الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زمانه) (1).
أما ابن الجزري فقد نعته بالأستاذ العارف المحقّق الثقة المشهور وأنه كان شيخ العراق في زمانه: وبعد أن أفاض في سرد سيرته العلمية قال: (وكان ديّنا خيّرا صالحا ضابطا اعتنى بهذا الشأن أتمّ عناية وقرأ بما لم يقرأ به غيره في زمانه فلو قرئ عليه بما قرأ أو على صاحبه الشيخ على الدّيواني الواسطي لاتّصلت أكثر الكتب المنقطعة ولكن قصور الهمم أوجب العدم فلا قوّة إلا بالله وليتهم لو أدركوا ما بقي من اليسير من ذلك قبل أن يطلبوه فلا يجدوه)(2).
إنّ كلام ابن الجزري وتأسّفه ينبئان عن حرقته على كسل الناس الذين لم يهتبلوا فرصة وجود الواسطي بين ظهرانيهم لوصل أسانيد كتب القراءات المنقطعة في بعض طرقها وأسانيدها التي كان هذا العلم ابن بجدتها.
إنّ شهادات العلماء بحق الواسطي تترسّخ أكثر في أذهان الدارسين عند الاطلاع على مؤلّفه الكنز الذي كان بحقّ شهادة صدق مضافة إلى ما بيّنّاه عن مكانته العلمية. فهذا المؤلّف جاء سفرا لا شبيه له بين كتب القراءات العشر وهو مصدر اعتمد عليه المؤلفون في هذا المجال وشهد بحقه وأهميته العلماء.
وفاته:
ذكر ابن الجزرى وفاة الواسطي فقال: (توفّي رحمه الله ببغداد في العشرين من شوال أو القعدة سنة أربعين وسبعمائة ودفن بمقبرة الشّونيزيّة وشيّعه خلق كثير ولم يخلّف بعده بالعراق مثله)(3).
وذكر في النشر أيضا أن وفاة الواسطي كانت سنة 740 هـ (4).
وقال ابن حجر نقلا عن العفيف المطري (ومات في شوال سنة 741 هـ وقال
(1) انظر السابق.
(2)
ينظر: غاية النهاية 1/ 430.
(3)
ينظر: غاية النهاية 1/ 430
(4)
ينظر: النشر 1/ 94.
غيره سنة 40 وفيها أرّخه ابن رافع في ذى القعدة) (1).
وذكر كل من إسماعيل باشا البغدادي وحاجي خليفة أن الواسطي توفي سنة 740 هـ (2). وفي هذه السنة أثبت المعاصرون أيضا وفاته (3).
يظهر مما سبق أن اتّفاق المصادر قائم على أن وفاة الواسطي كانت سنة 740 هـ ولا عبرة بما ورد في تاريخ السّلامي من أنها كانت سنة 704 هـ حيث قال: (وتوفى في ذى القعدة سنة 704 هـ/ 1305 م في أوائل الشهر ببغداد)(4). فهذا المثبت في تاريخ السّلامي ربما كان تحريفا من الناسخ. وأدلّتنا على أن الواسطي توفى سنة 720 هـ وليس سنة 704 هـ ما يأتي:
1 -
ذكر ابن حجر أن الواسطي أدّى فريضة الحج سنة 720 هـ (5) وأنه كانت له سماعات على شيوخه الواسطيين سنة 726 هـ (6) وهي نفس السّماعات التي ذكرها السّلامي وأوردها بلا تأريخ (7).
2 -
إنّ الواسطي قدم دمشق في حدود سنة 730 هـ فأقرأ بها للعشرة (8) وذلك في رحلته المشهورة التى عرّف بها أهل الشام بالقراءات العشر.
3 -
التقى الواسطي بالحافظ الذهبي (9) كما أسلفنا وأخذ كلّ منهما عن الآخر وكان ذلك بعد سنة 730 هـ.
إنّ كل هذه الأحداث المذكورة وقعت بعد سنة 704 هـ. ولا يعقل أبدا أن وفاة الواسطي كانت في هذه السنة لأنها لو كانت كذلك لما ثبتت هذه الروايات في كتب التاريخ التي ترجمت حياة الواسطي.
(1) ينظر: الدرر الكامنة 2/ 270.
(2)
ينظر: كشف الظنون 2/ 1519، وهدية العارفين 5/ 464.
(3)
ينظر: الأعلام 4/ 100، ومعجم المؤلفين 6/ 79.
(4)
ينظر: منتخب المختار/ 70.
(5)
ينظر: الدرر الكامنة 2/ 270.
(6)
ينظر: الدرر الكامنة 2/ 270.
(7)
ينظر: منتخب المختار/ 69.
(8)
ينظر: النشر 1/ 39، ودور القرآن في دمشق/ 13.
(9)
ينظر: منتخب المختار/ 70، والدرر الكامنة 2/ 271.