الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول: تعريف البطاقة الذكية
أولاً: التعريف بالبطاقة
البطاقة الذكية واحدة من آخر الإصدارات في عالم تكنولوجيا المعلومات وهي تحتوي على شريحة الكترونية مدمجة في بطاقة شبيهة في حجمها ببطاقة الدفع البلاستيكية الممغنطة الشريحة، تخزن المعلومات الالكترونية وبعض البرامج المحمية ببعض أنظمة الحماية المتطورة، وشريحة البطاقة الذكية تتواصل مع القارئ بواسطة تلامس محسوس أو بواسطة موجات الراديو بالاعتماد على التصميم المسبق للنظام والبطاقة مع القارئ تشكلان نظاماً متكاملاً لخدمة كثير من التطبيقات المختلفة.
وهي تعمل كجهاز تحكم حيث إنها تجعل المعلومات العملية والشخصية متاحة فقط لمستخدمين محددين، وتقدم خدمات أخرى وهي تمكين الأشخاص من الشراء وكذلك توفر البطاقة الذكية إمكانية نقل المعلومات الآمن.
والبطاقة الذكية مشابهة للبطاقة البلاستيكية الممغنطة المعروفة ولكنها أكثر قوة وأماناً. وكل بطاقة تحتوي على شريحة إلكترونية يمكنها تخزين الكثير من المعلومات مثل المعلومات الشخصية لحامل البطاقة (تاريخ الميلاد، العنوان، الملف الطبي، الحسابات البنكية، صلاحيات الدخول لشبكات الكمبيوتر، .. )، ونظام الأمان الموجود بالبطاقة يعتمد على مجموعة من
المعايير التي قد تحتوي على أرقام سرية، وكلمة سر ومفاتيح عامة وخاصة
(خوارزميات تشفير معقدة) تحفظ في الشريحة. (1)
وقد يظهر أن هناك شبهاً بين هذا النوع وبين بطاقات القيمة المخزنة، لكن الفرق بينهما جوهري جداً. فبطاقات القيمة المخزنة لا يمكن معها تخزين نقود حقيقية، وإنما تبرمج البطاقة عن طريق الشريط الممغنط لتشغل آلة ما، وهي لذلك لا تستطيع التخاطب مباشرة مع الحواسيب الآلية في البنوك التجارية، أو أجهزة الصراف الآلي. وأما هذا النوع فهو قادر ـ بالإضافة إلى ما سبق ـ على تخزين النقود مرة بعد مرة من الحساب الشخصي لحاملها، بل وتعبئتها بعملات مختلفة (2).
وكان أول اختراع للبطاقة الذكية من قِبل العالم الألماني (Helmut Grottrup) وزميله (Jurgen Dethloff) عام (1968 م)، وسُجّلت براءة الاختراع رسمياً عام (1982 م)، وأول استخدام فعلي للبطاقات الذكية كان في فرنسا لبطاقات الهاتف مسبقة الدفع عام (1983 م)(3).
(1) مترجم عبر قوقل من:
…
http://www 1.kfupm.edu.sa/smartcard/arabicweb/whatisa.htm وانظر بمعناه بحث محكم بعنوان بطاقات المعاملات المالية ماهيتها وأحكامها، للدكتور/ عبد الله بن سليمان بن عبد العزيز الباحوث، الأستاذ في قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية، كلية الشريعة بالرياض. مجلة العدل العدد (27)، سنة (1426 هـ).
(2)
البطاقات اللدائنية (ص: 140) وما بعدها.
(3)
مركز التميز لأمن المعلومات، وزارة التعليم العالي، جامعة الملك سعود بالرياض، على موقعه على شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) على هذا الرابط: http://coeia.edu.sa/ar/asuurance-awarness/articles/53 - smart-card-and-biometrics-security/746 - smart-cards.html ومترجم عن
http://en.wikipedia.org/wiki/Smart_card
http://en.wikipedia.org/wiki/Contactless_smart_card
http://en.wikipedia.org/wiki/RFID
http://www.tiresias.org/research/reports/national_smart_card_project.htm
ثانياً: تعريف البطاقة:
من المعلومات القليلة المتوفرة حول هذه البطاقة، أستطيع القول إنها تختلف عن غيرها من البطاقات المتعارف عليها حتى الآن في بلداننا العربية، وقد عرفت بتعريفات كثيرة أهمها ما يلي:
"بطاقة بلاستيكية تحتوي على شريحة كمبيوتر، يمكنها تخزين قدر أكبر من المعلومات مقارنة بما يحتويه الشريط الممغنط الموجود خلف البطاقة التقليدية، كما تعمل الشريحة ككمبيوتر مركزي لتغيير المعلومات التي تحتويه البطاقة عقب كل استخدام لها"(1).
وعرفها آخرون بقولهم:
"هي عبارة عن كرت بلاستيكي يتشابه من حيث الحجم والشكل بكروت الائتمان (credit card) أو بطاقات الوفاء أو الخصم الفوري (Debit Card) ولكنه مزود بكمبيوتر صغير mini computer)) به ذاكرة تسمح بتخزين بيانات يمكن استدعاؤها بطريقة منظمة، وتسمح كذلك بتخزين وحدات إلكترونية يمكن استخدامها في الوفاء"(2).
(1) التجارة الإلكترونية وأحكامها في الفقه الإسلامي (ص: 415)، سلطان بن إبراهيم الهاشمي، دار كنوز اشبيليا، ط (1432 هـ، 2011 م)، الطبعة الأولى.
(2)
محفظة النقود الإلكترونية (ص: 106)، الدكتور شريف محمد غانم، من بحوث مؤتمر الأعمال المصرفية الإلكترونية بين الشريعة والقانون.
وهذان التعريفان يمثلان أدق ما عُرفت به هذه البطاقة، ولكنهما عند الملاحظة نجد أنهما أطنبا بذكر العرضيات والأوصاف، بما يتنافى مع الحدود المرتضاة عند أصحاب الفن.
التعريف المختار:
وللوقوف على التعريف الأدق يمكن القول بأنها عبارة عن:
"بطاقة مصرفية إلكترونية حاسوبية، تخزن فيها النقود فعلياً، تصدرها شركة عالمية، ذات خدمات عديدة".
- شرح التعريف
قولنا: بطاقة مصرفية، جنس قريب يخرج عامة البطاقات الأخرى، غير المصرفية.
قولنا: إلكترونية حاسوبية، فصل قريب يخرج أشباهها من البطاقات المصرفي غير الإلكترونية، أو الإلكترونية غير الحاسوبية والتي لا تعمل عمل البطاقة الذكية الحاسوبية في التخزين الكبير للمعلومات.
قولنا: تخزن فيها النقود فعلياً، تصدرها شركة عالمية، ذات خدمات عديدة، صفات عرضية لبيان الماهية وتوضيحها.
* يتضح من التعريف السابق أن مكونات البطاقة ما يلي (1):
1) بطاقة بلاستيكية مزودة بذاكرة إلكترونية تسمح بالتخزين والاستدعاء، وهو ما يسمى الكارت الذكي Smart Card))
(1) انظر محفظة النقود الإلكترونية (ص: 106)، بتصرف.
2) الوحدات التي يتم شحنها على الكارت وتسمى بالوحدات الإلكترونية
Electrinic Unites))
3) شحن الوحدات على الكارت بشكل مسبق على استخدامها في عملية الدفع ويسمى الدفع المقدم أو الدفع المسبق Prepayment)) .
- الفرق بين البطاقة الذكية وغيرها من أنواع البطاقات
إن التشابه الخارجي لحد ما لا يجعل البطاقات متحدة في الخصائص والمهام إطلاقاً، ولذا فإن الفرق جوهري بين البطاقة الذكية وغيرها من البطاقات المصرفية الأخرى، وحتى يتضح الفرق نورد أولاً:
أوجه التشابه:
* تتشابه مع غيرها من حيث الشكل والمظهر لحد ما
* تقوم بما تقوم به غيرها من البطاقات من الشراء عبر نقاط البيع، والتحويل المصرفي وإن كانت الطرق تختلف لحد كبير كما سيأتي في بيان عملها.
أوجة الفرق:
* تختلف عن غيرها في أنها تحوي على شريحة حاسوبية ذات ذاكرة كبيرة.
* تعمل عن طريق الحاسب الآلي، أو الموجات الراديوية كما سيأتي.
* تستخدم كمحفظة إلكترونية للنقود بحيث يمكن شحنها بالنقود الإلكترونية في صورة وحدات رقمية لا وحدات استهلاكية، ويتم استخدامها للوفاء بقيمة
السلع والخدمات، وتنشأ عنها قيمة مالية حقيقية تكون جاهزة للسداد، بمعنى أنها تحوي نقوداً حقيقية ولكن بشكل رقمي إلكتروني، بخلاف غيرها من البطاقات التي يتم شحنها بوحدات استهلاكية تتناقص بالاستخدام إلى أن تنتهي، ثم يعاد شحنها مرة أخرى بوحدات جديدة.
* يمثل الدفع بالبطاقات الأخرى فكرة الدفع اللاحق التي لا تجعل الدفع نهائياً إلا بعد موافقة البنك؛ ولهذا السبب يشكك البعض في مدى اعتبار هذه البطاقات وسيلة من وسائل الدفع، ويرون أنها تعد وسيلة ائتمان فقط على أساس أنه لا يترتب عليها دفع حال أو فوري، أما الدفع بالبطاقة الذكية أو المحفظة الإلكترونية فإنه يعد نهائياً منذ وصول الوحدات إلى الكارت الخاص بمحفظة التاجر، وبالتالي يترتب على استخدامها دفع حال (1).
* إن الدفع لا يكون مباشراً إذا تم بطريق البطاقات العادية. فهي لا تحمل في ذاتها نقوداً يتم السداد بها، وما هي إلا وسيلة لربط العميل بحسابه البنكي حيث يتم السداد من الحساب مباشرة .. بينما الأمر على خلاف ذلك بالنسبة للدفع عن طريق هذه البطاقة، فهي تحتوي بذاتها على أموال في صورة وحدات إلكترونية، وهذه الوحدات تعبر عن قيم مالية تستخدم مباشرة في السداد، دون الحاجة إلى طرف ثالث، فهي لا تحتاج إلا لطرفين هما
(1) انظر RENAUDIN (P.) ، op. cit.، p. (15) نقلاً عن محفظة النقود الإلكترونية (ص: 123).
المستهلك والتاجر، أما الطرف الثالث وهو مصدر هذه الوحدات فإن دوره يقتصر على منح المستهلك هذه الوحدات من البداية وقبل عملية الشراء (1).
(1) المصدر السابق بتصرف يسير.