الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4815 -
حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَخْبِرْنِى بِأَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِى مُعَيْطٍ، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ، وَدَفَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ). طرفه 3678
41 - سورة حم السَّجْدَةِ
وَقَالَ طَاوُسٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (ائْتِيَا طَوْعًا) أَعْطِيَا. (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) أَعْطَيْنَا. وَقَالَ الْمِنْهَالُ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ إِنِّى أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَىَّ قَالَ (فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ). (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ). (وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا). (رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ) فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ، وَقَالَ (أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) إِلَى قَوْلِهِ (دَحَاهَا) فَذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ
ــ
4815 -
(بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة) -بكسر الفاء والمد- ما امتد من جوانبه (إذ أقبل عقبه بن أبي معيط) بضم الميم (فأخذ بمنكب وسول الله صلى الله عليه وسلم، ولوى ثوبه في عنقه) أي: لفّه عليه، والحديث قد سلف في أول المبحث، وإنما أورده هنا لموافقة كلام الصديق لكلام مؤمن آل فرعون.
سورة حم السجدة
{ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [فصلت: 11] أعطيا) (أعطينها) قيل: فيه إشكال؛ لأن معنى الإتيان: المجيء لا الإعطاء، وأجاب بعضهم بأن ابن عباس قرأه بالمد، وهذا لا يدفع الإشكال؛ لأن البخاري رواه بإثبات الياء من الإتيان، والجواب أنه فسره باللازم كما هو دأبه في أكثر المواضع، وذلك أن من أتى طائعًا فقد أعطى الطاعة (في القرآن أشياء تختلف علي) من جهة المعنى، فأجاب ابن عباس: بأن التناقض يقتضي اتحاد الزمان والمحكوم عليه، وإذا
(أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِى خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) إِلَى (طَائِعِينَ) فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلْقَ الأَرْضِ قَبْلَ السَّمَاءِ، وَقَالَ (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) عَزِيزًا حَكِيمًا سَمِيعًا بَصِيرًا، فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى. فَقَالَ (فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ) فِي النَّفْخَةِ الأُولَى ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَاّ مَنْ شَاءَ، فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ فِي النَّفْخَةِ الآخِرَةِ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ (مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ). (وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ) فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لأَهْلِ الإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ وَقَالَ الْمُشْرِكُونَ تَعَالَوْا نَقُولُ لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ. فَخَتَمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا وَعِنْدَهُ (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) الآيَةَ، وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ، فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ، وَدَحْوُهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ وَالآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ (دَحَاهَا)، وَقَوْلُهُ (خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) فَجُعِلَتِ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَىْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ وَخُلِقَتِ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ. (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا) سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ، أَىْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلَاّ أَصَابَ بِهِ الَّذِى أَرَادَ، فَلَا يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ، فَإِنَّ كُلاًّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو 4815 م - عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِى يُوسُفُ بْنُ عَدِىٍّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِى أُنَيْسَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بِهَذَا.
ــ
تأملته زال عنك الإشكال {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 96]، {عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56]، {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، فكأنه كان ثم مضى) قاس على سائر الأفعال مثل: أكل وشرب، وخفي عليه أن كان قد يأتي للاستمرار، والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة: أسعدناه من السعادة ضد الشقاوة (فإن الله لم يرد شيئًا إلا أصاب) إشارة في الدوام الذي أفاده كان
وَقَالَ مُجَاهِدٌ (مَمْنُونٍ) مَحْسُوبٍ. (أَقْوَاتَهَا) أَرْزَاقَهَا. (فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) مِمَّا أَمَرَ بِهِ. (نَحِسَاتٍ) مَشَائِيمَ (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ) قَرَنَّاهُمْ بِهِمْ. (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ) عِنْدَ الْمَوْتِ. (اهْتَزَّتْ) بِالنَّبَاتِ. (وَرَبَتْ) ارْتَفَعَتْ. وَقَالَ غَيْرُهُ (مِنْ أَكْمَامِهَا) حِينَ تَطْلُعُ. (لَيَقُولَنَّ هَذَا لِى) أَىْ بِعَمَلِى أَنَا مَحْقُوقٌ بِهَذَا. (سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) قَدَّرَهَا سَوَاءً. (فَهَدَيْنَاهُمْ) دَلَلْنَاهُمْ عَلَى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَقَوْلِهِ (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) وَكَقَوْلِهِ (هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ) وَالْهُدَى الَّذِى هُوَ الإِرْشَادُ بِمَنْزِلَةِ أَصْعَدْنَاهُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ). (يُوزَعُونَ) يُكَفَّوْنَ. (مِنْ أَكْمَامِهَا) قِشْرُ الْكُفُرَّى هِىَ الْكُمُّ. (وَلِىٌّ حَمِيمٌ) الْقَرِيبُ. (مِنْ مَحِيصٍ) حَاصَ حَادَ. (مِرْيَةٍ) وَمُرْيَةٍ وَاحِدٌ أَىِ امْتِرَاءٌ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ) الْوَعِيدُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (الَّتِى هِىَ أَحْسَنُ) الصَّبْرُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَالْعَفْوُ عِنْدَ الإِسَاءَةِ فَإِذَا فَعَلُوهُ عَصَمَهُمُ اللَّهُ، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ.
قوله: (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ).
ــ
{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} [فصلت: 25]{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} [فصلت: 30] عند الموت) هذا لم يقله مفسر ولا يصح لقوله بعده: {فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [فصلت: 25] بل هذا شأن الكفار وقرنائهم من الشياطين، هذا والحق أن قوله:{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} متعلق بقوله: {وَقَيَّضْنَا} بل إشارة إلى قوله تعالى في هذه السورة {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا} [فصلت: 30] ولم يفسر قيضنا لظهور معناه بينته رواية الأصيلي: قرنا قرناء بهم ثم قال: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} ({مِنْ أَكْمَامِهَا} [فصلت: 47] قشر الكُفُرَّى) جمع كم بالكسر، قال ابن الأثير: الكفر -بضم الكاف وفتح الفاء، وضمها بالتشديد- وعاء الطلع، وقشره الأعلى ({هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت: 34] الصبر عند الغضب) الظاهر أن هذا من جملة طرف الدفع بالأحسن، ولم يرد به الحصر.