الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستمر قاضيا خمس عشرة سنة، وحمدت سيرته إلى أن توفي بالقاهرة في يوم الأربعاء ثالث شهر رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
الحافظ برهان الدين الحلبي المعروف بالقوف 753 - 841هـ، 1352 - 1437م
إبراهيم بن محمد بن خليل، الشيخ الأمام الحافظ برهان الدين أبو إسحاق الحلبي سبط ابن العجمي.
مولده في ثاني عشرين شهر رجب سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بحلب، وبها نشأ وطلب العلم وقرأ الحديث على الشيخ كمال الدين عمر بن العجمي والمحدث شرف الدين الحسين بن عمر بن حبيب، وعلى القاضي كمال الدين عمر المعري،
وعلى الظهير بن العجمي، وعلى القاضي جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن العديم، وشهاب الدين أحمد بن عشائر، وابن عبد العزيز القاهري، وبدر الدين محمد بن بشر الحراني، وابن عبد الباقي الصوفي، والخطيب شهاب الدين بن الحنبلي الشافعي، وابني حبيب كمال الدين محمد وبدر الدين الحسن، وشهاب الدين
ابن النصيبي، وشهاب الدين بن المرحل، وسليمان الصابوني، ونور الدين ابن العديم، وشرف الدين أبي البركات موسى بن فياض المقدسي الحنبلي، والشيخ شمس الدين محمد بن علي شيخ جبرين بها وغيرهم.
قال: القاضي علاء الدين على بن خطيب الناصرية الحلبي في تاريخه: وقرأ النحو على الشيخين أبي جعفر وأبي عبد الله الأندلسي وغيرهما، واشتغل في الفقه
والقراءات والتصرف والبديع والتصوف، ورحل، سمع بحماه شرف بنت خطيب المنصورية عمة شيخنا أبي المحاسن يوسف، والقاضي الحنبلي، وبدمشق من ابن المحب الحافظ، وصلاح الدين بن أبي عمر، وابن راجح، وأبي الهول، وغيرهم، وبالقاهرة ناصر الدين الطبردار، وجويرية الهكارية وغيرهم.
ثم أخذ
علم الحديث بالقاهرة عن الحافظ كالحافظ زين الدين العراقي، والحافظ سراج الدين بن الملقن، وقرأ على الحافظ العراقي ألفيته في علم الحديث وغيرهم من مصنفاته، وقرأ أيضا على الشيخ العلامة الإمام شيخ الإسلام سراج الدين أبي حفص عمر البلقيني، وسمع بالإسكندرية والقدس وغزة، وبرع في ذلك، وعاد إلى حلب، وصنف وأشغل الطلبة، وهو شيخي عليه قرأت هذا الفن وبه انتفعت وبهديه أقتديت وبسلوكه تأدبت وعليه استفدت.
وهو شيخ إمام عالم عامل، حافظ ورع مفيدة، زاهد على طريق السلف الصالح، ليس مقبلا إلا على شأنه من الإشتغال والإشغال والافادة، لا يتردد إلى أحد، وأهل حلب يعظمونه ويعتقدون بركته، وغالب رؤسائها تلاميذه، وحدث بحلب، وحج في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، ثم عاد من الحجاز إلى حلب، واستمر على طريقته، وحدث بحلب، وسمع عليه جماعة كثيرون منهم الإمام الحافظ قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن حجر قاضي الديار المصرية، قدم
حلب سنة ست وثلاثين وثمانمائة، والمحدث الإمام شمس الدين بن ناصر الدين محدث دمشق وحافظها قدم حلب في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، ورحل إليه الطلبة واشتغل عليه كثير من الناس، وانفرد بأشياء سماعا منها مشيخة الفخر بن البخاري وغيرها، وصار رحلة الآفاق وهو على حاله، واصلا من الإشتغال دائما، وعلى طريقة السلف، انتهى كلام ابن خطيب الناصرية.
قلت: كان إماما حافظا، بارعا مفيدا، سمع الكثير، وألف التواليف الحسنة المفيدة، وكتب على صحيح البخاري، وعلى السيرة النبوية لابن سيد الناس، وعلى كتاب الشفا للقاضي عياض، وصنف نهاية السؤل في رواية الستة الأصول، وشرح سنن ابن ماجة، وذيل على كتاب الميزان للذهبي.
ورأيته أنا أيضا بحلب في سنة ست وثلاثين وثمانمائة، ولم يتفق لي أن أروي عنه شيئا، ولكن اجتمعت بغالب طلبته، وممن تخرج به، والجميع يثنون على علمه وفضله وحفظه، واستمر بعد ذلك بحلب إلى أن توفي ضحى يوم الاثنين