الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
187 - (92)(74) باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء
725 -
(337)(183)(147) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ. وَقَال يَحْيَى أَيضًا: أَخْبَرَنَا هُشَيمٌ. كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيبٍ، عَنْ أَنَسٍ. (فِي حَدِيثِ حَمَّادٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ. وَفِي حَدِيثِ هُشَيمٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ). قَال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ"
ــ
187 -
(92)(74) باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء
725 -
(337)(183)(147)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي أبو زكرياء النيسابوري ثقة، من (10) مات سنة (226) روى عنه في (19) بابا (أخبرنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي أبو إسماعيل البصري ثقة ثبت فقيه، من كبار (8) مات سنة (179) روى عنه في (14) بابا (وقال يحيى) بن يحيى (أيضًا) أي كما قال أولًا أخبرنا حماد فهو مفعول مطلق لفعل محذوف وجوبًا لقيامه مقامه؛ تقديره آض يحيى أيضًا أي رجع إلى الإخبار ثانيًا رجوعًا، والجملة المحذوفة حال من يحيى أي قال يحيى حالة كونه آئضًا أي راجعا إلى الإخبار ثانيًا (أخبرنا هشيم) بن بشير بوزن عظيم بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من (7) مات سنة (183) روى عنه في (18) بابا (كلاهما) أي كل من حماد وهشيم رويا (عن عبد العزيز بن صهيب) البناني البصري الأعمى، وثقه ابن سعد والعجلي والنسائي وابن معين، وقال أحمد: ثقة ثقة، من (4) مات سنة (130) روى عنه في (6) أبواب (عن أنس) بن مالك رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد نيسابوري أو اثنان بصريان وواحد واسطي وواحد نيسابوري (في حديث حماد) وروايته (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء) أي إذا أراد دخول الخلاء قبل دخوله لأن الذكر مكروه في الخلاء كما مر، والخلاء بالفتح والمد وكذا الكنيف والمرحاض والحُشُّ كلها موضع قضاء الحاجة، سمي خلاء لخلوه من الناس، كنى به عن الحدث لأنه يفعل في خلوة، وكنيفًا من الكنف؛ وهو الستر لأنه يستر قاضي الحاجة (وفي حديث هشيم) وروايته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الكنيف) أي الخلاء (قال: اللهم إني أعوذ بك) أي ألوذ بك وألتجئ إليك (من) شر (الخبث) وضررهم (و) من شر (الخبائث) وإذايتهن، والخُبُث
726 -
(00)(00)(00) وحدَّثنا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، (وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَقَال:"أَعُوذ بِاللهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ"
ــ
بضمتين وقد يخفف بإسكان وسطه جمع الخبيث كالسبل والسبيل وهم ذكران الشياطين، والخبائث جمع الخبيثة وهن إناثهم، وخص الخلاء لأن الشياطين تحضر الأخلية لأنه يهجر فيه ذكر الله تعالى أو تأكل الخارج لأنهم قذرون يحبون الأقذار اهـ من النهاية والمرقاة. وقيل الخبث الشياطين والخبائث البول والغائط، استعاذ أولًا من الشياطين لأنها تضاحك عند كشف العورة للبراز، فإذا ذكر الله تعالى هربت ثم استعاذ ثانيًا من البول والغائط أن يناله منهما أذى. وقال ابن الأعرابي: الخبيث في كلام العرب المكروه وهو ضد الطيب، قال أبو الهيثم: الخبث بالضم جمع خبيث وهو الذكر من الشياطين، والخبائث جمع خبيثة وهي الأنثى منهم، ويعني أنه صلى الله عليه وسلم تعوذ من ذكورهم وإناثهم ونحوه، قال الخطابي وقال الداودي: الخبُث الشياطين والخبائث المعاصي، وأما بسكون الباء فقيل فيه إنه المكروه مطلقًا، وقيل إنه الكفر والخبائث الشياطين قاله ابن الأنباري، وقيل الخبائث البول والغائط كما قال "لا تُدَافِعوا الأخبثين الغائط والبول في الصلاة" رواه الطحاوي في مشكل الآثار [2/ 405] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه اهـ من المفهم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 99] والبخاري [142] وأبو داود [4] والترمذي [5] والنسائي [1/ 20] وابن ماجه [296].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
726 -
(00)(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي (وزهير بن حرب) الحرشي النسائي (قالا حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم الأسدي أبو بشر البصري، وأتى بهو في قوله (وهو ابن علية) اسم أمه إشارة إلى أن هذه النسبة من زيادته (عن عبد العزيز) بن صهيب البناني البصري، وقوله (بهذا الإسناد) متعلق بقوله حدثنا إسماعيل لأنه العامل في المتابع، واسم الإشارة راجع إلى ما بعد شيخ المتابع وهو حماد وهشيم أي حدثنا إسماعيل عن عبد العزيز عن أنس هذا الحديث السابق (و) لكن (قال) إسماعيل في روايته (أعوذ بالله من الخبث والخبائث) بحذف اللهم وبإبدال الضمير بلفظ الجلالة. وهذا السند من رباعياته أيضًا رجاله ثلاثة بصريون وواحد إما كوفي أو
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
نسائي، وغرضه بسوقه بيان متابعة إسماعيل بن علية لحماد وهشيم في رواية هذا الحديث عن عبد العزيز بن صهيب، وفائدتها بيان كثرة طرقه مع بيان محل المخالفة، وقد روى أبو داود في المراسيل عن الحسن أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الخلاء قال "اللهم إني أعوذ بك من الخبيث المخبث الرجس النجس الشيطان الرجيم" فأتى بالخبيث للجنس وأكده بالمُخْبِث، والعرب تقول خبيث مخبِثٌ ومخبثان إذا بالغت في ذلك.
ويستنبط من هذا الحديث كراهة ذكر الله تعالى وقراءة القرآن في هذه المواضع المعتادة للحدث فلو لم يتعوذ عند الدخول ناسيًا فهل يتعوذ بعد الدخول أو لا؟ فعن مالك في ذلك قولان، وكرهه جماعة من السلف كابن عباس وعطاء والشعبي، وأجاز ذكر الله في الكنيف وعلى كل حال جماعةٌ منهم كعبد الله بن عمر وابن سيرين والنخعي متمسكين بحديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه، وكذلك اختلفوا في دخول الخلاء بالخاتم فيه اسم الله تعالى. اهـ مفهم.
***