الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5187 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ كُنَّا نَتَّقِى الْكَلَامَ وَالاِنْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَيْبَةَ أَنْ يُنْزَلَ فِينَا شَىْءٌ فَلَمَّا تُوُفِّىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا.
82 - باب (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)
5188 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهْىَ مَسْئُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ» . طرفه 893
83 - باب حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ مَعَ الأَهْلِ
5189 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ
ــ
5188 -
(أبو النعمان) -بضم النون- محمد بن الفضل (حماد) بفتح الحاء وتشديد الميم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) حتى الإنسان الذي لا يملك شيئًا مسؤول عن رعيته الحواس والقوى فيما صرفها.
باب حسن المعاشرة مع الأهل
5189 -
(حرب) ضد الصلح (حجر) بضم الحاء بعده جيم (عن عائشة جلس إحدى عشرة امرأة)، في مسلم "جلسن" على لغة أكلوني البراغيث، وهذا ظاهر أن الحديث غير مرفوع سوى قوله:(كنت لك كأبي زرع لأم زرع) إلا أن رواية النسائي صريحة في أن الكل من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث بعد سماعه من عائشة:
(كنت لك كأبي زرع لأم زرع) والحديث بذلك يصير مرفوعًا. (تعاهدن وتعاقدن) فيه ترقي
أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا. قَالَتِ الأُولَى زَوْجِى لَحْمُ جَمَلٍ، غَثٌّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ، لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى، وَلَا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ. قَالَتِ الثَّانِيَةُ زَوْجِى لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّى أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ. قَالَتِ الثَّالِثَةُ زَوْجِى الْعَشَنَّقُ،
ــ
لأن التعاقد أبلغ من التعاهد (أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا) هذا الذي وقعت عليه المعاقدة، وهذا الحديث بين أهل الحديث يعرف بحديث أم زرع، وهؤلاء النسوة قيل: كن بقرية من قرى يمن من بطن من بطون تلك القبائل، وعن عائشة هن من قريش، وذكر الخطيب أسماءهن، الأولى: أم زرع، الثانية: عمرة بنت عمر، والثالثة: حُبّى -بضم الحاء وتشديد الباء الموحدة وألف مقصورة- بنت كعب، الرابعة: كبشة، الخامسة: مهدد بنت أبي هزومة، السادسة: هند، السابعة: حي بنت علقمة، الثامنة: بنت أوس، التاسعة: كبشة بنت أرقم، ولم نقف على غير هذا.
(قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث) من غث الجرح إذا سال منه القيح -بالثاء المثلثة المشددة- ضد السمين مرفوع صفة لحم، أو مجرور صفة جمل (على رأس جبل) كناية عن بعده عن النفع والخير (لا سهل فيرتقي) أي: مع كونه مهرولًا سيء الأخلاق شرود لا يتمكن من ركوبه، وضبطه بعضهم بالجر على أنه صفة جبل، والمعنى ملائم إلا أنه لا يلائم ما يقابله من قولها. (ولا سمين فينتقل) أي: ينتقل من رأس الجبل إلى البيوت، ويروى فينتقي من النقي -بكسر النون-وهو المخ.
(قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره) بالباء الموحدة آخره ثاء مثلثة، ويروى بالنون بدل الباء، أي: لا أنشر خبره، والنون في النشر أكثر (إني أخاف أن لا أذره) الهاء عائدة إلى الخبر، والمعنى: أخاف إن شرعت فيه أن لا أترك منه شيئًا مع أني لا أقدر على إتمامه لطوله، ويجوز عوده إلى الزوج (إني أخاف إن ذكرته أذره) أتركه لأنه إذا بلغه ما ذكرته يطلقني، وعلى هذا لا زائدة، وقيل: غير زائدة، أي: أخاف أن لا أقدر على مفارقته وليس بقوي: (إن أذكره أذكر عجره وبجره) بجزم الفعلين على الشرط والجزاء، والعجر والبجر -بضم الباء والعين وفتح الجيم فيهما-: جمع عُجرة وبُجرة بضم الأول فيهما. قال ابن الأثير: العجر: العروق الظاهرة في الظهر، والبجر العروق الباطنة، أرادت به العيوب الظاهرة والباطنة.
(وقالت الثالثة: زوجي العَشَنَّق) -بثلاث فتحات وتشديد النون وشين معجمة، ويروى بالطاء بدل القاف- الطويل الزائد الطول، قيل: وصفته بقلة العقل، قالوا: والحكمة في قلة عقل الطويل بُعدُ دماغه عن قلبه، وقيل: أرادت مدحه. وليس بشيء، أما أولًا فلأن الطول
إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ. قَالَتِ الرَّابِعَةُ زَوْجِى كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لَا حَرٌّ، وَلَا قُرٌّ، وَلَا مَخَافَةَ، وَلَا سَآمَةَ. قَالَتِ الْخَامِسَةُ زَوْجِى إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ. قَالَتِ السَّادِسَةُ زَوْجِى إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ، وَلَا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ، قَالَتِ السَّابِعَةُ زَوْجِى غَيَايَاءُ أَوْ عَيَايَاءُ
ــ
المفرط ليس بممدوح، وأما ثانيًا فلأن قولها:(إن أنْطِقْ أُطلَق) مناف له (وإن أسكت أعلق) -بضم الهمزة على بناء المجهول -أي: أُترك لا ذات زوج ولا أطلق اللهم إلا أن يكون مرادها أن الطول فيه ممدوح ولا معنى له غيره.
(وقالت الرابعة: زوجي كليل تهامة) قال ابن الأثير: تهامة ما بين ذات عرق إلى مرحلتين من مكة، وقيل: ذات عرق أول تهامة إلى البحر إلى جدّة (لا حرٌّ ولا قُر) -بضم القات- البَرد، وإذا أريد الوصف قيل: يوم قُرّ بفتح القاف وتشديد الراء (لا خوف ولا سآمة) أي: لا خوف من ضربه ولا سآمة من أخلاقه وهذا غاية المدح بفتح الأسماء الأربعة على أن لا لنفي الجنس، والرفع على أنها بمعنى ليس.
(قالت الخامسة: زوجي إن دخل فَهِد وإن خرج أَسِد) -بفتح الفاء والهمزة وكسر الهاء والسين- فعل ماض من الفهد والأسد، والمعنى: إذا كان داخل البيت لا يفتش عن شيء كأنه فهد فإن الفهد موصوف بكثرة النوم، وإذا خرج فهو كالأسد في الإقدام وإمضاء المهمات ولا يسأل عما عهد. هذا ترشيح للتشبيه، وذلك أن شأن الأسد إذا أكل من الفريسة مرة لا يعود إليها مرة أخرى، وقيل: كلاهما ذم أي إذا دخل وثب عليها وثوب الفهد من غير ملاعبة، وإن خرج يضر الناس ضر الأسد ولا يسأل عن حال أهله، والأول هو الأوجه.
(قالت السادسة: زوجي إن أكل لَفّ) أي: جمع من المأكولات وخلط الأنواع، ويروى رف بالراء بدل اللام، ويروى قف بالقاف. يقال: رف بالأكل أي: أشف أكثر منه وقف أنت أكل من كل نوع، ومنه القفة للزنبيل (وإن شرب اشتف) أي: شرب جميع ما في الإناء حتى يشرب الشفافة وهي الفضلة التي جرت العادة بإبقائها في الإناء، ورواه بعضهم بالسين وهو أيضًا يدل على كثرة الشرب (وإن اضطجع التف) أي: في ثوبه لا يخالطها ولا يعانقها كعادة الأزواج (ولا يولج الكف ليعلم البث) أي: لا يسألها عن أحوالها ليطلع على ما بها من ضرورة في المصالح، وإدخال اليد كناية عما ذكرنا، ونقل عن أبي عبيد أنها مدحته بأنه لم يدخل يده ليعلم ما بجسمها من العيب، وهذا بعيد يأباه السياق.
(قالت السابعة: زوجي عَياياء) العَياياء -بفتح العين وياءَين من تحت مع المد- وهو
طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلاًّ لَكِ. قَالَتِ الثَّامِنَةُ زَوْجِى الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ. قَالَتِ التَّاسِعَةُ زَوْجِى رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ،
ــ
الذي لا يقدر على مواقعة النساء، ومن العي قيل أصله في الجمل الذي لا يلقح، ويروى بالغين المعجمة من الغاية وهي الظلمة، أي: لا يهتدي إلى المسلك لغاية عجزه، ويجوز أن يكون ذاك وصفًا له بثقل الروح وعدم الانبساط مع الأهل (طباقاء) -بفتح الطاء [وتشديد] الموحدة والقاف- وهو الأحمق الذي تطبق عليه الأمور، وقيل: هو الذي لا يقدر على مباضعة النساء فهو تأكيد لعياياء فلا خلاف إلا في اللفظ (كل داء له [داء]) أي: كل عيب موجود في الدنيا موجود فيه، وقيل معناه: كل داء فيه بلغ النهاية كقولك في مدح الرجل: هذا الذي رجل (شجك) الشج -بتشديد الجيم- كسر عظم الرأس (أو فلّك) -بتشديد اللام- كسر عظم سائر البدن (أو جمع كلًّا) أي كل واحد من الشج والفك لك تخاطب نفسها واللام فيه للتبيين كما في {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23]، فهو مع عدم ما فيه ما يرضى من الرجال بين كسر عظم الرأس وعظم سائر البدن فأي عيب فوق هذا؟!
(قالت الثامنة: زوجي المسُّ مَسُّ أرنب) أرادت نعومة جسمه فإن الأرنب غاية في ذلك أو كنت بذلك عن حسن أخلاقه وطيب معاشرته (والريح ريح زرنب) -بتقديم المعجمة والباء- نبت طيب الرائحة، واللام في المس والريح قائمة مقام الضمير فلا حاجة إلى الضمير كما في قول: زيد نعم الرجل، وفي رواية النسائي زيادة قولها "وأنا أغلبه والناس تغلب" إشارة إلى المثل السائر: النساء يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام.
(وقالت التاسعة: زوجي رفيع العماد) قال ابن الأثير: العماد والعمود الخشبة التي عليها بناء البيت، يجوز أن تريد بذلك الحقيقة فإن الأعيان منازلهم تكون عالية أو رفعة الشأن كقول الشاعر:
إن الذي رفع السماء بنى لنا
…
بيتًا دعائمه أعز وأطول
فإنه أراد بيت العز والشرف، وكذا قوله:(طويل النجاد) فإنه كناية عن طول القامة وإن
عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ. قَالَتِ الْعَاشِرَةُ زَوْجِى مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ، مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ، وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ. قَالَتِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ زَوْجِى أَبُو زَرْعٍ فَمَا أَبُو زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِىٍّ أُذُنَىَّ، وَمَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَىَّ، وَبَجَّحَنِى فَبَجِحَتْ إِلَىَّ نَفْسِى، وَجَدَنِى فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ،
ــ
لم يكن [طويل] النجاد، والنِجاد -بكسر النون- حمائل السيف (عظيم الرماد) كناية عن الجود وأنه مضاف؛ لأن كثرة الرماد لكثرة إحراق الحطب ويلزمه كثرة الطبخ عادة ولا يكون ذلك إلا لكثرة الأكلة (قريب البيت من الناد) والندي -بفتح النون وكسر الدال وتشديد الياء- موضع اجتماع الناس يسهل الوصول إليه.
(وقالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك) ما استفهامية أرادت به السؤال عن شأنه، وكان القياس: من مالك؛ إلا أنها قصدت الوصف ثم شرحت ما سألت عنه فقالت: هو (خير من ذلك) أي: خير من كل شيء يذكر في شأنه (له إبل كثيرات المبارك) -جمع مبرك- موضع الإناخة، وكثرة المبارك دلت على كثرة الإبل (قليلات المسارح) المواضع التي تسرح فيها للرعي، أرادت أنه يخاف أن يرد عليه ضيف فتكون بعيدة فيقع بطؤ في القرى يحافظ على ذلك (إذا سمعن صوت المزهر) أي: إنها عرفت واعتادت بأن عند ذلك يقع النحْر فيها
…
بهذا أنه يبلغ عليه الضيف قبل نزوله يشرع في أسباب الفرح والسرور (أيقنّ أنهن هوالك) لأن التجربة توجب عليم اليقين.
(قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع) أي: ما وصفه في الناس تقدم شرحه في قول تلك المرأة: مالك وما مالك (أنَاسَ من حلي أذني) يقال: ناس إذا تحرك، وأناس غيره حركه، والحُلي -بضم الحاء وتشديد الياء- جمع حَلي بفتح الحاء.
فإن قلت: ما معنى هذا الكلام؟ قلت: الأذن إذا كانت خالية لا تتحرك بخلاف ما إذا ثقلت بالحلي.
(وملأ من شحم عضدي) أي: أفاض علي أنواع النعم حتى سمنت؛ وذكرت العضد لأنه لا يشاهد دون سائر البدن، أو لأن العضد إنما يظهر السمن فيه بعد كمال السمن (وبجحني) -بفتح الباء وتشديد الجيم بعده حاء مهملة- أي: عظمني وفرحني (فبجحت) أي: تعظمت يقال: فلان تبجح إذا تعظم وافتخر (وجدني في أهل غنيمة) -مصغر غنم- أي: لم يكن لأهلي ثروة وأموال (بشق) -بكسر الباء -أي: بضيق عيش، الجار والمجرور في محل
فَجَعَلَنِى فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ، أُمُّ أَبِى زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِى زَرْعٍ عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ، ابْنُ أَبِى زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِى زَرْعٍ مَضْجِعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ، بِنْتُ أَبِى زَرْعٍ فَمَا
ــ
النصب على الحال، ويروى بفتح الشين أي: في شق جبل، وقيل على الوجهين اسم موضع (فجعلني في أهل صهيل وأطيط) الصهيل: صوت الفرس، والأطيط: صوت الإبل (ودائس) أصله: داوس من الدوس، فعل الفلاحة لإخراج الحبوب في البيادر استدركت بهذا فإن أصحاب المواشي لا يكونون أهل زرع في أكثر الأوقات (ومُنَقّ) -بضم الميم وفتح النون وتشديد القاف- من النقية إخراج الحب من التبن وتصفيته، ويروى بكسر النون قال أبو عبيد: لا أعرفه، وقيل: من النقيق وقيل: صوت المواشي، والفتح أنسب بما تقدمه من الدوس (أقول فلا أقبح) -بضم الهمزة وتشديد الباء المفتوحة -أي: لا أنسب إلى القبح مهما قلت لكرامتي عنده (وأرقد فأتصبح) أي: أدخل في الصباح لقيام غيرها بالخدمة مثل قول امرئ القيس:
لؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
(وأشرب فأتقمح) بالقاف أي: أرتوي، أصله في البعير يقال: قمح البعير إذا رفع رأسه بعد تمام الشرب، ويروى بالنون مكان الميم قيل: هما لغتان، وعن أبي زيد معناه بالنون لا أشرب فوق الري رواه بعضهم المنح بالميم بعده نون من المنحة أي آكل وأطعم غيري، وروي الفتح بالفاء بعده تاء كناية عن سمن جسمها (أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح) -بضم العين والكاف- جمع عَكِم -بفتح العين وكسر الكاف الغزارة، والرداح بفتح الراء المملوءة بالطعام في الأصل مصدر ردح، ولذلك وقع وصفًا للجمع، أو هو خبر مبتدأ محذوف أي: كل واحدة منهما رداح (وبيتها فساح). قال ابن الأثير: هو بضم الفاء، أي: متسع يقال: فسيح وفساح كطويل وطوال (ابن أبي زرع فما ابن [أبي زرع] مضجعه كَمَسَل شطبة) المسل مصدر سل بمعنى المفعول، والشطبة من النخل أي: يشبه الشطبة المسلولة تريد أنَّه نحيف البدن، وهذا مدح في الرجال كالسمن في النساء (ويشبعه ذراع الجَفْرة) -بفتح الجيم وسكون الفاء- ولد الماعز إذا بلغ أربعة أشهر وصفته بقلة الأكل فإنه مدح عند العرب.
بِنْتُ أَبِى زَرْعٍ طَوْعُ أَبِيهَا، وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أَبِى زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِى زَرْعٍ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، وَلَا تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا، قَالَتْ خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِىَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِى وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلاً سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا وَأَخَذَ خَطِّيًّا وَأَرَاحَ عَلَىَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وَأَعْطَانِى مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا
ــ
(بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها) أي: طائعة لهما وأشار بالمصدر للمبالغة، وصفتها ببر الوالدين (وملء كسائها) أي: سمينة (وغيظ جاريتها) من البنات أي: سبب غيظها لقصورهن عن رتبتها.
(جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثًا) أي: لا تنقل ما تسمع للأجانب كسائر الخدم بل أمينة على الأسرار (ولا تنفث ميرتنا تنفيثًا) بضم التاء و [سكون] النون وتشديد الفاء، والميرة -بكسر الميم- المأكولات أي: لا تفرقه وتتلفه، وصفتها بالأمانة وصيانة المال (ولا تملأ بيتنا تعشيشًا) أي: تنظف البيت من القاذورات ولا تدعه كعُشّ الطير فيه العفس وقيل: لا تسرق الطعام فتخفيه كما يفعله الطير في عشه، ورواه في آخر الباب عن هشام ولا تعشش بدل لا تملأ قيل: هو بالعَين المهملة كما شرحناه، وقيل: بالمعجمة من الغش وهو الخيانة (خرج أبو زرعة والأوطاب تمخض) جمع وطيب -بفتح الواو- هو الزق، وتمخض بالخاء المعجمة وضاد كذلك على بناء المجهول أي: يحرك ليخرج الزبد من اللبن (فلقي امرأة معها ولدان كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين) -بفتح الخاء المعجمة- الخاصرة، أرادت برمانتين الثديين، وقيل: أرادت ارتفاع كفلها بحيث إذا نامت على قفاها يخلو ما بين الكفل والكتف بحيث تذهب فيه الرمانة وتجيء فيها لمعان الرمان على هذا الوجه، وهذا وجه حسن لأن الثدي إذا تدلى إلى الخصر لا يشبه الرمان ولا يكون مدحًا.
(فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلًا سريًّا) أي: شريفًا سيدًا في قومه (شريًّا) -بالشين المعجمة -أي: فائقًا مختارًا وشجاعًا مقدامًا من شرى الفرس إذا لج في السير، وهذا أنسب بقولها (أخذ خطيًّا) -بفتح الخاء المعجمة -أي: رمحًا منسوبًا إلى الخط موضع بالبحرين (وأراح علي نعمًا ثريًّا) أي: كثيرًا من الثروة وهو الغَناء (وأعطاني من كل رائحة زوجًا) الرائحة: المواشي التي تروح أي: تأتي من المراعي، والزوج الصنف أي: من كل نوع صنفًا