرب، وإما ممن استولت عليهم الدنيا كأهل مصر، وبالغ في تقرير هذا المعنى.

وسر السلطان به، وسلم له العلماء الاستنباط ولطف الإشارة إلا أنهم قالوا: هذا لا يكفي في إباحة قتال من لم يخلع يدا من طاعة، ولا حارب أحدا من المسلمين وإن كانت الإشارة القرآنية تدل على أن هذا سيكون، فلا بد من إظهار وجه تعتمده الفتوى الفقهية.

فقال ابن كمال: أيها الأمير، قل للغوري: إني عزمت على أداء فريضة الحج، وليس لنا طريق ولا تزود إلا من بلدكم، فنريد أن نمر بها، ونتزود فإنه لا

1 سورة الأنبياء: 105.

ص: 216

محالة مانعك وصادك، وصده محاربة تبيح قتاله، فاستحسن العلماء جوابه لجواز الحيل في مذهبهم الحنفي، فكتب سليم للغوري يطلب المرور والتزود فمنعه، وقال: لا سبيل إلا أن يمر على ظهور الموتى، فوقعت الحرب واستولى سليم على مصر سنة 923، وتم له النصر، وقتل كثيرا من العلماء والصلحاء حتى المجاذيب، وكان أمر الله قدرا مقدورا، واستولى على الخليفة المتوكل العباسي، فسلم إليه حقوقه في الخلافة، ومفتاح البيت الحرام، والآثار النبوية، فانتقلت الخلافة لدار السعادة، وبيت العثمانين الأتراك انتقالا شرعيا والملك لله يؤتيه من يشاء.

فقال لابن كمال: اطلب ما شئت من الولايات، فطلب الإفتاء بدار السعادة فوليها، وكان من نخبة العلماء وسادتهم له تآليف محررة شهيرة من أشهرها متن الإصلاح وشرح الإيضاح في الفقه، ومتن في الأصول، وقلما يوجد فن إلا وله فيه مصنف أو مصنفات تنيف مصنفاته على ثلاثمائة، ومنه التفسير الشهير. له في استنباطات ودقائق دالة على كمال فكره وأنه كمال ابن كمال، وقد بلغ فيه إلى سورة الصافات توفي سنة 940 أربعين وتسعمائة. انظر "رحلة العياشي" إلا أن قوله: انتقالا شرعيا غير خفي أن السيف والغلبة تضعف ذلك.

530-

أبو السعود محمد بن محيي الدين محمد العمادي 1:

عالم نحرير ليس له في العجم ولا العرب نظير، انتهت إليه رياسة الحنفية في زمنه، وكان يجتهد في بعض المسائل ويخرج ويرجح بعض الدلائل، وله في الأصول والفروع قوة كاملة قاضي القسطنطينية وغيرها، ثم ولي الإفتاء بها أكثر من ثلاثين سنة، له التفسير المسمى "إرشاد العقل السليم" مات سنة 982 اثنين

1 أبو السعود محمد بن محيي الدين محمد العمادي: شذرات الذهب "8/ 398"، والبدر الطالع "1/ 261"، والفوائد البهية ص"81".

ص: 217

وثمانين وتسعمائة.

531-

محمد بن عبد الله بن أحمد الخطيب التمرتاشي 1 الغزي الحنفي:

رأسهم في وقته، لم يبق في آخر أيامه من يساويه رحل لمصر، وأخذ عن أعلامها، وله تآليف مهمة متقنة كتنوير الأبصار تصنيف في الفقه عظيم القدر مشهور وشرحه ومنظومته وشرحها، ومعين المفتي، وفتاوى، وكتب أخرى كثيرة توفي سنة 1004 أربع وألف.

532-

الملا علي بن محمد بن سلطان الهروي القاري 2 المكي:

علامة الزمان، وعالم بلد الله الحرام، له مصنفات كثيرة كشرح المشكاة الذي هو من مواد الفقه على أحاديث الأحكام، وشرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة، وشرح شفاء عياض، وشرح الشمائل، وشرح الشاطبية، وغيرها، وله تآليف لا تحصى كثرة وتآليفه في الفقه والحديث جيدة غاية. توفي بمكة سنة ألف وأربع عشرة 1014 ولما بلغ خبر موته علماء وقته بمصر، صلوا عليه صلاة الغائب في مجمع حافل جمع أربعة آلاف نسمة. ويعد مجددا على رأس الألف رحمه الله.

533-

عبد الحليم بن محمد المعروف بأخي زادة 3: القسطنطيني المولد والمنشأ والوفاة أحد أفراد الدولة العثمانية وسراة علمائها متضلع من الفنون، ثاقب الذهن، درس في مدارس عالية بعد ما أخذ عن جلة

1 محمد بن عبد الله بن أحمد الخطيب التمرتاشي الغزي الحنفي: خلاصة الأثر "4/ 18".

2 المنلا علي بن محمد بن سلطان الهروي القاري المكي: خلاصة الأثر "3/ 185"، والبدر الطالع "1/ 445".

3 عبد الحليم بن محمد المعروف بأخي زادة القسطنطيني المولد والمنشأ: خلاصة الأثر "2/ 322".

ص: 218

علماء الروم. ولي قضاء تخت الإسلام وغيرها، وله تآليف كثيرة، منها شرح الهداية، وتعليقات على شرح المفتاح، وجامع الفصولين، والدرر والغرر، والأشباه والنظائر، ورسالة تفسيرية، وله من الآثار العلمية ما لا يجد ولا يحصى، وعلى الخصوص فيما يتعلق بالحجج والصكوك.

قال القاضي محب الدين الحنفي: اتفق أهل الروم قاطبة على أنه ما نشأ في إستانبول من أولاد العلماء وغيرهم على رأس الألف أفضل من رجلين شابين أحدهما عبد الحليم هذا والثاني أسعد بن المولى سعد الدين واختلفوا في أيهما أفضل، وبلغني أن عبد الحليم أفقه، وأسعد أعلم بالمعقولات. وبالجملة ففضل عبد الحليم مسلم عند أهل الروم، وليس فيهم من ينكره توفي سنة 1013 ثلاث عشرة وألف عن خمسين سنة من "خلاصة الأثر" ملخصا.

534-

صنع الله بن جعفر:

شيخ الإسلام1 ومفتي التخت العثماني الإمام الكبير الفقيه الحجة الخير، كان في وقته إليه النهاية في الفقه والاطلاع على مسائله وأصوله، وفتاويه مدونة مشهورة خصوصا في بلاد الروم يعتمدون عليها، ويراجعون مسائله في الوقائع، وكلهم متفقون على ديانته وتوثيقه واحترامه، وقد درس بالمدارس العلية حتى انتهى أمره إلى أن صار قاضي القسطنطينية في رجب سنة ألف، وتقلب في قضاء غيرها، وولي الإفتاء مرارا، وتوفي سنة إحدى وعشرين وألف 1021.

535-

عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الصالحي 2:

إمام كبير، وأستاذ شهير، فقيه وصوفي وشاعر أديب، له "المقصود في وجدة الوجود" وربع الإفادات في العبادات مؤلف جليل في مجلد ضخم في فقه

1 صنع الله بن جعفر شيخ الإسلام: مفتي التخت، خلاصة الأثر "2/ 256".

2 عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الصالحي: النابلسي، مات سنة 1143:

فهرس الفهارس "2/ 756"، سلك الدرر "3/ 30"، ونفحة الريحانة "2/ 137".

ص: 219

الحنفية، ومؤلفات كثيرة في فنون شتى، وديوان شعر أدبي وآخر صوفي حقائقي. توفي سنة 1143 ثلاث وأربعين ومائة وألف عن ثلاث وتسعين سنة.

536-

شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي 1:

قاضي عسكر، إمام العلوم لا سيما الأدبية من غير منازع، شهرته طبقت الأرض والطول والعرض، له شرح الشفاء، وحاشية البيضاوي، وحاشية على فرائض الحنفية وغيرها. توفي سنة 1069 تسع وستين وألف.

537-

يحيى بن زكريا بن بيرام:

شيخ الإسلام2 بدار الخلافة العظمى، وأوحد علماء الروم باتفاق الأعلام، واحد الزمان وثاني النعمان، درس بمدارس القسطنطينية إلى أن وصل إحدى الثمان منها وفي مدرسة والدة السلطان مراد الثالث بأسكندر، واستقضى في حلب ودمشق ومصر وبروسة وأدرنة ثم القسطنطينية، وقاضي العسكر بأناطولي ثم الروم إيلي، ثم الإفتاء السلطاني، وبنى مدرسته المعروفة قريبا من داره بمحلة جامع السلطان سليم، ولم يتفق لأحد قبله ما اتفق له من طول المدة والاحترام والجلالة، فهو أستاذ الأساتذة، وأعظم الصدور الجهابذة، وقد جمع شيخ الإسلام محمد البورسوي فتاويه التي وقعت في أيامه في كتاب سماه فتاوى يحيى مشهور متداول. وله شعر عربي جيد، وقد خمس البردة بتخميس بارع، انظر بعضه في "الخلاصة" توفي سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف عن أربع وخمسين سنة، وقد أرخوا موته بقولهم: في جنة عالية.

1 شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي قاضي عسكر: خلاصة الأصر "1/ 331"، وفهرس الفهارس "1/ 280".

2 يحيى بن زكريا بن بيرام شيخ: خلاصة الأثر "4/ 467".

ص: 220

538-

عبد القادر قاضي العسكر الشهير بقدري 1:

هو صاحب الفتاوى المشهورة بفتاوى قدري، ويطلق عليها لفظ المجموعة، وهي الآن عمدة الحكام في أحكامهم، والمفتين في فتاويهم، وهي مجموعة نفيسة أكثر مسائلها وقائع كانت تقع أيام المفتي يحيى بن زكريا، وكان قدري هذا في خدمته موزع الفتاوى، وموزع الفتوى عندهم يجمع للفتاوى التي كتبت أجوبتها، ويفرقها يوم الثلاثاء من كل أسبوع يقف في مكان من دار المفتي، وينادي بأسمائهم التي كتبت على ظهر قرطاس الفتوى، وأمين الفتوى هو الذي يراجع المسائل في محالها، وينزل عليها الوقائع، وكان قدري موصوفا بالتقوى، وفيه صلاح وإنابة، فهو من خيار الموالي العظام، ولي قضاء القسطنطينية وغيرها، وكان عالما فاضلا وقورا عليه مهابة العلم والصلاح، توفي سنة 1083.

539-

يحيى بن عمر المنقاري الرومي 2:

شيخ الإسلام، وعلامة العلماء الأعلام، أخذ فنون العلم بالروم عن شيخ الإسلام عبد الرحيم المفتي وغيره، وتمكن من التحقيق كل تمكن، ودرس بمدارس القسطنطينية، وولي المناصب العلية، منها قضاء مصر، وعقد بها درسا في تفسير البيضاوي، وحضره أكابر علمائها، وأذعنوا له، ومدحه شعرائها.

ثم تولى قضاء مكة، ودرس في المدرسة السليمانية، منها تفسير البيضاوي أيضا، وحضره أكثر العلماء، وطلب من الشمس البالي أن يحضر درسه هو وطلبته، فحضروا وأذعنوا لسعة ملكته وحسن تقريره.

وتولى قضاء القسطنطينية، وقضاء العسكر، ثم الفتوى سنة 1073، فكان تاريخها لفظ شيخ الإسلام، وسار أحسن سيرة، وكان دأبه المطالعة والمذاكرة، فلا يرى إلا مستعملا لها، وألف تآليف عديدة في فنون شتى كحاشيته على

1 عبد القادر العسكر الشهير بقدري: صاحب فتاوى قدري، خلاصة الأثر "2/ 473".

2 يحيى بن عمر المنقاري الرومي: خلاصة الأثر "4/ 477".

ص: 221

البيضاوي وغيرها، وانتهت إليه رياسة العلم في وقته، وتوفي سنة 1088 ثمان وثمانين وألف وأرخوه.

فرحمة ربنا أرخ

تؤم الحبر منقاري

540-

محمد الشهير بالأنكوري 1:

شيخ الإسلام في القسطنطينية، وفقيه الروم وعالمها، وفي القضاء في عددة مدن مهمة كان كبير الشأن صلبا في الحق، مطلعا على النقول والتصحيحات، منقحا لما تشعب من الأقوال والتخريجات، شرح تنوير الأبصار بشرح نفيس انتقد فيه على التمرتاشي انتقادات أكثرها مسلم، أبان فيه عن فضل باهر، توفي سنة 1098 ثمان وتسعين وألف.

541-

محمد بن عبد الرحمن بن تاج الدين التاجي 2: مفتي بعلبك الشام له الفتاوي التاجية، توفي شهيدا في بيته سنة 1114 أربع عشرة ومائة وألف.

542-

أبو الحسن محمد بن عبد الهادي:

السندي3 الأصل والمولد، المدني الدار، نوار الدين الإمام العالم المحقق شهير بالفضل والذكاء والصلاح، محقق في الحديث والفقه والأصول والعربية مع زهد وورع، له حواش على الكتب الستة إلا حاشية الترمذي لم تكمل، وواحدة على مسند أحمد، وأخرى على فتح القدير وصل إلى باب النكاح، وأخرى على الزهراوين للملا علي القاري، وأخرى على البيضاوي، وأخرى على الآيات البينات حاشية شرح جمع الجوامع للعبادي وغير ذلك. توفي سنة

1 محمد الشهير بالأنكوري: شيخ الإسلام في القسطنطينية، سلك الدر "4/ 52".

2 محمد بن عبد الرحمن بن تاج الدين التاجي: مفتي بعلبك، سلك الدرر "4/ 66".

3 أبو الحسن محمد بن عبد الهادي السندي المدني الدار: خلاصة الأثر "4/ 66"، وفهرس الفهارس "1/ 103".

ص: 222

1038 ثمان وثلاثين ومائة وألف.

543-

محمد بن محمد الطيب التلافلاتي 1:

المغربي مفتي الحنفية بالقدس الشريف علامة عصره، وفائق أقرانه، ونادرة زمانه، فقيه كبير، وأديب شاعر شهير قرأ بالمغرب، ثم بمصر، ورحل للحج وهو صغير، فأسر وناظر الرهبان بمالطة وغلبهم، فأطلقوه انظر مناظرته في "سلك الدرر" وله نحو ثمانين تصنيفا في فنون شتى، توفي سنة 1191 أحد وتسعين ومائة وألف.

544-

محمد مرتضى بن محمد بن عبد الرزاق 2:

الحسيني الهندي المولد الزبيدي: وبها طلب العلم، وبالنسبة إليها شهر، المصري الدار والوفاة طبق الآفاق علمه وحفظه وإتقانه، وعظم تواليفه، وسعة مروياته، وزهده وورعه وفضله، له شرح الإحياء والقاموس وغيرهما، وأنجب تلاميذ ملئوا الدنيا علما، وبمثله تجددت العلوم الدينية والعربية، وما أحقه أن يعد مجددا في عصره ومصره. توفي سنة 1205 خمس ومائتين وألف.

545-

أبو الثناء شهاب الدين محمد أفندي الألوسي 3:

الحسيني الأب الحسني الأم مفتي الحنفية ببغداد، كشاف الحقائق، وفضاض المشكلات، صاحب التفسير الكبير المسمى روح المعاني الذي أغنى عن

1 محمد بن محمد الطيب التلافلاتي المغرب: سلك الدرر "4/ 102"، وفهرس الفهارس "1/ 194".

2 محمد مرتضى بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الهندي المولد الزبيدي: فهرس الفهارس "1/ 398"، والجبرتي "2/ 196".

3 أبو الثناء شهاب الدين محمود أفندي الألوسي الحسيني: المسك الأذفر "1/ 5، 25"، وفهرس الفهارس "1/ 97"، وأعلام العراق ص"21"، والتاج المكلل ص"360".

ص: 223

كثير من التفاسير بجمعه وإتقانه، شرق وغرب ذكره، وله تآليف كثيرة. وقد بلغ رتبة الاجتهاد ألف ودرس وهو دون العشرين توفي سنة 1270 سبعين ومائتين وألف عن نحو ثلاث وخمسين سنة، وقد دلنا تفسيره المطبوع السائر في المعمور سير الأمثال على أنه مشارك في علوم الإسلام، متقدم في كثير منها، نادرة القرن الثالث عشر، وكل من يطعن في معتقده، فلا علم به بالكلام، ويعلم ذلك بتتبع تفسيره غير أن الرجل سلفي العقيدة، حر اللسان والجنان. رحمه الله وترجمته الواسعة في أول تفسيره مطبوعة، فلا نطيل بها.

546-

محمد المهدي العباسي الحنفي 1:

مفتي الديار المصرية وشيخ الأزهر، وهو أول من تقلدها من الحنفية، فأحسن السيرة، وتقدمت كثيرا، وأثرى علماؤها، وأصلح من شأنها، وهو أول من سن امتحان المدرسين، وسن قانونه، وكانت توليته إياها سنة 1287، وقد انصرف عن المشيخة والإفتاء مرتين وعاد إليهما. ومن مؤلفاته "الفتاوى المهدية" المستعملة في أيدي القضاة والمفتين كثيرا. توفي سنة 1315 وقد رثاه كثير من أعلام مصر، ومنها في تاريخ الوفاة. جزاؤك يا مهدي في جنة الخلد، وذلك خمس عشرة وثلاثمائة وألف.

547-

حسونة النواوي 2:

مفتي الحنفية وشيخ الأزهر بمصر، عالم كبير، ومصلح عظيم، قد تمم أعمال المصلحين قبله، وزاد عليها فسن قانونا لأهل الأزهر، وأسس مجلسا لإدارتها وكان من جملة أعضائه الشيخ محمد عبده الذي كان أكبر عامل فيه، وسن قانونا آخر لإدارته وانتظامه وكيفية التعليم فيه، ونظام المدرسين والمتعلمين

1 محمد المهدي العباسي الحنفي: اكتفاء القنوع ص"495"، وتراجم أعيان القرن الثالث عشر ص"67"، والجبرتي "4/ 233".

2 حسونة النواوي: مفتي الحنفية وشيخ الأزهر بمصر، سبيل النجاح "2/ 67"، ومجلة الزهراء "2/ 485"، وتاريخ الأزهر ص"156".

ص: 224