الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شمس الدين الحلبي الخابوري 600 - 690هـ، 1203 - 1291م
أحمد بن عبد الله بن الزبير، الإمام المقرئ المجود شمس الدين الحلبي الخابوري.
مولده بالخابور سنة ستمائة، خطيب حلب.
كان إماماً فاضلاً ماهراً، محرراً للقراءات ووجوهها وعللها، وكان مليح الشكل، قوي الكتابة، قرأ القراءات على السخاوي، وغيره، وسمع بحران من الخطيب فخر الدين بن تيمية، وبحلب من أبي محمد بن الأستاذ، ويحي بن الدامغاني، وابن روزبة، وببغداد من عبد السلام الداهري، وبدمشق من أبي صادق بن صباح، وأسند عنه القراءات والشاطية الشيخ يحي المنبجي، ورواها عنه
سنة أربع وستين وستمائة، وذلك قبل موته بدهر، وسمع منه الحافظ جمال الدين المزي، وابن الظاهري، وولده أبو عمرو، والبرزالي، وابن سامة وغيرهم.
وكان له محاسن وظرف ونوادر وخلاعة، وله في ذلك حكايات لطيفة منها: أنه كان في أيام قراسنقر نائب حلب مستوفي على الأوقاف يهودي، فضايق الفقهاء، وأهل الأوقاف وشدد عليهم، فشكوه إلى قراسنقر فعزله، ثم إنه سعى وبرطل وولي، وعاملهم أشد من الأول فشكوه فعزله، ثم ولي فشكوه فعزله، ثم سعى وتولى، فاجتمع الفقهاء وقالوا ما لنا في الخلاص منه إلا الخطيب، فجاءوا إليه، فقال: ما أصنع بهذا الكلب ابن الكلب؟ فقالوا: ما له غيرك، فقال: يدبر الله، وأمر غلامه أن يأخذ سجادته ودواة وأقلاماً وورقاً ومصحفاً على كرسي، وقال له: توجه بهذا إلى كنيسة اليهود وافرش لي السجادة، وكان ذلك بعد عصر الجمعة.
فحضر الشيخ إلى الكنيسة، وجلس على السجادة وفتح المصحف من أوله وأخذ يكتب، فجاءوه اليهود ورأوه، وما أمكنهم يقولون له شيئاً لأنه خطيب