الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلطانِ واجبةٌ على الرعية سواءٌ كان السلطان ظالمًا أو عادلًا، إذا لم يأمرْهم بالمعصية.
والمسألةُ الأُولى: تدلُّ على أن الجهاد واجبٌ، وطاعةَ السلطان واجبةٌ، وأن السلطان لا ينعزِلُ بالفِسق.
والمسألة الثانية: تدلُّ على جوازِ الصلاةِ خلفَ الفاسقِ، وكذا المبتدع، إذا لم يكنْ ما يقولُ كفرًا.
والمسألة الثالثة: تدلُّ على جوازِ صلاةِ الفاسقِ، وعلى أن الكبيرةَ لا تُحبطُ العملَ الصالحَ.
* * *
26 - باب ما علَى الإِمامِ
(باب ما على الإمام)
قوله: "ما على الإمام"، أي: على الإمام تخفيفُ الصلاةِ من غيرِ أن يترُكَ شيئًا من الأركان والسنن، لكنْ لا يُطوِّلُ القراءةَ والأذكارَ كي لا يمل المأمومون ويتركوا صلاة الجماعة من خَوْفِ المَلَالة.
* * *
مِنَ الصِّحَاحِ:
808 -
قال أنس رضي الله عنه: ما صليتُ وراءَ إمامٍ قطُّ أخفَّ صلاةً ولا أَتَمَّ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإنْ كانَ ليَسمعُ بكاءَ الصبيِّ فيُخففُ مخافةَ أن تُفتَنَ أمُّه.
قوله: "أخفَّ"؛ أي: أخف في تَرْكِ تطويلِ القراءة والأَذْكار.
قوله: "ولا أَتَمَّ"؛ أي: في الإتيان بالأركان والسنن.
"أن تُفْتَنَ أمُّه"؛ أي: يُشَوَّشَ قلبُها بسبب بكاء ولدِها، ويزولَ ذوقُها وحضورُها في الصلاة.
* * *
809 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأدخلُ في الصلاةِ وأنا أُريدُ إطالَتها، فأَسمعُ بكاءَ الصَّبيِّ، فأَتَجوَّزُ في صلاتي مما أعلمُ من شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ من بكائه".
قوله: "فأَتَجَوَّزُ"؛ أي: فأقتصرُ ولم أطول القراءةَ والأذكارَ كي لا يُشَوَّشَ قلبُ أمِّ الصبيِّ.
(الوجدُ): الحزن.
رواه أبو قَتَادة.
* * *
811 -
عن قَيْس بن أبي حازِم قال: أخبرني أبو مَسْعود رضي الله عنه: أنَّ رجلاً قال: والله يا رسولَ الله، إني لأتأخَّرُ عن صلاةِ الغَداةِ من أجلِ فلانٍ مما يُطيلُ بنا، فما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم موعظةٍ أشدَّ غضَبًا منه يومئذٍ، ثم قال:"إنَّ منكم مُنَفِّرين، فأَيُّكم ما صلى بالناسِ فليتجوَّز، فإنَّ فيهم الضعيفَ والكبيرَ وذا الحاجةِ".
قوله: "إنَّ منكم منفِّرِين، فأيُّكم ما صلَّى بالناس فليتجَوَّزْ"؛ أي: فليَقْتَصِر؛ يعني: بعضُ الأئمة يطوِّلُون الصلاةَ، ويعجزُ الناسُ عن متابعتهم إما لضَعْفٍ فيهم، أو لشغلٍ والتفاتِ خاطرٍ إلى أمرٍ وشغلٍ لهم، فيترُكُون صلاةَ