الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفات الحروف
(1)
وصفات الحروف كثيرة نذكر منها في هذا الكتاب أشهرها، وتلك اثنتان وعشرون صفة وهي: الهمس، والجهر، والشدّة، والرّخاوة وما بين الشدة والرخاوة،/ 33 و/
والانطباق، والانفتاح، والاستعلاء، والتّسفّل، والصّفير، والقلقلة، والغنّة، والاعتلال، والمدّ، واللّين، والزيادة، والخفاء، والانحراف، والتّكرير، والاستطالة، والتّفشّي، والهويّ.
الصفة الأولى: الهمس، وهو أن يضعف الاعتماد على الحرف في موضعه فيجري النّفس معه. والمهموسة عشرة أحرف يجمعها: ستشحثك خصفه، أو:
سكت فحثّه شخص.
الثانية: الجهر، وهو أن يقوى الاعتماد على الحرف في مخرجه فيمنع أن يجري النّفس معه. والمجهورة ما عدا المهموسة وهي تسعة عشر حرفا.
الثالثة: الشّدّة، وهي امتناع الصوت أن يجري مع الحرف لشدّة لزومه موضعه.
والشديدة ثمانية أحرف يجمعها قولك:/ 33 ظ/ أجدك قطبت، أو: أجدت طبقك.
الرابعة: الرّخاوة، وهي جري النّفس مع الحرف لضعف الاعتماد عليه في مخرجه. والرّخوة ثلاثة عشر حرفا قد جمعتها في أوائل كلم بيت وهو:
هذا فتى غير ذي خلف سما شرفا
…
ثبت زكا حلف صدق ضابط ظهرا
الخامسة: بين الشدة والرخاوة، وهي امتناع الصوت أن يجري كلّ الجري أو
(1) هذا العنوان من وضع المحقق. وينظر في هذه الصفات: الكتاب 4/ 434، وسر صناعة الإعراب 1/ 68، والتحديد/ 107، والدر المرصوف/ 96، وتسهيل الفوائد/ 320.
يسكن كلّ السّكون. والتي بين الشدة والرخاوة ثمانية أحرف يجمعها: لم يرو عنّا.
السادسة: الإطباق، وهو انحصار الصوت لانطباق اللسان عند النّطق بالحرف على ما يحاذيه من الحنك. وحروف الإطباق أربعة: الصاد والضاد والطاء والظاء.
السابعة: الانفتاح، وهو جري الصوت لارتفاع اللسان عمّا يحاذيه من الحنك/ 34 و/ عند النّطق بالحرف. والحروف المنفتحة ما عدا المطبقة وهي خمسة وعشرون حرفا.
الثامنة: الاستعلاء، وهو اتصال اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف ولذلك منعت الإمالة. وجملتها سبعة أحرف وهنّ (1): حروف الإطلاق الأربعة، والقاف، والخاء، والغين المعجمتان.
التاسعة: التّسفّل، وهو عدم استعلاء اللسان والصوت إلى الحنك عند النطق بالحروف. والحروف المستفلة اثنان وعشرون حرفا وهي ما عدا المستعلية.
العاشرة: الصّفير، وهو خروج صوت يشبه الصّفير عند النطق بالحرف.
وأحرفه ثلاثة: الزاي والصاد والسين.
الحادية عشرة: القلقلة: وهو صوت كالنّبرة يتبع الحرف عند الوقوف عليه دون الوصل/ 34 ظ/ لخروج اللسان عنها إلى صوت آخر. وحروفها خمسة يجمعها:
قطب جد، وقيل: أصل هذه الصفة للقاف وشبّه به أخواته.
الثانية عشرة: الغنّة: وهي صوت يخرج من الخياشيم عند النطق بحرفه. وقد تقدم ذكره.
الثالثة عشرة: الاعتلال، وهو التّغيّر والانقلاب العارض للحرف الذي هو فيه.
والحروف المعتلّة أربعة: الهمزة (2)، والألف، والواو، والياء.
(1) س: وهي.
(2)
لم يذكر ابن جني الهمزة مع أحرف العلة في: سر الصناعة 1/ 71، وقال الرضى في:
شرح الشافية 1/ 33، 3/ 67: لم يجز الاصطلاح بتسميتها حرف علة.
الرابعة عشرة: حروف المدّ واللّين، وهي ثلاثة: الألف، ولا تكون إلّا ساكنة مفتوحا ما قبلها، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها. وإنما سمّين بذلك لأن مدّ الصوت لا يكون في شيء من الحروف إلّا فيهن عند مجاورتهن ساكنا أو همزة ولأنّهن في أنفسهنّ مدّات/ 35 و/ والألف هو الأصل والواو والياء مشبهان له. ووجه شبههما به أنهما ساكنان، كما أن الألف ساكن وأن حركة ما قبلهما منهما كالألف، وأنهما يبدلان من الألف والألف يبدل منهما، وأنهما يتولّدان من إشباع الحركة قبلهما كالألف.
الخامسة عشرة: حرفا اللّين، وهما الواو والياء إذا سكنا وانفتح ما قبلهما.
وإنما سمّيا بذلك لأنهما يخرجان بلين وقلّة كلفة على اللسان لكنهما نقصا عن شبه الألف لتغيّر حركة ما قبلهما عن جنسهما فنقصا المدّ الذي في الألف وبقي فيهما اللّين لسكونهما فسمّيا بحرفي اللّين.
السادسة عشرة: الخفاء، وهو خفاء يلحق الحرف في اللفظ إذا اندرج بعد حرف. والحروف الخفيّة أربعة: وهي: حروف المدّ الثلاثة المذكورة/ 35 ظ/ والهاء.
السابعة عشرة: الزّوائد، وهي عشرة يجمعها: لا أنسيتموه، أو سألتمونيها أو:
هويت السّمان. ومعنى ذلك أنه لا يوجد في الكلام حرف زائد إلّا منها لا أنها لا تقع إلّا زائدة.
الثامنة عشرة: الانحراف (1)، وهو انحراف الحرف عن مخرجه إلى مخرج غيره وعن صفته إلى صفة غيره. وله حرفان وهما: اللام والراء. أما اللام فلأنّه انحرف به اللسان [عن مخرجه] إلى مخرج الضاد. وأما الراء فلأنه انحرف به اللسان عن مخرج النّون الذي هو أقرب إليه إلى مخرج اللّام الذي هو أبعد عنه. وقيل:
(1) عند سيبويه وابن جني أن المنحرف هو حرف اللام فقط. (ينظر الكتاب 4/ 435، وسر الصناعة 1/ 72، والتحديد/ 110، والموضح في التجويد/ 92).
إنّما سمّيا منحرفين لأنّ اللسان انحرف بهما مع الصوت من الرّخاوة إلى الشّدّة فلم يجر معهما الصوت كلّ الجري ولم يمتنع كلّ الامتناع.
التاسعة عشرة: التّكرير، وهو تكرير الحرف على اللسان عند النطق به لا سيما إن كان/ 36 و/ مشدّدا. وحرفه الراء فقط.
العشرون: الاستطالة، والمستطيل حرف واحد وهو الضاد، سمّي بذلك لأنه استطال بما فيه من القوّة بسبب الجهر والإطباق والاستعلاء فأدرك مخرج اللّام.
الصفة الحادية والعشرون: التّفشّي، وحرفه الشّين. سمّي بذلك لأنه تفشّى في مخرجه عند النطق به حتى اتصل بمخرج الظاء. والتّفشّي كثرة الانتشار بخروج الرّيح بين اللسان والحنك وانبساطه في الخروج عند النطق بحرفه.
الصفة (1) الثانية والعشرون: الهويّ، وحرفه الألف. سمّي بذلك لأنه صوت يخرج من أقصى الحلق صاعدا إلى الفم بين الهمزة والهاء. والهويّ بفتح الهاء:
النّزول، وبالضم: الصّعود.
…
(1) ساقطة من س.