الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأصل الأول: في الإدغام والإظهار
اعلم أنّ الإدغام (1) له معنيان: لغويّ، وصناعيّ. فاللّغوي مأخوذ من الإدخال والتّغييب، يقال: أدغمت اللّجام في فم الفرس إذا أدخلته فيه وغيّبته.
وهو في الصناعة رفع (2) اللسان بحرفين (3) متماثلين رفعة واحدة من غير فصل بينهما بحركة ولا وقف فيصير اللّفظ حينئذ بحرف واحد مشدّد، نحو:
الحقّ (4) والبرّ (5) واذهب بكتابي هذا [النمل/ 28] وقد جاءكم (6) والرّحيم ملك [الفاتحة/ 2 - 3] ولك قال (7) في نحو ذلك.
وهو واجب وجائز.
فالواجب، إدغام الأوّل من المتماثلين إذا كان ساكنا ما لم يكن حرف مدّ من كلمتين. ويجب أيضا إدغام لام التّعريف في ثلاثة عشر حرفا مما قاربه وهي: التاء والثاء والنون والدال وما بعدها إلى الظاء.
(1) في معنى الإدغام وأحواله ينظر: الكتاب 4/ 431، والموضح/ 139، والإقناع في القراءات السبع 1/ 164، والنشر 1/ 274، والإتقان 1/ 94، والإضاءة في بيان أصول القراءة/ 15.
(2)
مكان (وهو ..... رفع) في س: (وأما الصناعي فرفع).
(3)
س: (عن حرفين).
(4)
آل عمران/ 154، وينظر: هداية الرحمن لألفاظ وآيات القرآن/ 113.
(5)
البقرة/ 44، وينظر: هداية الرحمن/ 66.
(6)
آل عمران/ 183، وينظر: هداية الرحمن/ 103.
(7)
البقرة/ 30.
والجائز، إذا كان الحرفان متماثلين أولهما متحرّك،/ 37 و/ أو متقاربين أوّلهما ساكن أو متحرّك ما لم يمنع منه مانع.
والحرف المطلوب إدغامه في مثله إن كان ساكنا فليس فيه عمل إلّا الإدغام، وإن كان متحركا ففيه الإسكان والإدغام. وفي مقاربه إن كان ساكنا ففيه القلب حرفا من جنس الحرف الذي بعده والإدغام، وإن كان متحركا ففيه القلب والإسكان والإدغام. وها أنا أذكره مبيّنا إن شاء الله تعالى. وذلك أنّ المدغم نوعان: ساكن ومتحرك.
والسّاكن على ضربين: ضرب سكونه عارض، وضرب سكونه لازم.
فالعارض على ضربين: ضرب من كلمة واحدة، وضرب من كلمتين.
والذي سكونه لازم خمسة أحرف، وهي: دال قد، وصاد ذكر (1)، وذال إذ، وتاء التأنيث المتصلة بالفعل، ولام بل وهل والنون والتنوين السّاكنان (2).
والمتحرّك على ضربين: متماثلين/ 37 ظ/ ومتقاربين، وكلّ منهما على ضربين: من كلمة واحدة، ومن كلمتين. وسيمرّ بك ذلك في أبوابه إن شاء الله تعالى.
…
(1) المقصود به الصاد الوارد في أول سورة مريم بقوله تعالى: «كهيعص، ذكر رحمة ربك عبده زكريا» .
(2)
مكان (والنون والتنوين الساكنان) في س: (والنون الساكنة والتنوين).