الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
(1)
واختلف عنهم في هاء الضمير إذا تقدّمها ياء أو واو أو كسر أو ضمّ، وذلك نحو: لا ريب فيه (البقرة/ 2) وما أنسانيه (الكهف/ 63) وفكلوه (النساء/ 4) وما فعلوه (2) ومن قبله (3) ومن بعده (4) فهو يخلفه (سبأ/ 39) فله أجره (البقرة/ 112)، فوقف عليه بالإسكان عنهم جماعة.
وممّن جزم/ 97 ظ/ به ونصّ عليه مكيّ في تبصرته (5)[وابن شريح](6) في كافيه، واختار جماعة من أهل الأداء منهم الإمام ابن مجاهد الرّوم والإشمام لجميع القراء (7).
وقال أبو الطيب عبد المنعم (8) بن غلبون: وكان شيوخنا من أهل العراق يطالبوننا بالروم والإشمام لجميع القراء، والاختيار عندي كما كان عند أكثر شيوخي أن يستعمل هذا في كل القراءات وأطلق الروم والإشمام لأجلهما (9) في كلّ متحرك بلا استثناء قوم لأنّ المراد التنبيه (10) على حركة الحرف الموقوف عليه [والله أعلم].
(1) ينظر: الإقناع 1/ 496، والنشر 2/ 124.
(2)
النساء/ 66، الأنعام/ 112، 137.
(3)
البقرة/ 198، وينظر: هداية الرحمن/ 283.
(4)
البقرة/ 51، وينظر: هداية الرحمن/ 72.
(5)
ينظر: التبصرة/ 58.
(6)
الأصل: شريح، وما أثبتناه من س.
(7)
ينظر: السبعة/ 128 - 130.
(8)
الأصل: (المؤمن)، وما أثبتناه من س.
(9)
س: لأهلهما.
(10)
س: التثنية.
الباب الثّاني (1) في وقف حمزة وهشام
اعلم أنّ حمزة انفرد في الوقف بمذهب اختصّ به وهو تخفيف الهمز إذا كان آخرا أو متوسطا لأن الوقف محلّ الاستراحة، أو ليجمع بين اللغتين.
فأمّا الأول فسيأتي في آخر الباب ذكره.
وافقه ابن عبدان عن هشام في ما كان آخرا. وكيفية تخفيفه/ 98 و/ على ما أصفه لك. وذلك أنّ الهمز على ضربين: ساكن ومتحرك. فالساكن لا يكون ما قبله إلّا متحركا، والمتحرك على ضربين: ضرب قبله ساكن، وضرب قبله متحرك.
أمّا الساكن فتخفيفه بإبداله حرف مدّ من جنس الحركة قبله. فمثاله آخرا من يشأ (الأنعام/ 39) وإن يشأ (2) وهيّئ لنا (الكهف/ 10) ونبّئ عبادي (الحجر/ 49). ومثاله وسطا يؤمنون (3) ويؤتون (4) وتأكلون (5) وبئر (الحج/ 45) وبئس (6).
واختلف عنه من ذلك [في] قوله تعالى: تؤوي (الأحزاب/ 51)
(1) ينظر هذا الباب في: التبصرة/ 88 - 103، الإرشاد/ 180 - 184، والإقناع 1/ 414، والنشر 1/ 428.
(2)
النساء/ 133، وينظر: هداية الرحمن/ 208.
(3)
البقرة/ 3، وينظر: المعجم المفهرس/ 87.
(4)
النساء/ 53، وينظر: هداية الرحمن/ 28.
(5)
آل عمران/ 49، وينظر: هداية الرحمن/ 42.
(6)
البقرة/ 126، وينظر: هداية الرحمن/ 64.
وتؤويه (المعارج/ 13) ورؤيا (1) وبابها (2) وأثاثا (3) ورئيا (مريم/ 74)، فأبدل بعضهم الهمزة في ما بعده واو واوا وأدغم الواو في الواو، وفي ما بعده ياء ياء وأدغم الياء في الياء، نقلهما أبو العزّ والدانيّ (4).
واختلف عنه أيضا في حركة الهاء من أنبئهم (البقرة/ 33) ونبّئهم (5) بعد إبدال الهمزة فيهما ياء. فمنهم من كسرها لأنه قد صار قبلها ياء ساكنة، وإلى هذا الوجه ذهب ابن مجاهد (6) وعبد المنعم بن غلبون. ومنهم/ 98 ظ/ من أبقاها على ضمها وهم الأكثرون لأن الياء عارضة.
وأمّا المتحرك الساكن ما قبله، فتخفيفه إذا كان الساكن حرفا صحيحا بحذفه ونقل حركته إلى ذلك الساكن.
ومثاله آخرا: دفء (النحل/ 5) وجزء (الحجر/ 44) ونحوه (7).
ومثاله وسطا: قرآن (8) ويسألونك (9) ولا تسألوا (البقرة/ 282) غير أنه خالف القياس في كلمتين وهما: هزؤا (10) وكفؤا (الإخلاص/ 4) فأبدل الهمزة فيهما واوا لأنهما في المصحف الكريم بواو، والوجه القياسيّ جائز.
وتخفيفه إذا كان الساكن أحد حرفي اللّين على وجهين (11):
(1) يوسف/ 43، وينظر: هداية الرحمن/ 152.
(2)
س: يا أيها.
(3)
النحل/ 80، مريم/ 74.
(4)
ينظر: التيسير/ 38، والإرشاد/ 183.
(5)
الحجر/ 51، القمر/ 28.
(6)
ينظر: السبعة/ 153.
(7)
ينظر: الإقناع 1/ 418.
(8)
البقرة/ 185، وينظر: هداية الرحمن/ 286.
(9)
البقرة/ 189، وينظر: هداية الرحمن/ 179.
(10)
المائدة/ 57، وينظر: هداية الرحمن/ 389.
(11)
ينظر: الإقناع 1/ 419، وشرح الشافية 3/ 35 - 36.
أحدهما: أن يحذف وتنقل حركته إلى الساكن كما تقدم.
والثاني: أن يبدل بعد الواو واوا ويدغم الواو في الواو، وبعد الياء ياء ويدغم الياء في الياء.
ومثاله آخرا: سوء (1) وشيء (2). ومثاله وسطا موئلا (الكهف/ 59) وشيئا (3) وسوآتهما (4) وكهيئة (5).
وتخفيفه إذا كان الساكن واوا أو ياء وهما حرفا مدّ زائدان في كلمة وزنها فعيل أو فعول/ 99 و/ بالإدغام كما ذكرنا.
ومثاله آخرا: برىء (6) وإنّما النّسيء (التوبة/ 37) وقروء (البقرة/ 228). ومثاله وسطا: هنيئا مريئا (النساء/ 4) وخطيئة (النساء/ 112) وبريئون (يونس/ 41) ولم تقع بعد الواو وسطا.
وتخفيفه إذا كان الساكن واوا أو ياء وهما حرفا مدّ غير زائدين على وجهين:
أحدهما: النقل، والثاني: الإدغام.
ومثاله آخرا: من سوء (7) وجيء (الزمر/ 69) ويضيء (النور/ 35).
ومثاله وسطا: سوءا (8) والسّواى (الروم/ 10) وسيئت (الملك/ 27).
ونقل جماعة من العراقيين منهم أبو العلاء تسهيل بين بين ما لم يكن
(1) البقرة/ 49، وينظر: هداية الرحمن/ 194.
(2)
البقرة/ 20، وينظر: هداية الرحمن/ 208.
(3)
البقرة/ 48، وينظر: هداية الرحمن/ 209.
(4)
الأعراف/ 20، وينظر: هداية الرحمن/ 195.
(5)
آل عمران/ 49، المائدة/ 110.
(6)
الأنعام/ 19، وينظر: هداية الرحمن/ 66.
(7)
آل عمران/ 30، وينظر: هداية الرحمن/ 194.
(8)
النساء/ 110، وينظر: هداية الرحمن/ 195.
مفتوحا آخرا.
وتخفيفه إذا كان الساكن ألفا وكان آخرا على وجهين (1):
أحدهما: أن يبدل ألفا لأنّ قبل الألف فتحة وهو حجاز غير حصين، فيجتمع ألفان ولك حينئذ القصر والمدّ. فالقصر على تقدير حذف أحدهما، والمدّ لجواز اجتماع ساكنين في الوقف أو على تقدير حذف الأول (2) منهما [أو كونه قبل حرف ساكن للوقف] وذلك نحو: جاء (3) وشاء (4) ومن السّماء (5) وهؤلاء (6) / 99 ظ/ ومن ماء (7) ونشاء (8) ويشاء (9) وأساء (10).
والثاني: التّليين بين بين ما لم يكن مفتوحا مع روم حركته حيث يصحّ وتخفيفه إذا كان الساكن ألفا وكان وسطا بالتليين بين بين، وذلك نحو: ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم (آل عمران/ 61) واللّائي (11) وعن أنبائكم (الأحزاب/ 20) ويشاؤون (12) ودعاؤكم (الفرقان/ 77).
وأمّا الهمز المتحرّك تحرّك ما قبله وهو آخر فإنه يجيء على ثمانية أضرب (13):
(1) ينظر: الإقناع 1/ 421، وشرح الشافية 3/ 39.
(2)
س: الثانية.
(3)
النساء/ 43، وينظر: هداية الرحمن/ 102.
(4)
البقرة/ 20، وينظر: هداية الرحمن/ 206.
(5)
البقرة/ 19، وينظر: هداية الرحمن/ 191.
(6)
البقرة/ 31، وينظر: المعجم المفهرس/ 99.
(7)
البقرة/ 167، وينظر: هداية الرحمن/ 362.
(8)
الأنعام/ 83، وينظر: هداية الرحمن/ 207.
(9)
البقرة/ 10، وينظر: هداية الرحمن/ 207.
(10)
فصلت/ 46، الجاثية/ 15.
(11)
الأحزاب/ 4، وينظر: هداية الرحمن/ 43.
(12)
النحل/ 31، وينظر: هداية الرحمن/ 208.
(13)
ينظر: الإقناع 1/ 416، وشرح الشافية 3/ 44.
الضّرب الأول: مفتوح قبله فتح، كقوله تعالى: كيف بدأ (العنكبوت/ 20) وذرأ (1) وأنشأ (2).
الثاني: مفتوح قبله كسر، كقوله تعالى: وإذا قرئ (3) ولقد استهزئ (4).
الثالث: مضموم قبله ضمّ، كقوله تعالى: إن امرؤ (النساء/ 176) ويخرج منهما اللّؤلؤ (الرحمن/ 22).
الرابع: مضموم قبله فتح، كقوله تعالى: تالله تفتؤا (يوسف/ 85) وقال الملأ (5).
الخامس: مضموم قبله كسر، كقوله تعالى: الله يستهزئ (البقرة/ 15) والخالق البارئ (الحشر/ 24).
السادس:/ 100 و/ مكسور قبله كسر، كقوله تعالى: من شاطئ (القصص/ 30) ولكلّ امرئ (6).
السابع: مكسور قبله فتح، كقوله تعالى: من نبإ (7) ولسبإ (سبأ/ 15).
الثامن: مكسور قبله ضمّ، كقوله تعالى: كأمثال اللّؤلؤ (8).
وتخفيفه بالإبدال حرف مدّ كما تقدم إلّا أن يكون مرفوعا أو مجرورا فإنّ فيه
(1) الأنعام/ 36، النحل/ 13.
(2)
الأنعام/ 141، المؤمنون/ 78.
(3)
الأعراف/ 204، الانشقاق/ 21.
(4)
الأنعام/ 10، الرعد/ 32، الأنبياء/ 41.
(5)
الأعراف/ 60، وينظر: هداية الرحمن/ 357.
(6)
النور/ 11، عبس/ 37.
(7)
الأنعام/ 34، القصص/ 3.
(8)
في النسختين: (من لؤلؤ). وهذا الحرف غير موجود في القرآن، والصواب ما أثبتناه من سورة الواقعة/ 23.
وجها آخر وهو التليين بين بين [مع روم حركته]. ولك الروم والإشمام في محلّ جوازهما مع اختلاف تسهيل الهمز ما لم يبدل (1) بنقل أو إدغام أو بين بين [ما لم يبدل] حرف مدّ.
وأمّا المتحرك الذي تحرّك ما قبله وهو وسط فيجىء في كتاب الله تعالى على تسعة أقسام (2) لأن حركات الهمز ثلاث وقبل كلّ واحدة مثلها والحركتان الأخريان قبلها.
فالأول: مفتوح قبله فتح، كقوله تعالى: أنشأكم (3) وذرأكم (4) وبوّأكم (الأعراف/ 74).
الثاني: مفتوح قبله كسر، كقوله تعالى: لنبوّئنّهم (5) وناشئة اللّيل (المزمل/ 6) وإنّ شانئك (الكوثر/ 3).
الثالث: مفتوح قبله ضمّ، كقوله تعالى: لا يؤاخذكم (6) ويؤخّركم (7) ومؤذّن (8).
الرابع: مكسور قبله كسر، كقوله تعالى: مستهزئين (الحجر/ 95) وخاطئين (9) / 100 ظ/ وبارئكم (البقرة/ 54).
الخامس: مكسور قبله فتح، كقوله تعالى: واللّائي يئسن (الطلاق/ 4) وجبرائيل (10) ونحوه.
(1)(ما لم يبدل) ساقط من س.
(2)
ينظر: الإقناع 1/ 429، وشرح الشافية 3/ 44.
(3)
الأنعام/ 98، وينظر: هداية الرحمن/ 371.
(4)
المؤمنون/ 79، الملك/ 24.
(5)
النحل/ 41، العنكبوت/ 58.
(6)
البقرة/ 225، وينظر: هداية الرحمن/ 32.
(7)
إبراهيم/ 10، نوح/ 4.
(8)
الأعراف/ 44، يوسف/ 70.
(9)
يوسف/ 29، وينظر: هداية الرحمن/ 126.
(10)
البقرة/ 97، 98، التحريم/ 4.
السادس: مكسور قبله ضمّ، كقوله تعالى: كما سئل موسى (البقرة/ 108)[وسئلت](التكوير/ 8) ونحوه.
السابع: مضموم قبله ضمّ، كقوله تعالى: وامسحوا برؤوسكم (1) ونحوه.
الثامن: مضموم قبله فتح، كقوله تعالى: قل من يكلؤكم (الأنبياء/ 42) وكتابا نقرؤه (الإسراء/ 93) ورؤوف (2) ونحوه.
التاسع: مضموم قبله كسر، كقوله تعالى: مستهزئون (البقرة/ 14) والخاطئون (الحاقة/ 37) وسنقرئك (الأعلى/ 6).
وتخفيفه أن يليّن بين بين ما لم يكن مفتوحا قبله ضمّ أو كسر فإنه يبدل بعد الضمة واوا وبعد الكسرة ياء، وكذا مذهب النّحاة أيضا في ما ذكرنا غير أنّ الأخفش (3)
خالفهم في حالتين وهما: إذا انضمّت الهمزة وانكسر ما قبلها، أو (4) انكسرت وانضمّ ما قبلها فأبدل (5) بعد الكسرة ياء وبعد الضمّة واوا (6).
…
(1) النساء/ 43، المائدة/ 6.
(2)
البقرة/ 207، وينظر: هداية الرحمن/ 150.
(3)
هو الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة المجاشعي، العالم النحوي المشهور ت 215 هـ.
(ينظر: معجم الأدباء 11/ 224، أنباه الرواة 2/ 36، بغية الوعاة 1/ 590).
(4)
مكان (أو) في س: وإذا.
(5)
س: فأبدلها.
(6)
ينظر: التبصرة/ 94.