الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فسل من جفنيه بيض الصفاح
…
يبغي كفاح
فاثخن القلب المعنى
…
جراح
أصبحت مضنى وفؤادي عليل
في حب من أضحى بوصلو بخيل
كم قلت: دع هذا العتاب الطويل
أما تراني قد طرحت السلاح
…
أي إطراح
أحلى الهوى ما كان
…
بالإفتضاح
انتهت ترجمة ابن سهل، ولولا خشية الإطالة لذكرت من شعره اكثر من ذلك.
كاتب أرنان789 هـ، 1387م
إبراهيم الوزير، الصاحب شمس الدين المعروف بكاتب أرنان، وزير الديار المصرية.
قال الشيخ تقي الدين المقريزي: كان أصله من نصارى مصر، وأظهر الإسلام، وخدم في دواوين الأمراء حتى تعلق بخدمة الملك الظاهر برقوق وهو أمير فولاه نظر ديوانه، ثم فوض إليه الوزارة لما تسلطن، فنفذ الأمور ومشى الأحوال أحسن تمشية مع الغاية، مع وفور الحرمة، ونفوذ الكلمة، والتقلل في الملبس، وسائر أسبابه بحيث أنه كان كهيئة أوساط الكتاب، ودخل في الوزارة وأحوال الوزر غير مستقيمة، وليس للدولة حاصل من عين ولا غلة، وقد استأجر الأمراء النواحي بأجرة قليلة - عجلوها -، فكف أيدي الأمراء عن المتحصل، ومشى على القواعد القديمة، والقوانين المعروفة، فهابه الخاص والعام، وجدد مطابخ السكر، - ودواليب القنود -، ومات والحاصل ألف ألف درهم فضة وثلاثمائة ألف وستون ألف أردب غلة، وستة وثلاثون ألف رأس من الغنم، ومائة ألف طائر من الإوز والدجاج، وألفا قنطار من الزيت،
وأربعمائة قنطار ماء ورد، قيمة ذلك كله خمسمائة ألف دينار، انتهى كلام المقريزي رحمه الله.
قال قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني بمعنى قول المقريزي، إلا أنه زاد: وكان وزيرا ناهضا عارفا مدبرا، لم يأت بعد ابن قروينة مثله بل يفوقه، وأنه قبل أن يتولى الوزارة لم يرض أحد من القبط بالوزارة لعدم كون الحاصل تحت حكم الأمراء، ولما مات ترك هو من الموال شيئا كثيراً، انتهى كلام العيني.
قلت: ومع هذا كان لا يسلم من الملك الظاهر برقوق، بل كان كل قليل يجعل له مندوحة، ويأخذ منه ما شاء الله أن يأخذ من المال، بخلاف زماننا هذا، فإن فيه من المباشرين من هو أكثر مالا من أبن كاتب أرنان، بل ومن أبن قروينة أيضا، وهو يشكو إلى السلطان الفقر مع كثرة عمائره وعظيم بركة الذي لا مزيد عليه، والسلطان يدعو له بالبركة والتوسعة في الرزق، مع علمه بما أعلم، فهذا أعجب وأغرب.
توفى الصاحب شمس الدين المذكور في ليلة الثلاثاء سادس عشر شعبان سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة. انتهى.