الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومعناه ما ذكرَه رسولُ الله عليه السلام في هذا الحديث، والضمير في (منه) راجعٌ إلى يوم الجمعة.
* * *
42 - باب وجوبها
(باب وجوبها)
مِنَ الصِّحَاحِ:
963 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيَنْتَهِيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجماعاتِ، أو ليختِمنَّ الله على قُلوبهم، ثم لَيكونُنَّ من الغافلين".
"عن وَدْعِهم"؛ أي: عن تَرْكِهم، يعني: من خالفَ أمرًا من أوامرِ الله تعالى ورسولهِ يَظْهَر في قلبهِ نكتةٌ سوداء، فإذا تركَ أمرًا تظهر نكتةٌ أخرى في قلبه، ثم كذلك حتى يسودَّ قلبُه، فإذا اسودَّ قلبُه يغلبُ عليه الفِسْقُ والفجور والغَفْلَةُ والتباعُدُ من رحمةِ الله تعالى، فإن تاب؛ فبقدْرِ ما يبُعد عن المعاصي، وتركِ النواهي تزولُ تلك النُّكَت نكتةً بعد نكتةٍ من قلبه حتى ابيضَّ قلبه، ويغلبُ حينئذٍ عليه الصلاحُ والتقوى والقربُ من رحمة الله تعالى.
* * *
مِنَ الحِسَان:
964 -
عن أبي الجَعْد الضَّمْري: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن ترَكَ ثلاثَ جُمَعٍ تَهاونًا بها طَبَعَ الله على قلْبهِ".
قوله: "تهاوُنًا بها"؛ أي: عن التقصير لا مِن عُذْرٍ.
"طَبَعَ الله تعالى"؛ أي: ختمَ الله، ولم يُعرَفْ لأبي الجَعْد روايةُ حديثٍ غيرِ هذا الحديث، واسم "أبي جَعْد": أَدْرَع بن بكرِ بن عبد مناةَ من بني ضَمْرة.
* * *
965 -
وقال: "مَن تركَ الجمُعةَ من غيرِ عُذْرٍ فليتصدَّقْ بدِينارٍ، فإنْ لم يجدْ فبنصفِ دينارٍ".
وقال: "مَن تَرك الجمعةَ من غيرِ عُذْرٍ فليتصدَّقْ بدينار
…
" إلى آخره.
رواه سَمُرَة بن جندب، هذا التصدُّقُ مستحَبٌّ؛ لرفعِ إثمِ تَرْكِ الجمعة.
* * *
966 -
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"الجمُعةُ على مَن سَمِعَ النداءَ".
قوله: "الجمعة على من سمع النداء"؛ يعني: الجمعةُ واجبةٌ على مَن كان بين وطنِه وبين الموضعِ الذي تُصلَّى فيه الجمعةُ مسافةٌ يسمعُ الأَذان بوطنه من ذلك الموضع.
* * *
967 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"الجمُعةُ على مَن آوَاهُ الليلُ إلى أهلِهِ"، ضعيف.
قوله: "الجمعةُ على مَن آواه الليلُ إلى أهلِه"؛ يعني: الجمعةُ واجبةٌ على مَن كان بين وطنِه وبيَن الموضعِ الذي تُصلَّى فيه الجمعةُ مسافةٌ يمكنُه الرجوعُ بعد أداء الجمعةِ إلى وطنِه قبلَ اللَّيلِ، وبهذا قال أبو حنيفة.