الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
155 - (60)(42) باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله وهو معتكف في المسجد وهي في بيتها وطهارة سؤرها
579 -
(260)(106)(69) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَال: قَرَأتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالتْ: كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم، إِذَا اعْتَكَفَ، يُدْنِي
ــ
155 -
(60)(42) باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله وهو معتكف في المسجد وهي في بيتها وطهارة سؤرها
579 -
(260)(106)(69)(حدثنا يحيى بن يحيى) بن بكير التميمي أبو زكرياء النيسابوري ثقة من (10) مات سنة (226) روى عنه في (19) بابا، (قال) يحيى (قرأت على مالك) أي أخبرني مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله المدني إمام دار الهجرة ثقة ثبت حجة إمام فقيه من (7) مات سنة (179) روى عنه في (17) بابا (عن) محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله (بن شهاب) الزهريّ أبي بكر المدني ثقة متفق على جلالته وعلمه من (4) مات سنة (125) روى عنه في (23) بابا (عن عروة) بن الزبير بن العوام الأسدي أبي عبد الله المدني ثقة فقيه مشهور من (2) مات سنة (94) روى عنه في (20) بابا (عن عمرة) بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية الفقيهة سيدة نساء التابعين، روت عن عائشة في الوضوء والصلاة والحج والصوم والديات وغيرها، وأم حبيبة وأم سلمة وأختها وكانت أكبر منها، ويروي عنها (ع) وعروة بن الزبير من رواية مالك عن الزهريّ عنه، وخالفه الليث وقال: عن الزهريّ عن عروة، وعمرة عن عائشة، ويحيى بن سعيد الأنصاري في الصلاة، ومحمد بن عبد الرحمن الأنصاري في الصلاة، وأبو بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم وسعد بن سعيد وعبد الله بن أبي بكر وسليمان بن يسار وعبد ربه بن سعيد في الطب، وثقها ابن المديني، وقال ابن معين: ثقة حجة، وقال العجلي: مدنية تابعية ثقة، وقال في التقريب: ثقة من الثالثة ماتت قبل المائة، روى عنها في (6) أبواب (عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه أن رجاله مدنيون إلا يحيى بن يحيى، وأن فيه رواية تابعي عن تابعي (قالت) عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف) أي إذا التبس بالاعتكاف؛ وهو اللبث في المسجد بنية العبادة (يُدني) ويقرب
إِليَّ رَأسَهُ فَأُرَجِّلُهُ، وَكَانَ لا يدخلُ البَيتَ إِلا لِحَاجَةِ الإِنسَانِ
ــ
ويخرج (إلي) بطاقة المسجد (رأسه) وأنا حائض كما في الحديث الآخر وأنا في حجرتي (فأُرَجِّلُه) معطوف على يُدْنِي أي فأسرِّح شعر رأسه (وكان) صلى الله عليه وسلم إذا كان معتكفًا (لا يدخل البيت إلا لـ) قضاء (حاجة الإنسان) بولًا أو غائطًا، وفي حديث آخر (فأغسله) وفي آخر (فأرسله وأنا حائض) وهو بمعنى أرجله، قال القاضي: وجميعها يدل على أن جسد الحائض وثوبها وريقها طاهر ما لم تصبه نجاسة ونحوه لابن مسلمة، وفيه أن مس المرأة زوجها في الاعتكاف لغير لذة وترجيلها شعره ومناولتها الشيء له لا يضر اعتكافه، وأن إخراج المعتكف رأسه من المسجد وغسله شعره وقصه منه ومن ظفره لا يضر اعتكافه، وفيه أن مَن حلف لا يدخل بيتًا فأدخل رأسه لا يحنث لإخراج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه، والمعتكف لا يجوز له الخروج إلا لحاجة الإنسان فإذا خرج لها لا يعود المريض ولا يشتغل بغير ما هو فيه، ويسأل عن المريض وهو مار، ويكلم الناس في طريقه عند خروجه لها ويسلم عليهم في مسيره إليها كل هذا لا يضره، وهذا قول مالك والأوزاعي والشافعي وأبي حنيفة. اهـ من الإكمال، ومنع مالك خروجه للجمعة، وقال: إن خرج فسد اعتكافه، وقال: لا يعتكف إلا في الجامع، واختلف قوله في خروجه لشراء ما يحتاج إليه من طعام وغيره، وأجاز بعض السلف خروجه للجمعة وعيادة المريض وحضوره الجنازة وكل ذلك يأتي في محله إن شاء الله تعالى.
قال النواوي: وفي الحديث أن المعتكف إذا أخرج بعضه من المسجد كيده ورجله ورأسه لم يبطل اعتكافه، ومن حلف أنه لا يدخل دارًا أو لا يخرج منها فأدخل أو أخرج بعضه لا يحنث، وفيه جواز استخدام الزوجة في الغسل والطبخ والخبر وغيرها برضاها؛ وعلى هذا تظاهرت دلائل السنة وعمل السلف وإجماع الأمة، وأما بغير رضاها فلا يجوز لأن الواجب عليها تمكين الزوج من نفسها وملازمة بيته فقط، والله سبحانه وتعالى أعلم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود في باب الصوم عن القعنبي، والنسائي في الاعتكاف عن محمَّد بن سلمة كلاهما عن مالك عن الزهريّ، وقال أبو داود: لم يتابع مالكًا أحد على قوله عروة عن عمرة. اهـ تحفة.
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عائشة فقال:
585 -
(00)(00)(00) وحدّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيثٌ. ح وَحَدَّثَنَا محمد بْنُ رُمْحٍ. قَال: أَخْبَرَنَا الليثُ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، أنْ عَائِشَةَ زَوْجَ النبِي صلى الله عليه وسلم قَالتْ: إِنْ كُنْتُ لأدخُلُ الْبَيتَ لِلْحَاجَةِ، وَالْمَرِيضُ فِيهِ، فَمَا أَسْأَلُ عَنْهُ إِلا وَأَنَا مَارَّةٌ. وَإِنْ كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لَيُدْخِلُ عَلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ في الْمَسْجِدِ فَأُرَجِّلُهُ. وَكَانَ لا يدخلُ الْبَيتَ إِلا لِحَاجَةٍ، إِذَا كَانَ مُعْتَكِفًا.
وَقَال ابْنُ رُمْحِ: إِذَا كَانُوا مُعْتَكِفِينَ
ــ
580 -
(00)(00)(00)(وحدثنا قتيبة بن سعيد) الثقفي أبو رجاء البغلاني (حدثنا ليث) بن سعد المصري (ح وحدثنا محمَّد بن رمح) بن المهاجر المصري (قال أخبرنا الليث عن ابن شهاب) الزهريّ المدني (عن عروة وعمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان مصريان أو مصري وبغلاني، وغرضه بسوقه بيان متابعة ليث لمالك في رواية هذا الحديث عن ابن شهاب، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى بالزيادة وفي بعض الكلمات.
(قالت) عائشة (إنْ كنتُ) إن مخففة من الثقيلة بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها أي إن الشأن والحال كنت أنا (لأدخل البيت) أي لأدخل بيتي في زمن اعتكافي (لـ) قضاء ا (لحاجة) بولًا أو غائطًا (والمريض) أي والحال أن المريض (فيه) أي في بيتنا (فما أسأل عنه) أي عن حال ذلك المريض هل هو طيب الحال أم لا (إلا و) الحال (أنا مَارَّةٌ) في طريقي لقضاء الحاجة ولا أُعَرِّجُ عن طريقي إليه لئلا يبطل اعتكافي (وإن كان) أي وانَّ الشأن والحال كان (رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُدْخِل عليّ) بالطاقة وأنا في بيتي (رأسَه وهو) أي والحال أنه صلى الله عليه وسلم (في المسجد فأرجله) أي فأسرح له شعر رأسه (وكان) صلى الله عليه وسلم في عادته إلا يدخل البيت إلا (لـ) قضاء (حاجة) الإنسان من بول أو غائط (إذا كان معتكفًا، وقال ابن رمح) في روايته (إذا كانوا معتكفين) بصيغة الجمع فالجمع للتعظيم أو المراد النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه في الاعتكاف من الأصحاب، وفي هامش بعض المتون قوله (إذا كانوا) يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه (معتكفين) أي في المسجد (فإنه عليه السلام قد كان أذن لبعضهن
581 -
(00)(00)(00) وحدّثني هَارُونُ بْنُ سعيدٍ الأَيلِي. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ نَوْفَل، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبَيرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، أَيها قَالتْ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُخْرِجُ إِلي رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ. وَهُوَ مُجَاورٌ
ــ
في ذلك) كما رواه البخاري وهو المناسب لما قبله من قولها إن كنت لأدخل البيت .. إلخ .. فإنه ينبيء عن اعتكافها أيضًا كما قدمنا، والمعتكف لا يشتغل بغير ما هو فيه. اهـ منه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
581 -
(00)(00)(00)(وحدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي (الأيلي) ثقة من (10) مات سنة (253) روى عن ابن وهب في الإيمان والوضوء وغيرهما، قال أبو حاتم: شيخ وقال: لا بأس به، وقال في موضع آخر: ثقة، وقال ابن يونس: ثقة، وكان قد ضَعُفَ ولزم بيته، وقال أبو عمر الكندي: كان فقيهًا من أصحاب ابن وهب. اهـ من هامش الأصبهاني. قال (حدثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمَّد المصري ثقة من (9) مات سنة (197) روى عنه في (13) بابا، قال (أخبرني عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري مولاهم أبو أمية المصري ثقة فقيه من (7) مات سنة (148) روى عنه في (13) بابا (عن محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل) بن الأسود الأسدي أبي الأسود المدني يتيم عروة ثقة من السادسة مات سنة (133) روى عنه في (6) أبواب (عن عروة بن الزبير) بن العوام الأسدي أبي عبد الله المدني ثقة أحد الفقهاء السبعة من (2) مات سنة (94) مولده في أوائل خلافة عمر الفاروق، روى عنه في (20) بابا (عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان مصريان وواحد أيلي، وغرضه بسوقه بيان متابعة محمَّد بن عبد الرحمن لابن شهاب في رواية هذا الحديث عن عروة بن الزبير، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما بين الروايتين من المخالفة.
(أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخْرِج إليّ) وأنا في البيت (رأسه من المسجد) بطاقته (وهو) صلى الله عليه وسلم (مجاور) أي معتكف كما في رواية
فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ.
582 -
(00)(00)(00) وحدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا أَبُو خَيثَمَةَ عَنْ هِشامٍ. أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ؛ أَيها قَالتْ: كَانِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ وَأَنَا في حُجْرَتِي. فَأُرَجِّلُ رَأْسَهُ وَأنَا حَائِضٌ
ــ
أخرى (فأغسله) أي فأغسل شعر رأسه (وأنا حائض) أي مُلْتَبِسَةٌ بالحيض، وعند الصدفي (وأنا حائضة) بالتاء، والوجهان صحيحان كريح عاصف وعاصفة، فوجه التاء جريانه على حاضت فعل مؤنث، والصحيح في توجيه إثباتها أنه على النسب أي ذات حيض كمرضع وطالق، وقيل: لأنه من الصفات غير المشتركة فاستغنى فيه من علامة التأنيث. اهـ إكمال المعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذه الرواية أحمد [6/ 181] والبخاري [295] وأبو داود [2467] والترمذي [804] والنسائي [1/ 193].
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
582 -
(00)(00)(00)(وحدثنا يحيى بن يحيى) بن بكير التميمي أبو زكرياء النيسابوري ثقة من (10) قال (أخبرنا أبو خيثمة) زهير بن معاوية بن حُدَيج بضم المهملة الأولى مصغرًا آخره جيم بن الرجيل مصغرًا بن زهير بن خيثمة الجعفي الكوفي، قال أبو زرعة: ثقة إلا أنه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط، وقال في التقريب: ثقة ثبت من (7) مات سنة (173) وكان مولده سنة (100) روى عنه في (10) أبواب (عن هشام) بن عروة بن الزبير الأسدي أبي المنذر المدني ثقة فقيه ربما دلس من (5) مات سنة (145) روى عنه في (16) بابا، قال (أخبرنا) أبي (عروة) بن الزبير الأسدي المدني (عن عائشة) وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد كوفي وواحد نيسابوري، وغرضه بسوقه بيان متابعة هشام لابن شهاب ومحمد بن عبد الرحمن في رواية هذا الحديث عن عروة (أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدْنِي) ويقرب ويخرج من المسجد (إلي رأسه و) الحال (أنا في حجرتي) أي في بيتي (فاُرَجِّل) أي فأسرح شعر (رأسه وأنا حائض).
ثم ذكر المؤلف المتابعة رابعًا فقال:
583 -
(00)(00)(00) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا حُسَينُ بْنُ عَلِيّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأسوَدِ، عَنْ عَالشَةَ؛ قَالتْ: كُنْتُ أَغْسِلُ رَأْسَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِضٌ
ــ
583 -
(00)(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي ثقة من (10) قال (حدثنا حسين بن علي) بن الوليد الجعفي مولاهم نسبة إلى جُعْف بضم الجيم وسكون العين ابن سعد العُشَيرَة أبو محمَّد الكوفي ثقة من (9) مات سنة (203) روى عنه في (3) أبواب (عن زائدة) بن قدامة الثقفي أبي الصلت الكوفي ثقة ثبت من (7) مات سنة (160) روى عنه في (10) وليس في مسلم زائدة إلا هذا الثقة (عن منصور) بن المعتمر السلمي أبي عتَاب الكوفي ثقة ثبت لا يدلس من (5) مات سنة (132) روى عنه في (19) بابا (عن إبراهيم) بن يزيد بن قيس النخعي أبي عمران الكوفي الفقيه يرسل كثيرًا ثقة من (3) مات سنة (96) روى عنه في (11) بابا (عن الأسود) بن يزيد بن قيس النخعي أبي عمرو الكوفي ثقة مخضرم فقيه مكثر من (2) مات سنة (75) روى عنه في (5) أبواب (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سباعياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلا عائشة، وغرضه بسوقه بيان متابعة الأسود لعروة في رواية هذا الحديث عن عائشة (قالت) عائشة (كنت أغسل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شعر رأسه وهو معتكف في المسجد (وأنا حائض) في حجرتي كما في روايةٍ أخرى. ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث عائشة وذكر فيه أربع متابعات، والله سبحانه وتعالى أعلم.
***