الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الملك الناصر صاحب اليمن 827هـ، 1423م
أحمد بن إسماعيل بن العباس بن علي بن داود يحيى بن عمر بن علي بن رسول، السلطان الملك الناصر بن الملك الأفضل بن الملك المجاهد بن الملك المؤيد بن الملك المظفر بن الملك المنصور، صاحب زبيد وعدن وتعز وجبلة وغيرهم من بلاد اليمن.
ملك بعد موت أبيه الملك الأشرف إسماعيل في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة، ولم تحمد سيرته، وكان من شرار بني رسول ملوك اليمن، وفي أيامه خربت غالب بلاد اليمن لكثرة ظلمه وعسفه، ولعدم سياسته وتدبيره، واستمر على ذلك إلى أن توفي سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة من ساقطة سقطت على حصنه المسمى قوارير خارج مدينة زبيد، فارتاع من سقوطها، وأقام أياما مريضا ملازما للفراش إلى أن مات، وملك بعده ممالك اليمن ابنه المنصور عبد الله، يأتي ذكر جماعة من آبائه وأجداده في محلهم إن شاء الله تعالى.
وسبب تسمية محمد برسول أنه كان نادم بعض خلفاء بني العباس ببغداد فترسل عنه إلى الأقطار فقيل الرسول حتى غلب عليه، ثم تحول من العراق إلى الشام فسكنها مدة، ثم قدم إلى القاهرة واتصل بملوك بني أيوب، وخرج بجماعته في خدمة المعظم توران شاه بن أيوب إلى اليمن فاستوطنها، فلما كانت أيام المسعود اطز وقيل أقيس، والأول أصح والثاني هو المشهور، بن الكامل محمد ابن العادل أبي بكر بن أيوب ولي الملك المسعود نور الدين عمر بن علي رسول المذكور الحصون الوصابية باليمن، ثم نقله بعده مدة إلى ولاية مكة المشرفة،
ورتب معه ثلاثمائة فارس، فحاربه الشريف حسن بن قتادة، فكسره، ثم عاد إلى اليمن، فاستنابه الملك المسعود على بلاد اليمن في نصف شهر رمضان سنة عشرين وستمائة عندما توجه من اليمن يريد مصر، وأخرج عنه صنعاء، واستناب بها أخاه بدر الدين حسن بن علي بن رسول، فلما قدم الملك المسعود من مصر إلى اليمن قبض على نور الدين واخوته: حسن، وفخر الدين أبي بكر، وشرف الدين موسى، نحوفا منهم، فإن نور الدين حارب مرغم الصوفي الثائر وغلبه، وبدر الدين حسن حارب الإمام الزيدي عز الدين محمد بن الإمام المنصور عبد الله بن حمزة، ثم أفرج المسعود عنهم وبعث باخوة نور الدين إلى مصر محتفظا بهم، وحلف نور الدين وولاه أتابك عسكره، ثم استنابه على جميع بلاد اليمن عندما رحل يريد الإقامة بالشام، وعهد إليه بالسلطنة، بعد موته، في بلاد اليمن وأوصاه أن لا يمكن من اليمن أحدا من بني أيوب، ومات الملك المسعود بمكة في عوده، فلم ينتقل نور الدين عن كونه نائبا عن السلطان الملك الكامل، وأخذ يولي الحصون لثقاتهم ويسجن من يتحوفه، فلما استوثق أمره حصر
حصن تعز في سنة ست وعشرين وأخذها إلى أن استولى على غالب بلاد اليمن، واستفحل أمره وملك صنعاء أيضا وغيرها، ولازال على ذلك إلى أن توفي قتيلا بيد مماليكه في ليلة السبت تاسع ذي القعدة سنة سبع وأربعين وستمائة، وملك بعده أبو بكر ابن أخيه الحسن إلى أن قدم المظفر ولده وملك إلى أن توفي بتعز بعد ما أقام ستا وأربعين سنة، في سنة أربع وتسعين، وقام من بعده ابنه الأشرف ممهد الدين، فثار أخوه داود عليه وأخذه، ومات الأشرف مسموما من جاريته في سنة ست وتسعين، فأقيم بعده المؤيد هزبر الدين داود حتى مات في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، فملك بعده ابنه المجاهد علي حتى مات سنة أربع وستين وسبعمائة، وملك بعده ابنه الأفضل عباس حتى مات في شعبان سنة ثمان وسبعين فقام من بعده الأشرف مجاهد الدين إسماعيل حتى مات في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة، فقام من بعده ابنه الناصر أحمد هذا صاحب الترجمة.