الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: انتهت إليه رئاسة التجار في زمانه، وبلغ من الحظ في المتجر وسعة المال إلى الغاية، وكان عنده حشمة ومروءة، وخير ومعروف، وجدد عمارة جامع عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر القديمة، وبنى عدة أملاك تعرف به، ولم يزل على رئاسته إلى أن توفي يوم الأربعاء ثاني عشرين شهر ربيع الأول سنة ست وثمانمائة، وخلف مالا جزيلا، رحمه الله تعالى.
برهان الدين الجعبري 640 - 732هـ، 1242 - 1331م
إبراهيم بن عمر بن إبراهيم، الشيخ الإمام العلامة ذو الفنون، شيخ القراء، برهان الدين الجعبري الشافعي، بن مؤذن جعبر.
ولد في حدود الأربعين وستمائة، وسمع في حياة ابن خليل، وتلا ببغداد بالسبع على أبي الحسن الوجوهي صاحب الفخر الموصلي، وتلا بالعشر على المنتجب صاحب ابن كدي وأسند القراءات بالإجازة عن الشريف أبي البدر الداعي، وقرأ التعجيز حفظا على مؤلفه تاج الدين بن يونس، وسمع من جماعة.
وقدم إلى دمشق بفضائل ونزل بالسميساطية، وأعاد بالغزالية، وباحث وناظر، ثم ولي مشيخة الحرم بالخليل عليه السلام، فأقام بها بضعا وأربعين سنة، وصنف التصانيف، واشتهر ذكره.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: قرأت عليه نزهة البرزة في القراءات العشرة، وألف شرحا للشاطبية كبيراً، وشرحا للرائية، ونظم في الرسم روضة الطرائف، واختصر مختصر ابن الحاجب، ومقدمته في النحو، وكمل شرح المصنف للتعجيز، وله ضوابط كثيرة نظمها، وله كتاب الإفهام والإصابة في مصطلح الكتابة نظم، ويواقيت
المواقيت نظم، والسبيل الأحمد إلى علم الخليل بن أحمد، وتذكرة الحفاظ في مجتبه الألفاظ، وموعد الكرام لمولد عليه السلام، ومناقب الشافعي، وكتاب المناسك، والشرعة في القراءات السبعة، وله الدماثة في القراءات الثلاثة وشرحها، وعقود الجمان في تجود القرآن، وحدود الإتقان في تجويد القرآن والترصيع في علم البديع، والإيجاز في الألغاز، والاهتداء في الوقف والابتداء، انتهى كلام الذهبي.
وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي: رأيته مرة ببلد سيدنا الخليل عليه السلام، وسمعت كلامه، وكان حلو العبارة، ولم يتفق لي أن أروي عنه شيئا.
انتهى كلام الذهبي.
قلت: وذكره غير واحد وأثفى عليه وعلى علمه وفضله، وله شعر جيد، من ذلك قوله:
لما أعلن الله جلّ بلطفه
…
لم تسبني بجمالها البيضاء