الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحافظ المزي، وابن أبي الشريشي، وابن تيمية، وأخوه أبو محمد، والمجد بن الصيرفي، والبرزالي، وأبو بكر بن شرف، وأجاز له للحافظ الذهبي وطائفة سواهم.
قال الحافظ الذهبي: سألت المزي عنه فقال: شيخ جليل متيقظ، تفرد بالرواية عن جماعة، وحدث سنين، وأضر بآخره، انتهى.
قلت وكانت وفاته في يوم عاشوراء سنة ثمان وسبعين وستمائة، رحمه الله تعالى.
الملك الأشرف صاحب الحصن 836هـ، 1432م
أحمد بن سليمان، الملك الأشرف شهاب الدين بن الملك العادل بن الملك المجاهد غازي بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن الأوحد عبد الله بن الملك المعظم توران شاه بن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل أبي المعالي محمد بن العادل أبي بكر بن نجم الدين أيوب بن شادي.
صاحب حصن كيفا، وأعمالها من دياربكر.
ولي الملك بعد وفاة والده الملك العادل سليمان في سنة سبع وعشرين وثمانمائة، وكان محبباً للرعية لوفور عقله، وحسن سياسته، ودينه، وكان عنده فضل ومشاركة في فنون، وله كرم وأفضال وشجاعة، وكان له ميل زائد إلى الأدب، وله نظم جيد.
ولما توجه الملك الأشرف برسباي في سنة ست وثلاثين وثمانمائة من الديار المصرية إلى آمد، ونزل عليها وحصرها، بلغة أن الأشرف هذا له غرض تام في اجتماعه به على آمد، فأرسل بريديا يطلبه، فلما حضر البريدي إليه، جمع الملك الأشرف أحمد هذا أكابر دولته واستشارهم، فأشاروا عليه بالتوجه إلى الملك الأشرف برسباي، فخرج المذكور من حصن كيفا بعد أيام قلائل، وصحب معه الهدايا والتحف، إلى أن كان في أثناء طريق آمد، والوقت آخر النهار، خاف أن تفوته صلاة العصر، فحرك فرسه وانفرد من جماعته في نفر قليل، وتقدم بهم ونزل في غابة، وتوضأ وأحرم، فقبل أن يتم صلاته خرج عليه جماعة من أعوان الأمير عثمان بن طرعلي الشهير بقرايلك واحتاطوا به، ورموا عليه بالسهام فأصابه
سهم في خاصرته، فلم يكترث لذلك، وأتم صلاته، ولما خرج من صلاته أخذ قوسه، وكان يجيد الرمي إلى الغاية، ورمى عليهم، فتكاثروا عليه بالرمي إلى أن أصابه سهم آخر وآخر، فقتل، ثم أدركه بعض عسكره وحملوه، وعادوا به إلى بلده الحصن. وقد مات من يومه، ودفن بالحصن من الغد، وذلك في شوال سنة ست وثلاثين وثمانمائة.
وتسلطن من بعده أكبر أولاده الملك الكامل خليل، وهو إلى يومنا هذا سلطان حصن كيفا.
ولما بلغ الملك الأشرف برسباي موته، وما وقع له، وهو على حصار مدينة آمد، عظم عليه ذلك إلى الغاية، ووجد عليه وجداً كثيراً.
وقتل الملك الأشرف أحمد هذا وهو في أوائل الكهولة.
حدثني جماعة من أصحابه أنه كان معتدل القامة، أسود اللحية، أخضر اللون، ظريفاً، رشيقاً يجيد اللعب بالكرة إلى الغاية، كثير الصيد والتنزه، على أنه كان شجاعاً مقداماً كريماُ، وله نظم رائق على ما قيل. رحمه الله تعالى.