الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محب الدين الطبري المكي 615 - 694هـ، 1218 - 1294م
أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم، العلامة شيخ الحجاز وعالمه، محب الدين أبو جعفر، وقيل أبو العباس، الطبري المكي الشافعي.
اختلف في مولده، قال الحافظ البرزالي: ولد بمكة في يوم الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة، وقوي كلام البرزالي الشيخ بهاء الدين عبد الله بن خليل المكي نقلاً عن غيره.
وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان: ولد في خامس عشرين جمادى الآخرة من السنة، وقيل غير ذلك.
ونشأ بمكة، وطلب العلم، وسمع بها، وقرأ على أبي الحسن علي بن المقير سنن
أبي داود عن الفضل بن سهل الإسفراييني عن الخطيب البغدادي، وسنن النسائي عن أبي الحسن علي بن أحمد اليزدي عن الدوني، والوسيط للواحدي سماعاً وقراءة عن أبي الفضل أحمد بن طاهر بن البهتي عنه، وبعض الجمع بين الصحيحين للحميدي قراءة لبعضه عن ابن البطي عنه، وبعض الغريب لأبي عبيدة سماعاً لبعضه عن
شهدة، والفصيح لثعلب عن ابن ناصر عن التبريزي، والغريب للعزيزي عن شهدة، وغير ذلك كثيراً، وعلي عبد الرحمن بن أبي زمي من أول صحيح البخاري إلى قصة كعب بن مالك، وقيل أنه سمعه كاملاً، وعلى عمي أبيه: تقي الدين علي بن أبي بكر الطبري وأخيه يعقوب صحيح البخاري، وعلي يعقوب بن أبي بكر الطبري جامع الترمذي، وعلي شرف الدين أبي الفضل المرسي صحيح ابن حبان، وعلي
أبي الحسن بن الجميزي الأربعين الثقفية، والأربعين البلدانية للسلفي، علي شعيب الزعفراني الأربعين البلدانية والأربعين الثقفية أيضاً، وعلي محي الدين محمد بن أحمد بن محمد بن أبي جرادة المعروف بابن العديم، وعلي ريحان بن عبد الله الشرفي السكيني جزء الأنصاري، وعلي شيخ الحرم نجم الدين بشير بن حامد التبريزي جزء الأنصاري أيضاً عن ابن سكينة، وكتاب التنبيه في الفقه عن ابن سكينة عن الأرموي عن المؤلف، وتفقه عليه، وعنه أخذ العلم، وعلى جماعة أخر من شيوخ مكة والقادمين إليها.
وأجاز له من بغداد ابن الخازن، وجماعة، مع آخرين من الشام ومصر.
وقال الشيخ جمال الدين الإسنائي في طبقاته: إنه تفقه بقوص على الشيخ مجد الدين القشيري.
انتهى كلام الإسنائي.
وذكر نحو ذلك القطب الحلبي في تاريخ مصر.
وحدث وخرج لنفسه أحاديث عوال.
قال أبو حيان: إنه وقع له وهم فاحش في القسم الأول وهو التساعي، وهو إسقاط رجل من الإسناد حتى صار له الحديث تساعياً في ظنه، انتهى.
قلت: وحدث مدة، وسمع عليه غير واحد من المشايخ والأعيان، منهم: القاضي جمال الدين الطبري في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وستمائة بالروضة بالمسجد النبوي، والمحدث عبيد الله بن عبد العزيز المهدوي مع القطب القسطلاني، ونجم الدين بن عبد الحميد، والشيخ علاء الدين العطار، والقاضي شمس الدين بن مسلم، والحافظ الدمياطي، وعلم الدين البرزالي، والقاضي نجم الدين الطبري، وقطب الدين الحلبي، وأثير الدين أبو حيان، وخلق كثير، آخرهم وفاة: عثمان
بن الصفى الطبري، وآخر أصحابه بالإجازة الشهاب الحنفي، وتفقه به أيضاً جماعة من أعيان مكة والقادمين إليها، وانتفع به الطلبة.
وكان وافر الحرمة، له مكانة عند الملك المظفر صاحب اليمن، وكان يسافر له اليمن ويسمع عليه المظفر هناك بعض مروياته وتواليفه.
وكان له مصنفات كثيرة منها: الأحكام الكبرى، وكتاب الكافي في غريب القرآن، وكتاب يتضمن ترتيب العزيزي على السور، مجلد أيضاً، وكتاب النخبة المدينة، جزء لطيف، وكتاب تفسير جامع، لم يتم، وكتاب مرسوم المصحف العثماني المدني، وكتاب الأحكام الوسطى، مجلد كبير، وكتاب الأحكام الصغرى، يتضمن ألف حديث وخمسة عشر حديثا، وكتاب سماه المحرر للملك المظفر، جمع فيه أحكام الصحيحين، ومختصرة المسمى بالعمدة، وكتاب الرياض النضرة في فضائل العشرة، مجلدان، وكتاب ذخائر العقبي في فضائل ذوي القربى، مجلد، وكتاب السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين، مجلد، وكتاب تقريب المرام في غريب القاسم بن سلام، مبوباً على حروف المعجم، مجلد مختصر، وكتاب الدر المنثور للملك المنصور، وكتاب غريب جامع الأصول، مجلد، وكتاب صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم على اختلاف طرقها وجميع طبقاتها،
وكتاب السيرة النبوية ووجوه المعاني في قوله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني حقاً، جزء، ومختصر عوارف المعارف للسهر وردى، مجلد، وكتاب في الفقه مجموع في الخلاف على طريق المتأخرين، مجلد، وشرح التنبيه، عشرة أسفار كبار، ونكت كبرى عليه، أربعة أسفار لطيفة، ونكت صغرى، لم يتم منها إلا مجلد، إلى الوكالة، وكتاب مختصر النبيه الأكبر، مجلد لطيف، ومختصرة الأصغر، أربع كراريس، وكتاب المسلك النبيه في تلخيص التنبيه، وكتاب تحرير التنبيه لكل طالب نبيه، ولعلهما الأولان، وكتاب مختصر المهذب، مجلدان لطيفان، وكتاب الطراز المذهب المحبر في تلخيص المذهب للملك المظفر، وله غير ذلك.
قال الشيخ تقي الدين الفاسي: وقد اختلف في وفاة المحب الطبري على أربعة أقوال، فقيل: كانت وفاته في الثلث الأخير من ليلة الثلاثاء ثاني جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وستمائة بمكة، ودفن بالمعلاه، كذا وجدت وفاته بخط بعض العصرين، ووجدت بخط القطب الحلبي في تاريخه أن علي بن عمر بن حمزة الحراني كتب إليه: أنه توفي في جمادى الآخرة من السنة المذكورة، وكذا
وجدت أيضا وفاته في تاريخ الذهبي وفي معجم البرزالي، وقد قيل غير ذلك.
انتهى كلام الفاسي.
قلت: وكان له نظم جيد، من ذلك قصيدته:
ما لطرفي عن الجمال براح
…
ولقلبي به غدّا ورواح
كل معنى يلوح في كل حسن
…
لي إليه تقلب وارتياح
ومنها:
فيهم يعشق الجمال ويهوى
…
ويشوقني الحمى وتهوى الملاح
وبهم يعذب الغرام ويحلو
…
ويطيب الثناء والامتداح
لا تلم يا خلي قلبي فيهم
…
ما على من هوى الملاح جناح
ويح قلبي وويح طرفي إلى كم
…
يكتم الحب والهوى فضاح
صاح عرج على العقيق وسلع
…
وقباب فيها الوجوه الصباح
وهي أكثر من هذه الأبيات.
انتهت ترجمة المحب الطبري، رحمه الله تعالى.