الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الألف والحاء المهملة
قاضي القضاة شمس الدين السروجي 637 - 710هـ، 1239 - 1310م
أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني بن أبي إسحاق، العلامة قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس السروجي الحنفي، قاضي قضاة الحنفية بالديار المصرية.
مولده بثونة: بليدة من عمل سروج، في سنة سبع وقيل تسع وثلاثين وستمائة، وقرأ الفقه على جماعة من العلماء الأعيان منهم قاضي القضاة صدر الدين سليمان بن أبي العز وهيب، وعلي ابن أبي الطاهر إسحاق وغيرهما، وسنده في الفقه في طبقته،
قرأ على الإمام صدر الدين سليمان عن الشيخ جمال الدين محمود الحصيري عن الإمام فخر الدين الحسن بن منصور قاضي خان عن الإمام ظهير الدين الحسن بن علي بن عبد العزيز المرغيناني عن الإمام سراج الأيمة برهان الدين عبد العزيز بن مازة، وشمس الدين محمد جد قاضي خان، كلاهما عن شمس الأئمة السرخسي عن الإمام أبي محمد عبد العزيز الحلواني عن أبي علي الحسن بن خضر النسفي عن الإمام أبي بكر محمد بن الفضل البخاري عن الإمام أبي حفص الكبير عن أبيه أبي حفص
الكبير عن محمد بن الحسن عن الإمام الأعظم رأس المجتهدين أبي حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه. انتهى.
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في ذيل تاريخ الإسلام: الإمام الأوحد القاضي وشيخ المذهب أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي الحنفي صاحب التصانيف المفيدة.
كان أحد الفقهاء الأذكياء، وتواليفه دالة على ذلك، عاش ثلاثا وسبعين سنة، عزله السلطان من الحكم لا لنقص فيه بل لقيامه في دولة الجاشنكير لما تسلطن، فصرف، وطلب ابن الحريري من دمشق فولي مكانه، واتفق أن السروجي جاءه الأجل بعد عزله بأيام قليلة دون الشهر.
وكان نبيلا وقورا، كثير المحاسن.
توفي في الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر يعني سنة عشر وسبعمائة، انتهى كلام الذهبي، رحمه الله.
وقال الإمام أحمد بن مكتوم القيسي الحنفي ما معناه: اتفق عزل قاضي القضاة شمس الدين رحمه الله بابن الحريري في يوم الأحد رابع شهر ربيع الآخرة وابتدأته مرضة الموت في يوم الأربعاء، وتوفى يوم الخميس الثاني والعشرين من الشهر المذكور وذلك في سنة عشر وسبعمائة، ودفن من يومه، رحمه الله، وصلى عليه قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة الشافعي، وهو يومئذ معزول بجمال الدين الزرعي، وكان الجمع عظيما إلى الغاية، انتهى كلام ابن مكتوم، رحمه الله.
وقال الحافظ عبد القادر في طبقاته: تولى القضاء بمصر، يعنى أول ولايته، بعد قاضي القضاة معز الدين نعمان بن الحسن، فلما تسلطن الملك المنصور لاجين.
عزله بقاضي القضاة حسام الدين، فلما قتل لاجين أعيد إلى أن حضر السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك فعزله بقاضي القضاة شمس الدين محمد ابن الحريري، أشخصه من دمشق فقدم إلى مصر في رابع عشر ربيع الأخر سنة عشر وسبعمائة، ومات بالمدرسة السيوفية بالقاهرة في يوم الخميس ثاني عشرين شهر رجب الفرد سنة عشر وسبعمائة.
قلت: الأقوال متفقة على السنة واليوم من وفاته، وخالف الحافظ عبد القادر في الشهر، والله أعلم.
ثم قال: ودفن بتربته بقرافة مصر جوار قبر الإمام الشافعي رضي الله عنه.
وكان مشاركا في علوم، وجمع وصنف، وأفتى ودرس، ووضع كتابا على الهداية سماه الغاية ولم يكمله، ثم قال الحافظ عبد القادر في أثناء ترجمته: فائدة اتفاقية اعتبارية لم يجر مثلها قط: في سنة بمصر - أعني سنة عشر وسبعمائة - مات سلطان مصر، وقاضيها إمام الحنيفة، ومفسرها، والمتكلم على القلوب، وواعظها، وشيخ شيوخها، وإمام الشافعية، ومحتسبها، وناظر جيشها، وأديبها: في ذي القعدة قتل السلطان الملك المظفر بيبرس، وفي رجب توفي قاضي القضاة صاحب الترجمة، وفي تاسع ذي القعدة مات الإمام عز الدين عبد العزيز