الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"قل كما يقولون"؛ أي: إذا قلت ما يقول المؤذن حصل لك الثوابُ.
"فسل تُعطَ"؛ يعني: إذا فرغت، فاطلب ما تريد من الله تعالى، يعطك.
* * *
فصل
مِنَ الصِّحَاحِ:
471 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ بلالاً يُنادي بالليل، فكُلوا واشربُوا حتَّى يُنادي ابن أُمَّ مَكْتُوم".
قوله: "إن بلالًا ينادي بليل"؛ يعني: لا يحرم أكل السحور على الصائم بأذان بلال؛ لأنه يؤذن قبل الصبح، ولكن يحرم بأذان ابن أم مكتوم؛ لأنه يؤذن بعد الصبح.
"ابن أمِّ مكتوم" اسمه: عبد الله، واسم أبيه: قيس بن زائدة بن الأصم، وهو قرشي عامري، واسم أمه: عاتكة بنت عبد الله بن عَنْكَثَةَ (1) المخزومية، والمراد بمكتوم: عبد الله، سمي بذلك؛ لأنه ضرير.
* * *
472 -
وقال: "لا يَمنعنَّكُمْ مِنْ سُحورِكُم أذانُ بلالٍ، ولا الفجرُ المُستَطِيلُ، ولكن المُسْتَطِيرُ في الأُفُق"، رواه سَمُرة بن جُنْدُب.
قوله: "ولا الفجر المستطيل"، (المستطيل): الطويل، وأراد بالفجر المستطيل: الصبح الكاذب، وُصِف بالمستطيل؛ لأنه يرتفع قبل السماء طويلًا،
(1) في "ش" و"ت" و"ق": "عتيكة"، والصواب ما أثبت.
ولا يتفرَّق نوره، ثم يزول، ثم بعد زواله بزمانٍ يظهر الصبح الصادق.
"وهو يستطير"؛ أي: يتفرَّق نورُهُ في جانب الأفق.
و"الأفق": جانب السماء والأرض.
* * *
473 -
وقال مالك بن الحُوَيْرِث رضي الله عنه: قدمتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنا وابن عمَّ لي، فقال لنا:"إذا سافَرْتُما فأَذَّنا، وأقِيما، ولْيَؤُمَّكُما أكْبَرُكُما".
قوله: "فأذِّنا"؛ يعني: الأذان لا يختصُّ بالأكبر والأفضل، والإمامة تختصُّ بالأكبر والأفضل.
جد "مالك": أشيمُ، وهو ليثي.
* * *
474 -
وقال: "صَلُّوا كما رأَيْتُمُوني أُصلَّي، فإذا حَضَرتِ الصَّلاةُ فلْيُؤَذَّنْ لكُمْ أحدُكُمْ، ثمَّ لِيَؤُمُّكُمْ أكبرُكُمْ".
قوله: "صلُّوا كما رأيتموني"؛ يعني: اجعلوا ركوعكم وسجودكم وسائرَ أركان الصلاة مثلَ ما رأيتموني أفعلُ.
* * *
475 -
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ قفَلَ مِنْ خَيْبَرَ سارَ ليلةً، حتَّى إذا أدركَهُ الكَرَى عرَّسَ، ونامَ هو وأصحابُهُ، فلمْ يستيقِظْ أحد مِنَ الصَّحابَةِ حتى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ، فكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أوَّلَهُمْ استِيقاظًا، فقال:"اقتادُوا"، فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُم شيئًا، ثمَّ تَوَضَّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرَ بلالاً فأقامَ الصَّلاةَ، فصلَّى بهِمُ الصُّبْحَ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قال: "مَنْ نَسِيَ الصَّلاة فَلْيُصَلِّها
إذا ذكرَها، فإنَّ الله تعالى قال:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ".
قوله: "قفل"؛ أي: رجع من غزو خيبر إلى المدينة.
"الكرى": النوم، و"عرَّس تعريسًا": إذا نزل في آخر الليل للاستراحة.
"ضربتهم"؛ أي: وقع حرُّ الشمس عليهم.
"فقال: اقتادوا"؛ أي: قال لهم رسول الله عليه السلام: اقتادوا؛ أي: اطردوا وسوقوا رواحلَكُم من هذا الموضع إلى موضع آخر، "فاقتادوا رواحلهم شيئًا"؛ أي: اذهبوا من ثَمَّ مسافة قليلة.
قيل: إنما لم يقضِ رسولُ الله عليه السلام في الموضع الذي استيقظَ فيه؛ لأنه موضعٌ غلب عليهم الشيطانُ فيه، فساروا إلى موضع آخر.
وقيل: إنما لم يصلوا ثَمَّ، بل أخَّروا الصلاة؛ لترتفع الشمس؛ ليخرج وقتُ الكراهية، وهذا عند أبي حنيفة؛ لأنه يكره الصلاة عند طلوع الشمس والاستواء وعند الغروب، سواء كان للصلاة سببٌ أو لم يكن.
وعند الشافعي: لا يكره إذا كان لها سببٌ، كالفائتة وغيرها.
قوله: "فأقام الصلاة" ذكر في هذا الحديث الإقامة للفائتة، ولم يذكر الأذان؛ فعند أبي حنيفة: يؤذن ويقيم للفائتة، وعند الشافعي قولان: الأظهر: أنه يقيم ولا يؤذن.
قوله تعالى: " {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] ": ذكر شرحه في الحديث الذي قبل حِسَانِ (باب تعجيل الصلاة).
* * *
477 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ فلا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوها تَمشُون، وعلَيْكُمُ السَّكينَة، فما أدْرَكْتُمْ فصَلُّوا،