الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - باب قَوْلِهِ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ صَلَاةُ اللَّهِ ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ، وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ الدُّعَاءُ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (يُصَلُّونَ) يُبَرِّكُونَ. (لَنُغْرِيَنَّكَ) لَنُسَلِّطَنَّكَ.
4797 -
حَدَّثَنِى سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رضى الله عنه - قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْفَ الصَّلَاةُ قَالَ «قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،
ــ
فإن قلت: أي مناسبة لحديث عائشة مع امرأة أبي القعيس -من كونها أرضعت عائشة- مع قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ} [الأحزاب: 54] الآية، قلت: استدلوا به على أن العم من الرضاع محرم يجوز وضع الخمار عنده كسائر المحارم.
باب قوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ} [الأحزاب: 56]
4797 -
4798 - (مسعر) بكسر الميم (الحكم) بفتح الحاء والكاف (ابن أبي ليلى) عبد الرحمن، هذا عرف المحدثين، وعند الفقهاء: محمَّد بن عبد الرحمن (عجرة) بضم العين وسكون الجيم (قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: السَّلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصَّلاة؟ فقال قولوا: اللَّهم صلِ على محمَّد وعلى آل محمَّد كما صليت على آل إبراهيم) وفي الرواية بعده (كما صليت على إبراهيم) وعلى الروايتين استشكلوه بناء على أن المشبه به شرطه أن يكون أقوى من المشبه في وجه الشبه، قال الشاعر:
ظلمناك في تشبيه
…
خد عينك بالمسك
نعم: غاية التشبيه نقصان ما يحكى، وذكروا عنه أجوبة الأول: أن الكلام تم من قوله: "اللَّهم صلِّ على محمَّد وآل محمَّد" استئناف، أما التشبيه إنَّما هو بين آل محمَّد وآل إبراهيم، ولا شك أن في آل إبراهيم أنبياء ورسلًا فهم أشرف من آل محمَّد. قال النووي: وهذا هو المختار، والمروي عن الشَّافعي. الثَّاني: أن التشبيه إنَّما هو في أصل الصَّلاة لا في
اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». طرفه 3370
4798 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا التَّسْلِيمُ فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ قَالَ «قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ» . قَالَ أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ «عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ» .
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِىُّ عَنْ يَزِيدَ وَقَالَ «كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ» . طرفه 6358
ــ
المقدار. الثالث: أن الكلام على ظاهره لكن تشبيه الجملة بالجملة لا ينافي أن يكون بعض الأفراد أكمل وأشرف، هذا ما ذكروه، وإنَّما وقفوا في هذا بناءً على أن التشبيه لا يكون إلَّا لإلحاق الناقص بالكامل كما ذكرنا من قول الشاعر، وذاك ليس بلازم؛ لأنَّ الغرض قد يكون إلحاق الخفي بالأشهر، ولا شك أن إبراهيم وآله أشهر في هذا المعنى، لا ترى أحدًا في الدُّنيا من مؤمن وكافر إلَّا وهو معترف بعظم إبراهيم وآله، وأمَّا ما اختاره النووي ونقله عن الشَّافعي، ففيه أن إفراد المعطوف بعيد، وإن كان جائزًا خلاف الأصل، وأيضًا السؤال إنما وقع عن الصَّلاة عليه، وإنَّما ذكر الآل تبعًا، فصرف التشبيه إلى الأول دون فيه ما فيه، وأيضًا لا يستقيم فيها إفراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر الآل كما في الرواية بعده (اللَّهم صلِّ على محمَّد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم).